تُعرّف تقنية "جاما نايف" بأنّها أحد أنواع الجراحة الإشعاعية التجسيمية للقضاء على بعض أورام الدماغ الحميدة أو الخبيثة وتشوُّهات الأوعية الدموية في الدماغ وغيرها من المشاكل الأُخرى التي سيأتي ذِكرها لاحقًا، وتتميز تقنية "جاما نايف" عن الجراحات التقليدية بعدم الحاجة لإحداث شق في الرأس للوصول للأورام التي تقبع في أماكن يصعُب الوصول إليها عبر الجراحات التقليدية، إضافة إلى أن المريض لا يشعر بألَم يُذكَر ويستطيع العودة لممارسة أنشطته المُعتادة بعد العملية مباشرة. يمكن استخدام "جاما نايف" للبالغين والأطفال على حدٍ سواء.
تقنية "جاما نايف" لا تتضمن استخدام السكين كما يدُل اسمها، إنما جاءت التسمية كِناية عن دقة الإشعاعات الخارجة من الجهاز صَوب الخلل في الدماغ، فهي تستهدفه بدقة عالية بحيث لا تتسبب بأي ضرر للأنسجة السليمة المحيطة به.
تُعد تقنية "جاما نايف" أحد الحلول الرائدة في علاج بعض الاختلالات التي قد تنشأ في أماكن يصعُب الوصول إليها في الدماغ، من أهم المشاكل التي تعالجها "جاما نايف":
يُجري المريض مجموعة من الفحوصات التي تسبق خضوعه لتقنية "جاما نايف"، وذلك بعد تشخيص إصابته وتحديد نوعها، وهي:
تعتمد الجراحة الإشعاعية على توفير صور ثلاثيّة الأبعاد للورم في الدماغ والأنسجة المحيطة به، بحيث يستطيع اختصاصي جراحة الدماغ والأعصاب تحديد إحداثيات الورم بشكل دقيق، ويقدم جهاز جاما نايف هذه الصور الدقيقة من خلال إما التصوير المقطعي المُحوسب (CT) أو بالرنين المغناطيسي (MRI) أو تصوير الأوعية الدموية (Angiography) ثم بمساعدة أدوات حاسوبيّة خاصة تُظهر الصور المطلوبة.
يُخدّر -تخدير موضعي- الاختصاصي أربعة نقاط في الرأس، اثنتان في الجبهة واثنتان إلى الخلف من فروة الرأس؛ وذلك لوضع خوذة خاصة حول الرأس لتثبيته وضمان الحصول على أفضل وأدق النتائج. يُطلَب من المريض الاستلقاء على السرير التابع لجهاز "الجاما نايف"، ثم عبر غرفة التحكُّم والسيطرة يجري إدخال المريض لداخل الجهاز.
ثم، تسليط 192 حزمة إشعاعية نحو الهدف في الدماغ، والتحكُّم بحجم الإشعاعات المُسلطة تِبعًا لنوع الورم (أو الخلل) وحجمه، وغالبًا ما تختلف مدة الجلسة من مريض لآخر اعتمادًا أيضًا على الحالة، لكنها تتراوح بين ساعة واحدة إلى 5 ساعات تقريبًا.
بعد انقضاء المدة المُحددة للجلسة الإشعاعية يتم تحرير رأس المريض من الخوذة، يمكن أن يحدث نزف بسيط للدم من الثقوب في الجبهة أو فروة الرأس لكن يتم السيطرة على الدم الخارج عبر تغطية الثقوب بلاصقات جروح.
على الرغم من انخفاض معدل الآثار الجانبية التي قد تترافق مع "جاما نايف" مقارنةً مع الجراحة التقليدية، إلا أنها قد تنطوي على بعض المضاعفات والآثار الجانبية التي يجب أن يعيها المريض، منها:
قد يشعر المريض بألَم طفيف أماكن تثبيت الخوذة فقط، باستثناء ذلك لا يشعر بألَم يُذكَر. تختلف استجابة المرضى لتقنية "جاما نايف" اعتمادًا على حالة المريض ونوع الورم وموقعه وحجمه أيضًا، لكن النتيجة لا تكون فورية في غالب الأوقات، إذ تتسبب "جاما نايف" بانكماش الأورام أو إيقاف نموها، وقد يلحَظ المريض الفرق بعد أسابيع أو أشهر حتى سنوات أحيانًا، مثلًا قد يلحظ بعض مرضى العصب الخامس تحسُّنًا في حالتهم الصحية في اليوم الأول بعد الخضوع لتقنية "جاما نايف"، بينما قد تتأخر لدى البعض الآخر لأشهر، غالبًا تظهر دلائل التحسُّن بعد شهر، لكن من الممكن أن تمتد لستة أشهر في بعض الحالات.
أما الأورام السرطانية فتحتاج لأسابيع وربما لأشهر حتى تتقلص، في حين تستطيع "جاما نايف" إيقاف نمو الأورام الحميدة (غير السرطانية) على الفور، وفيما يتعلق بالتشوُّهات الوريدية الشريانية فإنها قد تستغرق 2 إلى 3 سنوات حتى يكتمل العلاج.
يستطيع المريض متابعة أعماله ونشاطاته المعتادة في اليوم التالي من خضوعه "لجاما نايف"، وعند الشعور ببعض الآثار الجانبية المزعجة كالصداع وغيرها يمكنه الاعتماد على بعض أنواع المسكنات حتى زوال الألم، لكن يجب استشارة الاختصاصي حرصًا على سلامته.
تُتابَع حالة المريض بعد ذلك عبر تصوير الدماغ إما بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) أو بالرنين المغناطيسي (MRI) للتحقُّق من حجم الورم ونتيجة العلاج.
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م