الخس: ما هي فوائده الصحية؟ وما قيمته الغذائية؟

الخس من أشهر الخضراوات التي تؤكل طازجةً أو تضاف إلى السلطات، ولها قيمة إنتاجية وتجارية عالية، ويتزايد اهتمام المستهلكين بالخس بسبب محتواه المنخفض من السعرات الحرارية، ومستوياته العالية من المواد الكيميائية النباتية المفيدة.

الخس (.Lactuca sativa L) محصول سنوي ينتمي إلى عائلة Asteraceae، ويُعد من أكثر الخضراوات الورقية استهلاكًا على مستوى العالم، يُزرع الخس تجاريًا في آسيا وأمريكا الشمالية والوسطى وأوروبا، وتُعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وإيطاليا والهند واليابان من أكبر الدول التي تنتج الخس عالميًا.[1]

يحتوي الخس على الحد الأدنى من السعرات الحرارية والدهون والأملاح، بينما يُعد مصدرًا جيدًا للألياف، والحديد، وفيتامين C، أيضًا، يمتلك الخس خواصًا مضادة للالتهابات وخافضة للكوليسترول ومضادة للسكري بسبب محتواه من المواد النشطة حيويًا، [2] كما تحتوي أصناف الخس المختلفة على أحماض الفينول (Phenols) والفلافونول (Flavanols) والفلافون (Flavones) والأنثوسيانين (Anthocyanins) المهمة لصحة الإنسان.[3]

أنواع الخس

يُصنّف الخس بناءً على شكل الرأس وحجمه، وملمس الورقة، وطول الساق، وحجم البذور،[4] من أبرز أنواع الخس:

  • الخس الأمريكي (Crisphead)، المعروف غالبًا باسم خس الآيسبيرغ (Iceberg)، ويتميز بشكله الكروي ذي الأوراق المحكمة الإغلاق الملتفة على بعضها، وتكون أوراقه سميكة وواضحة، مع وجود عروقٍ مميزة، وتتراوح ألوان الأوراق من الأخضر الباهت إلى الأخضر الداكن، وتكون معظم الأصناف ذات لونٍ أخضر متوسط ​​خلال فترة النضج.[5]
  • الخس الروماني (Romaine)، تكون أوراقه طويلة منتصبة وتُشكل رأسًا ممدودًا، تزن رؤوس الخس الروماني المزروعة تجاريًا حوالي 0.75 كجم (1.65 رطل)،[4] وتكون الأوراق الخارجية خضراء متوسطة الحجم، بينما الأوراق المطوية لها قلبٌ أبيض مُخضر، يتميز هذا النوع بطعمه الحلو الذي يكون أكثر وضوحًا من أيّ نوعٍ آخر من الخس.[5]
  • خس رأس الزبدة (Butterhead)، تنتج أصناف رأس الزبدة رؤوسًا كروية تزن 0.2 إلى 0.4 كجم (0.44-0.88 رطل)، وتتميز بأوراقها المرنة وملمسها الزيتي،[4] ويكون لون الأوراق الداخلية خضراء بسبب انخفاض معدل الضوء الواصل إليها، بينما الأوراق الخارجية تبدو داكنة أكثر أو بُنية وأكثر عُرضة للتلف والتمزق.[5]
  • الخس البلدي أو البري (Loose-Leaf)، تفتقر مجموعات الخس البلدي إلى الرؤوس، وتتميز بمجموعة متنوعة من الأوراق التي تتجمع في المنتصف، وتتميز بحوافها الناعمة المُفصصة والملتفة، وتكون أوراق الخس البلدي أقصر وأكثر ليونة من أوراق الخس الروماني، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف أثناء الشحن، يتراوح لون أوراق الخس من الأخضر إلى الأخضر المُصفر إلى الأحمر، وذلك اعتمادًا على تركيز الأنثوسيانين فيها وشدة الضوء الذي تتعرض له طوال فترة النمو.[5]

فوائد الخس للمرأة

أُجريت العديد من الدراسات لمعرفة فوائد الخس للمرأة:

مضاد للشيخوخة

أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ المستخلص الإيثانولي من الخس قد ثبّط الجالاكتوز المحفز للشيخوخة (D-galactose-induced) في إناث الجرذان البيضاء، إذ اُستخدم مستخلص أوراق الخس الكحولي للتحقق من تقليل الأضرار التأكسدية الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية، والذي أثبت خواصه المضادة للشيخوخة.[6]

فوائد الخس للحامل

يؤثر الحمل في مدة وجودة النوم عند المرأة، وتشير التقارير إلى أنّ 13% إلى 20% من النساء يعانين من اضطرابات النوم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وترتفع هذه النسبة إلى 66% - 90% بحلول الثلث الثالث من الحمل، وفي دراسة نُشرت في مجلة (Journal of Ethnopharmacology) عام 2018 أُجريت على 100 امرأة تتراوح أعمارهن بين (20 - 45) عامًا بحثت تأثير استهلاك بذور الخس لتخفيف الأرق، أشارت نتائجها إلى أنّ استهلاك هؤلاء النساء لكبسولة يبلغ تركيز بذور الخس في الواحدة منها 1000 ملليجرام يوميًا على مدى أسبوعين قد قلل من الأرق المرتبط بالحمل.[7]

فوائد الخس للدم

يتضمّن الخس فوائد عديدة للدم:

خفض مستوى سكر الدم

أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (Nutrition) عام 2014 ميلادي على فئرانٍ مخبرية مصابة بارتفاع السكر في الدم وتعاني من السمنة المفرطة بهدف بحث دور الخس في مرض السكري، وقد أثبتت النتائج أنّ استهلاكها للمستخلص المائي لخس روتجرز القرمزي (Rutgers Scarlet)، وهو خس ذو أوراقٍ حمراء، بجرعات بلغت 100 أو 300 ملليجرام/كغ قد زاد من حساسية الإنسولين لديهم وقلل من ارتفاع السكر في الدم، ويُعزى هذا إلى المحتوى العالي من مادة البوليفينول في الخس.[8]

تنقية الدم من المعادن الثقيلة

تُشكل المعادن الثقيلة الموجودة في الطبيعة خطرًا على صحة الإنسان، إذ يسبب تراكمها في الجسم على المدى الطويل آثارًا سلبية عديدة، منها الكادميوم (Cadmium) الذي يمكن أن يسبب التعب والصداع والغثيان والتقيؤ، وتشنجات المعدة، والإسهال، وانتفاخ الرئة، والوذمة الرئوية، وانخفاض وظائف الكلى، وقد ذكرت إحدى الدراسات أنّ النباتات (النباتات الكبيرة تحديدًا) التي تحتوي على نسبة عالية من الماء قد تزيل المعادن الضارة من الدم، كنبات الخس الذي قد يزيل بفعاليّة العناصر الثقيلة كالكادميوم، ونتيجةً لذلك يمكن أن يكون منتجًا غذائيًا مفيدًا لإزالة المعادن الثقيلة من الدم وتحسين المضاعفات المرتبطة بالأمراض.[9]

فوائد الخس للمعدة والقولون

ذكرت بعض الدراسات أنّ للخس دورُ في علاج مشكلات المعدة والقولون،

تخفيف الارتجاع المَعدي المريئي

يُعد الارتجاع المَعدي المريئي من المشكلات الصحية الشائعة التي تحدث بسبب ارتداد حمض المعدة عبر العضلة العاصرة السفلية للمريء، والذي يسبب أعراضًا مزعجة كالشعور بالحرقة، وقد أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (Scholars Journal of Medical Case Reports) عام 2023 ميلادي على حالتين تعانين من أعراض الارتجاع المعدي المريئي طويلة الأمد لمعرفة تأثير استهلاك خس الآيسبرغ على الارتجاع المريئي، وأظهرت نتائج الدراسة أنّ استهلاك خس الآيسبرغ بعد تناول وجبة الطعام عالج أعراض الارتجاع الطفيفة، وخفف من شدة أعراض الارتجاع المعتدل، بالإضافة إلى أنه قد قلل من شدة أعراض الارتجاع الحاد لتصبح طفيفة أو معتدلة.[10]

محاربة سرطان المعدة والقولون

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (International Journal of Molecules Sciences) عام 2023 ميلادي وأُجريت بهدف بحث دور نبات الخس في محاربة سرطان المعدة والقولون، أنّ لمستخلص الخس المدعم باليود العضوي دورٌ في تحفيز إنزيم الكاسبيز (Caspase) الذي يعمل على موت الخلايا المبرمج، كما ثبُت أنّ مستخلصات الخس الغنية باليود أدّت لإنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) في خطوط الخلايا السرطانية في الجهاز الهضمي، ويُعزى ذلك إلى خواصه المضادة للأكسدة بسبب محتواه المرتفع من الفيتامينات والبوليفينولات.[11]

أضرار الخس

الخس هو أحد الخضراوات الأكثر تناولًا على مستوى العالم، ومع ذلك، فإنّ استهلاكه نيئًا قد يُشكل خطرًا على الصحة بسبب احتمالية حدوث التلوث البكتيري المسبب للأمراض، لكن يدعو المختصون إلى إجراء المزيد من الأبحاث المستقبلية لبحث مدى فاعلية غسل أوراق الخس بالماء للتخلص من البكتيريا،[2] كما سُجّلت معاناة بعض الأشخاص من انتفاخ البطن وانتفاخ المعدة بعد تناول الخس، وقد أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (Neurogastroenterology & Motilit) عام 2019 لبحث حقيقة هذه الشكوى وتفسيرها، والتي أظهرت أنّ استهلاك الخس يمكن أن يسبب انتفاخ البطن، وهو أمر لا يرتبط بالغازات وإنما يرتبط برد فعل سلوكي جسدي بسبب الحجاب الحاجز.[12]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أسيل أبو كايد - الإثنين ، 18 تشرين الثاني 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الإثنين ، 18 تشرين الثاني 2024

المراجع

1.
Thomas, T., Biradar, M.S., Chimmad, V.P. et al. Growth and physiology of lettuce (Lactuca sativa L.) cultivars under different growing systems. Plant Physiol. Rep. 26, 526–534 (2021). Retrieved from https://doi.org/10.1007/s40502-021-00591-3
2.
Lee W, Kim MH, Park J, Kim YJ, Kim E, Heo EJ, Kim SH, Kim G, Shin H, Kim SH, Kim HY. Seasonal Changes in the Microbial Communities on Lettuce (Lactuca sativa L.) in Chungcheong-do, South Korea. J Microbiol Biotechnol. 2023 Feb 28;33(2):219-227. Retrieved from https://doi.org/10.4014/jmb.2210.10001
3.
Viacava GE, Roura SI, López-Márquez DM, Berrueta LA, Gallo B, Alonso-Salces RM. Polyphenolic profile of butterhead lettuce cultivar by ultrahigh performance liquid chromatography coupled online to UV-visible spectrophotometry and quadrupole time-of-flight mass spectrometry. Food Chem. 2018 Sep 15;260:239-273. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.foodchem.2018.03.151

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري استشارة في النظام الغذائي و التغذية أونلاين عبر طبكان
احجز