يتكون الهيكل العظمي لجسم الإنسان من العظام التي تتصل بعضلات الجسم فتمكنه من الحركة، كما تلعب العظام دورًا هامًا في حماية أعضاء الجسم وتخزين الكالسيوم بالإضافة إلى احتوائها على نخاع العظام المسؤول عن إنتاج خلايا الدم.[1]
أنواع كسور العظام
تتمثل كسور العظام في إصابة أنسجة العظام بكسورٍ جزئية أو كلية،[2] وتحدث الكسور بفعل قوة خارجية مباشرة على العظام تفوق في شدتها قوة العظام فتتسبب بكسرها،[3] وتشمل أنواع كسور العظام:
- الكسر المفتوح (الكسر المركب) Compound/Open fracture: إذ تنكسر العظام وتنكشف نتيجة إصابة الجلد بجرحٍ، وقد يحتمل الكسر المفتوح خطر إصابة العظام بالعدوى.[3]
- الكسر المغلق (الكسر البسيط) Closed /simple fracture: يحدث كسر العظام دون جروح في الجلد فلا تنكشف العظام من خلاله.[3]
- الكسر المُنزَاح Displaced fracture: تنكسر العظام إلى جزئين أو أكثر، وتنزاح فتفقد محاذاتها مع بعضها باستقامة.[3]
- الكسر غير المنزاح Non displaced fracture: تبقى قطع العظام المكسورة على نفس الاستقامة.[3]
- كسر الإجهاد Stress fracture: تتعرض فيه العظام لشقوقٍ صغيرة تُعرف بالشقوق الشعرية (Hairline crack)،[3] نتيجة التعرض المُستمر للإجهاد، وعادةً ما يحدث كسر الاجهاد في أسفل الساق خاصةً بين العدّائين والرياضيين الذين يمارسون رياضات تتضمن الجري على أسطح صلبة، وقد يتطور كسر الاجهاد مع إهمال العلاج إلى كسرٍ كُلي.[1]
- الكسر القَلعيّ Avulsion fracture: ينفصل جزءٌ صغير من العظام مبتعدًا عن القطعة الرئيسية من العظم يسحبه الوتر أو الرباط المفصلي الذي يرتبط به،[4] قد يحدث الكسر القَلعي نتيجة انقباضات العضلات بقوة لتتسبب بتحرير الوتر ساحبًا معه جزء من العظم، وعادةً ما يصيب مفاصل الركبة والكتف.[5]
- الكسر المُفَتَّت Comminuted fracture: تنكسر فيه العظام إلى عدّة أجزاء، ولكن تبقى الأجزاء مُجتمعةً في مكان الكسر.[2]
- الكسر الانضغاطي Compression fracture: تُضغَط عظمتين باتجاهٍ معاكس، مثل ما قد يحدث بين فقرات العمود الفقري، خاصةً بين المُسنين الذين يعانون من هشاشة العظام.[5]
- الكسر المُنحَشِر Impacted fracture: تُضغَط فيه قطع العظام المكسورة، فتندفع كل منهما باتجاه الأُخرى لتتداخلا.[6]
- الكسر المائِل Oblique fracture: تنكسر فيه العظام كسرًا مائلًا، وعادةً ما يحدث الكسر المائل في العظام الطويلة مثل عظم الفخذ والظنبوب (عظم الساق الأكبر) والشظية والعضد والساعد والترقوة.[7]
- الكسر الحلزوني أو الالتوائيّ Spiral fracture: يُعد الكسر الحلزوني من الكسور الخطيرة حيث تنكسر فيه العظام الطويلة مثل عظمة الفخذ وعظم الساق الأكبر والشظية والساعد والعضد بفعل قوة تسبب التوائها وكسرها إلى نصفين، وتكمن خطورة الكسر الحلزوني في صعوبة إصلاح العظام المكسورة لكونها ليست على استقامة واحدة، بالإضافة إلى خشونة حوافها وعدم تطابقها.[8]
- الكسر المُستَعرِض Transverse fracture: تنكسر فيه العظام كسرًا عموديًا مع جسم العظم (الجَدْل).[3]
- الكسر المَرَضي Pathologic fracture: تنكسر العظام نتيجةً لوجود حالة مرَضية تُضعف أنسجة العظام.[3]
- الكسر الطولي Longitudinal fracture: يمتد الكسر على طول العظم.[9]
- الكسر داخل المفصل Intra articular fracture: يمتد الكسر ليصل إلى سطح المفصل.[9]
- الكسر القطعي Segmental fracture: يحدث أكثر من كسر في نفس العظمة، فتصبح العظمة المكسورة عائمة منفصلةً في طرفيها عن العظمة الرئيسية.[2]
- الكسر الخَفِيّ Occult fracture: هو الكسر الذي لا يظهر بوضوح في الأشعة السينية، ويتطلب تأكيد حدوثه إجراء فحوصاتٍ أُخرى، ويحدث الكسر الخفي عادةً نتيجةً للحوادث أو لتعرض العظام الضعيفة للإجهاد أو الإصابات المُتكررة الناتجة عن ممارسة بعض الأنشطة بقوة مثل المشي أو الركض.[10]
وهناك أنواع من الكسور ترتبط مع الأطفال فقط لاختلاف طبيعة عظامهم في هذه المرحلة،[3] مثل:
- كَسر الغُصن النضير Greenstick: يُكسَر العظم في جزءٍ منه دون أن يكتمل للطرف الآخر، يحدث نتيجة انحناء جزئي للعظم الغض لدى الأطفال.[11]
- الكسر الحَيدي Torus/Buckle: يندفع العظم ليضغط على الجزء الآخر من العظم ويعتليه فيبدو وكأنه جزءٌ ناتىء.[11]
- كسور صَفيحَة النُّمو Growth plate fractures: يحدث الكسر في صفيحة النمو (غضاريف مسؤولة عن نمو عظام الطفل، تتواجد بالقرب من نهايات العظام)، وفي حال لم يُعالَج الكسر بطريقة صحيحة قد يتسبب في انحناء العظم أو عدم نموه كما ينبغي، فيبدو الطول غير متطابق في كِلا الطرفين.[12]
أسباب كسور العظام
تتمتع العظام السليمة بصلابة كافية لتحمل الصدمات القوية والمفاجئة، ولكن قد تتعرض العظام للكسور أو الشقوق مع اشتداد القوة المؤثرة عليها،[9] وهناك عدة أسباب قد تنجم عنها كسور العظام:[5][9]
- التعرض للإصابات الجسدية المباشرة مثل السقوط أو حوادث السيارات أو الإصابات أثناء ممارسة رياضةٍ ما.
- الإصابة ببعض الأمراض التي تُضعف من أنسجة العظام مثل هشاشة العظام وبعض أنواع السرطان.
- إجهاد العظام.
- التقدم في العمر: إذ تَضعُف عظام الإنسان مع تقدمه في العمر.
أعراض كسور العظام
تختلف أعراض كسور العظام تبعًا لشدة الإصابة وموقع العظم الذي تعرّض للكسر،[5] كما قد تتشابه الأعراض المُصاحبة لكسور العظام مع أعراض حالاتٍ مرَضية أخرى، لذا يجب استشارة طبيب العظام،[2] وتشمل بعض أعراض كسور العظام:[2]
- الألم المفاجئ.
- صعوبة تحريك المنطقة المصابة والمفاصل القريبة منها.
- التورم.
- احمرار المنطقة المُصابة والشعور بسخونتها قليلًا.
- ظهور تشوه ملحوظ في الجزء المُصاب.
طرق تشخيص كسور العظام
يُشخّص طبيب العظام الكسر العظمي بدايةً بالاستعلام عن كيفية حدوث الإصابة، ثم يُجري الفحص الجسدي بحثًا عن أي تمزقات جلدية أو إصاباتٍ أخرى، ثم يفحص طبيب العظام المنطقة المتورمة لتحديد العظمة المصابة، بالإضافة إلى إجراء الأشعة السينية X-ray التي يختلف نوعها تبعًا لنوع الإصابة، ولكن أحيانًا لا تكشف الأشعة السينية عن الكسر فيلجأ الطبيب إلى إجراءاتٍ أُخرى،[1] مثل:[2]
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) Magnetic resonance imaging: هو فحص للتصوير الدقيق لتراكيب الجسم، يعتمد على استخدام المغناطيسات الكبيرة والترددات الراديوية.
- الفحص بالتصويرالمقطعي المحوسب Computed Tomography Scan (CT scan):فحص ينقل صور دقيقة للعظام والعضلات والدهون وأعضاء الجسم، ويعتمد على استخدام الحاسوب والأشعة السينية.
مضاعفات كسور العظام
قد تتسبب كسور العظام ببعض المضاعفات:[9][13]
- تكون الجلطات الدموية التي قد تتسبب بانسداد الأوعية الدموية.
- الإصابة بمتلازمة الحيّز Compartment syndrome: إذ يحدث تورُّم أو نزيف في العضلات المحيطة بالعظام المكسورة.
- تدَمّي المفصل Hemarthrosis (حدوث نزيف وتورم في المفصل).
- تيبُّس المفاصل وظهور تقرحات فيها نتيجة استخدام الجبيرة.
- إصابة العظام أو نخاع العظام بعدوى بكتيرية مستمرة نتيجة الكسور المفتوحة، إذ تستغل البكتيريا تمزقات الجلد لتصل إلى العظام فتسبب لها العدوى.
- النخر اللاوعائي (النخر العظمى) Avascular necrosis: إذ تتلف أنسجة العظام نتيجة لنقص التروية الدموية.
- اختلال نمو العظام: فقد يكون الطفل عُرضة للتشوه العظمي مستقبلًا، إذا ما حدث خلل في الكسر أثناء التئامه مثل حدوث إزاحة في العظام لتنمو باتجاه خاطىء.
علاج كسور العظام
تشمل طرق العلاج المستخدمة لكسور العظام:
- استخدام الجبائر: وهي أكثر طرق علاج كسور العظام استخدامًا، تتسم أغلب العظام بقدرتها على الالتئام بعد جمع نهايتي العظم المكسور، ومن ثم يهدف استخدام الجبيرة إلى تثبيت العظام في الوضع الصحيح خلال مرحلة الالتئام، وقد تُستخدم الدعامات أو الجبيرة في بعض حالات الكسور، لتقييد حركة المفاصل القريبة من مكان الإصابة.[14]
- الجر العظمي Traction: الذي يستخدم فيه الطبيب الأوزان لزيادة مرونة العضلات والأوتار المحيطة بالعظم المكسور، بهدف سحب العظام إلى الوضع الصحيح وتعزيز التئام العظم.[13]
- الأدوية لتسكين الألم.[2]
- الجراحة: تُجرى الجراحة في بعض حالات كسور العظام بغرض تثبيت قطع العظام المكسورة في موضعها الصحيح حتى تلتئم،[2] وتنقسم الجراحة إلى نوعين:[14]
- التثبيت الخارجي External fixation: يثبّت طبيب العظام دبابيس أو مسامير معدنية في العظام المكسورة، تتصل هذه الدبابيس من الخارج بقضيب معدني، فيُشكّل بذلك إطارًا هيكليًا يحيط بالعظم المكسور من الخارج ويُثبّته ليلتئم العظم كما ينبغي له.
- التثبيت الداخلي Open Reduction and Internal Fixation: يُعيد طبيب العظام قطع العظام المكسورة إلى موضعها الصحيح، بتثبيت صفائح معدنية أو مسامير مخصّصة لهذا الغرض على السطح الخارجي للعظم المكسور حتى يلتئم، أو يمكن إدخال قضبان معدنية داخل جزئيّ العظم المكسور ليتصل ببعضه ويُترَك لمساعدته في الالتئام.