تؤثّر مُتلازمة القولون العصبي أو القولون العصبي -كما يُشاع- على الجهاز الهضمي، ويُصنّف مرض القولون العصبي على أنّه أحد الأمراض المُزمنة التي تُرافق المُصاب طِوال حياته، ما يُحتّم على المصابين تعلُّم الطريقة الطبيّة الصحيحة للتعايش مع هذا المرض؛ إذ يتسبّب القولون العصبي بمجموعة من الأعراض المُزعجة التي قد تستمر لأيام أو أسابيع أو ربمّا لأشهر عدّة من وقتٍ لآخر، منها: تشنجات في المعدة، نُفاخ، إسهال وإمساك.
لا يمكن تحديد السبب الرئيسي المؤدّي للإصابة بمتلازمة القولون العصبي، إلّا أنّ معظم الخُبراء يُجمِعون رأيهم على أنّ بعض العوامل دون غيرها قد تلعب دورًا مهمًا في التسبّب بالإصابة به، كأن يحدث اختلال على طريقة سَير الطعام داخل الجهاز الهضمي ما يؤدّي إلى تسريع عبور الطعام أو إبطاؤه إلى غير ذلك من الأسباب المُحتملة.
أمّا علاج القولون العصبي فهو لا يستند على دواءٍ مُحدّد؛ إذ لا يتوافر ذلك لغاية الآن، إلّا أنّ اختصاصيي الجهاز الهضمي يعتمدون بعلاج مَرضاهم على حميات غذائيّة تشتمل تجنُّب بعض الأطعمة والمشروبات والاعتماد على تناول البعض الآخر، إلى جانب استخدام بعض أنواع الأدوية التي تستهدف تخفيف الأعراض وتسهيل حياة المُصاب قدر المُستطاع. [1]
أنواع القولون العصبي
تنقسم مُتلازمة القولون العصبي لثلاثة أنواع رئيسيّة، هي: [2]
- متلازمة القولون العصبي المُترافقة مع الإمساك
- متلازمة القولون العصبي المُترافقة مع الإسهال
- متلازمة القولون العصبي المُترافقة مع الإمساك والإسهال.
تُشير الإحصائيّات إلى أنّ أعدادًا مُتساوية تتواجد تقريبًا من كل نوع، إضافة إلى أنّ البعض قد تتغيّر حالة القولون العصبي لديه من نوع لآخر بعد مِضيّ الوقت، تجدُر الإشارة إلى أنّ طريقة علاج كُل منها يختلف حسب العرَض المُرافق.
تشخيص القولون العصبي
لا يتوافر فحص مُحدّد لتشخيص الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، إنمّا يتبّع الاختصاصي سلسلة من الخطوات التشخصيّة لاستبعاد العديد من الأمراض المُتعلّقة بالجهاز الهضمي ومن ثمّ توكيد الإصابة بمرض القولون العصبي، من الإجراءات المُتبّعة: [3]
- معرفة التاريخ المرَضي.
- الفحص السريري.
- فحوصات أُخرى مثل: الدم، البُراز وغيرها ممّا تُحدّده حالة المريض.
بعد ظهور النتائج واستبعاد كافّة الأمراض الهضميّة المُحتمَلة، يلجأ الاختصاصي لمرحلة أُخرى من التشخيص تعتمد على أيّ من الآتية:
- الاعتماد على ما يُعرَف بمعايير روما Rome criteria للتحقُّق الفِعلي من الإصابة بمتلازمة القولون العصبي؛ وهي عبارة عن مجموعة من المعايير التي يتّم يجب أن تظهر على المريض حتى يتّم تشخيصه بالقولون العصبي، وهي:
- ألَم في منطقة البطن يُرافقه شعور بعدم الراحة يستمر على الأقل ليوم في الأسبوع خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، على أن يُصاحب ذلك اثنين من الأعراض التالية على الأقل: أ) انعدام الشعور بالراحة والألم المُرتبطان مع التغوُّط، ب) تغيُّر في عدد مرات التغوُّط عن المُعتاد، ج) تغيُّر في قِوام البُراز.
- تحديد نوع متلازمة القولون العصبي -3 أنواع كما ذُكِر سابقًا- لدى المريض اعتمادًا على الأعراض المُرافقة؛ ممّا يُسهّل اختيار العلاج الأنسب.
في حال عدم نجاح العلاج في تخفيف أعراض المريض، يلجأ اختصاصي الجهاز الهضمي لإجراء سلسلة إضافيّة من الفحوصات لاستبعاد أيّ من الحالات المرَضيّة الأُخرى، ويمكن أن تشمل هذه الفحوصات أيّ من الآتية:
- تنظير القولون عبر فتحة الشرج.
- صور إشعاعيّة لمنطقة البطن والحَوض بواسطة الأشعة السينيّة X-ray أو الأشعة المقطعيّة المُحوسبة CT scan.
- تنظير عُلوي عبر المريء للكشف عن الجهاز الهضمي العُلوي وأخذ خزعة نسيجيّة من الأمعاء الدقيقة لفحصها ومُعاينتها بالمختبر.
- فحوصات الكشف عن عدم تحمُّل اللاكتوز.
- فحص النَفَس للكشف عن النمو البكتيري المُحتمَل في الأمعاء الدقيقة.
- فحوصات عدّة للبُراز بغرض الكشف عن تواجد السوائل الهضميّة الممكن إفرازها من الكبد، مثلًا في حالات الإسهال المُزمنة، أو غير ذلك من البكتيريا والطُفيليّات التي قد تظهر في عيّنات البُراز.
الحمية الغذائيّة لعلاج القولون العصبي
على الرغم من أنّ التدخُّل العلاجي بإشراف الأطبّاء المُختصين يُعدّ أمرًا مهمًا في حالات القولون العصبي، إلّا أنّ العديد من الدراسات توّصلّت إلى أنّه من الممكن التقيُّد بحميات غذائيّة تحتوي على قائمة من الأطعمة والمُمارسات الأُخرى التي قد تساعد في التخفيف من أعراض القولون العصبي المُزعجة، وترفع من معدل شعور المريض بالراحة، أهمّها: [4]
- الأطعمة الغنيّة بالألياف، مثل: الخضراوات، الفواكه والحبوب الكاملة، يُذكَر بأنّ تولُّد حالة من النُفاخ جرّاء رفع معدل تناول الألياف الطبيعيّة يعود للحبوب الكاملة تحديدًا، لِذا يُنصَح بإيقاف تناولها والاستعاضة عنها بالألياف السائلة الموجودة في الخضراوات والفواكه.
غالبًا ما يحتاج الشخص البالغ ما قيمته 20 إلى 35 غرامًا من الألياف في اليوم، وهو يُساعد في التخلُّص من الإمساك للأشخاص الذين يُعانون منه.
- الأطعمة قليلة الألياف أو التي تحتوي على ألياف ذائبة؛ إذ إنّها تُساعد مرضى القولون العصبي الذين يُعانون من الإسهال والنُفاخ، مثل: التفاح، الجزر، دقيق الشوفان والتوت.
- الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على "الغلوتين" Gluten؛ إذ إنّ بعض الأشخاص قد يُعانون من حساسيّة تِجاه الغلوتين ما يُصعّب هضم المأكولات التي تحتويه، مثل: الخبز والمعكرونة، ينصح الخبراء بإيقاف تناول كُل من الشعير، الجاودار والقمح ومُراقبة الحالة الصحيّة فيما إذا كانت تشهد تحسُنًا؛ في محاولة لتحديد المُسبّب.
- الامتناع عن تناول كُل من: الشوكولاتة، القهوة، المُكسّرات والألياف غير الذائبة.
- تناول الأطعمة قليلة الدهون والابتعاد عن الأطعمة المقليّة والدهون الحيوانيّة.
- تجنُّب بعض أنواع الكربوهيدرات التي يصعُب على الأمعاء هضمها، مثل: البقوليّات، بعض أنواع الفواكه (البطيخ، المانجا، التفاح، الإجاص، البرقوق، الخوخ والنكتارين)، شراب الذرة عالي الفركتوز، خبز القمح، المعكرونة، الحبوب، المأكولات التي تحتوي على اللاكتوز (الحليب، البوظة، الجبنة واللبن أو الزبادي)، الفستق الحلبي، الكاجو، البروكلي، البصل، الفطر، الخرشوف، الهليون، براعم البروكسيل، القرنبيط والمُحلّيات.
- شُرب كميّات كافية من الماء.
- ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام.
مقالات ذات صِلة:
المراجع
- United Kingdom National Health System. 2017. Diet, lifestyle and medicines: Irritable bowel syndrome (IBS). Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/irritable-bowel-syndrome-ibs/diet-lifestyle-and-medicines/
- Khatri M. 2019. Types of Irritable Bowel Syndrome (IBS). Retrieved from https://www.webmd.com/ibs/types-ibs
- Mayo Clinic. 2020. Irritable bowel syndrome. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/irritable-bowel-syndrome/diagnosis-treatment/drc-20360064
- Moore K. 2020. IBS diet guide. Retrieved from https://www.healthline.com/health/ibs-diet