ينتمي الرمان (Punica granatum L) إلى العائلة الرمانية (Punicaceae family)، وتعود أصوله إلى إيران ومنطقة الهيمالايا في الهند(Himalayan region of India) وتمتاز ثمرة الرمان باحتوائها على الجِفْت -الغطاء الخارجي للبذرة- (Arils) ذات الألوان المختلفة كالأبيض والأحمر الداكن.[1]
الرمان
ينتشر الرمان في الوقت الحالي في العديد من البلدان بتسمياتٍ مختلفة؛ فيسمى الرمان الأمريكي بِــ (Wonderful) بينما يسمى الرمان ذو الأصل التركي بِـــ (Hicnazar)، أمّا ذو الأصل الهندي فيسمى بِــ (Bagua)، وذو الأصل الإسباني بِــ (Mollar de Elche and Valenciana)، كما يوجد نوعٌ من الرمان المُتقزّم يسمى بِــ (Punica granatum)، ويمتاز هذا الأخير بأنّ ثماره غير قابلة للأكل وتُستخدم لأغراض الزينة فقط.[2]
يُعدّ الرمان إحدى أقدم الثمار المعروفة في التاريخ، وقد أدرجه العلماء ضمن أول خمسة ثمار زرعها الإنسان إلى جانب الزيتون، والعنب، والنخيل، والتين، ويُشَار للرمان في العديد من الأديان والثقافات على أنّه رمزٌ للفأل الحسن، لا سيّما فيما يتعلق بالحياة، والحظ، والخصوبة،[3] وقد اهتم العلماء بالخصائص التغذوية للرمان ومشتقاته وما يقابلها من فوائد، كفوائد عصير الرمان، والزيوت المُستخلصة من بذور الرمان وقشوره، فمثلًا تُمثل قشرة الرمان الخارجية وأغشيتها ما تُقدر نسبته بحوالي 50% من إجمالي وزن الرمان، وتُعد هذه القشور مصدرًا وفيرًا للعديد من العناصر الغذائية، كمركبات الفلافونويد (Flavonoids) والأملاح المعدنية.[2]
زراعة الرمان
تمتاز شجرة الرمان الأشجار القديمة بأنّها قادرة على تحمُّل الجفاف، لذا تنتشر زراعتها في المناطق الجافة وشبه الجافة، وهي تنتشر بكثرة في إيران، والهند، ودول حوض البحر الأبيض المتوسط كتركيا، ومصر، وتونس، وإسبانيا، والمغرب،[4] وتتميز شجرة الرمان بِطولها الذي قد يصل إلى 4-5 أمتار، والفروع الشوكية التي تلتف حولها، وفي جنوب أفريقيا يُزرع الرمان للاستفادة منه منزليًا وتجاريًا، وهي توزع الرمان لأنحاء العالم المختلفة في الفترة الواقعة بين شهر آذار وشهر تموز حين يكون مناخ نصف الكرة الأرضية الاستوائي الجنوبي مواتيًا لزراعة الرمان.[5]
تتوزع أوراق الرمان الرفيعة تبادليًا على شجرة الرمان، ويتراوح طولها بين (3 - 7) سم، بينما يبلغ عرضها حوالي 2 سم، ولشجرة الرمان أزهارٌ حمراء براقة، أو برتقالية، أو زهرية يبلغ قطرها 3 سم، وتحتوي على (4-5) بتلات، أمّا ثمرة الرمان القابلة للأكل فتتخذ شكلًا سداسيًا يتراوح قطره بين (5-12) سم وتزن حوالي 200 غرام، وتضم قشرة الرمان السميكة حوالي 600 من الجِفْت (Arils) التي تحيط ببذور الرمان وتحتضنها.[4]
مكونات الرمان
يُمثّل الرمان مصدرًا غنيًا بمركبات عديد الفينول (Polyphenols) التي يُعتقد أنها تمنح مستخلص الرمان بعض الخصائص الإستروجينية (Oestrogenic activities) لدى الفئران،[1] ومن أبرز المركبات التي تحتوي عليها بعض أجزاء الرمان:[4][5]
- بذور الرمان:
تُعدّ بذور الرمان غنية بالعديد من المركبات النباتية (Phytochemical compounds)، كمركبات الأنثوسيانين (Anthocyanins)، والتانين (Tannins)، والأحماض الدهنية (Fatty acids)، والفلافونويدات (Flavonoids)، وبعض الزيوت العضوية المتطايرة، إذ تشكل الزيوت ما نسبته 18% من بذور الرمان المجففة، وأبرزها حمض البونيسيك (Punicic acid) والذي يُشكّل ما نسبته 65%.
- قشور الرمان:
تحتوي قشور الرمان على ما يربو عن 48 مركب كيميائي، كالقلويدات (Alkaloids)، والأنثوسيانين (Anthocyanins)، والتانين (Tannins).
- عصير الرمان:
يُعد عصير الرمان من المصادر الغنيّة ببعض أنواع السكريات، كسكر الفاكهة (الفركتوز)، والسكروز، والجلوكوز، بالإضافة إلى احتوائه على عددٍ من الأحماض العضوية البسيطة، كحمض الأسكوربيك (Ascorbic acid)، وحمض السيتريك (Citric acid)، وحمض الماليك (Malic acid)، وعلى كمياتٍ بسيطة من جميع الأحماض الأمينية وخصوصًا البرولين (Proline)، والميثيونين (Methionine)، والفالين (Valine).
- اللحاء والجذر:
جذور الرمان ولحاؤه من المصادر الوفيرة بالمركبات القلويّة الكربونية والتي يمكن أن تُستخدم في الطب التقليدي في علاج ديدان البطن.
فوائد الرمان
يتمتّع الرمان بخواصه القوية المُضادة للأكسدة، وبإمكانية الاستفادة منه في علاج العديد من الأمراض، ويمكن التمتع بفوائد منقوع الرمان إلى جانب فوائد الأشكال الصناعية الأُخرى المتوافرة منه، كمُربى الرمان،[4] من فوائد الرمان:
- فوائد الرمان لعظام الجنين:
في دراسة مخبرية أشارت لتأثير وفوائد الرمان للحامل والتي أُجريت على خمسين من الفئران الحوامل، لُوحظ أنّ استهلاكها لِبعض المكملات الغذائية التي تحتوي على مُستخلصات الرمان زادت بوضوح من طول عظم الفخذ ورفعت من مؤشر تكوُّن العظم الناقص (Osteogenesis index) لدى الأجنة التي كانت تحملها تلك الفئران، ممّا يشير إلى أن الرمان قد يُحسّن من معدل تشكل العظام.[1]
- فوائد الرمان في تعزيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء:
يُعتقد أنّ للرمان ومشتقاته -كعصير الرمان- دورٌ في زيادة نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، وفي دراسة استهدفت تحفيز الجهاز الهضمي على هضم أنواعٍ مختلفة من عصير الرمان التي تحتوي على بكتيريا حمض اللاكتيك (Lactic acid bacteria) لُوحظ أن هذه العصائر زادت من معدل الوصول الحيوي (Bio-accessibility) للمركبات الفينولية -التي يحتوي عليها الرمان- ممّا ساعد على إبقاء بكتيريا حمض اللاكتيك على قيد الحياة.[3]
- فوائد الرمان في الحفاظ على سلامة البشرة:
يمكن استخدام المركبات الفينولية التي يحتوي عليها الرمان كمضادات أكسدة طبيعية في مستحضرات التجميل الخاصة بالبشرة.[3]
- الحفاظ على سلامة الأسنان:
أشارت دراسة أُجريت سنة (2014) ونشرت في مجلة (Advanced biomedical research) إلى أنّ لغسول الفم الذي يحتوي على الرمان دورٌ في الحد من تشكُّل اللويحات (Plaque) على الأسنان، كما أشارت دراسة أُخرى إلى فعالية مستخلص الرمان المائي الكحولي العالية في تثبيط نمو الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في اللويحات الموجودة على الأسنان.[4]
استخدامات الرمان وسُميته
بالإضافة إلى الخواص العلاجية التي يتمتّع بها الرمان، يمتلك كذلك بعض الخواص الحسية كلونه ورائحته المميزين اللذان جعلاه مكونًا يمكن استخدامه في العديد من الصناعات الغذائية،[3] لا سيّما أن العديد من الدراسات المخبرية أشارت إلى إمكانية استخدام الرمان بأمان، فقد أظهرت إحدى تلك الدراسات إلى أنّ مستخلص الرمان المائي الكحولي لا يسبب سُمية للخلايا،[5] ويمكن الاستفادة من مستخلص قشور الرمان في صناعة الأجبان، إذ إنه يرفع من جودة تخزينها، كما يمكن إضافته إلى معجون البندق لإطالة مدة صلاحيته من خلال تثبيط أكسدة الدهون فيه، بينما تسهم إضافة عصير الرمان إلى الدجاج الطازج والمفروم في التقليل من مقاومة بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) الموجودة فيه للحرارة،[3] كما أشارت دراسة أُجريت عام (2021) ميلادي ونُشِرت في مجلة (Journal of Nutrition and Metabolism) إلى أن احتواء الرمان على بعض المركبات الحيوية يجعله مناسبًا لتطوير أصناف جديدة من العقاقير.[5]