فوائد البابونج واستخداماته، وهل له أضرار صحيّة؟

يندرج ضمن نبتة البابونج عدّة أصناف من النباتات التي تشبه زهرة الأقحوان، وتنطوي هذه الأصناف على عدة مركبات كيميائية فعالة تتباين بين أنواع البابونج المختلفة، وعادةً ما يُحضّر البابونج على شكل منقوع ليمنح الجسم العديد من الفوائد.

عُرف نبات البابونج منذ العصور القديمة، إذ لاحظ البشر خواصّه الطبية العديدة كتلك المضادة للالتهاب والمُهدّئة، واستفادوا منها في علاج العديد من المشكلات الصحيّة، كالأمراض الجلدية، وتلك المُتعلقة بالجهاز الهضمي، بالإضافة إلى استخدامه في التخفيف من آلام الطمث.[1]

نبات البابونج

ترجع أصول نبتة البابونج (Matricaria chamomile) إلى مناطق جنوب وشرق أوروبا، وشمال وغرب آسيا، وتنتشر حاليًا نبتة البابونج في معظم دول العالم، ويُعدّ البابونج إحدى أشهر النباتات الطبية التي تنتمي إلى الفصيلة النجمية (Asteraceae family) وهو من الأعشاب السنوية القادرة على تحمّل البرد،[1] وقد اُستخدم البابونج كمنقوع ومُنّكه للطعام قديمًا مع بعض الأعشاب الأُخرى في علاج العديد من الأمراض، إذ استخدم كمسكّن للألم، ومهدئ للأعصاب، ومضاد للبكتيريا والفيروسات، ومُعزّز للشهية، وللمساعدة في التئام الجروح،[2]

أمّا كلمة بابونج (Camomile) فهي مُشتقّة من الكلمتين اليونانيتين (Chemos and Melos) أي تفاحة الأرض (Ground apple)، وسُمي بذلك لأن رائحته تشبه رائحة التفاح، ويندرج تحت البابونج العديد من الأصناف، مثل البابونج الألماني (German chamomile)، والبابونج الروماني (Roman chamomile)، والبابونج الإنجليزي (English chamomile)، والبابونج الهنجاري (Hungarian chamomile)، وعادةً ما يُستخدم إمّا البابونج الألماني (M. chamomilla L.) أو البابونج الروماني أو الإنجليزي (Chamaemelum nobile syn. Anthemis nobilis L) للأغراض العلاجية، بينما يُستخدم في صناعة العطور ومساحيق التجميل نوعٌ ثالث من البابونج يسمى بِالبابونج المغربي (Ormenis multicaulis).[3]

زراعة البابونج

على الرغم من أنّ المناطق الاستوائية هي الموطن الأصلي للبابونج، إلا أنه يمكن زراعته في المناطق الباردة كذلك، وتتميز جذور البابونج الرفيعة بشكلها المغزلي وبأنّها تنمو باستقامة،[4] وعادةً ما تنمو سيقان نبتة البابونج المنتصبة والمتفرّعة لارتفاعٍ يترواح بين 10-80 سم، كما تنقسم أوراق البابونج الطويلة والرفيعة إلى قطعتين أو ثلاثة قطع،[1] وتبدو كما لو أنّ بها شقوق، كما يتراوح قطر رأسها بين 10-30 ملم، وتحتوي جميع أنواع نبات البابونج على أزهار مُكونة من بتلتين وسيقان طرية، وتتميز بأنها ذات رائحة قريبة من رائحة التفاح الأخضر، وبينما تستخدم بعض البلدان، مثل دول أوروبا، والمكسيك، وشمال أمريكا رأس زهرة البابونج فقط باعتباره الجزء الذي يمتلك خواصًا طبية -كخواصه المضادة للالتهاب والمهدئة-، تستخدم دولٌ أُخرى مثل الصين نبات البابونج بالكامل، لعلاج الأمراض المختلفة.[4]

بمقدور نبات البابونج النمو في أنواعٍ مختلفة من التربة، غير أنه يُنصح بتجنب زراعته في التربة الرطبة والخصبة، وينمو نبات البابونج ضمن درجات حرارة تتراوح بين 7-26 درجة مئوية، وبمعدلات هطول مطري سنوية تتراوح بين 400-1400 ملم في الفصل الواحد، وعلى الرغم من قدرته على تحمل البرد، إلّا أن معدل نموّ البابونج تحت الشمس أفضل.[1]

مكونات البابونج

تُعزى الاستخدامات الحيوية للبابونج إلى احتوائه على عددٍ من المركبات الكيميائية، وغالبًا توجد معظم المركبات الفعالة في أزهار البابونج الطازجة والمُجفّفة، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ المركبات الكيميائية في البابونج تتباين من منطقةٍ لأُخرى وفقًا لعدّة عوامل، كنوعية التربة التي زُرع فيها والبيئة المحيطة،[3] ومن أبرز المركبات الكيميائية في البابونج:[3][4]

  • الأحماض العضوية (Organic Acids):

استخلص الباحثون ما يُقدر بِـــ 26 حمضًا عضويًا من البابونج، أربعة من تلك الأحماض تُمثّل مُستقلبات أو نواتج أيضية ومركبات أساسية لنمو وتطور الكائنات الحية، بينما تُمثل الأحماض المتبقية نواتج أيضية ثانوية.

  • الزيوت المتطايرة (Volatile oils):

يمكن استخلاص زيوت طيارة من أزهار البابونج بنسبة قد تصل إلى 2%، إذ تحتوي هذه الزيوت على ما يربو عن 120 مركبًا كيميائيًا، أبرزها مركبات التربينات (Terpenoids)، والكحول الهيكسيلي (Hexyl alcohol).

  • مركبات الفلافونويد (Flavonoids):

تمثّل المكونات الفعّالة الأساسية في البابونج، وتمتاز بخواصها المُضادة للبكتيريا، وللأكسدة، وللسرطان، وتشمل مركبات الكيرسيتين (Quercetin)، والإبيجينين (Apigenin)، والليتيولين (Luteolin)، والروتين (Rutin)، وتمتاز مركبات الفلافونويد بأنها تذوب في الماء، ممّا يسمح بالاستفادة من خواصها عند تناول البابونج كمنقوع.

  • مركبات الكومارين (Coumarin):

يحتوي البابونج على حوالي 10 أنواعٍ من مركبات الكومارين، ومن أمثلتها مركب السكيمين (Skimmin)، ومركب الدافنين (Daphnin).

فوائد البابونج

اُستخدم نبات البابونج تقليديًا لعلاج عددٍ من الأمراض، وقد أشارت بعض الدراسات الحديثة التي أُجريت على البابونج إلى أنّه يتمتّع بمجموعة من الخواص الطبية،[1] من فوائد البابونج:

  • البابونج للحامل:

وفقًا لدراسة أُجريت في إيران على 80 امرأة تخطّت فترة الحمل الطبيعية، أسهم تناول كبسولتين -تركيز البابونج في الواحدة منهما 500 ملغ- كل 8 ساعات في تحفيز بدء الولادة وبالتالي الوقاية من المخاطر التي قد تنجم عن زيادة طول الحمل عن المدة المسموحة.[2]

  • فوائد البابونج قبل النوم:

من فوائد منقوع البابونج قدرته على المساعدة في الاسترخاء والتغلب على مشاكل النوم، وقد عزى بعض الباحثون هذه الفوائد إلى وجود مركب الأيبيجينين (Apigenin)، وهو أحد مركبات الفلافونويد الموجودة في البابونج، والذي أشارت بعض الدراسات المخبرية إلى أنه قد يُسهم في تقليل مستويات القلق[3].

  • فوائد منقوع البابونج للمُرضع:

أشارت دراسة إلى أنّ شُرب إحدى النساء المرضعات لِـــ 1.5-2 لتر من منقوع البابونج (المُحضّر بنقع 1-3 غرام من أزهار البابونج في 1.5 لتر من الماء الساخن)، قد أسهم في امتلاء الثدي بالحليب بعد 4-6 ساعات من شربه، كما بلغ إفراز الغدد اللبنية حوالي 90 مل من الحليب، بينما لم تتجاوز تلك الكمية 60 مل قبل استهلاك منقوع البابونج.[5]

  • خواص البابونج المضادة للعدوى:

أشارت بعض الدراسات إلى امتلاك الزيوت المتطايرة الموجودة في البابونج لخواص مضادة لنمو الفطريات والبكتيريا، مما يُسوّغ استخدام البابونج في صناعة غسولات الفم الطبية.[4]

سلامة استخدام البابونج

شاع استخدام البابونج منذ آلاف السنين في اليونان، وروما، ومصر القديمة، وهو من أبرز النباتات التي استُخدمت في طب الأعشاب لعلاج مشاكل المعدة، وآلام البطن، والالتهابات الجلدية،[4] وفيما يتعلق بسلامة استخدامه، فقد صنفته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (U.S.Food and Drug Administration) على أنه آمن بالعموم (Generally recognised as safe (GRAS)) عند استخدامه كمادة مُنكهة، كما يُعتقد بأنه يمكن استخدامه منفردًا أو مع أعشابٍ أُخرى لعلاج المغص والإسهال لدى الأطفال الرُضع، أما فيما يتعلق بالاستخدام الموضعي للبابونج، فقد أدى إلى التهاب الجلد في الحلمتين والمنطقة المُحيطة بهما لدى امراتين استخدمتا زيت يحتوي على 10.5% من مُستخلص البابونج لعلاج تشقق الحلمات، كما قد يؤدي شرب منقوع البابونج إلى زيادة الطفح الجلدي لدى بعض الأشخاص ممن يعانون من الحساسية.[5]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الخميس ، 17 آب 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الإثنين ، 04 أيلول 2023

المراجع

1.
El Mihyaoui A, Esteves da Silva JCG, Charfi S, Candela Castillo ME, Lamarti A, Arnao MB. (2022). Chamomile (Matricaria chamomilla L.): A Review of Ethnomedicinal Use, Phytochemistry and Pharmacological Uses. Life 12: 479. Retrieved from https://doi.org/10.3390/life12040479
2.
Gholami F, Neisani Samani L, Kashanian M, Naseri M, Hosseini AF, Hashemi Nejad SA. (2016). Onset of Labor in Post-Term Pregnancy by Chamomile. Iran Red Crescent Med J. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5301993/
3.
Sah A, Naseef PP, Kuruniyan MS, Jain GK, Zakir F, Aggarwal G. (2022). A Comprehensive Study of Therapeutic Applications of Chamomile. Pharmaceuticals (Basel). 2022 Oct 19;15(10):1284. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC9611340/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز