استئصال اللوزتين بالتبريد أو البلازما

يُعدّ التهاب اللوزتين من المشاكل الشائعة التي يُصاب بها الكثير من الناس خلال مرحلة ما من حياتهم، ولعلّ الأطفال هُم الأكثر عُرضة من غيرهم للإصابة بهذا النوع من المشاكل. يملُك كُل شخص لوزتين معلّقتين إلى الخلف من الحلق على كِلا جانبيه، وتتلخّص مهمّتهما باصطياد الجراثيم والمُمرِضات الخارجيّة التي قد تغزو الجسم عبر الفم والأنف، إذ تُعتبَران خط الدفاع الأول بوجه ما قد يُسبّب للجسم أمراضًا ومشاكل.

قد تكون أسباب التهاب اللوزتين إمّا بكتيريّة أو فيروسيّة، لكنّهما في كلتا الحالتين لا تُصنّفان ضمن الحالات الخطيرة التي تستدعي القلق والخوف، إذ إنّ أعراض التهاب اللوزتين المُزعجة تبدأ بالتحسُّن التدريجي خلال 7 إلى 10 أيام سواءً مع تناول الدواء أو عدمه.

يُعتبَر استئصال اللوزتين الخِيار الجراحيّ الذي يلجأ له الاختصاصي في حال عدم استجابة المريض للعلاجات أو تفاقم الأعراض لديه بحيث تُصبح مزعجة بشكل يُخلخل النظام اليومي له، مثلًا قد يُعاني المريض من صعوبة في التنفُّس أثناء النوم بسبب تضخُّم اللوزتين أو تكرار الإصابة بالتهاب اللوزتين بما معدّله 6 مرات خلال السنة الواحدة.

اعتمد الكادر الطبّي على مدى طويل من الزمن على الجراحة التقليديّة لاستئصال اللوزتين باستخدام الأدوات المعدنيّة الاعتياديّة، لكن نظرًا لبعض المُضاعفات التي تترافق مع هذا النوع من العمليّات (ألَم ونزيف) فإنّ اللجوء لبعض الخِيارات الحديثة كان ذو نتائج مُرضيّة لدى الأطبّاء والمَرضى على حدٍ سواء، من أهمّ هذه العمليّات "استئصال اللوزتين بالتبريد" أو ما يُشاع بين الناس باستئصال اللوزتين بالبلازما، وتعتمد هذه الطريقة على إزالة اللوزتين عبر أقطاب كهربائيّة تستعمل طاقة التردّدات الراديويّة عند درجة حرارة منخفضة وباستخدام محلول ملحي أثناء العملية لإزالة اللوزتين برفق وبدقّة عالية، ممّا يُقلّل فُرص إصابة الأنسجة المجاورة ومعدّل النزيف الذي قد يحدث، بالتالي فترات شفاء أسرع من المُعتاد.

غالبًا ما يُجرِي هذا النوع من العمليّات اختصاصي جراحة الأنف والأُذن والحنجرة، ولا تستغرق عملية استئصال اللوزتين بالبلازما أكثر من 30 دقيقة

باتت عملية استئصال اللوزتين بالبلازما الخِيار الأوّل لكثيرٍ من الجرّاحين؛ نظرًا لِما تتميّز به من مقوّمات جعلتها أفضل الخِيارات في استئصال اللوزتين.

من أهمّ المُميّزات التي دَعَت الكثيرين لاختيارها كإجراء جراحيّ في حالات إصابة الّلوزتين:

• ألَم أقل.
• فترة شفاء أسرع؛ حيث يستطيع المريض العودة لممارسة أنشطته اليوميّة وتناول الأطعمة المختلفة التي اعتاد عليها خلال أيامٍ قليلة، وذلك على خِلاف عمليّة استئصال اللوزتين التقليديّة التي يستغرق بعدها المريض ما يُقارب الأُسبوعين حتى يتمكّن من العودة لانشطته الاعتياديّة، ويعود السبب وراء ذلك إلى دقّة استئصال اللوزتين بالتبريد أو البلازما الذي يُقلّل من إحداث التلَف بالأنسجة المُجاورة

يخضع المريض لبعض الفحوصات قبل إقرار إجراء عملية استئصال اللوزتين بالبلازما، أهمّها:

• معرفة التاريخ المَرضي.
• زمن البروثرومبين (PT/INR).
• زمن الثرومبوبلاستين الجُزئي.
• زمن النّزف.
• تِعداد الصفائح الدمويّة.
• فحص الدم الشامل CBC

يمكن أن تترافق عملية استئصال اللوزتين بالبلازما مع مجموعة من المُضاعفات التي تترافق مع جميع أنواع استئصال اللوزتين الأُخرى، مثل:

• مشاكل تحسُّسيّة بسبب التخدير.
• نزيف ما بعد العمليّة بمتوسط 5 إلى 10 أيام.
• الحمّى.
• الجفاف.
• فقدان الوزن خصوصًا لدى الأطفال.

تشمل عملية استئصال اللوزتين على الخطوات الآتية:

1. تخدير المريض (مخدّر عام).
2. فتح فَم المريض عبر أداة خاصّة لسهولة الوصول للحَلق.
3. استخدام أدوات كهربائيّة خاصة تعتمد على طاقة الترددات الراديويّة مع محلول ملحي، والبدء بإزالة أنسجة اللوزتين.

تستغرق عمليّة إستئصال اللوزتين بالتبريد ما يُقارب 30 دقيقة أو أقل.

يشعر المريض بعد استئصال اللوزتين بالبلازما بتحسُّن سريع غالبًا، يُمكن أن تترافق الأيام الأُولى التالية للعملية مع بعض الألَم إلّا أنّ المُسكّنات كفيلة بالسيطرة على هذه الآلام التي قد يشعر بها المريض، قد يصِف الطبيب المُضادّات الحيويّة أيضًا لمدّة أُسبوع. 

يستطيع المريض العودة لتناول الأطعمة الاعتياديّة بأصنافها وممارسة النشاطات اليوميّة في غُضون أيام قليلة، لكن لتخطّي مرحلة التعافي بسرعة وبدون أي انتكاسات أو مُضاعفات كالنزيف مثلًا فيُنصَح بتجنُّب ممارسة الأنشطة العنيفة كالركض وغيرها من الرياضات لمدة أُسبوعين تقريبًا.

بالتالي فإنّه وحسب الأبحاث والدراسات التي أُجريت على طريقة استئصال اللوزتين بالبلازما أو بالتبريد، فإنّ ميّزاتها تتضمّن ألّم أقل، مُضاعفات أقل وفترة شفاء أسرَع ممّا يجعلها تتقدّم على طرق استئصال اللوزتين الأُخرى.