فوائد التمر: قيمته الغذائيه، وفوائده للعيون وأثناء الحمل في الشهور الأخيرة

يتميّز التمر بكونه ثمرة مُغذّية وغنيّة بالكربوهيدرات، بما في ذلك الجلوكوز والفركتوز، بالإضافة للألياف الغذائية، والفيتامينات، والمعادن الأساسية المختلفة، كما تمتلك ثمار التمر العديد من الفوائد الصحية، كمضادات للسرطان، ومضادات لفرط شحميات الدم، إلى جانب خصائص التمر الوقائية من بعض أمراض الكلى، والكبد، والمعدة، والقلب، لذلك شاع استخدام ثمار التمر في المجالات الطبية المختلفة.

شاع استخدام التمر (Phoenix dactylifera L) منذ القِدم كغذاء أساسي في العديد من دول العالم؛ ويعود ذلك للقيمة الغذائية التي يحتويها، ويمرّ التمر بعددٍ من مراحل النضوج المختلفة، إذ يظهر باللون البني أو الأسود عند اكتمال نُضجه، ويحتوي التمر في هذه المرحلة على نسبة منخفضة من الرطوبة إذ تُقدر بحوالي 20%؛ مما يجعله متاحًا للتخزين خلال جميع فصول السنة، كما يتميز التمر الناضج بكونه مصدرًا غنيًا جدًا للكربوهيدرات، كالسكريات البسيطة، بالإضافة إلى الألياف الغذائية، والمعادن، والفيتامينات، مما يُكسبه خصائص طبيّة جمّة،[1] ونتيجةً لذلك توجّه العلماء لدراسة التمر لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استخدامه كبديلٍ آمنٍ وفعّال لمنع تطوّر بعض الاضطرابات الصحية وتفاقمها، فما الفوائد التي يمكن أن يمنحها التمر لمُستخدميه؟[2]

القيمة الغذائية في التمر

كما ذُكر سابقًا، يتميّز التمر بقيمته الغذائية العالية، والتي جعلت منه محط أنظار العديد من العلماء لبحث تأثيره وفوائد استهلاكه الصحية، إذ إن التمر غنيٌ بمركبات الفينول المعروفة بكونها مضادة للأكسدة وبالتالي تحمي خلايا الجسم من التلف،[1][3] وعند الحديث عن التمر الطازج الذي يتميز بقوامه الليّن، وسهولة مضغه،[3] فلا بُدّ من الإشارة إلى القيمة الغذائية العالية التي يحتوي عليها، والجدول أدناه يوضح ذلك:

متوسط الطاقة والعناصر الغذائية الأساسية التي يحتويها التمر الطازج:[4]

المُغذيات

الكمية في التمر الطازج

الطاقة

213 كيلوكالوري/ 100 غرام

البروتين

1.5 غرام/ 100 غرام

الدهون

0.14 غرام/ 100 غرام

الكربوهيدرات

54.9 غرام/ 100 غرام

الألياف

7.5 غرام / 100 غرام

متوسط الفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتويها التمر الطازج:[4][5]

المُغذيات

الكمية في التمر الطازج

السكريات

43.4 غرام/ 100 غرام

المغنيسيوم

43.3 ميليغرام/ 100 غرام

الصوديوم

90.9 ميليغرام/ 100 غرام

الكالسيوم

20.2 ميليغرام/ 100 غرام

الفسفور

41.0 ميليغرام/ 100 غرام

البوتاسيوم

486 ميليغرام/ 100 غرام

الحديد

0.64 ميليغرام/ 100 غرام

التمر كم سعر حراري؟

تختلف السعرات الحرارية التي يحتويها التمر تِبعًا لنوعه:[4]

نوع التمر

السعرات الحرارية (كيلوكالوري/100 غرام)

تمر النغال الطازج (Naghal Dates)

207

تمر الخنيزي الطازج (Khunaizy Dates)

229

تمر الخلاص الطازج (Khalas Dates)

218

تمر البرحي الطازج (Barhi Dates)

222

تمر المجهول المُجفف (Medjool Dates)

290

فوائد التمر وشبكية العين

تكمن فائدة التمر لصحة العين في محتواه من فيتامينات مجموعة ب المركبة، بما في ذلك الثيامين (Thiamine)، والريبوفلافين (Riboflavin)، والنياسين (Niacin) ، والبيريدوكسين (Pyridoxine)،[6] إذ أثبتت دراسة أُجريت عام 2018 ميلادي ونُشِرت في مجلة (Nutrients) وجود علاقة بين انخفاض تناول النياسين -وهو أحد فيتامينات ب الموجودة في التمر- والإصابة بمرض الزَرَق أو ارتفاع ضغط العين (Glaucoma)؛ وهي مشكلة صحية يُعاني المُصابون بها من تراكم السوائل داخل العين، مما قد يؤدي إلى تلف العصب وفقدان البصر لاحقًا.[7]

بالإضافة لذلك، فقد أوضحت دراسة أُجريت عام 2012 ميلادي أن الاستهلاك اليومي للتمر أو استخدام مغلي التمر كغسول للعين يمكن أن يساعد في الحِفاظ على نظافتها، وعلاج العمى الليلي، إلى جانب اضطرابات العيون المختلفة.[6]

فوائد التمر والإمساك

أُجريت دراسة علمية عام 2014 ميلادي ونُشِرت في مجلة (Journal of Medicinal Food) لبحث تأثير استهلاك مستخلص لُب التمر في حركة الأمعاء لدى الجرذان البالغة السليمة، والذي يتميّز بكونه غني بالسكريات والمعادن، خاصةً البوتاسيوم والسكروز، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن مستخلص لُب التمر المائي زاد من نشاط الجهاز الهضمي، ما يُفسّر استخدامه منذ القِدم كعلاج للإمساك في تونس.[8]

بالإضافة لذلك أُجريت دراسة عام 2015 ميلادي ضمّت 22 شخصًا للتحقق من تأثير تناول التمر في حركة الأمعاء، وأثناء الدراسة تناول المُشاركون 7 تمراتٍ يوميًا لمدة 21 يومًا على التوالي، وقد أظهرت النتائج زيادة كبيرة في حركة الأمعاء، بالإضافة إلى انخفاضٍ كبير في تركيز الأمونيا في البراز، كما أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن استهلاك التمر قد يُقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون دون أن يُؤثر في بكتيريا الأمعاء النافعة -الميكروبيوتا- (Microbiota) التي تتواجد طبيعيًا في القولون.[9]

كيف يُؤثر التمر في صحة الدماغ؟

للتمر تأثيرٌ إيجابي في الحِفاظ على صحة الدماغ؛ ويعود ذلك إلى مركبات الفينول التي يحتويها في تركيبته، وتُعرّف هذه المركبات بأنها مضادات أكسدة تُساعد في حماية الخلايا من التلف والضرر، إلى جانب دورها في الوقاية من خطر ما يُعرف بالجذور الحرة، لذا فإنها تلعب دورًا أساسيًا في الوقاية من العديد من المشكلات الصحية المرتبطة مع التقدم في السّن، وقد أجرى العديد من العلماء دراساتٍ عديدة على التمر لمعرفة مدى تأثيره وفعاليته في الوقاية من الاضطرابات العصبية التي تُصيب الدماغ، بما في ذلك مرض ألزهايمر (Alzheimer’s Disease (AD))، ومرض باركنسون أو ما يُعرف بالشلل الرعاش (Parkinson’s Disease (PD))، ومرض هنتنغتون (Huntington’s Disease (HD))، ومرض التصلب الجانبي الضموري (Amyotrophic Lateral Sclerosis (ALS)).[3]

بالإضافة لذلك، فقد أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أنّ التمر قد يتمكّن من تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر؛ إذ يُصنّف التمر على أنه مصدرٌ جيد للألياف الغذائية الغنية بالفينول ومضادات الأكسدة الطبيعية بما في ذلك الأنثوسيانين (Anthocyanin)، وحمض الفيروليك (Ferulic Acid)، وحمض البروتوكاتيكويك (Protocatechuic Acid)، وحمض الكافيين (Caffeic Acid)، وقد ثبت أن هذه المركبات تمتلك خصائص فعّالة في حماية الأعصاب من التلف.[10]

فوائد التمر في الشهور الأولى من الحمل

تحتاج الأم الحامل خلال مراحل الحمل المختلفة للتغذية الصحية الجيدة، والتي ترتكز على النظام الغذائي الغني بالعناصر الغذائية الأساسية، والفيتامينات، والمعادن،[11] وكما ذُكر سابقًا، يتميّز التمر باحتوائه على نسبة منخفضة من الدهون والبروتينات، ونِسب مرتفعة من السكريات، خاصةً الفركتوز والجلوكوز، كما أنه مصدر غني بالسعرات الحرارية، أما المعادن الأساسية الضرورية للحامل والتي تتواجد في التمر، فمن أهمها السيلينيوم، والنحاس، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، إلى جانب مجموعة فيتامينات ب المركبة، وفيتامين ج، والألياف، ومضادات الأكسدة بما في ذلك الكاروتينات، ومركبات الفينول.[4]

فوائد التمر في الشهور الأخيرة من الحمل

من جهةٍ أخرى، أفادت دراسة علمية أُجريت عام 2020 ميلادي ونُشِرت في مجلة (BMC Pregnancy and Childbirth) أن تناول التمر في مراحل الحمل المتأخرة كان له فوائد مهمة للحامل، وأوضحت نتائج هذه الدراسة أن الحوامل اللاتي تناولن التمر في الشهور الأخيرة كان لديهنّ فرصة أعلى للولادة الطبيعية عبر المهبل، وفرصة أقل للولادة القيصرية التي تتميّز بمضاعفاتها العديدة،[12] بالإضافة لذلك، أوضحت دراسة أُخرى أُجريت عام 2012 ميلادي أن استهلاك الحامل للتمر قبل أو بعد الولادة يمكن أن يقوي عضلات الرحم، وبالتالي تسهيل عملية الولادة، إلى جانب قُدرته على تقليل احتمالية حدوث النزيف أثناء الولادة.[6]

كتابة: اختصاصية التغذية رسيل ياسين - الأحد ، 05 تشرين الثاني 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الأحد ، 05 تشرين الثاني 2023

المراجع

1.
AlFaris NA, AlTamimi JZ, AlGhamdi FA, Albaridi NA, Alzaheb RA, Aljabryn DH, Aljahani AH, AlMousa LA. (2021). Total phenolic content in ripe date fruits (Phoenix dactylifera L.): A systematic review and meta-analysis. Saudi J Biol Sci. 2021 Jun;28(6):3566-3577. Retrieved from https://doi.org/10.1016%2Fj.sjbs.2021.03.033
2.
Rahmani AH, Aly SM, Ali H, Babiker AY, Srikar S, Khan AA. (2014). Therapeutic effects of date fruits (Phoenix dactylifera) in the prevention of diseases via modulation of anti-inflammatory, anti-oxidant and anti-tumour activity. Int J Clin Exp Med. 2014 Mar 15;7(3):483-91. Retrieved from
3.
Essa MM, Akbar M, Khan MA. (2016). Beneficial effects of date palm fruits on neurodegenerative diseases. Neural Regen Res. 2016 Jul;11(7):1071-2. Retrieved from https://doi.org/10.4103/1673-5374.187032

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز