بلغ معدل الإنتاج العالمي من البرتقال في العام 2021 ما يقرب من 48 مليون طنًا، وكانت أكبر الدول المنتجة هي البرازيل، والصين، ودول الاتحاد الأوروبي، والمكسيك، والولايات المتحدة الأمريكية، إذ يُستخدم البرتقال في الغالب لاستخلاص العصير في العديد من البلدان، وهو ما يمثل 1.7 مليون طن من إجمالي الإنتاج.[1]
ينتمي البرتقال إلى عائلة الحمضيات، ويزدهر نمو شجرة البرتقال في المناخات الاستوائية، وشبه الاستوائية، والمعتدلة الدافئة، إذ أصبحت من الأشجار الأكثر نموًا في العالم، موطن شجرة البرتقال الأصلي هو آسيا، ولكنها انتشرت في جميع أنحاء المحيط الهادئ والمناطق الدافئة الأُخرى في العالم، وتتميز بأنها مزهرة دائمة الخضرة ذات تاج مُتراص وفروع شوكية، تنمو عادةً حتى ارتفاع 7.5 مترًا وقد تصل أحيانًا إلى ارتفاع 15 مترًا، وتكون الأوراق ناعمة وخضراء داكنة، يصل عرضها إلى 3-5 ملم، وطولها إلى 6.5-15 سم، وتكون مُسننة إهليجية أو بيضاوية الشكل ومثبتة على الساق بواسطة سويقات مجنحة. [2]
أنواع البرتقال
ينقسم البرتقال إلى نوعين رئيسين:
- البرتقال الحامض (Citrus aurantium L. (Rutaceae)):
يُعرف أحيانًا باسم البرتقال المر، أو برتقال إشبيلية، أو النارنج (Bigarade)، وتتميز بأنها شجرة دائمة الخضرة يمكن أن تنمو حتى ارتفاع 5 أمتار،[3] يُستخدم في الطعام كمُنكه وعامل إحماضي، بالإضافة إلى محتواه من الزيوت الأساسية، فهو يحتوي على مركبات الفلافونويد (Flavonoids) ذات التأثيرات البيولوجية المتنوعة.[4]
- البرتقال الحلو (Citrus sinensis (L.) Osbeck)
تنقسم أصناف البرتقال الحلو عادةً إلى أربع مجموعات فرعية:[5]
- البرتقال العادي أو المستدير: (Common Orange)؛ يشمل العديد من الأصناف التي تختلف في الأصل، وطريقة الاستخدام، ووجود البذور، ووقت النضج.
- برتقال السرة أو برتقال أبو سرة (Navel Orange)؛ يتميز باحتوائه على ثمرة ثانوية (سرة) تتطور داخل الفاكهة الأولية.
- البرتقال الدموي أو دم الزغلول (Pigmented or blood oranges)؛ يحتوي على مستويات متوسطة إلى عالية من الأنثوسيانين (Anthocyanins) في اللب والقشرة أثناء عملية النضج.
- البرتقال غير الحامض أو السكري (Sugar or acidless oranges): يتميز هذا النوع بحامضيته المنخفضة في اللب وبأنه عديم النكهة، مما يجعله أقل انتشارًا وذو أهمية اقتصادية منخفضة.
مكونات البرتقال
يتفاوت التركيب الكيميائي للبرتقال اعتمادًا على الصنف، وسنة الحصاد، وظروف التخزين بعد الحصاد، ومنطقة الزراعة، والمناخ، ودرجة النضج،[2] من أبرز المركبات التي يحتوي عليها البرتقال:
- المركبات المتطايرة:
يحتوي البرتقال على العديد من المركبات المتطايرة التي تتواجد في الزهور والقشرة والأوراق، كالليمونين (Limonene)، والأوكتوبامين (Octopamine)، والسينفرين (Synephrine)، والتيرامين (Tyramine)، وبيوتانوات الميثيل (Methyl butanoate)، وحمض الماليك (Malic acid).[2]
- الفلافونويدات:
الفلافونويدات هي عائلة من المستقلبات الثانوية البوليفينولية الموجودة في النباتات والتي تُعد مصدرًا للمكونات المضادة للأكسدة في النظام الغذائي للبشر، إذ يحتوي البرتقال على نسبةٍ عالية من مركبات الفلافونويد كالنارينجين (Naringin)، والإريوسيترين (Eriocitrin)، والهيسبيريدين (Hesperidin)، ورويفولين (Rhoifolin)، والتانجيريتين (Tangeritin)، والكيرسيتين (Quercetin).[6]
- المعادن والفيتامينات:
يحتوي البرتقال على عددٍ من الفيتامينات كفيتامين أ، وفيتامين د، وفيتامين ه، وفيتامين ك، وفيتامين B1، وفيتامين B3، وفيتامين B5، وفيتامين B2، وفيتامين سي، بالإضافة لعدد من المعادن كالبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم، والصوديوم، والحديد، والمغنيسيوم، والمنغنيز، والزنك.[2]
- مركبات أُخرى:
كما يحتوي البرتقال على مركباتٍ أُخرى عديدة كالستيرويدات (Steroids)، والهيدروكسياميدات (Hydroxyamides)، والألكانات (Alkanes)، والكومارين (Coumarins)، والببتيدات (Peptides)، والكربوهيدرات (Carbohydrates)، والكاربامات (Carbamates)، والألكيلامينات (Alkylamines)، والكاروتينات (Carotenoids).[7]
فوائد البرتقال
تمتاز فاكهة البرتقال بفوائد عديدة:
تخفيف الوزن
تُعد زيادة الوزن والسُمنة من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا، إذ تزيد السمنة من خطر الإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم، وقد أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (Taylor & Francis) عام 2015 ميلادي لمعرفة دور عصير البرتقال في تخفيف الوزن، وأظهرت نتائج الدراسة أنّ تناول مكملات مستخلص عصير البرتقال على مدى ثلاثة أشهر قد خفض من وزن الجسم، ومؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر والورك، وعلاوةً على ذلك، انخفض وزن الأشخاص الذين تناولوا مستخلص عصير البرتقال بعد 4 أسابيع من العلاج فقط.[8]
تخفيف الالتهابات
تُعد الفواكه والخضراوات مكوناتٍ أساسية في الأنظمة الغذائية الصحية؛ إذ تسهم في تعزيز الصحة بسبب مشاركتها في تقليل الالتهاب وقدرتها على المساعدة في تجنب الأمراض المزمنة المختلفة، وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (Advances in Nutrition) عام 2022 ميلادي أن عصير البرتقال الطبيعي يقلل من معدل الالتهابات.[9]
فوائد البرتقال للدماغ
زاد الاهتمام مؤخرًا بالربط بين استهلاك الفاكهة وتحسين الوظائف الإدراكية، وقد أُجريت دراسة نُشرت في مجلة (European Journal of Nutrition) عام 2015 ميلادي لبحث العلاقة بين استهلاك عصير البرتقال والإدراك المعرفي للدماغ لدى الأشخاص الأصحاء في منتصف العمر، وخلُصت الدراسة إلى أنّ استهلاك عصير البرتقال الذي يحتوي على 272 ملغ من الفلافونويدات قد حسّن من الأداء المعرفي واليقظة الذاتية لمدة تصل إلى 6 ساعات بعد الاستهلاك.[10]
كما ذكرت دراسة أُخرى نُشرت في مجلة (Hindawi) أن البرتقال يحتوي على كمياتٍ جيدة من حمض الفوليك (Folic acid)، إذ إنّ أداء الدماغ السليم يتطلب تناول كمية كافية من حمض الفوليك، كتلك الموجودة بكمياتٍ جيدة في البرتقال، والذي قد يؤدي نقصه إلى الاصابة بأمراضٍ عصبية، مثل الاكتئاب، والضعف الإدراكي.[11]
فوائد البرتقال للنساء
- مضاد للشيخوخة
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة (Nutrients) عام 2022 ميلادي، وأُجريت في إيطاليا والصين بهدف بحث تأثير خصائص مستخلص البرتقال الأحمر (دم الزغلول) في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية ودوره كمضاد للشيخوخة، أظهرت نتائج الدراسة أن تناول كبسولة بتركيز 100 ملغ من مستخلص البرتقال الأحمر يوميًا لمدة ثمانية أسابيع كان فعالًا في محاربة الأضرار الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس وعلامات التقدم في السن، ويُعزى ذلك لمحتوى البرتقال العالي من مضادات الأكسدة، والأنثوسيانين (Anthocyanins)، وحمض الاسكوربيك (Ascorbic Acid).[12]
- تحسين صحة الأمعاء
يُعد البرتقال من الفاكهة الغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية المهمة لصحة الأمعاء، وقد أظهرت دراسة سريرية نُشرت في مجلة (JOURNAL OF MEDICINAL FOOD) عام 2019 ميلادي وأُجريت على 10 نساء على مدى شهرين متتابعين، أنّ استهلاكهن لــ 300 مل من عصير البرتقال يوميًا بانتظام كان له تأثيرٌ جيد على الكائنات الحية الدقيقة المعوية والمؤشرات الحيوية الأيضية، كما كشفت النتائج عن تحسنٍ طفيف في تماسك البراز وحركة الأمعاء، مما قد يساعد في تجنب الإمساك، وتقليل شعور عدم الراحة في المعدة، والصداع، والدوار، وفقدان الشهية.[13]
أضرار البرتقال
ذكرت بعض الدراسات أنّ هنالك بعض الأعراض الجانبية غير المرغوبة لتناول عصير البرتقال، والتي تتمثل بالشعور بحرقة في المعدة، وزيادة حموضة المعدة،[14] كما أنّ استهلاك عصير البرتقال بكثرة قد يؤدي أحيانًا لزيادة الوزن نظرًا لمحتواه العالي من السكر.[15]