النظام الغذائي بعد تكميم المعدة

تُعدّ عملية تكميم المعدة من جراحات السمنة التي تُسهم في تخفيف الوزن بفاعلية، لكن يستوجب على المريض الالتزام بحمية غذائية ونظام معيّن لتناول الطعام لضمان الحصول على نتائج مُرضية، وتخفيض الوزن خلال الفترة المُتوقعّة، كما أنّ الالتزام بتناول الحصص الغذائية الغنيّة بالعناصر المطلوبة يقلّل من معدل حدوث التداعيات الصحية السلبيّة.

اكتسبت عملية تكميم المعدة شهرة واسعة بكونها طريقةً سريعة وناجحة في إنقاص الوزن، كما أنّ لها دورًا فعّال في تخفيض ضغط الدم والتقليل من خطر الإصابة ببعض الأمراض، كالسرطان والجلطات الدماغية، ولا بُدّ من تقييم المريض تغذويًا بعد التكميم لتلافي إصابته بنقصٍ في مستوى العناصر الغذائية.[1]

تكميم المعدة

تُعرّف السمنة على أنّها زيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI) عن 30 كيلوغرام/متر، وهي من أبرز العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة،[1] وتعدّ العمليات الجراحية التي تستهدف إنقاص الوزن إحدى الخيارات الآمنة للتخلص من السمنة، ومن أكثر تلك العمليات شيوعًا عملية تكميم المعدة، إذ يُنصح بإجرائها في حال كان مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر، أو عند بلوغه 35 بالتزامن مع الإصابة بأحد الأمراض الناتجة عن السمنة، كارتفاع ضغط الدم، أو عندما يتراوح بين 30-35 ورافقه الإصابة بمتلازمة الأيض (Metabolic syndrome)، أو لدى إخفاق الطرق غير الجراحية في إنقاص الوزن.[2]

تتضمن عملية تكميم المعدة استئصال الجزء المسؤول عن ضبط الشهية في المعدة، وينتج عن ذلك تغيّرات في مستويات بعض الهرمونات وتضاؤل إفراز الجسم لبعضها الآخر، الأمر الذي يساعد في انخفاض الوزن بعد عملية التكميم، بالإضافة لذلك، يُسهم تقلّص حجم المعدة الناجم عن التكميم في زيادة شعور المريض بالشبع، فتقل كمية الطعام التي يتناولها.[1]

فوائد تكميم المعدة

أُجريت أول عملية تكميم للمعدة سنة 1990، و تضمّنت مرحلتين بتحويلٍ مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية ، وتحويل لمجرى الاثني عشر (biliopancreatic diversion with duodenal switch (BPD-DS))، ثم أعقب ذلك إجراء تكميم للمعدة باستخدام المنظار في سنة 1999،[2] وتعد عملية تكميم المعدة إجراءً ينتج عنه عدد من التغيرات الفسيولوجية في الجسم،[1] ولتكميم المعدة مجموعة من الفوائد:[1][2]

  • سهولة إجرائها.
  • فعاليتها في إنقاص الوزن.
  • انخفاض معدل المضاعفات الناجمة عنها مقارنةً بجراحات السمنة الأُخرى.
  • الحدّ من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأشخاص البدناء، إذ أشارت بعض الدراسات إلى أن إجراء عمليات جراحة السمنة قد تقلل من إصابتهم بالاكتئاب بدرجة متوسطة في السنوات الأُولى التالية لإجراء العملية، لكن يتطلّب توكيد ذلك إجراء مزيد من البحث لتقييم مدى شيوع إصابة بعض المرضى المرشحين لإجراء عمليات جراحة السمنة ببعض أنماط الاكتئاب وتتبُّع مدى تأثيره في فقدان الوزن بعد التكميم.
  • تحسين بعض المؤشرات السريرية التي تقيّم الصحة عمومًا، فمثلًا تسهم عملية تكميم المعدة في ضبط مستوى السكر الصيامي في الدم، وتقلل من نسبة الدهون الثلاثية، وبالإضافة إلى تخفيضها لنسبة الكوليسترول الضار (LDL)، ورفعها لنسبة الكوليسترول النافع (HDL).

كيف تأكل بعد التكميم؟

تُعدّ التغذية الصحيحة من أهم الأمور الواجب مراعاتها لمن يرغب بإجراء إحدى جراحات السمنة -كالتكميم-، فيُقيَّم المريض من الناحية التغذوية قبل إجراء العملية، كما يُنصَح عادةً بمحاولة إنقاص وزنه باتباع حميات غذائية ذات محتوى منخفض جدًا من السعرات الحرارية،[3] أما بعد إجراء العملية فينبغي اتباع بعض الإرشادات التغذوية:[3][4]

  • البدء بتناول حمية قوامها السوائل الصافية ذات المحتوى المنخفض من السكر خلال 24 ساعة من إجراء العملية.
  • يُسمح للمريض بالانتقال تدريجيًا إلى تناول الأغذية ذات القوام الليّن، ومن ثم الأغذية الصلبة سهلة المضغ خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع من التكميم.
  • ينبغي مضغ الطعام ببطء شديد عند البدء بتناول الأغذية الصلبة، مع الحرص على مضغه كليًا،كما يجب مراعاة أن يكون الطعام مهروسًا، وبذلك يستغرق تناول الوجبة الواحدة 30 دقيقة على الأقل، وتفسر أهمية المضغ الجيد بعد التكميم بأن فتحة المعدة الجديدة تصبح أضيق بعد العملية، لذا فإنّ أي طعام غير ممضوغ جيدًا قد يتسبّب في إغلاقها، مما يؤدي إلى التقيؤ والشعور بألم في عظام الصدر.
  • قد يلزم تناول 6 وجبات صغيرة يوميًا بدلًا من 3 وجبات كبيرة، مع إلغاء تناول الوجبات الخفيفة.
  • يُنصح بالتوقف عن تناول الطعام حال الشعور بالشبع وليس عند الامتلاء، وذلك للحصول على نتائج أفضل في خسارة الوزن.
  • للحفاظ على نزول الوزن بعد التكميم يُنصح باختيار الأغذية البروتينية، والخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، وتجنُب الأغذية ذات المحتوى العالي من السعرات الحرارية، كتلك التي تحتوي على كمياتٍ كبيرة من الدهون، أو السكر، أو الكربوهيدرات.

المكملات الغذائية بعد التكميم

بعد إجراء عملية تكميم المعدة يصبح الجسم عُرضةً للإصابة بنقص في العديد من العناصر الغذائية، ممّا يُوجب تعويض هذا النقص بتناول المكملات الغذائية.[5]

قد تترافق خسارة الوزن المُفرطة بعد التكميم بانخفاضٍ شديد في الكتلة العضلية والكتلة الخالية من الدهون في الجسم، ونظريًا يمكن تعويض هذا النقص بتناول كمياتٍ كافية من البروتينات، إلا أنه قد يصعُب تطبيق ذلك عمليًا لعدم قدرة المعدة على هضم الأغذية البروتينية، لا سيّما في الأشهر الأُولى بعد العملية، وتُقدّر احتياجات الجسم من البروتينات بعد التكميم بما يُقارب 60 غرام/اليوم حتى 1.5 غرام بروتين/كيلو غرام من وزن الجسم المثالي، ومن المككن أن تتضاعف هذه الكمية لدى البعض، ويعدّ تناول المكملات البروتينية السائلة الطريقة الأنسب لسدّ هذه الاحتياجات خصوصًا في الأشهر الأُولى بعد إجراء التكميم،[3] وقد أظهرت دراسة نُشرت سنة 2021 أنّ تناول أنواعًا مناسبة من مكملات الفيتامينات بعد التكميم يُقلّل من خطر إصابة الجسم بنقص في عددٍ من الفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين B12 والحديد، ولا بُدّ من الحرص على المتابعة الدورية لتقييم المريض تغذويًا وتحفيزه على الالتزام بتناول المكملات اللازمة.[5]

المشاكل التغذوية بعد التكميم

قد لا تتفّق توقعات المريض قبيل إجراء عملية التكميم مع نتائج العملية في كثيرٍ من الحالات، فمثلًا قد يتفاجأ المريض بأنّ الرغبة الشديدة بتناول الأغذية ذات المحتوى العالي من السعرات لا تزال قائمة حتى بعد التكميم،[4] كما أنّه قد يواجه بعض المشكلات الصحيّة:[2][3]

  • تفاقم في أعراض الارتداد المريئي، لكنه قد يُعالج بالأدوية المضادة للحموضة، أو باللجوء إلى إجراء عملية تحويل مسار المعدة (Gastric bypass)، في حال كانت الأعراض شديدة.
  • متلازمة الإفراغ المعدي السريع أو كما تُعرَف بمتلازمة الإغراق (Dumping syndrome)، والتي تنتج عن إطلاق الهرمونات المعوية ودخول الماء سريعًا من المعدة إلى التجويف المعوي، وتتّسم أعراضها المبكرة بأنها ذات طبيعةٍ حركية وعائية (كتسارع في نبض القلب)، بالإضافة إلى أعراضٍ مرتبطة بالجهاز الهضمي تحصل خلال 15 دقيقة من تناول الطعام، كالشعور بألم في البطن، والنفاخ، والغثيان، والإسهال، بينما تظهر الأعراض المتأخرة خلال 1-3 ساعات من تناول الطعام ومنها الشعور بالجوع، والإعياء، والرجفة.
كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الإثنين ، 24 تموز 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
Kheirvari M, Dadkhah Nikroo N, Jaafarinejad H, Farsimadan M, S, HosseiEshghjoo ni S, Anbara T. (2020). The advantages and disadvantages of sleeve gastrectomy; clinical laboratory to bedside review. Heliyon. 2020 Feb 29;6(2):e03496. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7052082/
2.
Seeras K, Sankararaman S, Lopez PP. (2023). Sleeve Gastrectomy. [Updated 2023 Jan 23]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK519035/
3.
Bettini S, Belligoli A, Fabris R, Busetto L. (2020). Diet approach before and after bariatric surgery. Rev Endocr Metab Disord. 2020 Sep;21(3):297-306. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7455579/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

اطلب عرض سعر لتكميم المعدة (قص المعدة) من أفضل الاستشاريين
اطلب عرض سعر