يُشَار إلى سرطان الرئة على أنّه نموّ غير طبيعي وخارج عن السيطرة للخلايا في أيّ من الرئتين أو كليهما، ما يؤثّر على قدرة الشخص على التنفُّس، يُعدّ اكتشاف سرطان الرئة في المراحل المُتقدِّمة أحَد الوسائل التي ترفع من معدل التخلُّص من سرطان الرئة والسيطرة عليه، إلّا أنّه قد يصعُب ذلك في العديد من الحالات لعدم مُلاحظة الأعراض إلّا في مراحل مُتقدّمة؛ إذ تتقاطع الأعراض البسيطة في المراحل المٌبكّرة مع الالتهابات الصدريّة أو التنفسيَّة المُعتادة، ما يُصعِّب التشخيص المُبكِّر.
يُمكن أن ينتقل السرطان من أحَد أعضاء الجسم للرئتين ويُمكن أن يحدُث العكس أيضًا، يُقسَم سرطان الرئة إلى نوعين رئيسيَّين: سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة (بنسبة انتشار بين 10% إلى 15%) وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، وهذا الأخير هو الأكثر شُيوعًا وانتشارًا (بنسبة انتشار بين 80% إلى 85%)، يخضع كُل منهما لعلاجات مُتنوِّعة عن الآخر لاختلاف سُلوك خلاياهما.[1][2][3]
أسباب سرطان الرئة
من الممكن أن يُصاب البعض بسرطان الرئة للأسباب التالية: [4][5]
- التدخين: يُعد استنشاق دخان السجائر أكثر الأسباب المُؤديّة للإصابة بسرطان الرئة، إذ إنّ استمرار التدخين يتسبّب بإتلاف الرئتين بمعدّل يتخطّى قدرة أيٍّ منهما على التعامل مع التلف الناجم عن ذلك وإصلاحه، تبدأ بعد ذلك الرئتين بالعمل بشكلٍ غير طبيعي ما يرفع من معدل الإصابة بسرطان الرئة.
- استنشاق غاز الرادون Radon خصوصُا لدى المُدخنين بشراهة يرفع من معدل الإصابة بسرطان الرئة.
- التعرُّض لبعض المواد الخطِرة مثل الإسبست Asbestos، إذ إنّ التعرُّض لها لفترة طويلة يُمكن أن يؤدّي إلى "ورم المتوسطة" أحد انواع سرطان الرئة، من المواد الأُخرى التي قد تكون سببًا في الإصابة بسرطان الرئة، كل من: اليورانيوم، النيكل، الكروم، الكادميوم، بعض مُنتجات البترول، البريليوم، السيليكا والزرنيخ.
- التدخين السلبي؛ استنشاق دخان السجائر.
- استنشاق غاز أكسيد النيتروجين لفترات طويلة.
- بعض الطفرات الوراثيّة مع التعرُّض للمواد المُسرطِنة يرفع من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
أعراض سرطان الرئة
غالبًا لا تظهر على المريض أيّ أعراض تُدلِّل على إصابته بسرطان الرئة إلّا في المراحل المُتقدّمة منه، ويُمكن أن تتضمّن أعراض سرطان الرئة مجموعة من الأعراض التي يستدعي ظهور أيّ منها مُراجعة اختصاصي الأمراض الصدريّة، أهمّها: [4][6]
- سُعال يستمر لمدّة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
- خروج دم مع السُعال.
- التهابات صدريّة مُتكرّرة أو شعور بعدم الراحة.
- الشعور بألم أثناء التنفُّس أو السُعال.
- الشعور المُستمر بانقطاع النفس أو صعوبة التنفُّس.
- فقدان الوزن أو فقدان الشهيّة للطعام.
- الشعور المُستمر بالتعب وانخفاض معدل طاقة الجسم.
- صفير عند التنقُّس.
- دم مع البلغم.
- صعوبة في البَلع.
- انتفاخ في الوجه و/أو أوردة الرقبة.
- بحّة في الصوت.
علاج سرطان الرئة
مثل جُل أنواع الأورام السرطانيّة، يعتمد اختيار العلاج الأنسب للخلاص من سرطان الرئة على عدّة عوامل مثل موقع الورم السرطاني، مدى انتشار السرطان وصحّة المريض بشكل عام، يلجأ اختصاصي والأورام بعد تشخيصه الأوّلي لحالة المريض لأحَد الخيارات العلاجيّة التالية لعلاج سرطان الرئة: [7]
- استئصال الورم السرطاني في الرئة بواسطة عمليّة جراحيّة: تُزال ما نسبته 10% إلى 35% من الأورام السرطانيّة الرئة بإجراء عمليّة جراحيّة، على أن تكون الأورام إمّا في المرحلة الأُولى أو الثانية أو لم تنتشر في أعضاء أُخرى، إلّا أنّ إزالة سرطان الرئة لا يعني التخلُّص منه بشكلٍ نهائي وتام في جميع الحالات، إذ يُحتَمَل أن ينمو مرّة أُخرى.
تُعدّ عمليّة استئصال سرطان الرئة من العمليّات المُهمّة والتي تستدعي تحضيرًا دقيقًا وجيدًا؛ يكون المريض خلالها تحت تأثير التخدير العام ويتطلّب إجراءها شقّ القفص الصدري، يتلو ذلك إمّا استئصال جزء من أحّد الفُصيصات الرئويّة المُصابة أو ربما استئصال الفُصيص بكامله أو إزالة الرئة، أو قد يتّم استئصال العقد اللمفاويّة المُتضرّرة حول الرئة، كُل ذلك يتحدَّد وفقًا للورم.
- العلاج "الكيماوي": يُمكن أن يُعطَى المريض دواءً ذو تركيب كيميائي يستهدف الورم السرطاني إمّا عبر الوريد أو بواسطة أقراص؛ وذلك بهدف القضاء على الخلايا السرطانيّة أو إيقاف نموِّها وغالبًا ما يكون في الحالات المُتقدِّمة التي انتشر فيها الورم خارج الرئة، إلّا أنّ من الممكن أن يترافق العلاج الكيميائي مع العلاج الإشعاعي في بعض الحالات، وربمّا يكون مُساندًا للعلاج الجراحي أيضًا.
إلّا أنّ للعلاج الكيميائي عددًا من الآثار الجانبيّة التي تجعل منه خيارًا صعبًا يُجبَر المريض على المِضيّ فيه لتجنُّب مُضاعفات اجتياح الورم السرطاني لجسده، من الآثار الجانبيّة للعلاج الكيماوي:
- التأثير على الخلايا الطبيعيّة في الجسم والقضاء عليها.
- إتلاف خلايا الدم ما يتسبّب بمشاكل بتجلُّط الدم ورفع قابليّة الجسم للإصابة بالعدوى.
- التعب والإجهاد.
- انخفاض الوزن.
- تساقط الشعر.
- الغثيان.
- الاستفراغ.
- الإسهال.
- تقرُّحات في الفم.
- العلاج الإشعاعي: يُستخدَم العلاج بالأشعة السينيّة X-rays فائقة الطاقة إمّا بشكل رئيسي باستهداف الخلايا السرطانيّة وإيقاف نموِّها أو كعلاج مُساعِد برفقة إمّا العلاج الجراحي أو العلاج الكيماوي.
- العلاج المَناعي: يعمل العلاج المَناعي عبر استخدام أدوية تُقوِّي جهاز المناعة وتُحفِّزه على مواجهة الخلايا السرطانيّة، مثل: "نيفولمب Nivolumb" و "بيمبروليزوماب Pembrolizumab".
- الاستئصال بالموجات الراديويّة: يعمل هذا النوع من علاجات سرطان الرئة من خلال إدخال إبرة عبر الجلد باتجاه الورم لتتوّسط تمرير الموجات الراديويّة للخلايا السرطانيّة ما يرفع حرارتها ثم يقضي عليها، يُستخدَم هذا النوع من العلاجات في المراحل المُبكّرة من سرطان الرئة.
يُذكَر بأنّ حالات سرطان الرئة قد تستدعي اللجوء لِما يُعرَف بالعلاج التلطيفي، وهو يتضمَّن استخدام وسائل للتخفيف من الألم والمُعاناة التي يُعانيها المريض، لعدم إمكانيّة علاجه.
مقالات ذات صِلة
المراجع
- American Cancer Society. 2019. What is lung cancer? Retrieved from https://www.cancer.org/cancer/lung-cancer/about/what-is.html
- Nall R. 2018. What to know about lung cancer. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/323701
- Centers for Disease Control and Prevention (CDC). 2020. Lung cancer. Retrieved from https://www.cdc.gov/cancer/lung/basic_info/what-is-lung-cancer.htm
- United Kingdom National Services. 2019. Lung cancer. Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/lung-cancer/causes/
- Pietranelo A. 2020. Everything you need to know about lung cancer. Retrieved from https://www.healthline.com/health/lung-cancer#stages
- U.S National Library of Medicine. 2018. Lung cancer. Retrieved from https://medlineplus.gov/lungcancer.html
- Stoppler MC. 2020. Lung cancer. Retrieved from https://www.medicinenet.com/lung_cancer/article.htm
مصدر الصورة: https://www.beaconhospital.com.my/lung-cancer/