التهاب المسالك البولية، العلاج والأسباب

قد يحدُث بأن يُصاب البعض بالتهابات في المسالك البوليّة (Urinary Tract Infections UTI) لتكون مصدرًا للإزعاج تُؤرِّق الشخص المُصاب، مُسبِّبةً ألَم وعدم راحة، وتُعدّ التهابات المسالك البَوليّة أحد المشاكل

قد يحدُث بأن يُصاب البعض بالتهابات في المسالك البوليّة (Urinary Tract Infections UTI) لتكون مصدرًا للإزعاج تُؤرِّق الشخص المُصاب، مُسبِّبةً ألَم وعدم راحة، وتُعدّ التهابات المسالك البَوليّة أحد المشاكل الصحيّة الشائعة التي يُعاني منها الكثيرين، إذ يرتاد عيادات اختصاصيي المسالك البوليّة ما يُقارب 8 إلى 10 ملايين شخص سنويًا بغرض البحث عن العلاج المُناسب، وتزداد نسبة الإصابة بالتهابات المسالك البوليّة بين النساء أكثر ممّا هو بين الرجال، إذ تُقدَّر بــِ 60% بين النساء بينما 12% للرجال؛ إذ إنّ قِصَر الإحليل لدى النساء هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع النسبة لديهُن، إلّا أنّه أيضًا قد يُصيب مُعظم الفئات العُمريّة من كِبار السّن والأطفال بنِسَب مُتفاوتة.

يُمكن تعريف التهابات المسالك البوليّة على أنّها التهاب يُصيب أحَد أجزاء الجهاز البولي نتيجة سببٍ ما يختلف من شخص لآخر، وأجزاء الجهاز البولي المُعرَّضة للإصابة بالتهابات هي: الكُلى، المثانة، الحالب والإحليل، إلّا أنّه وعلى عكس ما قد يعتقده البعض، فإنّ الجراثيم التي قد تتسبّب بالتهاب المسالك البوليّة لا تأتي من البَول، إنمّا من خارج الجسم عبر فتحة الإحليل التي يمرُّ عبرها البول في طريقه لخارج الجسم.

فالبَول ليس إلّا نِتاج عمليّة طبيعيّة تقوم بها الكُلى لتنقية الدم من السُموم وتخليص الجسم من السوائل الفائضة عن حاجته، مُتوّجهًا بعد ذلك نحو المثانة عبر الحالب من ثمّ يرمي به الإحليل خارج الجسم. [1][2]

أسباب التهاب المسالك البولية

يُمكن لمجموعة من الأسباب أن تقِف وراء التهابات المسالك البوليّة، لعلّ أهمّها البكتيريا؛ فهي تستطيع أن تتحرَّك من الإحليل باتجاه المثانة وأحيانًا قد تصِل الكُلى، ويُشار إلى البكتيريا المُسمّاة Escherichia coli على أنّها المسؤولة الأُولى عن مُعظم حالات التهابات المسالك البوليّة، وهي غالبًا ما تتواجد في التجويف الهضمي، أمّا الإحليل وهو الجُزء الأخير الذي يمرُّ عبره البَول للخارج فيُمكن أن يتسبّب نوعين من البكتيريا بالتهابه وهُما: المُتدثرّة Chlamydia والمفطورة Mycoplasma.

يُمكن لبعض العوامل أن ترفع من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البوليّة، مثل: [3][4]

  • الحمل.
  • عدم إمداد الجسم بكميّات كافية من السوائل التي يحتاجها.
  • حصى الكُلى؛ فهي قد تُعيق حركة البول في المسالك البوليّة ما يؤدّي إلى التهابها.
  • الإهمال بنظافة المنطقة التناسليُّة.
  • الإمساك أو تضخُّم البروستات؛ فهُما قد يحدُّان من قدرة المثانة على إفراغ كامل محتوياتها.
  • الإصابة ببعض الأمراض التي قد تُقلّل من مستوى المناعة في الجسم، مثل السكري، أيضًا من الممكن أن يتسبّب العلاج الكيميائي بانخفاض مناعة الجسم.
  • استخدام القسطرة البوليّة في بعض الحالات.
  • حالات انقطاع الطّمث.
  • سلس البُراز؛ وهي حالة تتسبّب بضعف القدرة على التحكُّم بحركة الأمعاء ما يؤدّي إلى تسرُّب البُراز خارج فتحة الشرج.

أنواع التهابات المسالك البوليّة

قد تُصيب التهابات المسالك البوليّة أيّ من أجزاء الجهاز البولي، لِذا فهي تُقسَّم كالتالي: [1][5]

  1. التهاب المثانة Cystitis: وتتمثَّل الأعراض المُرافقة لالتهاب المثانة بألم أسفل البطن والشعور بالألم أثناء التبوُّل أو بالحاجة المُتكرّرة للتبوُّل، أيضًا قد يظهر البول عكرًا أو قد يكون بولًا دمويًا.
  2. التهاب الحُويضة والكُلية Pyelonephritis: أمّا هذا النوع من الالتهابات فهو يشتمل على شعور بالغثيان، الاستفراغ، الحمّى والقشعريرة، إلى جانب ألَم إلى الأعلى من الظهر أو جانبيه.
  3. التهاب الحالب Ureteritis، وهو الأقل شيوعًا.
  4. التهاب الإحليل Urethritis : ينجُم عن هذا النوع من الالتهابات حرقَة أثناء التبوُّل وخروج إفرازات.

أعراض التهاب المسالك البولية

قد لا تترافق التهابات المسالك البوليّة مع ظهور أعراض، إلّا أنّه وعند الشعور بها قد تكون على النحو الآتي: [6][7]

أعراض التهابات المسالك البوليّة بشكل عام:

  • شعور يُشبه الحَرق أو اللذع عند التبوُّل.
  • تسرُّب كميّة قليلة من البول بشكل لا إرادي.
  • الحاجة المُلحّة والمُتكرّرة للتبوُّل.
  • دم في البول.
  • رائحة قويّة للبول.
  • لدى الرجال تحديدًا: ألم في المستقيم.
  • لدى النساء تحديدًا: ألَم في منطقة الحوض وحول عظم العانة.

أعراض التهابات المسالك البوليّة العُلويّة والتي تشمل الكُلى:

  • قشعريرة.
  • حمّى.
  • غثيان.
  • استفراغ.
  • ألم في المنطقة العُلويّة من الظهر وعلى جانبيه.

تجدُر الإشارة إلى أنّ وصول البكتيريا للكُلى قد يتسبّب بخطرٍ على حياة الشخص في حال تمكُّن هذه البكتيريا من الانتقال للدم، ما يتسبّب بحالة الإنتان البولي Urosepsis، وهي تؤدّي إلى انخفاضٍ خطير في ضغط الدم يُحدِث صدمة يتبعها وفاة الشخص، لِذا يجب مُراقبة الأعراض جيدًا منذ بدايتها ومتابعة الحالة مع الاختصاصي لتجنُب أي انتكاسة مُحتَملة.

أعراض التهابات المسالك البوليّة السُفليّة والتي تشمل الإحليل والمثانة:

  • الحاجّة المُتكرّرة للتبوُّل مع كميّات قليلة من البَول في كُل مرة.
  • دم في البول أو بول عكِر.
  • يميل لون البَول لأن يكون بُنيًا.
  • رائحة قويّة للبول.
  • لَذعة أثناء التبوُّل.

علاج التهاب المسالك البولية

يُمكن تصنيف التهابات المسالك البوليّة بالبسيطة أو بالمعقَّدة، إذ إنّ التهابات المسالك البوليّة البسيطة قد تُصيب الأشخاص الأصحّاء ويُمكن علاجها بالمُضادّات الحيويّة لفترة قصيرة أحيانًا (3 أيام غالبًا)، مثل: فوسفومايسين Fosfomycin أو سيفاليكسين Cephalexin، بحيث تبدأ الأعراض بالزوال تدريجيًا ويبدأ المريض بالشعور بالراحة، إلّا أنّ ذلك لا يعني إيقاف استخدام المُضادّات الحيويّة، إذ يتحتَّم إنهاء "كورس" العلاج بالكامل حتى يُؤتي أُكلَه، أيضًا يُعدّ التهاب المسالك البوليّة الذي قد تشعر به النساء بعد انقطاع الطّمث بسيطًا ويُمكن علاجه باستخدام هرمونات موضعيّة في منطقة المهبل لتعويض الإستروجين، بالطبع بإشراف اختصاصي الكُلى والمسالك البوليّة الذي يصِف الحلّ الأنسَب للحالة لديه، أيضًا من الممكن أن يترافق تناول المُضادّات الحيويّة مع أدوية مُسكّنة للألم بحيث تستهدف كُل من المثانة والإحليل لتقليل شعور الَّلذع المُزعج المُصاحب للبول.

أمّا التهابات المسالك البوليّة المُعقّدة أو الشديدة فيُمكن الاعتماد على علاجها بفتراتٍ طويلة -مقارنةً مع علاج الالتهابات البسيطة- من استخدام المُضادّات الحيويّة، يُذكَر بأنّ بعض الحالات قد يبدأ علاجها باستخدام مُضادّات حيويّة عبر الوريد في المستشفى من ثمّ استكمال العلاج بتناول الدواء عبر الفَم. [2][7]

مقالات ذات صِلة:

المراجع

  1. Cleveland Clinic. 2020. Urinary tract infections. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9135-urinary-tract-infections
  2. Urology Care Foundation. 2019. Urinary tract infections in adults. Retrieved from https://www.urologyhealth.org/urology-a-z/u/urinary-tract-infections-in-adults
  3. United Kingdom National Health Services. 2020. Urinary tract infections (UTIs). Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/urinary-tract-infections-utis/
  4. Mclntosh J. 2018. What to know about urinary tract infections? Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/189953
  5. Bandukwala N. 2019. Urinary Tract Infections (UTIs). Retrieved from https://www.webmd.com/women/guide/your-guide-urinary-tract-infections#1-4
  6. Lights V. 2020. Everything you need to know about urinary tract infection. Retrieved from https://www.healthline.com/health/urinary-tract-infection-adults
  7. Mayo Clinic. 2020. Urinary Tract Infection (UTI). Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/urinary-tract-infection/diagnosis-treatment/drc-20353453

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري مسالك بولية أونلاين عبر طبكان
احجز