غَزَت عمليات زراعة الأسنان العالم بشكلٍ مَهول في العقود الأخيرة، إذ أصبحت تتصدّر قائمة العلاجات الأكثر طلبًا وإقبالًا لدى كثيرٍ من الدول في ظلِّ ما شهِدته من تطوُّرٍ مدعوم بأدلّة علميّة أسفر عن ولادة تقنيات جديدة زادت رضا المرضى عن الشكل النهائي لأسنانهم، إذ قدّمت زراعة الأسنان حلولًا كَفَت المُقبلين عليها العديد من المشاكل التي سبَق وأن رافقت معظمهم نتيجة فقدان أسنانهم واعتمادهم على واحدة من الخيارات العلاجيّة -أو التجميليّة- التي ظلَّت مُتاحة لدى أطبّاء الأسنان حِينًا من الزمن.
تُعدّ الأسنان أحد أهم الأجزاء التي يحتاجها الجسم للاستفادة من الطعام، فهي تتكفَّل بتقديمه لبقيّة أعضاء الجهاز الهضمي بأبسط صورة ممكنة، ليتمكَّن بعد ذلك من هضمه واستخلاص المعادن والفيتامينات والمواد الغذائيّة التي تعجّ بها معظم أصناف الطعام ممّا يحتاجه الجسم لضمان استمراريّة أداؤه لجميع مهامه ووظائفه بالكفاءة المطلوبة.
استطاعت زراعة الأسنان التغلُّب على باقي التقنيات في ذات المجال مثل جسور الأسنان أو أطقم الأسنان أو غيرهما، وذلك لِما تتمتَّع بها من مزايا تُؤِّهلها لتحتَّل الصفّ الأول، فهي تؤمّن للمريض أسنانًا ثابتة غير قابلة للحركة أثناء مضغ الطعام، أيضًا هي عمليّة آمنة ونتائجها تدوم لفترة طويلة في حال الحِرص على العناية بنظافة الأسنان الجديدة، إلى جانب هذا وذاك فإنّها تُضفي مظهرًا جماليًا للوجه يُعيد رَونق الابتسامة الغائبة نتيجة فَقد الأسنان الطبيعيّة.
غالبًا ما يعتمد جرّاح الفك والأسنان على تركيب زَرعاتٍ من التيتانيوم (عنصر خامل لا يُولِّد ردود فعل مناعيّة من الجسم) داخل عظام الفك -السُفلي أو العُلوي- مكان جذر السّن الذي سبَق التخلُّص منه، ليتمكّن بعدها من تثبيت الأسنان "المُصنّعة" على هذه الزَرعات، ما يُتيح للمريض فرصة العودة لاستعمال كافّة أسنانه مرة أُخرى وتوزيع الضغط على كامل الفكّ أثناء المَضغ واستخدامها كما لو كانت طبيعيّة. [1][2][3]
على الرغم من أنّ العقود الأخيرة شهِدت إقبالًا شديدًا على زراعة الأسنان، إلّا أنّ هذه التقنية ليست وليدة الأمس القريب، إذ يحتضن متحف "بيبودي لعلم الآثار والأجناس" في جامعة هارفارد الأمريكيّة أجزاءً من فكٍّ سُفليّ يُعتقَد بأنّه ينتمي للفترة ما بين القرن السابع والقرن الثامن للميلاد، وبعد تحليل بقايا الفكّ ودراسته جيدًا أشار الباحثون إلى أنّه قد سَبَق إخضاعه لعمليّة تمّ فيها استبدال 3 أسنان من القواطع السُفليّة بقِطَعٍ من قشور العظام الوتديّة أو الإسفينيّة، أشارت النتائج أيضًا إلى أنّهم استعانوا بأدواتٍ بدائيّة بُغية إتمام مثل هذه الإجراءات، برفقة أدواتٍ أُخرى لملء الفجوات في الأسنان مُعتمدِين في ذلك على طُعومٍ أو حشوات مصنوعة بدقّة من المعادن مُتعدّدة الألوان، مثل: الفيروز، الكوارتز، حجر الحيّة والزنجفر (السنابار)، والثابت من كل هذا بأنّ الحشوات المصنوعة من المعادن السابق ذِكرها استطاعت احتمال العوامل والظروف الجويّة والصمود مئات السنين ليتمكّن لاحقًا علماء الآثار من دراستها والتوصُّل لمعلوماتٍ تُثري جهود الباحثين في طريقهم لاعتماد المعدن الأكفأ في زراعات الأسنان.
بعد ذلك توالت الاجتهادات المَبنيَّة على تجارب عديدة سبق وأن استهدفت دراسة طبيعة المادة التي قد تحمل المُواصفات المُثلَى، لاستخدامها إمّا في الحشوات السِنيّة أو لتعويض الأسنان المفقودة بواسطة زراعة الأسنان، وقد خضعت الكثير من المعادن للتجربة والتمحيص، منها: الذهب، الرصاص والبورسلان، كانت العيوب والسلبيّات التي رافقت كُل معدن تُوحي بفكرة مُحسّنة تَلي سابقتها وتحتَّل مكانها، إلى أن شهِدت خمسينيّات القرن العشرين -تحديدًا عام 1952- ولادة زراعة الأسنان الحديثة على يد جرّاح العِظام السويدي Per-Ingvar Branemark، الذي اكتشف بأنّ التيتانيوم يستطيع الالتحام مع العظم بشكلٍ جيّد دون أن يرفض الجسم هذا العُنصر الغريب عنه، وذلك أثناء إجرائه لأحَد تجاربه على عظام الساق في الأرانب؛ فهو لم يتمكَّن من إزالة حُجراتٍ من التيتانيوم زرعها سابقًا في العظم، إذ لاحظ درجة التحامها العالية مع العظم المُحيط دون أيّ مُضاعفات، أطلق على هذه العمليّة بِما يُعرَف بالالتحام العظمي Osseointegration، لاحقًا أوصَى باعتماد التيتانيوم كداعمٍ أساسيّ لتثبيت الأسنان المَزروعة في عظم الفك، وبعد سلسلة من المُحاولات استطاع إثبات قابليّة استخدام التيتانيوم في زراعة الأسنان وقدّم اكتشافه هذا لأطبّاء الأسنان في مؤتمرٍ عُقِد في تورينتو عام 1982، يُعد "برانمارك" رائد زراعة الأسنان بشكلها الحديث، وتقديرًا لإنجازه في هذا المجال لُقِّب بــِ "أب طب الأسنان الحديث".[4][5][6]
تمتاز تقنية زراعة الأسنان بفوائد عديدة، منها: [7][8][9]
يوَدُّ الكثيرون ممّن خسروا بعض أسنانهم أو جُلّها لو يتّم اختزال الفترة اللازمة لالتحام العظم مع الزرعات والتي غالبًا ما تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، والحصول على أسنان جديدة فَور خسارة التالفة، وعلى الرغم من أنّ ذلك لا يُمكن تحقيقه في جميع الحالات، إلّا أنّ ذلك أضحى قابلًا للتطبيق على فئة مُعيّنة بِما بات يُعرَف بزراعة الأسنان الفوريّة Immediate dental implant، وتُعرَّف زراعة الأسنان الفوريّة على أنّها زراعة وتثبيت أسنان دائمة عِوضًا عن المفقودة فَور إزالتها، أيّ في ذات الجَلسة.
Schulte و Heimke عام 1976 كانا أوّل مَن وصَف زراعة الأسنان الفوريّة، وعلى الرغم من اللغط الذي يُثار حول زراعة الأسنان الفوريّة، إلّا أنّ الدراسات والأبحاث تشير إلى إمكانيّة نجاح زراعة الأسنان إذا ما طُبِّقت مجموعة من المواصفات والمعايير المُعتَمدة على فئة مُنتقاة من الأشخاص، ما يرفع بذلك نسبة نجاح زراعة الأسنان الفوريّة لديهم بنسبة تتراوح بين 92% إلى 100%. [10][11]
يحرص اختصاصي طب وجراحة الفم والأسنان على مُراعاة مجموعة من الشروط قبل إقرار قابليّة إجراء زراعة الأسنان الفوريّة من عدمها، إذ إنّ التحقُّق من كثافة العظم بمستوى يكفي لأن يحتمل الزَرعة الفوريّة في فكّ المريض يُعدّ أمرًا ضروريًا كإجراءٍ تحضيري قبل المِضيّ بالزراعة، وإلّا فإنّ سلسلةً من الخطوات المُعقّدة ستلحق بهذه الخطوة بُغية إصلاح ما تمّ إتلافه إذا لم يُراعَى هذا الشرط وغيره بدقّة، وتحظَى زراعة الأسنان الفوريّة بقَبولٍ لدى الكثير من المرضى لِما لها من فوائد تُعزّز الإقبال عليها، إلّا أنّها لا تنطبق على جميع الراغبين بذلك كما سبق توضيحه.
مُميّزات زراعة الأسنان الفوريّة: [10][11][12]
تُشير الدراسات والتحليلات في هذا الشأن إلى أنّ التهابات اللثّة أو تقلُّص ارتفاع العظم في الموقع المُراد زراعة الأسنان فيه يمنع زراعة الأسنان الفوريّة وتُؤجّل الزراعة بذلك من 4 إلى 6 أشهر.
أيضًا يحرص أطبّاء الأسنان المُختّصين في زراعة الأسنان، على التحقُّق من توافر مجموعة من الشروط لضمان نجاح الزراعة الفوريّة للأسنان، منها: [13][14][15]
عيوب زراعة الأسنان الفوريّة: [16][17]
قبل البدء بزراعة الأسنان يخضع المريض لسلسلة من الإجراءات التحضيريّة، تضُم كُل من: [1][18]
يتحتّم على المريض إخبار اختصاصي جراحة الفم والأسنان عن الأمراض التي يُعاني منها أو الأدوية والمُكمّلات الغذائيّة التي يتناولها قبل المِضيّ بإجراءات زراعة الأسنان؛ حِرصًا على سلامة المريض ولتجنُّب أيّ مُضاعفات قد تحدُث في مثل هذه الحالات.
يحرِص أطبّاء الأسنان على التحقُّق من توافر مجموعة شروط في الشخص الراغب بإجراء زراعة الأسنان، وذلك لضمان نجاح زرعات الأسنان والحصول على نتائج مُرضِية لكِلا الطرفين، لِذا فإنّ عديدًا من الشروط يجب توافرها، أهمّها: [8][9]
تشتمل خطوات أو مراحل زراعة الأسنان على كل من الآتية: [19][20]
يُمكن أن تتخلّل الخطوة التحضيريّة لزراعة الأسنان على ما يُعرَف بتطعيم العظم Bone graft ؛ إذ إنّ البعض قد يُعاني من انخفاض كثافة العظم -هشاشته- ما يُعيق تثبيت أيّ زرعات في عظم أحَد الفكّين، تُحَل هذه المُشكلة من خلال زراعة العظم أو تطعيمه إمّا بالاستعانة بأنسجة صِناعيّة أو حيويّة من مُتبرّع، يتطلّب هذا الإجراء فترة انتظار تُقارِب 6 أشهر حتى يكتمل نموّ العظم، تُستكمَل بعدها زراعة الأسنان بخطواتها الاعتياديّة.
مُشكلة أُخرى قد تُواجِه اختصاصيي زراعة الأسنان قبل الزراعة في الفك العُلوي، إذ يمكن أن تقِف الجيوب الأنفيّة عائقًا أمام تطعيم العظم بالقَدر الكافي، لِذا يلجأ اختصاصي زراعة الأسنان إلى رفع قاع الجيوب الأنفيّة Sinus left المُتمركزة داخل العظام الأماميّة للجُمجمة ليتسنّى له إضافة طُعوم العظم اللازمة لتثبيت الزرعات السنيّة المطلوبة.
في حال تواجُد عظم قويّ وصلب يُوافق معايير زراعة الأسنان وبقيّة الشروط الأُخرى، تُستكمَل زراعة الأسنان عبر الإجراءات التالية:
لغايات تجميليّة، يُمكن تركيب أسنان مُتحرّكة مؤقتة على مُثبّتات الزرعات إلى حين التحامها مع العظم، خصوصًا في حال كان عدد الزرعات كبيرًا وتمركَز مُعظمها في مُقدّمة الفك.
تنقسم الزرعات السنيّة إلى أنواع مختلفة تعتمد على موقع تثبيتها وعلى المادة التي تمّ تصنيعها منها، كالتالي: [7][21][22]
يعتمد تحديد أسعار زراعة الأسنان على عدّة عوامل، إذ تختلف التكلفة من شخصٍ لآخر بحسب ما تقتضيه الحالة، فأحيانًا قد يحتاج شخص ما لعددٍ من الجلسات تفوق حاجة شخصٍ آخر، إلى جانب عدد الزَرعات والإجراء المُتبَّع أثناء زراعة الأسنان والإجراءات الإضافيّة التي قد يحتاجها المريض من زراعة العظم أو رفع الجيوب.
إضافةً للعوامل الآنفة الذِكر، تتذبذب أسعار زراعة الأسنان من بلدٍ لآخر وفقًا لتكاليف الإقامة والتنقُّلات وما إلى ذلك من المصاريف الإضافيّة التي قد تُستحدَث، تاليًا نبذة عن الأسعار التقريبيّة لزراعة الأسنان في مجموعة من البلدان حول العالم: [23]
البلد | السعر التقريبي |
الاردن | $450-$250 |
أمريكا | $6000 |
بريطانيا | $3800 |
كندا | $2000 |
تركيا | $560 |
المكسيك | $960 |
تايلند | $880 |
*يتّم تحديث الأسعار من فترة لأُخرى وفقًا للمُستجدّات في عالم طب الأسنان.
على الرغم من نسب النجاح العالية جدًا التي تسجّلها عمليات زراعة الأسنان، إلّا أنّها قد تفشل أحيانًا بسبب بعض المُضاعفات أو المشاكل التي قد تحدث أثناء الزراعة أو بعدها، من المضاعفات والمخاطر التي قد ترافق زراعة الأسنان:[24][25]
بعد الانتهاء من جلسات زراعة الأسنان المُتكرّرة على مدى أشهر، يشعر المريض براحة بعد معاناته بسبب فقدان أسنانه لفترة ليست بالقصيرة، إذ يصبح بإمكانه استخدام الأسنان الجديدة بشكلٍ طبيعي لمَضغ الطعام، إضافة إلى الانعكاس الإيجابي الذي تتركه الأسنان الجديدة على نفسيّة المريض؛ إذ يشعر بثقة أكبر نتيجة تحسُّن المظهر العام للوَجه.
غالبًا تترافق الأيام الأُولى بعد زراعة الأسنان مع ألَم وانتفاخ، يُمكن السيطرة على الألم بتناول بعض المُسكّنات مثل "ايبوبروفين Ibuprofen"، في غالب الحالات يُفضَّل أطبّاء الأسنان الابتعاد عن تناول الأسبرين أو تلك التي تحتوي عليه لتخفيف خطر الإصابة بالنزيف موضع الزراعة، أيضًا قد تبدو المنطقة المُحيطة بالزرعات مُتورّمة ومُنتفخة في الأيام القلائل الأُولى، وهو يُعدّ أمرًا طبيعيًا سُرعان ما يزول بشكلٍ تدريجيّ، يُمكن التخفيف منه بوضع كمّادات باردة أو ثلج على المنطقة المُتورِّمة لمدّة 20 دقيقة.
يوصي جرّاح الفم والأسنان مريضه ببعض النصائح والتعليمات التي من شانها أن تُجنِّب المريض المُضاعفات وترفع من معدل نجاح الزرعات في حال التزامه بها، وهي تشمل أولًا العناية المستمرة بنظافة الأسنان باستخدام الفرشاة والمعجون، تحريكها برفق بالقرب من تواجد الزرعات دون المساس بالشقوق (جروح العملية) خلال الفترة الأُولى؛ إلى جانب المواظبة على المضمضة بغسُول مُضادّ للبكتيريا والجراثيم أو بالماء الدافىء والملح (لمرتين أو ثلاث مرات خلال اليوم) لحماية زرعات الأسنان من التلف، أيضًا يُفضّل استعمال خَيط الأسنان لإزالة بقايا الأطعمة بعد كل وجبة طعام -تقريبًا- ما يُساعد في الحفاظ على الأسنان المزروعة لمدّة أطول. [8][26]
غالبًا ما يُنصَح باتبّاع مجموعة من الإرشادات التي من شأنها أن تعزّز حماية الزرعات السنيّة من أيّ من الأمراض والآفات التي قد تُؤثِّر بها، خصوصًا لدى بعض الأشخاص ممّن سبَق وأُصيبوا بالتهابات في الأنسجة المُحيطة بالسّن Periodontitis، يمكن تلخيص أهم النصائح الممكن اتبّاعها بعد زراعة الأسنان بالآتية: [18][26][27][28]
على الرغم من الفوائد الجمّة التي يجنيها الشخص حال اختياره لزراعة الأسنان لتعويض خسارة أسنانه الطبيعيّة بسبب تلفها أو غير ذلك من الأسباب، إلّا أنّ زراعة الأسنان قد تنطوي على بعض العيوب التي سبق وأن أدرجتها أكاديميّة الاندماج العظمي، وهي كالتالي: [29]
تُعدّ معرفة الاختصاصي الدقيقة بِبُنية وتشريح الأسنان والفم بشكلٍ عام وما يُحيط بها من أجزاء من أهمّ العوامل المُساعِدة في عمليّة تحديد إمكانيّة إجراء زراعة الأسنان لبعض الأشخاص من عدمها، إضافة إلى رفع معدل الدقّة في تركيب الزرعات آخذًا بالاعتبار أي اختلافاتٍ تشريحيّة لدى المريض -إن وُجدت- تساعده في وضع خطّة لتركيب الزرعات خلال فترة زمنيّة تتناسب وحالة الأسنان وما يتصِّل بها من أجزاء.
يعتمد اختصاصي جراحة الفك والأسنان على مجموعة من العلامات التشريحيّة المهمّة، بحيث يرتكز عليها في تحديد المكان الأنسب لوضع الزرعات نسبةً للأجزاء المُجاورة بعد معاينة المنطقة المُراد زراعة الأسنان فيها بالصور الإشعاعيّة اللازمة، ويمكن تقسيم الأجزاء التشريحيّة المهمّة في عمليّة الزراعة حسب موقعها سواءً في الفك العلوي أو السفلي كالتالي: [7][30]
أجزاء الفك السفلي المهمّة في زراعة الأسنان:
أجزاء الفك العلوي المهمة في زراعة الأسنان:
أثناء عمليّة زراعة الأسنان لا يشعر المريض بأيّ ألَم؛ نظرًا لإجراء الزراعة تحت تأثير التخدير الموضعي، إلّا أنّه وبعد زوال مفعول المُخدّر يشعر الشخص بألَم يُشابِه ذاك الذي يشعر به بعد خَلع الأسنان، يُمكن السيطرة عليه عبر تناول بعض أنواع المُسكّنات التي يُفضَّل أن تكون بمشورة الاختصاصي المسؤول.
تجدر الإشارة إلى أنّ استخدام الزرعات السنيّة المُغلَّفة بهيدروكسي الأباتيت Hydroxyapatite تُقلّل من مستوى الشعور بالألم إلى الحد الذي قد يتسبّب بتلاشيه تمامًا أحيانًا؛ إذ إنّ "هيدروكسي الأباتيت" يُحاكي المادة الأساسيّة المُكوّنة للأسنان، ما يُقلّل من فرص رفض الجسم لها أو مُهاجمتها، أيضًا توفِّر هذه المادّة العديد من المزايا الأُخرى فهي تساعد على تسريع وقت الالتحام العظمي بين عظام الفك والزرعات وغير ذلك، وهي باتت تتوافر لدى العديد من أطبّاء الأسنان المُختّصين بزراعة الأسنان بمواصفات جيدة جدًا. [31]
يُمكن تناول الطعام بعد ساعة تقريبًا من الخروج من عيادة طبيب الأسنان، لكن يُفضّل الاعتماد على الأطعمة الطريّة والليّنة وتجنُّب المشروبات الساخنة لِما لا يقِل عن 24 ساعة.
نعم، بل ويُنصَح بالمواظبة على تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة مع تجنُّب المساس المباشر بشقوق تثبيت الزرعات، لكن يُفضّل الانتظار لــِ 24 ساعة بعد الانتهاء من زراعة الأسنان قبل استخدامها أو بِحسب توصية الطبيب.
ما هو سعر زراعة الأسنان؟
يختلف سعر زراعة الأسنان بحسب ما تقتضيه الحالة، فهو يعتمد على عوامل عدّة سبق شرحها أعلاه، أيضًا تتفاوت أسعار زراعة الأسنان بين الدول وبين طبيب إلى آخر.
مدة زراعة الأسنان، كم تستغرق عادةً؟
غالبًا ما تستغرق عملية زراعة الأسنان التقليديّة بين 3 إلى 6 أشهر، إلّا أنّ حاجة المريض لإجراءات إضافيّة قد يُطيل الفترة أكثر.
----------------------------------------
كتابة: ليلى عدنان الجندي، بتاريخ: 7 مارس 2021، تدقيق طبّي: د. احمد زهير شهاب الدين، اختصاصي زراعة وتجميل الأسنان، آخر تحديث: 8 مارس 2021
----------------------------------------
مقالات ذات صِلة:
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م