لا شكّ أنّ الضغوطات النفسية والاجتماعية تحيط بجميع جوانب الحياة في الوقت الحالي، وهي بدورها تُشعل سلسلةً من التغييرات على المستوى الفيسيولوجي للجسد بهدف مواكبة ما يجري حوله، لذا فإن تعرّض الجسم لمُثيرات التوتر بطريقة مزمنة ولفتراتٍ طويلة يؤدي حتمًا إلى الإصابة باضطراباتٍ صحيّة، ولعلّ أهمها متلازمة الأيض (Metabolic syndrome).
يمكن تعريف متلازمة الأيض على أنها مجموعة من الأعراض التي تُمثل معًا عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من النوع الثاني، والأمراض التنكسية العصبية، ومن هذه الأعراض مقاومة الإنسولين، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة تركيز الدهون في منطقة وسط الجسم، ونظرًا لخطورة هذه المتلازمة وآثارها الصحية التي تؤدي للإصابة بأمراضٍ مزمنة، كان لزامًا محاولة تحليل الأسباب المؤدية للإصابة بها بهدف التغلب عليها، كالتوتر.
في دراسة حديثة منشورة في مجلة (Brain, Behavior, & Immunity)، عمِد الباحثون إلى تحليل سرّ العلاقة بين التوتر والإصابة بمتلازمة الأيض في محاولة لفهم الرابط بينهما على المستوى الفيسيولوجي للجسم، وذلك بتحليل مجموعة من بيانات مرضى بالغين في مرحلة منتصف العمر وحتى كبار السن منهم، وخلُصت الدراسة إلى أنّ التوتر يؤدي إلى تحفيز رد فعلٍ التهابي مزمن يشمل أجهزة الجسم بأكملها بالإضافة إلى ارتفاع تركيز علامات الالتهاب التي تُسهم في اضطراب عملية الايض الطبيعية، إذ تبلغ نسبة ارتباط الالتهاب مع التوتر والإصابة بمتلازمة الأيض ما يُقارب 61.5%.
المرجع:
- Jurgens, Savana M., et al. "Inflammatory Biomarkers Link Perceived Stress with Metabolic Dysregulation." Brain, Behavior, & Immunity - Health, vol. 34, 2023, p. 100696, https://doi.org/10.1016/j.bbih.2023.100696