يُعدّ تصلب الشرايين وزيادة سماكة الطبقة الداخلية لها أحد أشهر عوامل الخطر المرتبطة بالاضطرابات الأيضية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر، والكوليسترول، وغيرها، إذ تؤدي جميعها في النهاية إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وبالتالي الوفاة.
نظرًا لخطورة الموضوع وأهميته، عمد الباحثون على تحديد العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث تصلب الشرايين بهدف تفاديها قدر المُستطاع، لذا وفي هذا السياق، درس مجموعة من العلماء علاقة الكسل والخمول وقلة الحركة المُستشري ضمن فئة الأطفال في العصر الحالي، مع ارتفاع خطر الإصابة بتصلب الشرايين، وذلك بعد مقارنة مستويات الحركة المختلفة بين المشاركين، بالإضافة إلى تحديد ما إذا كان لممارسة التمارين باستمرار خلال مرحلة الطفولة علاقةٌ بتقليل خطر الإصابة باضطرابات الأوعية الدموية والشرايين في المستقبل.
شارك في هذه الدراسة التي امتدت نحو 13 سنة، والتي تُعد الأولى من نوعها، ما يزيد على 1300 مشارك من الأطفال الذين يبلغون 11 عامًا، إذ استمر الباحثون في مراقبة نشاطهم الجسدي وفحص شرايينهم حتى بلوغهم 24 عامًا، كما تفاوت المشاركون في الدراسة في مستوى النشاط البدني الذين يمارسونه، وصُنفوا وفقًا لذلك إلى ثلاثة مجموعات، إذ اشتملت المجموعة الأولى على المشاركين الذين يميلون إلى الكسل وقلة الحركة، أما المجموعة الثانية فكانت لمن يمارس نشاطًا رياضيًا بمعدل طفيف، واشتملت المجموعة الثالثة على المشاركين الذين يمارسون التمارين بوتيرة متوسطة إلى مكثفة.
خلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها ارتباط الكسل وقلة الحركة خلال مرحلة الطفولة وحتى البلوغ بتسارع تدهور صحة الشرايين وتصلبها السريع، كما وجد الباحثون أن تقليل فترة الراحة وقلة الحركة إلى أقل من 6 ساعات يومًيا مع الحفاظ على ممارسة التمارين بوتيرة طفيفة ولا تقل عن 3 ساعات يوميًا كفيلٌ بتقليل احتمالية الإصابة بأمراض واضطرابات الأوعية الدموية وعلى رأسها تصلب الشرايين.
المرجع:
Agbaje, A. O., et al. (2024). Accelerometer‐based sedentary time, light physical activity, and moderate‐to‐vigorous physical activity from childhood with arterial stiffness and carotid IMT progression: A 13‐year longitudinal study of 1339 children. Acta Physiologica.https://doi.org/10.1111/apha.14132