تُصنَّف متلازمة توريت Tourette Syndrome (TS) على أنّها أحَد المشاكل التي تُصيب الجهاز العصبي مُسبّبةً ما يُعرَف بالعرّات Tics، وهي عبارة عن تشنجات أو أصوات مُفاجِئة لا إراديّة لا يستطيع الشخص التحكُّم بها أو السيطرة عليها، في غالب الحالات تبدأ أعراض مُتلازمة توريت في مرحلة الطفولة إلّا أنّ أعراضها المُزعجة -أحيانًا- تتقلَّص حدّتها مع التقدُّم في العُمر وربمّا يُشفَى الشخص منها كُليًّا، يُشَار إلى أنّ مُتلازمة توريت قد يُصاحبها بعض الاضطرابات النفسيّة الأُخرى لدى المُصابين، مثل: قصور الانتباه وفرط الحركة، اضطراب الوسواس القهري وصعوبات في التعلُّم، يُمكن أن يخضَع المريض للعلاج النفسي لمُساعدته في السيطرة على العرّات (التشنجات اللا إراديّة) برفقة عدد من الخيارات العلاجيّة الأُخرى؛ إذ لا يتوافر علاج مُحدّد قادر على علاج متلازمة توريت تمامًا.
يُمكن تصنيف متلازمة توريت إلى نوعين بِحسب طبيعة التشنجات التي يتعرَّض لها الشخص، كالتالي:
- عرّات أو تشنجات لا إراديّة حرَكيّة: وهي تشمل حركات غير طبيعيّة في الجسم، مثل هزّ الكتفين، نَفض الذراعين أو تجّهم الوجه أو"رَمش" العين.
- عرّات أو تشنُجات لا إراديّة صوتيّة: تشمل أصوات لا إراديّة تصدُر عن الشخص، مثل: الصُراخ بكلمة أو جُملة، الهمهمة أو تفريغ الحلق وتنظيفه بصوت مُرتفع.
قد تكون مجموعة التشنجات أو الحركات اللاإراديّة الصادرة عن المُصاب بمتلازمة توريت إمّا بسيطة بحيث تشمل أجزاء قليلة من أعضاء الجسم، أو قد تكون ذو تأثير أكبر لتشمل أجزاءً مُتعدّدة من الجسم وبحركات لاإراديّة نمطيّة مُتتالية، كأن يهُزّ الشخص رأسه بالتزامن مع رجِّه لذراعيه من ثمّ يقفز. [1][2]
استشارة اون لاين مع دكتور دماغ وأعصاب
أعراض متلازمة توريت
يُعاني الأشخاص المُصابين بمتلازمة توريت من مجموعة من الأعراض المُزعجة تُصنَّف وفقًا لنوعها، كالتالي: [3][4]
العرّات الحَركيّة: عبارة عن حركات أو تشنجات لا إراديّة قد تكون بسيطة يقوم بها الجسم بصورة مُفاجئة وبحركات مُتكرّرة سريعة، بحيث تشمل مجموعة صغيرة من عضلات الجسم التي تتعرَّض للتشنُّج، مثل:
- رَمش العين، أو حركات أُخرى بالعين.
- تجهُّم أو تقطيب الوجه.
- هزّ الكتفين.
- شّد الرقبة.
- رجّ الرأس أو الكتفين.
أمّا العرّات الحَرَكيّة المُعقّدة، فهي تشمل عدّة عضلات في الجسم وتكون بأنماط مُنسَّقة وملحوظة وذات إيقاع بطيء، وقد تبدو أحيانًا بأنّها ذو هدفٍ ما، مثل:
- تجهُّم الوجه مع هزّ الكتف والتفاف الرأس.
- شّم أو لَمس الأشياء لمراتٍ مُتعدّدة ومُتتالية.
- القفز.
- الانحناء.
- الدوران.
قد تشمل العرّات أو التشنجات الحَرَكيّة اللّا إراديّة على أداء بعض الأفعال المُؤذية، كأن يلكُم الشخص وجهه.
العرّات الصوتيّة: عبارة عن أصوات لا إراديّة، قد تكون بسيطة، وتشمل:
- تفريغ الحَلق أو تنظيفه بتكرار.
- الاستنشاق بتكرار مُتتالي.
- صوت كالنّخر أو ما يُشبه الشخير.
- الصُراخ.
- الزعيق.
- "النُباح".
قد تشمل العرّات الصوتيّة اللّا إراديّة التفوُّه بكلمات وجُمَل غير مُحبّبة وبذيئة، تُسمّى هذه الحالة Coprolalia وهي تُشكِّل ما نسبته 10% إلى 15% من مُصابي متلازمة توريت، أو حالة أُخرى تُعرَف بــِ Echolalia وهي تِكرار الكلمات والجُمَل التي ينطِق بها الآخرون أمامه.
يُذكَر بأنّ التشنجات اللا إراديّة تزداد حدّتها غالبًا إذا ما تعرَّض الشخص لحالة من التوتر أو الانفعال، إلّا أنّ حدّتها تنخفض في غياب أيّ من المُؤثرات السابقة أو أثناء أداء نشاطات معيّنة تحتاج لتركيزٍ عالٍ.
علاج متلازمة توريت
لا تستدعي جميع حالات مُتلازمة توريت العلاج؛ إذ إنّ بعضها يشتمل على أعراضٍ طفيفة يُمكن تحمُّلها، إلّا أنّ البعض قد يُعاني من أعراضٍ مُزعجة يحتاج معها لإيجاد علاجٍ يُساعده على تقليص تأثير الأعراض اجتماعيًا ونفسيًا، يُمكن أن يخضع مريض مُتلازمة توريت لأنواع معيّنة من العلاجات بإشراف اختصاصي الدماغ والأعصاب و/أو اختصاصي الطب النفسي، وتضُم الخيارات العلاجيّة المُتاحة بمواجهة متلازمة توريت وأعراضها، كل من الآتية: [5][6]
- العلاج الدوائي: قد تشتمل الأدوية المُستخدَمة في علاج متلازمة توريت إمّا على أدوية تعمل بشكلٍ رئيس على "دوبامين Dopamine"، وهي مادّة كيميائيّة في الدماغ، بغرض التحكُّم بالتشنجات اللا إراديّة، منها: "هالوبيريودول Haloperidol" أو "بيموزايد Pimozide" وغيرها، أو باستخدام أدوية ضغط الدم المُرتفع، أو مُضادّات الاكتئاب التي تُخفّف حالة الحزن والقلق واضطراب الوسواس القهري التي قد تكون سببًا في زيادة حدّة أعراض متلازمة توريت.
- العلاج النفسي: على الرغم من أن متلازمة توريت لا تندرج ضمن الأمراض النفسيّة، إلّا أنّ مُشاركة الاختصاصي النفسي في العلاج قد تكون مفيدة للمريض؛ إذ إنّ هذا النوع من العلاجات يُساعد في التعامل مع المشاكل والعواقب الاجتماعيّة التي قد تنجُم عن ما يختبره المُصاب بمُتلازمة توريت من أعراض لا إراديّة مزعجة، والتعامل مع التوتر المُصاحب لهذا المرض وتعلُم مهارات الاسترخاء، أيضًا قد يكون دور الاختصاصي النفسي مهمًّا في مساعدة المريض الذي تتزامن إصابته بمتلازمة توريت مع الوسواس القهري وقصور الانتباه وفرط الحركة.
- العلاج السلوكي: أمّا هذا النوع من العلاجات فهو يعمل بشكلٍ رئيس على تمرين الشخص المُصاب بمتلازمة توريت على تخطِّي التشنجات اللا إراديّة؛ من خلال ما يُعرَف بالتدريب على عكس العادة Habit-reversal training الذي يتضمَّن تمرين المريض على التنبؤ بالتشنجات التي قد تنشأ لديه ومحاولة إيقافها.
مقالات ذات صِلة
المراجع
- United Kingdom National Health Services. 2018. Tourette’s syndrome. Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/tourettes-syndrome/
- Centers for Disease Control and Prevention. 2020. Tourette Syndrome (TS). Retrieved from https://www.cdc.gov/ncbddd/tourette/facts.html
- Tourette Association of America. (n.d.). What is Tourette. Retrieved from https://tourette.org/about-tourette/overview/what-is-tourette/#1461071674190-68d0f2a2-0087
- National Institute of Neurological Disorders and Stroke. 2020. Tourette syndrome fact sheet. Retrieved from https://www.ninds.nih.gov/Disorders/Patient-Caregiver-Education/Fact-Sheets/Tourette-Syndrome-Fact-Sheet#3231_2
- Hasan S. 2016. Tourette Syndrome. Retrieved from https://kidshealth.org/en/teens/tourette.html
- Bhandari S. 2019. Tourette’s Syndrome. Retrieved from https://www.webmd.com/brain/tourettes-syndrome#4