فيتامين B3 (النياسين): هل هو مفيد للبشرة؟ وما هي مصادره الغذائية؟

يلعب النياسين أو فيتامين (B3) دورًا أساسيًا في العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم، كتفاعلات الأيض المُنتجة للطاقة، وبناء الأحماض الدهنية والكوليسترول، بالإضافة إلى دعمه لِصحّة الجلد والجهاز العصبيّ، يُصنّع الجسم فيتامين ب3 بكمياتٍ ضئيلة، مما يحتّم ضرورة الحصول عليه من مصادر خارجية لتلافي الإصابة بالأمراض الناجمة عن نقصه.

ينتج فيتامين B3 (النياسين) من أكسدة حمض النيتريك لمركب النيكوتين، لذا سُمّي فيتامينB3 قديمًا بحمض النيكوتين (Nicotinic acid)، وقد لاقى اهتمامًا كبيرًا بين الباحثين لاعتقادهم بفوائده الصحية للجسم.[1]

فيتامين B3  (النياسين)

يُعدّ فيتامين B3 -يُعرف كذلك بالنياسين- من أحد الفيتامينات الذائبة في الماء، وقد اكتشفه عالم الكيمياء الحيوية كوندراد الفيجيم (Conrad Elvehjem) سنة 1937 ميلادي بوصفه الفيتامين الثالث من مجموعة فيتامينات B المركبة (B vitamins)، واُستعمل حينها لعلاج مرض عوز النيساين الحادّ أو البلاجرا (Pellagra).[1]

يُصنِّع الحمض الأميني المعروف باسم التريبتوفان (Tryptophan) فيتامين B3 في الجسم، إلا أن الكمية المُصنّعة لا تكفي لسدّ احتياجاته، لذا لا بُد من تزويد الجسم بفيتامين B3 من المصادر الغذائية،[2] لا سيّما أن جسم الإنسان لا يخزّن فيتامين B3، بل إنّ الفائض منه يخرج عن طريق البول، وينبغي الانتباه إلى ضرورة عدم الإفراط في تناول فيتامين ب3، إذ قد يتسبّب ذلك بزيادة مستوى الجلوكوز في الدم، وتلف الكبد، وظهور طفحٍ جلديّ، وحدوث تقرحات في المعدة.[3]

مصادر فيتامين B3

يتوافر فيتامين (B3) طبيعيًا في بعض الأغذية، مثل الأغذية البروتينية ذات المحتوى المرتفع من التريبتوفان كالحليب ومُنتجات الألبان،[4] من مصادر فيتامين (B3) الغذائية:[4][5]

  • الحبوب (باستثناء الذرة)
  • الأطعمة المُدعّمة بفيتامين B3، ومن أمثلتها المخبوزات، عادةً ما يُضَاف ما مقداره 1-50 ملليغرام من فيتامين ب3 لكل 200 كيلو كالوري للحصة الواحدة من الغذاء.
  • البقوليات والمكسّرات.
  • الأسماك.
  • الخمائر والفطر.
  • القهوة
  • الأطعمة الحيوانية مثل اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن وديك الحبش.

أعراض نقص فيتامينB3

من الممكن أن ينتج نقص مستوى فيتامين B3 بفعل بعض الاختلالات التي تؤثر إمّا في امتصاصه في الجسم أو في امتصاص حمض التريبتوفان، أو نتيجة تناول بعض الأدوية،أو الإفراط في شرب الكحوليات،[4] كما أنّ هناك بعض الأمراض التي ترفع من خطر الإصابة بنقص فيتامين B3، كبعض الاعتلالات التي تصيب الجهاز الهضمي، كما يزيد التداوي بإحدى العقاقير المُستخدمة في علاج السُل لفترة طويلة من خطر الإصابة بنقص فيتامين (B3)،[2] إلا أنّه وبسبب تدعيم الطحين بالنياسين فإن تعرّض الجسم لنقص فيتامين B3 يُعدّ أمرًا نادرا،ً[5] ويؤدي النقص الحاد بمستوى فيتامين B3 في الجسم إلى الإصابة بمرض البلاجرا (Pellagra)،[4] وتشمل أعراضه:[4][5]

  • التهاب الجلد (Dermatitis)، وتحوّله إلى اللون الأحمر أو البني لدى التعرض لأشعة الشمس.
  • الخرف (Dementia).
  • ظهور أعراض نفسية، كالهلوسة، وفقدان الذاكرة، وظهور سلوك عدواني.
  • الاكتئاب والتفكير بالانتحار.
  • التقيؤ.
  • الإصابة بالإسهال أو الإمساك.
  • الصداع والشعور بالإعياء الشديد.

أمّا في المراحل المتقدمة من حالات نقص فيتامين ب3، فقد يفقد المصاب شهيته للطعام، تتلوها الوفاة مباشرة.

بالإضافة إلى الأعراض السابقة، يُعتقد بأن نقص مستوى فيتامينB3 قد يرفع من خطر الإصابة بمرض السرطان.[5]

الجرعة اليومية من فيتامين B3

تتباين الكمية الغذائية المرجعية (Dietary reference intake) لفيتامين B3 وفقًا للعمر والجنس، إذ تبلغ ما قيمته 2 ملليغرام/اليوم للرُضع منذ الولادة وحتى 6 أشهر، ثم تتضاعف لتصبح 4 ملليغرام/اليوم للأطفال بين 7-12 شهرًا، بينما تبلغ الكمية المُوصى بها (Recommended dietary allowance) من فيتامين B3 للأطفال بين الأعمار من 1-3 سنوات ما يُقارب 6 ملليغرام/اليوم، و8 ملغ/اليوم للأطفال بين 4-8 سنوات، و12 ملليغرام/اليوم للأطفال بين 9-13 سنة، بينما يحتاج الذكور بعمر 14 سنة أو أكثر 16 ملليغرام/اليوم تقريبًا، أمّا الإناث فتنخفض قليلًا حاجتهم من فيتامين ب3 مقارنةً بالذكور لتبلغ 14 ملليغرام/اليوم للإناث في ذات الفئة العمرية،[3] وتزداد احتياجات المرأة الحامل والمُرضع من فيتامين B3 فتصبح 18 ملليغرام/اليوم للمرأة الحامل، و17 ملليغرام/اليوم للمُرضع.[5]

فوائد فيتامين B3

يُعدّ فيتامين B3 عنصرًا ضروريًا لضمان عمل الجهاز العصبي في الجسم بصورة طبيعية، كما أنه يساهم في الحفاظ على سلامة الجلد والأغشية المخاطية، وهو يساعد كذلك في عملية تكسير الكربوهيدرات إلى الجلوكوز لإنتاج الطاقة، وهو ما يفسّر الشعور بالإرهاق الشديد عند تعرّض الجسم لنقص مستويات فيتامين ب3،[1] من الفوائد التي يمنحها فيتامين B3 للجسم:[1][2]

  • قد يزيد فيتامين B3 من فعاليّة عمل بعض الإنزيمات المُضادة للأكسدة في الجسم، إلا أنّ هذه الفائدة تحتاج إلى المزيد من البحث بغرض إثباتها.
  • يُعتقد بوجود دورٌ فعّال لفيتامين B3 في منع حدوث التحلل التأكسدي لليبيدات في الجسم (Lipid peroxidation)، إذ يُسهم فيتامين B3 في حماية الجسم من الإجهاد التأكسدي (Oxidative stress) المُرافق لهذاالتحلل الذي يُشَار إليه على أنه المُسبّب لعددٍ من الأمراض.
  • يُسهم فيتامين B3 في زيادة مستويات الكوليستيرول الجيد في الجسم (High density lipoprotein HDL)، مقابل تقنين مستوى الكوليسترول الضارّ (Low density lipoprotein LDL)، من خلال منع تصنيعه في الكبد، فتقل بذلك مستوياته في الدم ليساعد في ضبط مستوى ضغط الدم، وهذا ينعكس إيجابًا على مَن هم عُرضة للإصابة بأمراض القلب وارتفاع مستوى شحميات الدم.
  • قد يساعد فيتامين B3 في التقليل من خطر الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية و ذلك وفقًا لبعض التجارب العملية.
  • يساعد تناول فيتامين B3 مع عقار سيمفاستاتين (Simvastatin)، في التقليل من خطر انسداد الشرايين القلبية (Coronary artery blockages).
  • أشارت بعض الدراسات إلى دور النياسين في رفع نسبة الكتلة العضلية وقوّتها لدى المشاركين في هذه الدراسات السريرية، بالإضافة إلى تقليل نسبة الدهون الحشوية لديهم، وخفض نسبة الدهون الكُليّة ودهون الكبد الدهني بمقدار النصف.
  • يفيد استعمال أحد مشتقات فيتامين ب3 المعروف باسم النياسينامايد (Niacinamide) في الحفاظ على نضارة الوجه والبشرة، كما أنّ له دور في ترميم الخلايا.
كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الأربعاء ، 03 أيار 2023
آخر تعديل - الأربعاء ، 03 أيار 2023

المراجع

1.
Lifespan.io. What is Niacin? Benefits and Side Effects. Retrieved 2022January, 9, from https://www.lifespan.io/topic/niacin/
2.
Ilkhani F, Hosseini B, Saedisomeolia A. Niacin and Oxidative Stress: A Mini-Review. J Nutri Med Diet Care 2:014. Retrieved from https://clinmedjournals.org/articles/jnmdc/journal-of-nutritional-medicine-and-diet-care-jnmdc-2-014.pdf
3.
National Library of Medicine . Niacin. Retrieved 2021November, 3, from https://medlineplus.gov/ency/article/002409.htm

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز