يتعرض الجهاز الهضمي للعديد من الأمراض التي تتباين من شخص لآخر تبعًا للعمر، والاستعداد الوراثي، والتعرض لبعض أنواع العدوى التي تنتقل بالطعام، وجودة كل من الحمية الغذائية والمياه المتناولة، والنشاط البدني، والأدوية، وغيرها من العوامل، وفي كثير من الأحيان يُصاحب هذه الأمراض تراكم الغازات في البطن، ويُخفّف اختيار الأطعمة الصحيحة في كثير من الأحيان من حدة هذا العرض.[1]
ما هي أسباب تراكم الغازات في الجسم؟
هناك عدة أسباب تكمن وراء الإصابة بالنُفاخ، فقد يصاب الإنسان بالنُفاخ لأسباب تغذوية تتمثل في تناوله لأطعمة منتجة للغازات بإفراط، وقد يحدث نتيجة سوء امتصاص بعض العناصر الغذائية في الجسم كما هو الحال لدى المرضى الذين يعانون من الداء البطني (Celiac disease)، أو المرضى الذين يعانون من عدم تحمل سكر الحليب وسكر الفاكهة (Lactose and fructose intolerance)، كما يؤدي تناول بعض الأدوية كمكملات الألياف غير الذائبة إلى النفاخ أيضًا، ومن أهم أسباب النُفاخ كذلك الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي الوظيفية – والتي أصبحت تسمى في الوقت الحاضر باعتلالات التفاعل بين الدماغ والأمعاء (DGBI) (Disorders of gut-brain interaction)- كالقولون العصبي (Irritable bowel syndrome).[2]
تمثل متلازمة القولون العصبي أحد أبرز اعتلالات الجهاز الهضمي المزمنة، وتتمثل أعراضها بتغير في حركة الأمعاء، والشعور بألم في البطن وامتلائه بالغازات، ويصاب ما نسبته 10-15% من سكان العالم بالقولون العصبي، وهو أكثر شيوعًا بين من هم دون سن ال45 عامًا، وقد لاحظت إحدى الدراسات أنّ التنوع في توليفة الكائنات الحية الدقيقة، وأعداد كل من البكتيريا المنتجة للبيوتيريت (Butyrate-producing bacteria)، والميثانوبكتيريا (Methanobacteria) لدى مرضى القولون العصبي أقل من غيرهم من الأشخاص الأصحاء.[1]
ماذا يأكل مريض غازات البطن؟
يحتل النُفاخ (تراكم غازات البطن) المرتبة الثانية بين أكثر أعراض الجهاز الهضمي شيوعًا، وهو يؤثر بدرجة كبيرة في نوعية الحياة، إذ إنه قد يعرقل القدرة على أداء المهام اليومية لدى 50% من الأشخاص الذين يعانون منه، ويُعرف النُفاخ على أنّه شعور الشخص برغبة في إطلاق الغازات أو بوجود غازات محتبسة، كما يمكن أن يتضمن الإحساس بالضغط أو بالانتفاخ دون أن يكون ذلك ظاهرًا، ويصفه بعض المرضى على أنه شعور بالامتلاء.[3]
يُنظر للطعام على أنه المسبب الكامن وراء الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، ويشعر ما نسبته 60% من المصابين بهذه المتلازمة أنّ تناول الطعام يحفز ظهور الأعراض لديهم.[4]
تزايدت في الآونة الأخيرة الدراسات التي ربطت بين التغيرات التغذوية وبعض اعتلالات الجهاز الهضمي الوظيفية، ومن الأهمية بمكان الانتباه إلى أنّ التغيرات التغذوية غالبًا ما تكون فعالة في علاج النُفاخ الناتج عن تناول الطعام،[2] ومن الحميات التي اقترحتها هذه الدراسات والتي نصحت مريض غازات البطن باتباعها: [2]
- الحمية قليلة الفودماب (Low FODMAP diet): وكلمة (FODMAP) هي اختصار ل (Fermentable Oligo-, Di-, Mono-saccharides, And Polyols) أي الكربوهيدرات قليلة السكريات الأحادية، والثنائية، والبوليولات القابلة للتخمر، وتضم الأغذية المدرجة في هذه الحمية عددًا من الكربوهيدرات المكونة من 1-10 جزيء من السكريات، وهي غير قابلة للهضم وامتصاصها ضعيف في الأمعاء الدقيقة، وتوجد أغذية الفودماب في عدد من الفواكه، والخضراوات، والبقوليات، والحبوب، والعسل، والحليب، ومنتجات الألبان، والمُحليات،[4] وقد أظهرت العديد من الدراسات فعالية اتباع حمية ذات محتوى منخفض من أغذية الفودماب في التخفيف من حدة أعراض القولون العصبي والتي يُشكل تراكم الغازات في البطن أحدها.[5]
- الحمية الخالية من الجلوتين (Gluten-free diet): يتضمن اتباع الحمية الخالية من الجلوتين الاستثناء الكامل للأطعمة التي تحتوي عليه، كالقمح، وحبوب الجاودار، والشعير، ويُعد الالتزام بهذه الحمية العلاج الآمن الوحيد لمرضى الداء البطني، والذي يُعد مركب الجلوتين السبب في ظهور أعراض المرض لديهم، وقد أظهرت إحدى التجارب فعالية اتباع هذه الحمية في التخفيف من النفاخ لدى مرضى القولون العصبي أيضًا.[2]
أطعمة لا تسبب الغازات، وهل الموز يسبب الغازات؟
لمعرفة ما هي الفواكه التي لا تسبب الغازات، لا بد من الانتباه إلى أنه ينظر للأغذية المصنفة ضمن مجموعة الأغذية قليلة الفودماب على أنها أغذية لا تسبب الغازات عمومًا،[5] ومن الأطعمة التي لا تسبب الغازات :
- فواكه لا تسبب الغازات: يُصنّف الموز ضمن الأطعمة قليلة الفودماب (أي أنه لا يسبب الغازات)، إضافة لكل من التوت البري، والبرتقال، والعنب، والكيوي، وغيرها.[1]
- أطعمة بروتينية لا تسبب الغازات: ومنها البيض، وأصناف اللحوم والدواجن والأسماك المطبوخة والخالية من البهارات.[5]
- خضراوات لا تسبب الغازات: ومنها الجزر، والخيار، والخس، والبطاطا، وغيرها.[5]
طعام يسبب الغازات
تُحفّز المحليات الصناعية التي تحتوي على السكريات الكحولية ذات الامتصاص الضعيف في الجسم، كالسوربيتول (Sorbitol) والجليسرول (Glycerol) إنتاج الغازات في الجسم، وقد لوحظ أنّ الحد من تناول السكريات غير القابلة للامتصاص في الجسم حسّن من أعراض 81% من المرضى الذين يعانون من نفاخ البطن الوظيفي، والذين كانوا يعانون في ذات الوقت من سوء امتصاص السكر.[3]
لمعرفة ما هي الفواكه التي تسبب الغازات، لا بد من الاطلاع على قائمة الأطعمة المصنفة ضمن مجموعة الأغذية مرتفعة الفودماب، ومن الأغذية مرتفعة الفودماب:[5]
- فواكه مسببة للغازات: كالتفاح، والبطيخ، والكرز المجفف.
- أطعمة بروتينية مسببة للغازات: وتشمل معظم أصناف البقوليات، وبعض أصناف اللحوم المصنعة، إضافة الى بعض أنواع اللحوم، والدواجن، والمأكولات البحرية المتبلة.
- خضراوات مسببة للغازات: مثل القرنبيط، والبصل، والثوم، والبازيلاء، وغيرها.
هل القهوة تسبب الغازات؟
في تجربة نُشرت سنة 2021 ميلادي، وهدفت إلى البحث في وجود علاقة بين تناول الكافيين والقهوة والإصابة بمتلازمة القولون العصبي أو زيادة حدة أعراضه لدى البالغين، لوحظ أنّ استهلاك القهوة والكافيين ارتبط بزيادة في أعداد الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة، وقد كانت هذه العلاقة واضحة لدى النساء ولدى الأفراد الذين كانوا يعانون من زيادة في الوزن أو من السمنة أي كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) 25 أو أكثر، إضافة لذلك فقد لوحظ وجود علاقة واضحة بين تناول الكافيين وحدة أعراض المرض لدى نفس الفئة السابقة.[6]