تزداد أعداد المصابين بالوردية حول العالم سنويًا، إذ تشير العديد من الدراسات إلى معاناة ثلث المصابين بالوردية من الاكتئاب بدرجاتٍ مختلفة، بالإضافة إلى عدم التزامهم بالأدوية العلاجية الموصوفة، وذلك بسبب ما يُصاحبها من الأعراض الجانبية العديدة، أو نتيجة عدم تقديمها لحلولٍ فعالة للمشكلة، لذا برزت مستحضرات التجميل التي تتكون من موادٍ طبيعية كأحد الحلول لهذه المشكلة، لا سيّما لِما تتمتّع به من عديد الفوائد، وانخفاض نسبة تسببها بأعراضٍ جانبية مزعجة.
في مراجعة منهجية حديثة، جمع الباحثون مجموعة من النباتات التي شاع عنها قدرتها في علاج الوردية والتخفيف من أعراضها المزعجة بفضل ما تحتويه مستخلصاتها من موادٍ كيميائية تعمل معًا بانسجام، ومن هذه المكونات عرق السوس (Licorice) الذي يحتوي مكوناتٍ قادرة على التصدي للالتهابات وتخفيف تهيّج البشرة، واللذان يُعدّان من أهم الأعراض المرافقة للوردية، إذ ذكرت دراسة أن استخدام مستحضر موضعي يحتوي على 2% من عرق السوس كفيلٌ بتخفيف الاحمرار، والحكّة، والانتفاخ بعد الاستعمال المتواصل مدة أسبوعين.
كما ذكرت المراجعة بأنّ الشوفان (Oat) كأحد المكونات التي تمتلك القدرة على تهدئة البشرة المتهيجة والمثيرة للحكة، بالإضافة إلى رفد البشرة بالترطيب، وحمايتها من الالتهابات، والتصدي لأشعة الشمس فوق البنفسجية، وهو أمرٌ ضروري لدى أصحاب البشرة المصابة بالوردية الذين تزاد حساسية البشرة لديهم من أشعة الشمس.
أمّا نبات البابوبنج (Chamomile) فهو غنيٌّ عن التعريف، فبفضل تركيبته الكيميائية يستطيع البابونج تثبيط إنزيمات تدخل في العمليات الالتهابية داخل الجسم، كما بإمكان البابونج تنظيم العمليات المناعية في الجسم، وذكرت إحدى الدراسات أن تأثيره يساوي تأثير استخدام مستحضر هيدروكورتيزون في التخلص من الحكة، والاحمرار، وتقشر سطح البشرة الخارجي كما يحصل لدى مرضى الوردية.
المرجع:
Semenescu, I.; Similie, D.; Diaconeasa, Z.; Danciu, C. (2024) Recent Advances in the Management of Rosacea through Natural Compounds. Pharmaceuticals. doi: https://www.mdpi.com/1424-8247/17/2/212