اُستخدم الكرفس في الطب التقليدي للتخفيف من التشنجات واضطرابات المعدة، كما أنه يُعد مدرًا للبول، وملينًا، ومهدئًا، كذلك اُستخدم في الطب التقليدي الأفريقي كمنشط للقلب لخفض ضغط الدم، كما يُشَار إلى إمكانيّة استخدام الكرفس لاضطرابات المفاصل،[1] ويُعد الكرفس أحد مكونات قوائم الخضراوات والنكهات الشهيرة في المطبخ الآسيوي، إذ يُستخدم النبات بأكمله، بما في ذلك الورقة، والساق، والجذر، والبذور،[2] أمّا عن كيف يؤكل الكرفس، فيمكن سلقه، أو قليه، أو تحميصه، واستخدامه كمكوّن أساسي للحساء والمرق والصلصات، كما يمكن تناوله نيئًا عن طريق إضافته للسلطات ليضفي عليها نكهة مميزة.[3]
نبات الكرفس
ينتمي الكرفس (Apium Graveolens) إلى عائلة الخيميات (Apiaceae)، ويزدهر نبات الكرفس في المناخات الإستوائية في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأجزاء من أفريقيا، لكنه يُزرع ويستهلك الكرفس عالميًا.[4]
الكرفس نبات ثنائي الحول، أي يحتاج إلى موسمين زراعيين لإكمال دورة حياته، له فروع وسيقان سميكة وكثيفة يمكن أن يصل ارتفاعها إلى متر واحد، والأوراق مثلثة أو ماسية أو رمحية الشكل، ويتراوح طولها بين 5-50 ملم، وتكون أطراف الأوراق مفصصة ومسننة، أمّا سيقان هذا النبات فتكون متفرعة ورطبة ومُضلَعة، جذوره مركبة ولها ألياف جذرية تنمو أفقيا بنصف قطر يصل إلى حوالي 5-9 سم من قاعدة الجذع، إذ يمكن أن تخترق الجذور التربة حتى عمق 30 سم.[5]
أمّا ثمرة الكرفس فبُنية اللون ذات خطوط سوداء على غلافها الخارجي، ويبلغ قطر الثمرة ما بين 1-2 ملم، وتتميز بأنّها ثمرة متشققة شبه دائرية، ذات رائحة عطرة، مع اثنين من الثُميرات (ثمرات جزئية)، أمّا عن البذور فتكون مستطيلة الشكل ويبلغ عرضها ما بين 1.5-2 ملم، ويكون لون البذور داكنًا وشكلها مسننًا، كما تتميز أزهار الكرفس بأنّها صغيرة بيضاء مخضرة، وتحتوي كل كربلة على بذرة واحدة، بينما تُشكّل الكربلتان ثمرة واحدة، وتكون الزهور بيضاوية الشكل لها خمسةمن البتلات. [5]
زراعة الكرفس
تزدهر زراعة الكرفس في المواسم الباردة الطويلة، وخاصة في الليل مع هطول الأمطار أو الري المستمر، ويتراوح نطاق درجة الحرارة الأمثل لنبات الكرفس بين 16 إلى 21 مئوية، وتختلف درجة الحرارة المناسبة لنموّه وتكاثره بحسب اختلاف الصنف، ولأنه نباتٌ سطحي الجذور، فإنه يتطلب تربة عالية الخصوبة ذات قدرة على الاحتفاظ بالرطوبة الكافية، وعلى الرغم من إمكانية زراعته في مجموعة متنوعة من أنواع التربة، إلا أنه ينمو بطريقة أفضل في التربة الخثية (البيتموس) والطينية بدرجة حموضة تتراوح بين 6.0-6.6 في التربة المعدنية، و5.5-6.0 في التربة العضوية، ويُزرع الكرفس عن طريق ذرّ البذور المباشر، أو عن طريق زرع شتلات يتراوح عمرها ما بين 8-12 أسبوعًا، ويُحصد الكرفس بعد أن تصل النباتات إلى مرحلة النضج الكامل، أي بعد 90-120 يومًا من زارعته.[6]
مكونات الكرفس
يحتوي الكرفس على مجموعة من المكونات التي تُكسبه خواص عديدة:
- نسبة عالية من فيتامين C، كما تتكوّن البذور من نسبة من الزيت المتطاير تُقدّر بحوالي 2.0%، والزيت غير المتطاير (الثابت) بنسبة 15%، والبروتين بنسبة 18.7%، والرماد الكلي بنسبة 8.0%، والألياف الخام بنسبة 11.0%، والكربوهيدرات بنسبة 36.6%، والنشا بنسبة 6.0%.[6]
- مجموعة من المعادن، كالزنك، والمغنيسيوم، والفسفور، والكالسيوم، والسيلينوم، والنحاس.[7]
- مضادات الأكسدة، إذ يُعد الكرفس من النباتات الغنية، بما في ذلك مركبات الفلافونول؛ كالأبيجينين (Apigenin)، والكيمبفيرول (Kaempferol)، واللوتولين (Luteolin)، والأحماض الفينولية؛ كحمض الكافيين (Caffeic acid)، وحمض الفيروليك (Ferulic acid)، وحمض الكوماريك (p-coumaric acid).[7]
فوائد الكرفس للنساء
ذكرت العديد من الدراسات فوائد الكرفس لصحة النساء نتيجة استهدافه عدد من المشكلات الصحية لديهُن:
عسر الطمث عند المراهقات
عسر الطمث هو أحد الأعراض الاعتيادية للدورة الشهرية خلال سنوات الإنجاب، والذي قد يكون له عواقب عاطفية ونفسية ووظيفية سلبية،[8] وقد أُجريت دراسة على 30 أنثى تتراوح أعمارهن بين 14 و17 عامًا لمعرفة دور الكرفس إلى جانب تمارين الاستطالة في شدة الألم لدى المراهقات المصابات بعسر الطمث، نُشرت الدراسة في مجلة (Open Access Macedonian Journal of Medical Sciences) عام 2020 ميلادي، وأظهرت نتائجها أنه يمكن لهذه العلاجات تخفيف الشعور بعدم الراحة لدى المراهقات اللواتي يعانين من عسر الطمث عن طريق تقليل معدل تقلصات الرحم، والتشنجات في أسفل البطن، وتسريع الدورة الدموية.[9]
متلازمة تكيس المبايض
تؤثر متلازمة تكيس المبايض في العديد من النساء اللواتي في سن الإنجاب في جميع أنحاء العالم، وغالبًا ما يصاحب هذه المتلازمة تضخم وخلل في المبايض، وارتفاع مستويات هرمون الأندروجين، ومقاومة الإنسولين.[10]
أظهرت دراسة نُشرت الدراسة في مجلة (Iranian Red Crescent Medical Journal) عام 2018 ميلادي وأُجريت على 72 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و40 عامًا يُعانين من متلازمة تكيس المبايض مع شكوى من قلة الطمث، أنّ استهلاكهن لكبسولة بتركيز 750 ملليغرام تحتوي مزيجًا من الكرفس واليانسون قد نظم الدورة الشهرية، وخفض إجمالي هرمون التستوستيرون في الدم ونسب LH/FSH لدى النساء اللائي يُعانين من متلازمة تكيس المبايض.[11]
فوائد الكرفس للرجال
تتعددت فوائد الكرفس الطبية لتشمل انعاكاسات وآثار إيجابية على صحة الرجال:
الكرفس والخصوبة لدى الرجال
ذكرت العديد من الدراسات أنّ للكرفس دورًا في تعزيز الحيوانات المنوية، فقد أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة (Avicenna Journal of Phytomedicine) عام 2015 والتي أُجريت على جرذانٍ مخبرية، أنّ استهلاكها لمستخلص الكرفس المائي بتراكيز بلغت 100 و200 ملغ/كغ لمدة 30 يومًا قد عزز تكوين الحيوانات المنوية، وحسّن من مؤشرات الخصوبة.[12]
الكرفس وتأثيره في ضغط الدم عند كبار السن
يُعد مرض ارتفاع ضغط الدم من أهم مسببات أمراض القلب التي قد تؤدي للوفاة، وقد أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (Journal of Chiropractic Medicine) عام 2021 ميلادي على حالة تبلغ من العمر 74 عامًا بتاريخ مرَضي بالإصابة بارتفاع الضغط، وقد أظهرت النتائج أنّ استهلاكه لعصير الكرفس يوميًا لمدة تزيد عن ستة شهور قد أظهر تأثيرًا إيجابيًا في مستوى ضغط الدم لديه.[13]
فوائد الكرفس للدم والمؤشرات الكيموحيوية
ثبُتَ أنّ بذور الكرفس تمتلك مكونات نشطة تساعد في الشفاء من الأمراض، ممّا دفع الباحثين إلى التحقق من استخداماته الطبية المحتملة، وقد تناولت دراسة نُشرت في مجلة (Kufa Journal For Veterinary Medical Sciences) عام 2016 ميلادي دور وتأثير المُستخلص المائي الكحولي لبذور الكرفس على الدم والعلامات الكيموحيوية لدى ذكور الجرذان البالغة، وقد أظهرت النتائج أنّ استهلاكها لمستخلص الكرفس المائي الكحولي بتراكيز بلغت 50، 100 ملغ/كغ على مدى ثلاثين يومًا قد زاد من عدد كريات الدم الحمراء، حجم الكريات المكدسة (Packed cell volume)، وتركيز الهيموغلوبين، بالإضافة إلى تقليل مستويات الكوليسترول الضار (Low-Density Lipoprotein (LDL))، والكوليسترول الكلي (Total Cholesterol)، والدهون الثلاثية (Triglycerides).[14]
أضرار الكرفس
يُعد الكرفس آمنًا للاستهلاك عمومًا، ومع ذلك، فإنّه قد يسبب الحساسية التي تتمثل بالتورم، والانتفاخ، والطفح الجلدي (الشرى)، وقد تصل إلى صعوبة التنفس في حال الحساسية المفرطة، بالإضافة إلى أنّه من المتعارف أنّ الكرفس من النباتات التي تحتوي على بقايا مبيدات حشرية عالية والتي قد يكون لها آثارًا سلبية على المدى البعيد،[15] كما على النساء الحوامل تجنب مكملات بذور الكرفس، إذ إنّها قد تؤدي إلى تحفيز الرحم.[16]