البكتيريا النافعة في جهازنا الهضمي (3): Akkermansia muciniphila

اسمها: Akkermansia muciniphila   مواقع انتشارها في الجسم: تتواجد A

اسمها: Akkermansia muciniphila

مواقع انتشارها في الجسم: تتواجد A. muciniphila بشكل رئيسيّ في أمعاء الإنسان، تحديدًا في الغشاء المخاطي للأمعاء الغليظة، وتُقدّر نسبة تواجدها في القولون ما يُقارب 3% من مجموع "الميكروبيوتا" Microbiota في التجويف الهضمي.

تستوطن بكتيريا A. muciniphila الغشاء الهُلامي المُخاطي الذي يُغلّف الأمعاء من الداخل، وتستخدم "الميوسين" Mucin الذي يُكوِّن هذا الغشاء كمادّة أساسيّة لنموِّها لِذا غالبًا ما يُطلَق عليها "البكتيريا المُحلّلة للميوسين" Mucin-degrading bacterium، لِما تملكه من قدرة على إنتاج عدد من الإنزيمات الحالّة للمُخاط مثل "سلفاتيز" Sulfatase.

مصادرها الطبيعيّة: تؤثِّر أصناف الأطعمة التي نتناولها على تواجد البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، منها ما يرفع معدل تواجدها ويُعزّز من أدائها لوظائفها بتوفير بيئة خصبة لها، أمّا بكتيريا A. muciniphila فمن الممكن أن يزداد معدل انتشارها بتناول بعض أصناف الأطعمة التي سبق وأن أُجريَت مجموعة من التجارب عليها والتي تحتوي بشكلٍ خاص على عديدات الفينول Polyphenols، أبرزها:

  • التوت البرّي الأحمر Cranberry: في تجربة استهدفت فئران مخبريّة استطاع مُستخلَص التوت البرّي الأحمر رفع معدل تواجد بكتيريا A. muciniphila في أمعاء الفئران؛ وذلك لِغناه بعديدات الفينول التي تضطلِّع بدورٍ واقِ ضدّ مشاكل الأيض.
  • العنب؛ غنيّ بعديدات الفينول وهو يُعزّز من تواجد وانتشار بكتيريا A. muciniphila في الأمعاء.
  • بذور الكتّان.
  • الزيتون.

فوائدها لصحّة الجسم: يرتبط تواجد بكتيريا A. muciniphila في الأمعاء بعلاقة عكسيّة مع بعض الأمراض والاختلالات التي تُصيب الجهاز الهضمي، بمعنى أنّ انخفاض تواجدها يتزامن مع عدد من الأمراض التي تمّ تشخيصها لدى المرضى مثل: متلازمة القولون العصبي والتهاب الزائدة الدوديّة وغيرهما.

لبكتيريا A. muciniphila العديد من المنافع الصحيّة التي تُعزّز بعض وظائف الجسم وترفع من كفاءة المَهام التي تتولّاها بعض الأعضاء، أهمّ هذه الفوائد مُدعّمة بالأبحاث المخبريّة والسريريّة، ما يلي:

  • العلاج والوقاية من مرض ألزهايمر؛ إذ توصَّل مجموعة من الباحثين إلى نتائج مُلفتة تشير إلى إمكانيّة أن تكون المُكمّلات التي تعتمد على بكتيريا A. muciniphila ذات صِلة في علاج أو الوقاية من مرض ألزهايمر الذي تقتصر الأدوية المُتاحة لأجله حتى اللحظة على تخفيف الأعراض وتأخير تقدُّمها فقط.

وقد جاءت هذه الاستنتاجات بناءً على ما تراكم من معلومات تُوشِي بالعلاقة الإيجابيّة التي يتمخَّض عنها تواجد هذه البكتيريا في الأمعاء بوَفرة، فقد سبق وأن أشارت الدراسات السابقة إلى أنّ بعض عوامل الخطر التي ترفع من معدل الإصابة بألزهايمر والتي استطاعت بكتيريا A. muciniphila تخفيف تأثيرها السلبي على صحّة الإنسان يمكن أن تكون سببًا وطريقًا في السيطرة على مرض ألزهايمر إذا ما تمكّنت البكتيريا من كبح تقدُّمها، أبرزها السُمنة والسكري من النوع الثاني والتي ترفع من خطر الإصابة بالخرَف، وكِلتا هاتين المُشكلتين أثبتتا انخفاض معدل تواجد بكتيريا A. muciniphila في تجويف المُصاب حال الإصابة بأيّ منهما، لِذا فإنّه من الممكن الوقاية من مرض ألزهايمر والحدّ من تطوُّره بواسطة رفع معدل نمو بكتيريا A. muciniphila في الأمعاء.

بحسب النتائج فإنّ بكتيريا A. muciniphila تساهم في تحسين أداء الحاجز المَعوي الذي يغطي بِطانة الأمعاء بفعاليّة، أيضًا تُخفّف من الاضطرابات الاستقلابيّة للدهون والغلوكوز وتُقلّل من مشاكل الذاكرة وذلك عبر تخفيض مستوى تراكم لُويحات بروتين أميلويد بيتا () في الدماغ، ما يُعزّز الدور الإيجابيّ الذي قد تشغلُه هذه البكتيريا مُستقبلًا وإمكانيّة استخدامها كعلاج لمرض ألزهايمر والوقاية منه أيضًا.

  • تحسين معدلات الأيض والتخلُّص من مشاكله بنسبة كبيرة لدى مَن يُعانون من زيادة الوزن أو السُمنة؛ إذ أجرى مجموعة باحثين تجربة على مجموعة من البُدناء بإعطائهم جرعة يوميّة من بكتيريا A. muciniphila (تمّت مُعالجتها بمعدل طفيف) عبر الفم لثلاثة أشهر، وبعد المُقارنة بين هؤلاء والمجموعة الوهميّة ممّن لم يتلقَّوا جرعات من البكتيريا تبيّن استِطاعة بكتيريا A. muciniphila تخفيف خطر الإصابة بأحد العوامل المُسبّبة لأمراض القلب، مثل: مقاومة الإنسولين، مستوى الكولسترول ومستويات تخزين الدهون في أنسجة الجسم.
  • لبكتيريا A. muciniphila خواصّ مُضادّة للالتهابات؛ إذ يُعتقَد بأنّ مستوياتها تنخفض في أمعاء المُصابين بمتلازمة القولون الالتهابي تحديدًا التهاب القولون المُتقرِّح واضطرابات الأيض ما يُعزّز -لدى الباحثين- صحّة ونجاعة الاعتقاد الرّامي بعلاقة هذه البكيتريا الإيجابيّة مع الدور المُضاد للالتهابات داخل الأمعاء.

مقالات ذات صِلة

المراجع

  1. Ou Z, et al. 2020. Protective effects of Akkermansia muciniphila on cognititve deficits and amyloid pathology in a mouse model of Alzheimer’s disease. Nutrition & Diabetes 10, 12. Retrieved from https://www.nature.com/articles/s41387-020-0115-8
  2. Depommier C, et al. 2019. Supplementation with Akkermansia muciniphila in overweight and obese human volunteers: a proof-of-concept exploratory study. Nat Med 25, 1096-1103. Retrieved from https://www.nature.com/articles/s41591-019-0495-2
  3. Earley H, et al. 2019. The abundance of Akkermansia muciniphila and its relationship with sulphated colonic mucins in health and ulcerative colitis. Scientific Reports 9, 15683. Retrieved from https://www.nature.com/articles/s41598-019-51878-3
  4. Anhe F, et al. 2016. Triggering Akkermansia with dietary polyphenols: A new weapon to combat the metabolic syndrome? Gut Microbes, 7(2): 146-153. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4856456/
  5. Anonye B. 2017. Commentary: Dietary Polyphenols Promote Growth of the Gut Bacterium Akkermansia muciniphila and Attenuate High-Fat Diet-Induced Metabolic Syndrome. Front Immunol, 8: 850. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5529345/
  6. Derrien M, Belzer C. and Vos W. 2017. Akkermansia muciniphila and its role in regulating host functions. Microbial Pathogenesis 106: 171-181. Retrieved from https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0882401015301789?via%3Dihub
  7. Brennan D. 2020. Healthy foods high in polyphenols. Retrieved from https://www.webmd.com/diet/foods-high-in-polyphenols#1

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية