زراعة الأسنان

نبذة عن زراعة الأسنان

غَزَت عمليات زراعة الأسنان العالم بشكلٍ مَهول في العقود الأخيرة، إذ أصبحت تتصدّر قائمة العلاجات الأكثر طلبًا وإقبالًا لدى كثيرٍ من الدول في ظلِّ ما شهِدته من تطوُّرٍ مدعوم بأدلّة علميّة أسفر عن ولادة تقنيات جديدة زادت رضا المرضى عن الشكل النهائي لأسنانهم، إذ قدّمت زراعة الأسنان حلولًا كَفَت المُقبلين عليها العديد من المشاكل التي سبَق وأن رافقت معظمهم نتيجة فقدان أسنانهم واعتمادهم على واحدة من الخيارات العلاجيّة -أو التجميليّة- التي ظلَّت مُتاحة لدى أطبّاء الأسنان حِينًا من الزمن.

تُعدّ الأسنان أحد أهم الأجزاء التي يحتاجها الجسم للاستفادة من الطعام، فهي تتكفَّل بتقديمه لبقيّة أعضاء الجهاز الهضمي بأبسط صورة ممكنة، ليتمكَّن بعد ذلك من هضمه واستخلاص المعادن والفيتامينات والمواد الغذائيّة التي تعجّ بها معظم أصناف الطعام ممّا يحتاجه الجسم لضمان استمراريّة أداؤه لجميع مهامه ووظائفه بالكفاءة المطلوبة.

استطاعت زراعة الأسنان التغلُّب على باقي التقنيات في ذات المجال مثل جسور الأسنان أو أطقم الأسنان أو غيرهما، وذلك لِما تتمتَّع بها من مزايا تُؤِّهلها لتحتَّل الصفّ الأول، فهي تؤمّن للمريض أسنانًا ثابتة غير قابلة للحركة أثناء مضغ الطعام، أيضًا هي عمليّة آمنة ونتائجها تدوم لفترة طويلة في حال الحِرص على العناية بنظافة الأسنان الجديدة، إلى جانب هذا وذاك فإنّها تُضفي مظهرًا جماليًا للوجه يُعيد رَونق الابتسامة الغائبة  نتيجة فَقد الأسنان الطبيعيّة.

غالبًا ما يعتمد جرّاح الفك والأسنان على تركيب زَرعاتٍ من التيتانيوم (عنصر خامل لا يُولِّد ردود فعل مناعيّة من الجسم) داخل عظام الفك -السُفلي أو العُلوي- مكان جذر السّن الذي سبَق التخلُّص منه، ليتمكّن بعدها من تثبيت الأسنان "المُصنّعة" على هذه الزَرعات، ما يُتيح للمريض فرصة العودة لاستعمال كافّة أسنانه مرة أُخرى وتوزيع الضغط على كامل الفكّ أثناء المَضغ واستخدامها كما لو كانت طبيعيّة[1][2][3]

 

استشارة عبر الانترنت مع اختصاصي زراعة الأسنان

تاريخ زراعة الأسنان

على الرغم من أنّ العقود الأخيرة شهِدت إقبالًا شديدًا على زراعة الأسنان، إلّا أنّ هذه التقنية ليست وليدة الأمس القريب، إذ يحتضن متحف "بيبودي لعلم الآثار والأجناس" في جامعة هارفارد الأمريكيّة أجزاءً من فكٍّ سُفليّ يُعتقَد بأنّه ينتمي للفترة ما بين القرن السابع والقرن الثامن للميلاد، وبعد تحليل بقايا الفكّ ودراسته جيدًا أشار الباحثون إلى أنّه قد سَبَق إخضاعه لعمليّة تمّ فيها استبدال 3 أسنان من القواطع السُفليّة بقِطَعٍ من قشور العظام الوتديّة أو الإسفينيّة، أشارت النتائج أيضًا إلى أنّهم استعانوا بأدواتٍ بدائيّة بُغية إتمام مثل هذه الإجراءات، برفقة أدواتٍ أُخرى لملء الفجوات في الأسنان مُعتمدِين في ذلك على طُعومٍ أو حشوات مصنوعة بدقّة من المعادن مُتعدّدة الألوان، مثل: الفيروز، الكوارتز، حجر الحيّة والزنجفر (السنابار)، والثابت من كل هذا بأنّ الحشوات المصنوعة من المعادن السابق ذِكرها استطاعت احتمال العوامل والظروف الجويّة والصمود مئات السنين ليتمكّن لاحقًا علماء الآثار من دراستها والتوصُّل لمعلوماتٍ تُثري جهود الباحثين في طريقهم لاعتماد المعدن الأكفأ في زراعات الأسنان.

بعد ذلك توالت الاجتهادات المَبنيَّة على تجارب عديدة سبق وأن استهدفت دراسة طبيعة المادة التي قد تحمل المُواصفات المُثلَى، لاستخدامها إمّا في الحشوات السِنيّة أو لتعويض الأسنان المفقودة بواسطة زراعة الأسنان، وقد خضعت الكثير من المعادن للتجربة والتمحيص، منها: الذهب، الرصاص والبورسلان، كانت العيوب والسلبيّات التي رافقت كُل معدن تُوحي بفكرة مُحسّنة تَلي سابقتها وتحتَّل مكانها، إلى أن شهِدت خمسينيّات القرن العشرين -تحديدًا عام 1952- ولادة زراعة الأسنان الحديثة على يد جرّاح العِظام السويدي Per-Ingvar Branemark، الذي اكتشف بأنّ التيتانيوم يستطيع الالتحام مع العظم بشكلٍ جيّد دون أن يرفض الجسم هذا العُنصر الغريب عنه، وذلك أثناء إجرائه لأحَد تجاربه على عظام الساق في الأرانب؛ فهو لم يتمكَّن من إزالة حُجراتٍ من التيتانيوم زرعها سابقًا في العظم، إذ لاحظ درجة التحامها العالية مع العظم المُحيط دون أيّ مُضاعفات، أطلق على هذه العمليّة بِما يُعرَف بالالتحام العظمي Osseointegration، لاحقًا أوصَى باعتماد التيتانيوم كداعمٍ أساسيّ لتثبيت الأسنان المَزروعة في عظم الفك، وبعد سلسلة من المُحاولات استطاع إثبات قابليّة استخدام التيتانيوم في زراعة الأسنان وقدّم اكتشافه هذا لأطبّاء الأسنان في مؤتمرٍ عُقِد في تورينتو عام 1982، يُعد "برانمارك" رائد زراعة الأسنان بشكلها الحديث، وتقديرًا لإنجازه في هذا المجال لُقِّب بــِ "أب طب الأسنان الحديث".[4][5][6]

فوائد ومميزات زراعة الأسنان

تمتاز تقنية زراعة الأسنان بفوائد عديدة، منها: [7][8][9]

  • سهولة المَضغ دون الشعور بألم أو خلخلة في الأسنان كما في الطُرق العلاجيّة الأُخرى.
  • الحِفاظ على الأسنان المُجاورة للزرعات السنيّة وعدم الحاجة لإجراء أيّ تغييرات عليها، ما يُحافظ على صحّة الفَم والأسنان بشكلٍ عام مقارنةً مع الحلول الأُخرى مثل التركيبات السنيّة أو الجسور.
  • تحسين مظهر الفَم وشكل الابتسامة والوَجه عمومًا؛ نتيجة تركيب أسنان تتشابه إلى حدٍ كبير مع الأسنان الطبيعيّة، ما يُعزّز الثقة بالنفس ويُعطي شعورًا أكبر بالسعادة لدى مُعظم ممَّن يلجؤون للزراعة.
  • المتانة وطول الفترة التي تستطيع فيها الزَرعات السنيّة الصمود داخل الفَم، فعُمرها الافتراضي طويل نوعًا ما، إذ من الممكن أن تُرافق هذه الزرعات الشخص طَوَال حياته، إذا ما اعتنى بها جيدًا.
  • تحسين النُطق؛ إذ إنّ استخدام الزرعات السنيّة يُجنّب الشخص التعرُّض لحرَج الغمغمة أو تداخل مخارج الحروف الذي قد يُصاحب تركيب أطقم الأسنان أو بعض التركيبات السنيّة الأُخرى التي قد تنزلق أثناء التحدُّث.
  • نِسبة نجاح زراعة الأسنان -التقليديّة- تصِل لغاية 97%.
     

استشارة اون لاين مع طبيب اسنان

استشارة اونلاين مع اختصاصي زراعة اسنان

الفرق بين زراعة الأسنان التقليديّة وزراعة الأسنان الفوريّة

يوَدُّ الكثيرون ممّن خسروا بعض أسنانهم أو جُلّها لو يتّم اختزال الفترة اللازمة لالتحام العظم مع الزرعات والتي غالبًا ما تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، والحصول على أسنان جديدة فَور خسارة التالفة، وعلى الرغم من أنّ ذلك لا يُمكن تحقيقه في جميع الحالات، إلّا أنّ ذلك أضحى قابلًا للتطبيق على فئة مُعيّنة بِما بات يُعرَف بزراعة الأسنان الفوريّة Immediate dental implant، وتُعرَّف زراعة الأسنان الفوريّة على أنّها زراعة وتثبيت أسنان دائمة عِوضًا عن المفقودة فَور إزالتها، أيّ في ذات الجَلسة.

Schulte و Heimke عام 1976 كانا أوّل مَن وصَف زراعة الأسنان الفوريّة، وعلى الرغم من اللغط الذي يُثار حول زراعة الأسنان الفوريّة، إلّا أنّ الدراسات والأبحاث تشير إلى إمكانيّة نجاح زراعة الأسنان إذا ما طُبِّقت مجموعة من المواصفات والمعايير المُعتَمدة على فئة مُنتقاة من الأشخاص، ما يرفع بذلك نسبة نجاح زراعة الأسنان الفوريّة لديهم بنسبة تتراوح بين 92% إلى 100%. [10][11]

 يحرص اختصاصي طب وجراحة الفم والأسنان على مُراعاة مجموعة من الشروط قبل إقرار قابليّة إجراء زراعة الأسنان الفوريّة من عدمها، إذ إنّ التحقُّق من كثافة العظم بمستوى يكفي لأن يحتمل الزَرعة الفوريّة في فكّ المريض يُعدّ أمرًا ضروريًا كإجراءٍ تحضيري قبل المِضيّ بالزراعة، وإلّا فإنّ سلسلةً من الخطوات المُعقّدة ستلحق بهذه الخطوة بُغية إصلاح ما تمّ إتلافه إذا لم يُراعَى هذا الشرط وغيره بدقّة، وتحظَى زراعة الأسنان الفوريّة بقَبولٍ لدى الكثير من المرضى لِما لها من فوائد تُعزّز الإقبال عليها، إلّا أنّها لا تنطبق على جميع الراغبين بذلك كما سبق توضيحه.

 

مُميّزات زراعة الأسنان الفوريّة: [10][11][12]

  • الحِفاظ على حرف العظم Bone ridge (الجزء الناتىء من العظم) الموجود في موقع أو مَغرَز السّن بعد خلعه وتجنُّب اضمحلاله؛ إذ إنّه وبعد إزالة السّن يبدأ حجم حرف العظم بالتضاؤل بشكلٍ مُتسارع خلال 6 أشهر نتيجةً للارتشاف العظمي Bone resorption (عمليّة يتحلّل خلالها العظم ويتّم امتصاصه)، بعد ذلك ينخفض معدل تضاؤله تدريجيًا ويحدث بوتيرةٍ أبطأ ما يُؤثّر على كتلة عظم الفك ويُقلّصها مع الوقت.
  • يُوفِّر على المريض عناء الانتظار فترة 3 أشهر على الأقل إلى حين التحام العظم، وهي المُدّة المُعتَمدة في معظم حالات زراعة الأسنان التقليديّة.
  • يُجنِّب المريض الخضوع لسلسلة عمليات مُصغَّرة (في اللثّة) ضمن زيارات مُنفصلة ومُتعدّدة لعيادة طبيب الأسنان.

تُشير الدراسات والتحليلات في هذا الشأن إلى أنّ التهابات اللثّة أو تقلُّص ارتفاع العظم في الموقع المُراد زراعة الأسنان فيه يمنع زراعة الأسنان الفوريّة وتُؤجّل الزراعة بذلك من 4 إلى 6 أشهر.

أيضًا يحرص أطبّاء الأسنان المُختّصين في زراعة الأسنان، على التحقُّق من توافر مجموعة من الشروط لضمان نجاح الزراعة الفوريّة للأسنان، منها: [13][14][15]

  • تقييم إطباق فكّي المريض ونمط التآكل الممكن في المرحلة التحضيريّة قبل البدء بالزراعة.
  • الاعتماد على زيادة عدد الزرعات السنيّة لضمان توزيع الضغط أثناء مضغ الطعام على كافّة الأسنان.
  • التحقُّق فيما إذا كان المريض يُعاني من عادات غير مُحبّبة قد تُقلّل من نجاح الزرعات السنيّة الفوريّة، مثل اصطكاك الأسنان أو المَضغ العنيف أو القوي.
  • ضمان التزام المريض بنظافة أسنانه والاعتناء بها جيدًا بعد الانتهاء من الزراعة.
     

عيوب زراعة الأسنان الفوريّة[16][17]

  • نسبة فشل الزرعات السنيّة الفوريّة عالية.
  • عدم القدرة على التنبؤ بالمستويات المُتوقعة للأنسجة الصلبة والليّنة (الرخوة) المتواجدة في موضع زراعة الاسنان.
  • صعوبة الحِفاظ على استقرار الزرعات وثباتها.
  • التعرُّض لخطر انحسار الأغشية المُخاطيّة Mucosal recession في موضع زراعة الأسنان بنِسَب مرتفعة.

التحضيرات اللازمة قبل زراعة الأسنان

قبل البدء بزراعة الأسنان يخضع المريض لسلسلة من الإجراءات التحضيريّة، تضُم كُل من: [1][18]

  • معرفة التاريخ المَرَضي.
  • الفحص السريري لتقييم الصحة الجسديّة والنفسيّة.
  • فحص شامل للفَم لتقييم حالة اللثّة، الأنسجة والأسنان الموجودة.
  • التحقُّق من الأسنان المجاورة للمواقع المُراد زراعة الأسنان فيها، وتوكيد سلامتها حتى لا تؤثِّر على الزرعات السنيّة الجديدة.
  • صورة للفّك والأسنان بالأشعة السينيّة X-rays و/أو الأشعة المقطعيّة المُحوسبة CT، يتحدّد نوع صورة الأشعة المطلوبة اعتمادًا على التشخيص المبدئي وتقييم طبيب الأسنان لنوع الصورة التي يحتاجها المريض، بغرض الكشف عن أجزاء مُعيّنة بدقّة أكبر لتحديد ماهيّة الخطوة القادمة.
  • صورة ثلاثية الأبعاد للفك والأسنان أو صورة بانوراما.

يتحتّم على المريض إخبار اختصاصي جراحة الفم والأسنان عن الأمراض التي يُعاني منها أو الأدوية والمُكمّلات الغذائيّة التي يتناولها قبل المِضيّ بإجراءات زراعة الأسنان؛ حِرصًا على سلامة المريض ولتجنُّب أيّ مُضاعفات قد تحدُث في مثل هذه الحالات.

شروط زراعة الأسنان

يحرِص أطبّاء الأسنان على التحقُّق من توافر مجموعة شروط في الشخص الراغب بإجراء زراعة الأسنان، وذلك لضمان نجاح زرعات الأسنان والحصول على نتائج مُرضِية لكِلا الطرفين، لِذا فإنّ عديدًا من الشروط يجب توافرها، أهمّها: [8][9]

  1. أن يتمتّع الشخص بصحّة جيّدة وأن لا يُعاني من أيّ مشاكل صحيّة تحُول دون نجاح زراعة الأسنان، مثل: الأمراض الخارجة عن السيطرة كالسكري غير المُنضبط، أمراض اللثّة أو تلف الموضع المُفتَرَض تثبيت زرعات الأسنان فيه، تُضَاف إليهم أمراض السرطان والخضوع لأحَد علاجاته كالكيميائي أو الإشعاعي.
  2. الامتناع عن التدخين.
  3. سلامة اللثّة.
  4. أن تكون كثافة عظم الفك جيّدة وبمستوى يسمح بزراعة الأسنان.
  5. القدرة على الالتزام بمواعيد الجلسات المُقرّرة في عيادة طبيب الأسنان.

مراحل وخطوات زراعة الأسنان

تشتمل خطوات أو مراحل زراعة الأسنان على كل من الآتية: [19][20]

  1. في الزيارة الأُولى يقوم جرّاح الفم والأسنان بمعاينة فكّي المريض وتقييم أماكن الزرعات في اللثّة والعظم، إضافة إلى إجراء فحوصات للكشف الدقيق عن الحالة (تتضمّن التصوير الإشاعي) وعمل خطّة زمنيّة بالاتفّاق مع المريض تُبيّن توقيت البدء بتثبيت الزرعات والخطوات اللاحقة المُزمع إجراءها بناءً على التشخيص.

يُمكن أن تتخلّل الخطوة التحضيريّة لزراعة الأسنان على ما يُعرَف بتطعيم العظم Bone graft ؛ إذ إنّ البعض قد يُعاني من انخفاض كثافة العظم -هشاشته- ما يُعيق تثبيت أيّ زرعات في عظم أحَد الفكّين، تُحَل هذه المُشكلة من خلال زراعة العظم أو تطعيمه إمّا بالاستعانة بأنسجة صِناعيّة أو حيويّة من مُتبرّع، يتطلّب هذا الإجراء فترة انتظار تُقارِب 6 أشهر حتى يكتمل نموّ العظم، تُستكمَل بعدها زراعة الأسنان بخطواتها الاعتياديّة.

مُشكلة أُخرى قد تُواجِه اختصاصيي زراعة الأسنان قبل الزراعة في الفك العُلوي، إذ يمكن أن تقِف الجيوب الأنفيّة عائقًا أمام تطعيم العظم بالقَدر الكافي، لِذا يلجأ اختصاصي زراعة الأسنان إلى رفع قاع الجيوب الأنفيّة Sinus left المُتمركزة داخل العظام الأماميّة للجُمجمة ليتسنّى له إضافة طُعوم العظم اللازمة لتثبيت الزرعات السنيّة المطلوبة.

في حال تواجُد عظم قويّ وصلب يُوافق معايير زراعة الأسنان وبقيّة الشروط الأُخرى، تُستكمَل زراعة الأسنان عبر الإجراءات التالية: 

  1. الزيارة الثانية، يخضَع المريض للتخدير الموضعي وأحيانًا يُعطَى مُهدّىء عام عبر الوريد لمزيدٍ من الراحة وحتى لا يشعر بألم زراعة الأسنان أثناء إجراء ذلك، ثمّ يتّم تثبيت الزرعات في عظم الفكّ -مكان السّن المفقود- باستخدام مِثقَب خاص يلي ذلك وضع أغطية خاصّة على الزرعات إلى حين التئامها والتحامها جيدًا مع العظم، ينتظر المريض بعد ذلك مدّة 3 أشهر تقريبًا إلى حين الالتئام الكامل، يُمكن أن يستغرق البعض فترة أطول تُقارب 6 أشهر بحسب طبيعة العظم في الفك.

لغايات تجميليّة، يُمكن تركيب أسنان مُتحرّكة مؤقتة على مُثبّتات الزرعات إلى حين التحامها مع العظم، خصوصًا في حال كان عدد الزرعات كبيرًا وتمركَز مُعظمها في مُقدّمة الفك.

  1. الزيارة الثالثة بعد 3 إلى 6 أشهر تقريبًا،  يتحقّق جرّاح الفم والأسنان أولًا من التحام الزرعات مع العظم حولها وثباتها، يشّق اللّثة ويضَع الدعامة Abutment على الزرعات، تُشبه في شكلها البُرغي وتُثبَّت داخل الزرعة لتحمِل لاحقًا السّن أو التاج Crown في صورته النهائيّة، يُذكَر بأنّ تركيب التاج أو التلبيسة النهائيّة على الزرعة يجب أن يكون دقيقًا ومُتقنًا بحيث لا يترك أيّ فراغ يسمح مستقبلًا بتجمُّع بقايا الطعام والتسبّب بعديد المشاكل التي قد تؤدّي إلى فشل الزرعات. 
  2. قد تلحَق الزيارة الثالثة عدد من الزيارات الأُخرى المُتتالية، تشتمل على تحديد قياسات الأسنان عبر أخذ طبعة لها في قالب خاص، ثم تجربتها على الزَرعات "بروفة"، وبعد ذلك تركيب الأسنان عليها.

أنواع الزرعات أو الغرسات السنيّة

تنقسم الزرعات السنيّة إلى أنواع مختلفة تعتمد على موقع تثبيتها وعلى المادة التي تمّ تصنيعها منها، كالتالي:  [7][21][22]

  1. الزرعات التي يتّم تثبيتها داخل عظم الفك (Endosteal): وهي أكثر أنواع زرعات الأسنان شُيوعًا، غالبًا تكون مصنوعة من التيتانيوم وتُشبه البراغي الصغيرة، وهي تُعدّ آمنة وذات نتائج مُرضيَة إلى حدٍ كبير، إذ تبقى ثابتة في مكانها -إذا ما زُرِعَت بالطريقة الصحيحة- لفترة طويلة.
  2. الزرعات التي يتّم تثبيتها تحت سِمحاق العظم (Subperiosteal) ؛ بمعنى أنّها ترتكز على عظم الفك من الأعلى أو تحت اللثّة، وهي نادرًا ما تُستخدَم؛ يلجأ اختصاصيي طب وجراحة الفم والأسنان لهذا النّوع من زرعات الأسنان في الحالات التي يُعاني أصحابها من مشاكل في كثافة العظم ولا يرغبون بإجراء تطعيم أو زراعة للعظم، أكثر استخداماتها شُيوعًا في حالات تثبيت أطقم الأسنان.

    استشارة اونلاين مع اختصاصي طب وجراحة الفم والاسنان

أسعار زراعة الأسنان

يعتمد تحديد أسعار زراعة الأسنان على عدّة عوامل، إذ تختلف التكلفة من شخصٍ لآخر بحسب ما تقتضيه الحالة، فأحيانًا قد يحتاج شخص ما لعددٍ من الجلسات تفوق حاجة شخصٍ آخر، إلى جانب عدد الزَرعات والإجراء المُتبَّع أثناء زراعة الأسنان والإجراءات الإضافيّة التي قد يحتاجها المريض من زراعة العظم أو رفع الجيوب.

إضافةً للعوامل الآنفة الذِكر، تتذبذب أسعار زراعة الأسنان من بلدٍ لآخر وفقًا لتكاليف الإقامة والتنقُّلات وما إلى ذلك من المصاريف الإضافيّة التي قد تُستحدَث، تاليًا نبذة عن الأسعار التقريبيّة لزراعة الأسنان في مجموعة من البلدان حول العالم: [23]

البلد

السعر التقريبي

الاردن

$450-$250 

أمريكا

$6000

بريطانيا

$3800

كندا

$2000

تركيا

$560

المكسيك

$960

تايلند

$880

*يتّم تحديث الأسعار من فترة لأُخرى وفقًا للمُستجدّات في عالم طب الأسنان.

مخاطر زراعة الأسنان

على الرغم من نسب النجاح العالية جدًا التي تسجّلها عمليات زراعة الأسنان، إلّا أنّها قد تفشل أحيانًا بسبب بعض المُضاعفات أو المشاكل التي قد تحدث أثناء الزراعة أو بعدها، من المضاعفات والمخاطر التي قد ترافق زراعة الأسنان:[24][25]

  • التهاب الأنسجة المُحيطة بالزرعات يُرافقه ألَم وانتفاخ، ما يؤدّي أحيانًا إلى خروج الزَرعة من مكانها.
  • سخونة العظم أثناء عملية الزراعة ما يُسبّب موت الخلايا بداخله، بالتالي عدم قدرة الزرعات على الثبات داخل العظم.
  • قُرب الزرعات من الجيوب الأنفيّة (في الفك العُلوي) ما يؤدّي إلى انغراسها في محيط مخاطي، مُسبّبًا عدم ثباتها واحتماليّة خروجها من مكانها.
  • فقدان تدريجي للعظم في بعض الحالات.
  • تلف الأعصاب المُجاورة؛ ما يتسبّب بالشعور بتنميل أو خدَر طفيف أو كامل في المنطقة المُصابة.
  • التهاب الأعصاب؛ ما يُسبّب تهيُّج دائم بها وإمكانيّة مهاجمة الجسم للزرعات ورفضها، يترافق ذلك مع شعور بخَدَر ووخز في اللثّة والشّفاه.
  • كسر في الزرعات؛ بسبب الحمولة الزائدة عليها أثناء هضم الطعام.
  • مُضاعفات مُرتبطة بزراعة الأسنان المُترافقة مع رفع جَيب الفك العُلوي، إذ من الممكن أن يحدُث ثُقب في الغِشاء المُحيط بجَيب الفك العُلوي متيحًا الفرصة لدُخول البكتيريا وانتشارها، بالتالي ارتفاع نسبة الإصابة بالتهاب حول الزَرعات الجديدة، القريبة من المنطقة أو حدوث التهابات في الجيوب يُصاحبها احتقان في الأنف وصداع.
  • إلحاق الضرر بالأسنان المُجاورة؛ إذ إنّ عدم مُراعاة حجم الزرعات نسبةً إلى ما يُجاورها من أسنان وجذور قد يؤدّي إلى إتلاف الأسنان المُجاورة.
  • تلَف الأوعية الدمويّة في موقع زراعة الأسنان.
  • ظهور الأسنان بشكل غير لائق أو مرغوب، نتيجة تركيب الزّرعات باتجاه غير مُتَسِّق مع بقيّة الأسنان.
  • فشل المادة اللاصقة في أداء وظيفتها، ما قد يؤدّي إلى خلخلة الزرعات.
  • نزيف وانتفاخ يستمر لأكثر من 3 أيام أحيانًا.

ما بعد زراعة الأسنان

بعد الانتهاء من جلسات زراعة الأسنان المُتكرّرة على مدى أشهر، يشعر المريض براحة بعد معاناته بسبب فقدان أسنانه لفترة ليست بالقصيرة، إذ يصبح بإمكانه استخدام الأسنان الجديدة بشكلٍ طبيعي لمَضغ الطعام، إضافة إلى الانعكاس الإيجابي الذي تتركه الأسنان الجديدة على نفسيّة المريض؛ إذ يشعر بثقة أكبر نتيجة تحسُّن المظهر العام للوَجه.

غالبًا تترافق الأيام الأُولى بعد زراعة الأسنان مع ألَم وانتفاخ، يُمكن السيطرة على الألم بتناول بعض المُسكّنات مثل "ايبوبروفين Ibuprofen"، في غالب الحالات يُفضَّل أطبّاء الأسنان الابتعاد عن تناول الأسبرين أو تلك التي تحتوي عليه لتخفيف خطر الإصابة بالنزيف موضع الزراعة، أيضًا قد تبدو المنطقة المُحيطة بالزرعات مُتورّمة ومُنتفخة في الأيام القلائل الأُولى، وهو يُعدّ أمرًا طبيعيًا سُرعان ما يزول بشكلٍ تدريجيّ، يُمكن التخفيف منه بوضع كمّادات باردة أو ثلج على المنطقة المُتورِّمة لمدّة 20 دقيقة.

يوصي جرّاح الفم والأسنان مريضه ببعض النصائح والتعليمات التي من شانها أن تُجنِّب المريض المُضاعفات وترفع من معدل نجاح الزرعات في حال التزامه بها، وهي تشمل أولًا العناية المستمرة بنظافة الأسنان باستخدام الفرشاة والمعجون، تحريكها برفق بالقرب من تواجد الزرعات دون المساس بالشقوق (جروح العملية) خلال الفترة الأُولى؛ إلى جانب المواظبة على المضمضة بغسُول مُضادّ للبكتيريا والجراثيم أو بالماء الدافىء والملح (لمرتين أو ثلاث مرات خلال اليوم) لحماية زرعات الأسنان من التلف، أيضًا يُفضّل استعمال خَيط الأسنان لإزالة بقايا الأطعمة بعد كل وجبة طعام -تقريبًا- ما يُساعد في الحفاظ على الأسنان المزروعة لمدّة أطول. [8][26]

نصائح ما بعد زراعة الأسنان

غالبًا ما يُنصَح باتبّاع مجموعة من الإرشادات التي من شأنها أن تعزّز حماية الزرعات السنيّة من أيّ من الأمراض والآفات التي قد تُؤثِّر بها، خصوصًا لدى بعض الأشخاص ممّن سبَق وأُصيبوا بالتهابات في الأنسجة المُحيطة بالسّن Periodontitis، يمكن تلخيص أهم النصائح الممكن اتبّاعها بعد زراعة الأسنان بالآتية: [18][26][27][28]

  • الحِفاظ على نظافة الفَم والأسنان المزروعة كما لو كانت طبيعيّة؛ وذلك من خلال استخدام الفرشاة والمعجون وإزالة بقايا الطعام باستمرار من بين الأسنان بواسطة خيط الأسنان، إلى جانب الانتظام باستخدام غسول فَم مُضاد للبكتيريا.
  • الامتناع عن التدخين؛ لتعزيز فُرص الشفاء والتئام موضع الزرعات خلال فترة أقصر.
  • تجنُّب الأطعمة الحارّة أو تلك التي تحتوي على التوابل؛ فهي قد تُهيِّج موضع تثبيت الزرعات.
  • تجنُّب مَضغ الأطعمة الصلبة مثل الثلج، الحلويات أو رقائق البطاطا، الفُشار والمُكسّرات؛ فقد يعلَق جزءٌ من فُتاتها في الشقوق التي غُرِست بها الزرعات ما يُسبّب التهابها لاحقًا.
  • إجراء صور إشعاعيّة دوريّة للزرعات؛ ما قد يُساعد في الكشف المُبكّر عن أيّ من المشاكل المُحتملة التي قد تنشأ حولها، مثل نقصان كثافة العظم أو التهابات دواعم الأسنان التي يمكن أن تبدأ لدى البعض بعد 2 إلى 3 سنوات من تثبيت الزرعات.
  • الالتزام بالزيارات الدوريّة لطبيب الأسنان لضمان المُراقبة الحثيثة للزرعات وتجنيب المريض أيّ التهابات قد تحدث، ما يُطيل من عُمر الزرعات بأقل الأضرار والمُضاعفات المُحتَملة.
  • تجنُّب إجراء التمارين الرياضيّة التي تتطلَّب مجهود عالِ خلال الفترة الأُولى التالية لزراعة الأسنان، والبدء بأنواع الرياضات الخفيفة مثل المشي، اليوغا وتمارين الاستطالة؛ فهي قد تُحسّن الدورة الدمويّة في الجسم ما يُسرّع من عملية الالتئام.

عيوب زراعة الأسنان

على الرغم من الفوائد الجمّة التي يجنيها الشخص حال اختياره لزراعة الأسنان لتعويض خسارة أسنانه الطبيعيّة بسبب تلفها أو غير ذلك من الأسباب، إلّا أنّ زراعة الأسنان قد تنطوي على بعض العيوب التي سبق وأن أدرجتها أكاديميّة الاندماج العظمي، وهي كالتالي: [29]

  • احتماليّة تكسُّر التلبيسات السّنيّة فوق الزرعات.
  • حاجة زراعة الأسنان لفترة تعافي بسبب الإجراء الجراحي -البسيط أو المُصغَّر- الذي تتضمّنه.
  • التكلفة المُرتفعة مُقارنة بحلول تعويض خسارة الأسنان الأُخرى.

تشريح أو تركيب السّن/ الأسنان

تُعدّ معرفة الاختصاصي الدقيقة بِبُنية وتشريح الأسنان والفم بشكلٍ عام وما يُحيط بها من أجزاء من أهمّ العوامل المُساعِدة في عمليّة تحديد إمكانيّة إجراء زراعة الأسنان لبعض الأشخاص من عدمها، إضافة إلى رفع معدل الدقّة في تركيب الزرعات آخذًا بالاعتبار أي اختلافاتٍ تشريحيّة لدى المريض -إن وُجدت- تساعده في وضع خطّة لتركيب الزرعات خلال فترة زمنيّة تتناسب وحالة الأسنان وما يتصِّل بها من أجزاء.

يعتمد اختصاصي جراحة الفك والأسنان على مجموعة من العلامات التشريحيّة المهمّة، بحيث يرتكز عليها في تحديد المكان الأنسب لوضع الزرعات نسبةً للأجزاء المُجاورة بعد معاينة المنطقة المُراد زراعة الأسنان فيها بالصور الإشعاعيّة اللازمة، ويمكن تقسيم الأجزاء التشريحيّة المهمّة في عمليّة الزراعة حسب موقعها سواءً في الفك العلوي أو السفلي كالتالي: [7][30]

أجزاء الفك السفلي المهمّة في زراعة الأسنان: 

  • قناة الفك السفلي Mandibular canal، والحلَقة الأماميّة منها.
  • امتداد قناة الفك السُفلي والقوس الحَلَقي الأمامي Anterior loop منها.
  • ثُقبة الفك السفلي Mandibular foramen: قد يختلف مكان الثُقبة في الفك السفلي من شخصٍ لآخر، من الممكن أن يلعب العِرق دورًا في ذلك.
  • الثُقبة الذقنيّة Mental foramen.
  • الثُقبة القاطعة Incisive foramen.

أجزاء الفك العلوي المهمة في زراعة الأسنان:

  • الجيب الفكّي العُلوي Maxillary sinus، يقع إلى الخلف من الفك العلوي.
  • التجويف الأنفي Nasal cavity.

الأسئلة الأكثر شُيوعًا في زراعة الأسنان

  • هل زراعة الأسنان مؤلمة؟

أثناء عمليّة زراعة الأسنان لا يشعر المريض بأيّ ألَم؛ نظرًا لإجراء الزراعة تحت تأثير التخدير الموضعي، إلّا أنّه وبعد زوال مفعول المُخدّر يشعر الشخص بألَم يُشابِه ذاك الذي يشعر به بعد خَلع الأسنان، يُمكن السيطرة عليه عبر تناول بعض أنواع المُسكّنات التي يُفضَّل أن تكون بمشورة الاختصاصي المسؤول.

تجدر الإشارة إلى أنّ استخدام الزرعات السنيّة المُغلَّفة بهيدروكسي الأباتيت Hydroxyapatite تُقلّل من مستوى الشعور بالألم إلى الحد الذي قد يتسبّب بتلاشيه تمامًا أحيانًا؛ إذ إنّ "هيدروكسي الأباتيت" يُحاكي المادة الأساسيّة المُكوّنة للأسنان، ما يُقلّل من فرص رفض الجسم لها أو مُهاجمتها، أيضًا توفِّر هذه المادّة العديد من المزايا الأُخرى فهي تساعد على تسريع وقت الالتحام العظمي بين عظام الفك والزرعات وغير ذلك، وهي باتت تتوافر لدى العديد من أطبّاء الأسنان المُختّصين بزراعة الأسنان بمواصفات جيدة جدًا. [31]

  • متى أستطيع الأكل بعد الانتهاء من زراعة الأسنان؟

يُمكن تناول الطعام بعد ساعة تقريبًا من الخروج من عيادة طبيب الأسنان، لكن يُفضّل الاعتماد على الأطعمة الطريّة والليّنة وتجنُّب المشروبات الساخنة لِما لا يقِل عن 24 ساعة.

  • هل يمكن استخدام فرشاة الأسنان بعد زراعة الأسنان؟

نعم، بل ويُنصَح بالمواظبة على تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة مع تجنُّب المساس المباشر بشقوق تثبيت الزرعات، لكن يُفضّل الانتظار لــِ 24 ساعة بعد الانتهاء من زراعة الأسنان قبل استخدامها أو بِحسب توصية الطبيب.

ما هو سعر زراعة الأسنان؟

يختلف سعر زراعة الأسنان بحسب ما تقتضيه الحالة، فهو يعتمد على عوامل عدّة سبق شرحها أعلاه، أيضًا تتفاوت أسعار زراعة الأسنان بين الدول وبين طبيب إلى آخر.

مدة زراعة الأسنان، كم تستغرق عادةً؟

غالبًا ما تستغرق عملية زراعة الأسنان التقليديّة بين 3 إلى 6 أشهر، إلّا أنّ حاجة المريض لإجراءات إضافيّة قد يُطيل الفترة أكثر.

----------------------------------------

 كتابة: ليلى عدنان الجندي، بتاريخ: 7 مارس 2021، تدقيق طبّي: د. احمد زهير شهاب الدين، اختصاصي زراعة وتجميل الأسنان، آخر تحديث: 8 مارس 2021

----------------------------------------

مقالات ذات صِلة:

المراجع

  1. Hupp J (Eds.). 2017. Introduction to implant dentistry: A student guide [PDF]. Journal of Oral and Maxillofacial Surgery. 75(2). Retrieved from https://www.joms.org/pb/assets/raw/Health%20Advance/journals/yjoms/YJOMS752S.pdf
  2. Oral Health Foundation. (n.d.). Implants. Retrieved from https://www.dentalhealth.org/dental-implants
  3. Hidden dental dangers that may threaten your whole body. 2020. Retrieved from https://www.health.harvard.edu/staying-healthy/hidden-dental-dangers-that-may-threaten-your-whole-body 
  4. Pasqualini U and Pasqualini M E. (2009). Treatise of Implant Dentistry: The Italian Tribute to Modern Implantology: THE HISTORY OF IMPLANTOLOGY [Ebrary
    version]. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK409631/
  5. Kim T. 2014. A tribute to Dr. Per-Ingvar Brånemark. J Periodontal Implant Sci. 44(6): 265. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4284373/ 
  6. National Inventors Hall of Fame. (n.d.). Per-Ingvar Brånemark: Modern dental implant. Retrieved from https://www.invent.org/inductees/ingvar-branemark 
  7. Gupta R, Gupta N and Weber K. (2020). Dental Implants [Ebrary
    version]. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK470448/
  8. Kumar K. 2020. Disadvantages of dental implants. Retrieved from https://www.medicinenet.com/disadvantages_of_dental_implants/article.htm 
  9. Friedman M. 2019. Dental Implants. Retrieved from https://www.webmd.com/oral-health/guide/dental-implants#3 
  10. Mohammad S, et al. 2019. Conventional vs immediate dental implants: which is better? Int J Radiol Radiat Ther. 6(2): 70-72. Retrieved from https://medcraveonline.com/IJRRT/conventional-vs-immediate-dental-implants-which-is-betternbsp.html 
  11. Jyothi SG, Triveni MG. and Nandakumar K. 2013. Evaluation of single-tooth replacement by an immediate implant covered with connective tissue graft as a biologic barrier. J Indian Soc Periodontol. 17(3): 354-360. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3768187/ 
  12. Burugupalli P, et al. 2018. Changes in the form and structure of residual ridges: An overview. TPDI. 9(2). Retrieved from https://www.researchgate.net/publication/332861849_Changes_in_the_form_and_structure_of_residual_ridges_An_Overview
  13. Skvirsky Y. 2020. 5 questions to ask before choosing between delayed and immediate dental implant loading. Retrieved from https://www.dentistryiq.com/dentistry/implantology/article/14168513/5-questions-to-ask-before-choosing-between-delayed-and-immediate-dental-implant-loading
  14. Turkyilmaz I. and Hoders AB. 2015. Immediate loading in implant dentistry [Ebrary
    version. Retrieved from https://www.intechopen.com/books/current-concepts-in-dental-implantology/immediate-loading-in-implant-dentistry
  15. Tettamanti L, et al. 2017. Immediate loading implants: review of the critical aspects. Oral Implantol (Rome), 10(2): 129-139. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5965071/ 
  16. Koh R, Rudek I. and Wang H. 2010. Immediate implant placement: Positives and negatives. Implant Dentistry. 19(2): 98-108. Retrieved from https://journals.lww.com/implantdent/Fulltext/2010/04000/Immediate_Implant_Placement__Positives_and.3.aspx
  17. Kan J, et al. 2018. Immediate implant placement and provisionalization of maxillary anterior single implants. Periodontology 2000. P: 1-16. Retrieved from https://www.researchgate.net/publication/323391435_Immediate_implant_placement_and_provisionalization_of_maxillary_anterior_single_implants 
  18. Mayo Clinic. 2019. Dental implant surgery. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/dental-implant-surgery/about/pac-20384622
  19. Bautista D. 2019. Dental implants procedure, types, problems, and cost. Retrieved from https://www.medicinenet.com/dental_implants/article.htm
  20. Dodge L. 2020. Dental implant procedure: everything you need to know. Retrieved from https://www.verywellhealth.com/what-to-expect-during-a-dental-implant-procedure-1059372 
  21. Choosing the best types of dental implants: what you need to know. 2020. Retrieved from https://www.renewinstitute.com/types-dental-implants/
  22. American Academy of Implant Dentistry. (n.d.). Retrieved from https://www.aaid-implant.org/dental-implants/types-of-implants-and-techniques/ 
  23. Learn about Medical Tourism in Dental Implants. (n.d.). Retrieved from http://www.medhalt.com/procedure/dental-implants/3
  24. Hanif A, et al. 2017. Complications in implant dentistry. Eur J Dent. 11(1): 135–140. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5379828/
  25. Kim S. 2010-a. Clinical complications of dental implants [Ebrary
    version. Retrieved from https://www.intechopen.com/books/implant-dentistry-a-rapidly-evolving-practice/clinical-complications-of-dental-implants
  26. What to expect after dental implant surgery? 2020. Retrieved from https://www.absolutedental.com/blog/what-to-expect-after-dental-implant-surgery/
  27. European Federation of Periodontology. (n.d.). Peri-implant disease: Prevention. Retrieved from https://www.efp.org/dental-implants/peri-implant-disease-prevention/
  28. Friedman M. 2019. Dental Implants. Retrieved from https://www.webmd.com/oral-health/guide/dental-implants#3-9 
  29. Jones K. 2015. Disadvantages of dental implants. Retrieved from https://www.thedentalcentrelondon.com/disadvantages-of-dental-implants/ 
  30. Greenstein G, Cavallaro J and Tarnow D. 2008. Practical Application of Anatomy for the Dental Implant Surgeon. J Periodontol. 79(10): 1833-1846. Retrieved from https://www.researchgate.net/publication/23298798_Practical_Application_of_Anatomy_for_the_Dental_Implant_Surgeon
  31. Jung U, et al. 2012. Surface characteristics of novel hydroxyapatite-coated dental implant. J Periodontal Implant Sci, 42: 59-63. Retrieved from https://www.jpis.org/Synapse/Data/PDFData/1150JPIS/jpis-42-59.pdf

أهم مقدمي العلاج

اطلب استشارة