يُشار إلى سرطان الثدي على أنّه نموّ غير طبيعي للخلايا والأنسجة داخل الثدي، وعلى الرغم من أنّ معظم الكُتل التي قد تتكوّن في الثدي لا تُعدّ سرطانيّة، إلّا أنّ ظهور مثل هذه الكُتل قد يرفع معدل الخطر بالإصابة بسرطان الثدي لدى بعض النساء، ما يحذو بالاختصاصيين والجهات التوعويّة العمل على نشر إرشادات ونصائح تتمحور حول كيفيّة التعامل مع الكُتل غير الطبيعيّة ومُراقبة نموُّها للسيطرة على الحالة ومحاولة اكتشافها في مراحل مُبكّرة.
يُعزَى سبب الإصابة بسرطان الثدي إلى حدوث طفرات جينيّة في الجِين المسؤول عن تنظيم نمو الخلايا، ما يؤدّي إلى نمو خارج عن السيطرة في الخلايا والأنسجة الموجودة في الثدي لتتحوّل إلى خلايا سرطانيّة، قد يبدأ الورم السرطاني في غالب الحالات إمّا في الفُصيصات (غُدد إنتاج الحليب) أو القنوات (أنابيب مسؤولة عن إيصال الحليب من الغُدد إلى حلمة الثدي)، أيضًا من الممكن أن تنشا الخلايا السرطانيّة في الأنسجة الدهنيّة أو الأنسجة الضامّة الليفيّة القابعة داخل الثدي.
يرتبط سرطان الثدي بشكلٍ رئيسيّ مع النّساء، إلّا أنّه من الممكن أن يُصيب الرجال بنِسَب أقل لكن بنفس مستوى الخطورة التي تُرافق سرطان الثدي لدى النساء مع ذات الأعراض أيضًا.
يُمكن تشخيص الكُتل النسيجيّة في الثدي وتمييزها إمّا عبر التصوير الإشعاعي بالماموجرام Mammogram أو بواسطة الموجات فوق الصوتيّة، وربمّا تخضع الحالة للتشخيص إمّا بتصوير الثدي بالرنين المغناطيسي MRI أو بأخذ خزعة Biopsy من أنسجة الورم في الثدي وتحليلها.
تتوافر العديد من الخيارات العلاجيّة لسرطان الثدي اعتمادًا على مجموعة من العوامل التي تُميّز كل حالة عن الأُخرى، فمثلًا قد يُوصِي الاختصاصي بإجراء عمليّة جراحيّة أو بإخضاع الحالة للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو باستخدام أكثر من علاج لنفس الحالة. [1][2]
أنواع سرطان الثدي
تُعدّ كُل من الآتية أكثر أنواع سرطان الثدي شُيوعًا: [3]
- سرطان الأقنية الغازية: ينمو هذا النوع من الخلايا السرطانيّة خارج القنوات الموجودة في الثدي وقد يغزو الأنسجة الأُخرى المُجاورة فيه، ترتفع نسبة انتقال هذا النوع من سرطان الثدي لباقي أعضاء الجسم.
- سرطان الفُصيصات الغازية: ينتقل هذا النوع من سرطان الثدي من الفُصيصات في الثدي للأنسجة المُجاورة، وقد ينتشر لبقيّة أعضاء الجسم.
أمّا الأنواع الأُخرى الأقل شُيوعًا من سرطان الثدي، يُذكَر منها: [4][5]
- سرطان الثدي النخاعي أو اللبِّي: أحد الأنواع النادرة من سرطان الثدي ويتضمَّن انتقال الخلايا السرطانيّة من قنوات الحليب للأنسجة المُجاورة، ينمو ببطء ونادرًا ما يصِل للعُقد اللمفيّة.
- مرض باجيت Paget في الثدي: نوع نادر من سرطانات الثدي يشتمل على حدوث تغييرات في جلد الثدي والحلمة، وفي ذات الوقت قد تظهر كتلة أو أكثر في ذات الثدي.
استشارة عبر الانترنت مع مستشفى الحسين للسرطان
أعراض سرطان الثدي
يترافق سرطان الثدي مع مجموعة من الأعراض، تشتمل على كُل من: [6][7]
- تكوُّن كُتلة في الثدي أو سماكة نسيجيّة غير طبيعيّة في الثدي.
- تغيُّر في حجم أو شكل الثدي.
- إفرازات سائلة من إحدى الحلَمتين.
- تقشُّر الحلمة أو الجلد في منطقة الثدي.
- الحلمة المقلوبة؛ تبدو غائرة داخل الثدي.
- انتفاخ أو كُتلة في أيّ من الإبطين.
- طفح جلدي على الحلمة أو حولها.
- "تنقير Dimpling" الجلد في منطقة الثدي.
- احمرار جلد الثدي أو ظهور المسامات بشكل ملحوظ في ذات المنطقة، يُشبه التركيب الخارجي للبرتقال.
علاج سرطان الثدي
تختلف الطريقة التي قد يتبّعها اختصاصي طب الأورام في علاج سرطان الثدي، وذلك اعتمادًا على المرحلة التي وصل إليها الورم وحجمه ومعدّل انتشاره، بعد التشخيص والتقييم للحالة يتّم اختيار الخِيار العلاجي الأفضل والأنسب، ويتوافر لدى الأطبّاء والصروح الطبيّة عددًا من العلاجات التي قد تُساعد في الحدّ من انتشار الخلايا السرطان وتجتّثها قبل أن تتفاقم، أبرز وأكثر الخيارات العلاجيّة التي تستهدف الخلايا السرطانيّة في الثدي يُمكن تِعدادها أدناه: [2][8]
- إجراء عمليّة جراحيّة في الثدي: قد يقتصر الإجراء الجراحي على إزالة الأورام الموجودة في الثدي برفقة بعض الأنسجة المُجاورة، بينما قد يكون الحل لدى حالات أُخرى مُتقدّمة باستئصال الثدي بالكامل وأحيانًا كليهما، قد تخضع بعض النّساء لجراحة يتّم خلالها استئصال بعض الخلايا اللمفيّة الإبطيّة التي قد تكون مُتضرّرة جرّاء الإصابة بالسرطان.
- العلاج الإشعاعي: يعتمد هذا النوع على تسليط موجات من الأشعة فائقة القوّة باتجاه الخلايا السرطانيّة بغرض القضاء عليها.
- العلاج الكيميائي: عبارة عن دواء ذو تركيب كيميائي خاص يستهدف الخلايا السرطانيّة في الثدي ليتسبّب بانكماشها والقضاء عليها، إلّا أنّ العلاج الكيميائي غالبًا ما يترافق مع علاجات أُخرى؛ إذ يُفضِّل الاختصاصيين أن يسبق عمليات استئصال الورم السرطاني في الثدي جُرعات مُحدّدة من العلاج الكيميائي لتسهيل العملية الجراحيّة.
- العلاج الهرموني: قد يكون تثبيط إنتاج الجسم لأبرز الهرمونات الأُنثويّة (الإستروجين والبروجستيرون) أحَد الحُلول لإبطاء نمو الخلايا السرطانيّة وربمّا إيقافها، ويعود سبب ذلك إلى ارتفاع تأثير الهرمونات على الأورام السرطانيّة وتحفيز نموُّها بمعدل أعلى من الطبيعي لدى نسبة مُعيّنة من الحالات.
- علاجات دوائيّة: قد يكون الحل لدى بعض حالات سرطان الثدي بتناول أنواع مُعيّنة من الأدوية مثل هيرسبتين Herceptin الذي يستطيع تثبيط إنتاج نوع من البروتينات يُساعد الورم على النمو يُسمّى HER2، وغيره من الأدوية مثل: بالبوسايكليب Palbociclib وريبوسيكليب Ribociclib .
مقالات ذات صِلة
المراجع
- American Cancer Society. 2019. What is breast cancer? Retrieved from https://www.cancer.org/cancer/breast-cancer/about/what-is-breast-cancer.html
- Herndon J. 2019. A comprehensive guide to breast cancer. Retrieved from https://www.healthline.com/health/breast-cancer
- Centers for Disease Control and Prevention. 2020. Breast Cancer. Retrieved from https://www.cdc.gov/cancer/breast/basic_info/what-is-breast-cancer.htm
- Eske J. 2019. What to know about medullary breast carcinoma. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/325648
- National Cancer Institute. 2012. Paget disease of the breast. Retrieved from https://www.cancer.gov/types/breast/paget-breast-fact-sheet
- Mayo Clinic. 2020. Breast cancer. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/breast-cancer/symptoms-causes/syc-20352470
- United Kingdom National Health Services. 2019. Breast cancer in women: Symptoms. Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/breast-cancer/symptoms/
- Ratini M. 2020. Breast cancer treatment. Retrieved from https://www.webmd.com/breast-cancer/breast-cancer-treatment
مصدر الصورة: https://www.heart.org/en/news/2018/12/03/dealing-with-breast-cancer-means-also-keeping-in-mind-heart-health