يُواصل فيروس كورونا المُستجد اجتياحه لعددٍ كبير من البُقع الجغرافيّة حول العالم، مُخلّفًا أعدادًا فاقت 100000 إصابة ما قاد العديد من الدول باتّخاذ تدابير وقائيّة للسيطرة على الفيروس ومحاولة إضعاف حلقته قدر الإمكان، فبجانب ما تمّ تداوله بشكلٍ كبير عن اتّخاذ أهم وسائل الوقاية من غسل اليدين وغيرها، فإنّ ما يُعوَّل عليه في الوقت الحالي هو تعزيز مناعة الجسم، خصوصًا وأنّ اللقاح المُنتظر قد يستغرق المزيد من الوقت إلى حين تجربته والتحقُّق منه.
إذ إنّه ووفقًا للبروفيسور كرويكشانك المختّصة في علم المناعة في جامعة مانشستر، يمكن مواجهة ما قد يهاجم الجسم من جراثيم عبر تعزيز جهاز المناعة واتبّاع العادات الغذائيّة الصحيّة قدر المُستطاع، إذ إنّ الجسم يُواجه الجراثيم أيًّا كانت عبر خط الدفاع الأول ألا وهو الجلد والطبقة المخاطيّة المُغلّفة لفتحاته، وفي حال اختراقها لهذه الحواجز ينبغي عليها مواجهة خلايا الدم البيضاء التي تختّص أحَد أنواعها المعروفة بخلايا البلعمة بالتهام الأجسام الغريبة وتخليص الجسم منها قدر الإمكان، إلّا أنّ أكثر ما يُعوّل عليه الجسم في هذه المرحلة هو اللمفاويّات التي تمتلك خاصيّة التعرُّف على الجراثيم التي تُعاود مهاجمة الجسم، ما يُتيح فرصة القضاء عليها بسهولة وهو المبدأ الذي تعمل عليه اللقاحات في الجسم.
وقد أضافت البروفيسور كرويكشانك بأنّ الحِرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف مثل تلك النباتيّة يعمل على رفع تواجد البكتيريا النافعة الموجودة في التجويف الهضمي، إضافة إلى المُخلّلات والألبان وهو ما يُعزّز من صحّة الجهاز الهضمي ويُبقيه نشِطًا.
وفي سياقٍ آخر أضاف البروفيسور أكبار رئيس الجمعية البريطانية لعلم المناعة بأنّ أحَد وسائل رفع مناعة الجسم هو الحِفاظ على لياقة الجسم بممارسة التمارين الرياضيّة بشكلٍ يومي؛ وهو ما يزيد من معدل تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم بالتالي يرفع من فاعليّته في أداء مهامه وكبح العديد من المُمْرِضات التي قد تُهاجم الجسم، وغالبًا ما يُنصَح البالغين بتخصيص 150 دقيقة تقريبًا في الأسبوع لممارسة الأنشطة الهوائيّة المختلفة، وقد خلُصت دراسة أُجريت على مجموعة من الأشخاص غير المُدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 إلى 79 عامًا من هُواة قيادة الدراجات الهوائيّة، إلى أنّ حفاظهم على لياقة أجسادهم وممارسة هذا النوع من الرياضات باستمرار قد أورثهم جهازًا مناعيًّا قويًا يُوازي ما يمتلكه الشباب.
إضافة إلى كل ما سبق فإنّ للتمارين الرياضيّة فائدة كبيرة في تخفيف التوتر والقلق، المسؤولان عن خلخلة النظام المناعي نتيجة تأثّرِّه بالهرمونات التي تُفرَز في الجسم تحت تأثير كل منهما مثل الكورتيزول، بالتالي فإنّ مشاعر الذعر والهلع التي تترافق مع انتشار وباء كرورنا قد تكون ذات تأثيرات سلبيّة على الصحّة وتُقلّل من الاستجابة المناعيّة للمُستجدّات التي تجتاح الجسم.
يمكن تلخيص مجموعة من النصائح الممكن اتبّاعها وفقًا لِلعديد من الخبراء والاختصاصيين؛ وذلك لرفع حصانة الجسم المناعيّة بوجه العديد من الأمراض مثل COVID-19، وهي كما يلي:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الابتعاد عن المشروبات الكحوليّة تمامًا.
- تناول الخضراوات والفواكه التي تحتوي على فيتامين د وفيتامين سي بشكل يومي؛ للحفاظ على مستوياتها الطبيعيّة والضروريّة في الجسم.
- الحرص على النوم جيدًا وإعطاء الجسم حاجته من ساعات النوم؛ إذ إنّه ووفقًا لأحد الدراسات قد تبيّن أنّ الإهمال في إعطاء الجسم حاجته من ساعات النوم يؤثّر بشكلٍ كبير على قدرة الجسم في مواجهة الأمراض التي قد تجتاحه؛ وذلك عبر الإخلال في قدرة بعض أنواع الخلايا اللمفية المسؤولة عن الدفاع والمُسمّاة بِالخلايا التائيّة T-Cells.