يحتاج الجسم للبوتاسيوم، وهو أحَد الكهارل التي تتجوّل في الدم، لإتمام العديد من الوظائف المهمّة، فهو ضروري لاستدامة عمل كل من العضلات، الخلايا، الأعصاب والقلب، لِذا فإنّ انخفاض البوتاسيوم في الدم عن ما يُقارب 2.5 مللي مول/لتر يعدّ مشكلة خطيرة تستدعي اتّخاذ التدابير العلاجيّة اللازمة لتجنُّب المضاعفات المترتبّة على هذه الحالة، أمّا مستويات البوتاسيوم الطبيعيّة في الجسم، فهي عادةً ما تتراوح بين 3.6 إلى 5.2 مللي مول/ لتر.
يستطيع الجسم أخذ حاجته من البوتاسيوم من المصادر الغذائيّة المتعدّدة، لتتكفّل بعد ذلك الكُلى بتنظيم مستوياته عبر التخلُّص من فائض ما يحتاجه الجسم بالبَول أو العرَق.
يمكن أن تنخفض مستويات البوتاسيوم لتتسبّب بمشاكل صحيّة قد تتفاقم لتشكّل تهديدًا لحياة المرضى، لكنّ حالة انخفاض البوتاسيوم في الدم Hypokalemia غالبًا ما تُصنّف على أنّها عرَضٌ مرافق لمرض أو خللٍ ما في الجسم، أو ربمّا تندرج في قائمة الآثار الجانبيّة المصاحبة لتناول مدرّات البول.
وظائف البوتاسيوم في الجسم
يكتسب البوتاسيوم أهميّته نتيجة الوظائف الحساسّة المُوكلَة إليه في الجسم، لعلّ أبرزها:
- المساعدة في انقباض العضلات بما فيها عضلة القلب.
- يساهم برفقة الصوديوم بتدفق السوائل بين الخلايا، بالتالي الحِفاظ على توازن الماء داخل وخارج الخلايا وإرسال مواد معيّنة لداخل الخليّة.
- تنظيم درجة حموضة الجسم pH.
- مساعدة الخلايا العصبيّة على التواصل فيما بينها بإرسال الشارات اللازمة.
- الحِفاظ على مستوى طبيعي لضغط الدم.
- الإسهام في إفراز اللعاب والأحماض المَعِديّة التي بدورها تساعد في رفع كفاءة الجهاز الهضمي بالهضم وامتصاص الكربوهيدرات والبروتينات الضروريّة.
- الحِفاظ على صحّة العظام.
أسباب نقص البوتاسيوم في الجسم
يمكن أن تتأثّر مستويات البوتاسيوم بعدّة عوامل لتنخفض دون المستوى الطبيعيّ، من أسباب انخفاض البوتاسيوم في الدم:
- الإسهال أو الاستفراغ المُفرِطين؛ إذ إنّ مشاكل الجهاز الهضمي تتسبّب بفقدان الجسم لكميّات كبيرة من البوتاسيوم.
- تناول مُدرّات البول التي تتسبّب بتخلُّص الجسم بأكثر ممّا ينبغي من البوتاسيوم برفقة السوائل والصوديوم أيضًا.
- تناول أنواع معيّنة من الأدوية مثل الإنسولين وألبوتيرول؛ إذ إنّ مثل هذه الأدوية تحفّز انتقال البوتاسيوم من الدم للخلايا ما يتسبّب بانخفاض مستوياتها في الدم.
- الإصابة بالحماض الكيتوني السكري.
- الإصابة بمتلازمة كوشينغ؛ إذ إنّ هذا المرض يحفّز الكُلى على أن تتخلّص من كميّات كبيرة من البوتاسيوم بسبب ارتفاع هرمون الألدوستيرون من الغدّة الكظريّة.
- الإصابة بأحَد الاضطرابات الناجمة عن خلل جيني نادر في الكُلى، مثل متلازمة بارتر ومتلازمة جايتلمان؛ اللتان تتسبّبان بمشاكل تخلخل مستويات الأملاح والبوتاسيوم في الجسم أو مستويات الأيونات، على الترتيب.
- انخفاض مستويات المغنيسيوم في الدم.
- انخفاض مستويات حمض الفوليك.
- ضعف امتصاص العناصر الغذائيّة بسبب مشاكل مَعِديّة معويّة أو نتيجة سوء التغذية.
- تناول المُسهِلات لفترات طويلة أو أخذ جرعات عالية التركيز من البنسلين.
أعراض نقص البوتاسيوم في الدم
يُعدّ نقص البوتاسيوم في الدم عرَضًا لاختلالٍ آخر في الجسم نتيجة سببٍ ما، وغالبًا ما يُوصَف على أنّ أعراضه غير واضحة ولا يمكن تمييزها خصوصًا إذا ما كان مستوى انخفاضه طفيفًا.
لكن واعتمادًا على نتائج الفحوصات لدى تشخيص المرضى بنقص البوتاسيوم الشديد، يمكن أن تشتمل الأعراض المرافقة لانخفاض البوتاسيوم في الدم على كل من التالية:
- نوبات من الضعف الشديد في العضلات، قد يشمل تشنج العضلات أو اختلاجها أو ربمّا يصِل حتى شللها، ما قد يتسبّب لاحقًا بمجموعة من المشكلات في الأعضاء الأُخرى، إذ قد ينتهي الأمر بفشل الجهاز التنفسي أحيانًا.
- إتلاف العضلات الهيكليّة وإضعاف قدرتها على الاستجابة للمجهود العضلي الذي يبذله الجسم أثناء التمارين الرياضيّة مثلًا.
- التعب العام والإرهاق.
- مشاكل في الكُلى تؤدّي إلى إضعاف قدرتها على تركيز البول، لِذا يشعر المريض بالعطش المستمر ويرتفع معدل التبوُّل لديه.
- فقدان الشهيّة للطعام.
- الإمساك.
- عدم انتظام ضربات القلب.
علاج نقص البوتاسيوم
أُولى خطوات علاج نقص البوتاسيوم الحادّ في الجسم عبر تشخيص المُسبّب الرئيسي ومحاولة علاجه بالأدوية والإجراءات الطبيّة اللازمة، ليتمكّن بعدها الاختصاصي من اتبّاع الوسائل العلاجيّة الأنسَب لاستعادة مستويات البوتاسيوم الطبيعيّة بالتالي التخلُّص من المضاعفات المرافقة التي قد يكون بعضها خطيرًا، أهمّها علاج عدم انتظام ضربات القلب والاختلالات العضليّة العصبيّة.
يمكن أيضًا التغلّب على مشكلة نقص البوتاسيوم في الجسم بتناول المكمّلات الغذائيّة عبر الفَم، لكن يجب إبقاء المريض تحت المراقبة بالإشراف المباشر على مستويات البوتاسيوم لديه لتجنُّب ارتفاع مستوياته أعلى من الطبيعي أيضًا؛ إذ إنّ مكمّلات البوتاسيوم هي أحَد المسبّبات الرئيسيّة لمشكلة ارتفاع البوتاسيوم، لِذا يجب مراعاة عدم الإفراط في جرعات البوتاسيوم وتناولها بكميّاتٍ قليلة مع وجبات الطعام تجنبًّا للمشاكل الأُخرى التي قد تتسبّب بها مثل تهيُّج التجويف الهضمي.
أيضًا غالبًا ما توصَف مكمّلات المغنيسيوم برفقة البوتاسيوم؛ إذ إنّ انخفاض البوتاسيوم يرافقه انخفاض مستويات البوتاسيوم كذلك.
المصادر الغذائيّة للبوتاسيوم
تَعدّ الأطعمة المختلفة هي المصادر الأساسيّة والآمنة لاكتساب البوتاسيوم ودعم متطلبّات الجسم ممّا يحتاجه، وعلى الرغم من أنّ البوتاسيوم موجود في أنواع متعدّدة من الطعام، إلّا أنّ أصنافًا محدّدة تحتوي على كميّات أعلى من غيرها، منها:
- الخضراوات، تحديدًا: البروكلي، السبانخ، البطاطا، البنجر الأخضر، الخس، القرع والهليون.
- الفواكه، تحديدًا: الموز، الأفوكادو، البرتقال، البندورة، الشمّام والتفاح.
- الفواكه المجفّفة، تحديدًا: المشمش، الخوخ والعنب (زبيب).
- الحليب ومشتقّات الألبان.
- الأرز البني وبذور الكتّان.
- الدجاج، سمك السلمون والتونا واللحوم.
- القهوة والشاي.
- المكسّرات.
- البقوليّات، تحديدًا: الفاصولياء والعدس.
مقالات ذات صِلة
المراجع
- What is hypokalemia? (2020). Retrieved from WebMD: https://www.webmd.com/digestive-disorders/hypokalemia
- Viera AJ, Wouk N. Potassium Disorders: Hypokalemia and Hyperkalemia. Am Fam Physician. 2015 Sep 15;92(6):487-95. Retrieved from https://www.aafp.org/afp/2015/0915/p487.html
- Gabbey A. (2019). Hypokalemia retrieved from healthline: https://www.healthline.com/health/hypokalemia
- Lewis J. (2021). Hypokalemia (low level of potassium in the blood) Retrieved from MSD Manual: https://www.msdmanuals.com/home/hormonal-and-metabolic-disorders/electrolyte-balance/hypokalemia-low-level-of-potassium-in-the-blood
- Low potassium levels in your blood (hypokalemia). (2018). Retrieved from Cleveland Clinic: https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17740-low-potassium-levels-in-your-blood-hypokalemia
- Hypokalemia. (n.d.). Retrieved from National Organization for Rare Disorders: https://rarediseases.org/rare-diseases/hypokalemia/
- Potassium: foods, functions, how do you need & more. (2021). Retrieved from EUFIC: https://www.eufic.org/en/vitamins-and-minerals/article/potassium-foods-functions-how-much-do-you-need-more
- Potassium. (n.d.). Retrieved from Harvard School of Public Health: https://www.hsph.harvard.edu/nutritionsource/potassium/
- Potassium. (2021). Retrieved from National Institute of Health Office of Dietary Supplements: https://ods.od.nih.gov/factsheets/Potassium-HealthProfessional/