يُعد نبات القرنفل من النباتات التي تتميز بنكهتها الفريدة وفوائدها الصحية المتنوعة، إذ يُستخدم على نطاقٍ واسع في الطب التقليدي والطهي، وفي السنوات الأخيرة، أصبح هنالك اهتمامٌ متزايد بنبات القرنفل لتحضير منتجات ذات جودة عالية، بالإضافة إلى استخداماته التقليدية.[1]
نبات القرنفل
يتميز القرنفل (Syzygium aromaticum L. Myrtaceae) بأزهاره الحمراء والأوراق البيضاوية الملساء التي تنمو في مجموعات عند أطراف الفروع،[2] إذ يعود أصله إلى إندونيسيا ولكن في الوقت الحاضر يُزرع في أنحاء مختلفة من العالم، بما فيها مدغشقر، وتنزانيا، وسريلانكا،[1] تنمو أشجار القرنفل في المناطق الساحلية التي يصل ارتفاعها إلى 200 متر فوق مستوى سطح البحر، ويبدأ جمع براعم الزهور بعد مرور 4 سنوات على زراعة الأشجار أثناء نموها قبل أن تصل إلى مرحلة الإزهار، والتي يمكن أن تُجمع يدويًا أو كيميائيًا، بمساعدة هرمون الإيثيلين الموجود في أنسجة النبات، مما يؤدي إلى تعجيل نضوجها.[3]
يُعد القرنفل من النباتات الغنية بالمركبات النشطة حيويًا المسؤولة عن فوائده الصحية العديدة، يُعد الأوجينول (Eugenol)، والأسيتيل أوجينول (Acetyl Eugenol)، والكاريوفيلين (Caryophyllene) من المركبات الحيوية الرئيسية الموجودة في القرنفل والتي أدت إلى تطوير منتجات صيدلانية وغذائية جديدة.[1]
مكونات القرنفل
وجدت الدراسة التي نُشرت في مجلة (Applied Food Research) عام 2023 ميلادي أن براعم القرنفل المُجفّفة لا تُستخدم فقط لإضافة نكهة مميزة للأطعمة، ولكنها تحتوي على العديد من المعادن والفيتامينات المهمة لجسم الإنسان مثل المنغنيز، والصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والفسفور، والحديد، وبعض الفيتامينات بنسب قليلة، مثل فيتامين ب1، فيتامين ب2، فيتامين ب3، فيتامين أ، وفيتامين ج، كما أظهر التحليل الغذائي للقرنفل أنه يُعد مصدرًا جيدًا للسكريات الذائبة والألياف الخام مما يؤدي إلى تحقيق التوازن في النظام الغذائي.[2]
زيت القرنفل
زيت القرنفل عديم اللون أو قد يكون أصفرًا باهتًا، وله طعم ونكهة القرنفل المميزة، ومن أبرز وأهم مكوناته الأوجينول الحر، والأسيتيل أوجينول، والكاريوفيلين،[3] كما أنه يحتوي على عدد من المركبات الفينولية، والتي تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا، والفطريات، ومضادة للأكسدة، وذات تأثير مضاد للحشرات، مما أدى إلى استخدامه في إنتاج العطور، ومستحضرات التجميل، والمنتجات الصحية، والأدوية، والأغذية، كما اُستخدم في المطبخ كعنصر مُنكّه لعدة قرون.[4]
يُستخلص زيت القرنفل المتطاير عن طريق عملية التقطير من براعم القرنفل المُجففة (زيت ساق القرنفل) أو الأوراق (زيت أوراق القرنفل)، تعتمد الاختلافات في محتوى وتكوين زيت القرنفل أساسيًا على عدة عوامل، مثل المعالجات التحضيرية، والظروف البيئية الزراعية، والتقنيات المُستخدمَة لاستخلاص الزيت.[3]
فوائد القرنفل
ثبُت أن لزيت القرنفل فوائد صحية عديدة، ويرجع ذلك أساسًا إلى محتواه العالي من الأوجينول،[4] ومع ذلك، فإن المركبات الأُخرى لها أيضًا فوائد صحية متعدّدة:
القرنفل كمضاد للأكسدة
يحتوي زيت القرنفل على مركبات مضادة للأكسدة تحمي الخلايا من الجذور الحرة المُسبّبة للعديد من الأمراض، مثل السرطان، وتصلب الشرايين، الزهايمر، ومرض الشلل الرعاش (باركنسون).[3]
مضاد للميكروبات
وفقًا لدراسة نشرت في مجلة (Processes) عام 2023 ميلادي، بأن لمركب الأوجينول، المركب الحيوي الرئيسي في مستخلص القرنفل، خصائص مضادة للبكتيريا بما في ذلك البكتيريا موجبة الجرام وسالبة الجرام (Gram-positive and Gram-negative bacteria)، كما تبين أن مستخلص القرنفل يمنع نمو المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (Methicillin-resistant Staphylococcus aureus (MRSA))، وهي سلالة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، بالإضافة إلى فعاليته في القضاء على البكتيريا الملوية البوابية (Helicobacter pylori)، وهي المسؤولة عن التسبّب في قرحة المعدة وسرطان المعدة.[1]
القرنفل وصحة الفم
يُعد مُستخلص القرنفل علاجًا طبيعيًا فعالًا للعديد من مشاكل صحة الفم، إذ يخفف من آلام الأسنان، ويسهم في التخلص من رائحة الفم الكريهة، ويساعد في علاج أمراض اللثة، ويعود هذا إلى خصائصه المطهرة والمسكنة للألم، لذلك يُعد القرنفل من المكونات الأساسية التي تدخل في صناعة معجون الأسنان، وغسول الفم، وخيط تنظيف الأسنان،[1] وأظهرت إحدى الدراسات أن استخدام القرنفل موضعيًا يمكن أن يمنع أو يخفف من أعراض تآكل الأسنان.[3]
القرنفل والسرطان
أُجريت العديد من الأبحاث لدراسة مدى فعالية القرنفل ضد العديد من أنواع السرطان، مثل سرطان القولون، والثدي، والبنكرياس، وغدّة البروستات، والتي أظهرت انه يمكن استخدام القرنفل كبديل للوقاية والعلاج المشترك من السرطان، ويعود ذلك إلى تأثيره المضاد للأورام،[3] كما أشارت بعض الأبحاث إلى أن القرنفل يساعد في تقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، بما في ذلك الغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن.[4]
القرنفل وصحة القلب
أظهرت العديد من الدراسات أن زيت القرنفل يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، وأمراض القلب، والأوعية الدموية وذلك لاحتوائه على مركب الأوجينول، الذي يمتلك خوّاصًا مُوسعة للأوعية الدموية وبالتالي يزيد من تدفق الدم فيها، كما أن له القدرة على تخفيض ضغط الدم عن طريق التقليل من القوة اللازمة لانقباض عضلة القلب (Negative Inotropic).[5]
القرنفل والجهاز الهضمي
يُستخدم القرنفل كعلاج طارد للريح ولعلاج عسر الهضم، كما ثبت أن القرنفل يُحسن تدفق الإنزيمات ويعزز أداء الجهاز الهضمي، وبالتالي يمكن استخدامه لعلاج أشكال مختلفة من تهيج المعدة، وانتفاخ البطن، والمغص، والإسهال المزمن، واضطرابات الجهاز الهضمي الأُخرى.[4]
الكمية الموصى بها من القرنفل
يُعد زيت القرنفل الأساسي وبراعم القرنفل آمنًا للاستخدام كأخد المكملات الغذائية وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (Food and Drug Administration)، كما حددت منظمة الصحة العالمية الكمية المُوصَى بها من القرنفل للشخص الواحد يوميًا تبلغ 2.5 ملجم/كجم من وزن الجسم،[5] وأظهرت إحدى الدراسات أن القرنفل آمن عند تناوله بكمياتٍ قليلة خلال فترة الحمل.[6]