تمثل البامية (Abelmoschus esclentus) واحدة من أكثر أنواع النباتات التي تنتمي إلى العائلة الخبازية (Malvaceae family) شهرة، وقد نالت أهمية كبيرة في المجتمع العلمي لما لها من وظائف حيوية عديدة وفوائد صحية، وقد استخدمَت بكثرة في الطب التقليدي.[1]
البامية: تسميتها وأبرز البلدان المُصدرة لها
يُنظر إلى البامية على أنها من المحاصيل الخضرية التي كثرت زراعتها في قارتي آسيا وأفريقيا، ويُعتقد أن منطقة أثيوبيا كانت موطنها الأصلي الذي انتشرت منه إلى مختلف المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية ذات المناخ الدافئ، وقد أطلقت الشعوب على البامية أسماء مختلفة، فمثلًا يُطلق عليها في إنجلترا اسم إصبع السيدة (Lady’s finger)، بينما تسمى في تايوان بكيو كوي (Qiu kui)، واسم البامية هو الاسم الدراج في منطقة الشرق الأوسط،[2] ويُقدر إنتاج البامية في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في قارتي آسيا وأفريقيا بحوالي 6 مليون طن، وفي الباكستان على سبيل المثال يُقدر الإنتاج السنوي من البامية ب114,657 طن جرت زراعتها على 15,081 هكتار، هذا وتتصدر الهند قائمة البلدان المنتجة للبامية بإنتاج سنوي حوالي 6094.9 مليون طن، وبزراعة أرض بلغت مساحتها 509 هكتار.[3]
زراعة نبات البامية وأجزاءها
من الممكن زراعة البامية كنوعٍ من محاصيل الحدائق، كما يمكن زراعتها في المزراع الكبيرة لأغراض تجارية، ومن أشهر البلدان التي تعمد إلى زراعة البامية لأغراض تجارية؛ الهند، واليابان، وتركيا، وإيران، وغيرها،[4] ويُعد إبقاء بذور البامية داخل قرونها من أسهل طرق الاحتفاظ بها، ولجعل غطاء البذور أكثر طراوة عادةً ما تُنقع البذور في الماء، أو في بعض المواد الكيميائية قبيل زراعتها، وتُجرى زراعة البذور مباشرة في الأرض بالاستعانة بمحفار، إذ يوضع في الحفرة الواحدة من بذرتين إلى ثلاث بذور، وعندما تصل نبتة البامية إلى طول 10 سم، يُقلّل عدد النباتات لتصبح بمعدل نبتة واحدة في الحفرة، ولتحسين كل من عمليتي الإنبات ونمو نبات البامية تُطبّق بعض الممارسات الزراعية التي تُقلل من درجة حرارة التربة، كالري قبيل ولوج الحر، وأن يكون البذر على الحواف الأقل عُرضة لأشعة الشمس المباشرة.[2]
تكتسي بعض أجزاء نبات البامية، كالثمار، والساق، والأوراق بأهدابٍ رقيقة، ويمكن تمييز أزهار نبات البامية بسهولة، إذ إنها تتمتع بلونٍ أصفر فاتح ومركز باللون القرمزي، أما قرون البامية -التي تمثل الجزء القابل للأكل من البامية- فعادةً ما يتراوح طولها بين 15-20 سم.[5]
القيمة الغذائية في البامية
تبعًا للباحث (Savello et al) فإنّ البامية تمثل مصدرًا غنيًا بالزيوت، إذ تُقدر نسبتها بحوالي 20%-40% من إجمالي مكونات البامية، وتتباين هذه النسبة تبعًا للطريقة المستخدمة في الاستخلاص، ويمثل حمض اللينولييك (Linoleic acid) -من أشهر الأحماض الدهنية عديدة اللاتشبع- المُكون الزيتي الأكثر توفرًا في بذور البامية، وبنسبة تُقدر بحوالي 47.4%.[5]
إضافة إلى ذلك، تحتوي البامية على محتوى ثري من الأحماض الأمينية الأساسية التي تشكل جزءًا هامًا من النظام الغذائي،[5] ويزود كل 100غرام من الجزء القابل للأكل من قرون البامية الجسم بما يُقارب 88.6 غرام من الماء، وكمية من الطاقة تُقدر بحوالي 36 سعر حراري، و 8.20 غرام من الكربوهيدرات، و0.2غرام من الدهون، و1.70 غرام من الألياف، وذلك بالإضافة إلى بعض المعادن كالكالسيوم والحديد، وبعض الفيتامينات كحمض الأسكوربيك (Ascorbic acid)، والثيامين (Thiamine)، والنياسين (Niacin).[4]
ما هي فوائد البامية؟
يُنظر إلى البامية بأجزائها المختلفة كالأوراق، والبذور، والأزهار، والثمار على أنها من الأغذية الوظيفية التي تمنح البامية فوائد صحية متعددة،[3] من أبرز فوائد البامية لصحة الجسم:[1][5]
- فوائد البامية للبروستاتا:
ضمن البحث عن فوائد البامية للرجال، لاحظ الباحث (Tseng et al) في دراسة أجريت سنة 2004 أنّ اتباع حمية المناطق الجنوبية التي تتميز باحتوائها على البامية، والأرز، والبطاطا، وغيرها قلل من خطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 40% مقارنة مع اتباع الحمية الغذائية الغربية، إلا أنّ هناك عوامل أخرى كتعرض سكان الجنوب للشمس بمعدل أعلى قد تكون السبب وراء انخفاض هذه النسبة، لذا هناك حاجة إلى المزيد من البحث لإثبات فوائد البامية في هذا الإطار.
- فوائد البامية للنساء:
هناك حاجة ملحة لتطوير أدوية جديدة مشتقة من النباتات لعلاج أمراض السرطان المختلفة، إذ تتشكّل لدى الخلايا السرطانية مقاومة ضد الأدوية المستخدمة حاليًا في كثيرٍ من الأحيان، وقد أظهرت بعض الدراسات التي جرت على خلايا سرطانية بشرية من الثدي أنّ مستخلصات بذور البامية بمحتواها الغني من الفلافونويد كان لها أثرٌ في موت هذه الخلايا.
- فوائد البامية للمفاصل:
بناءً على ما كشفته الدراسات من تمتع البامية بخواص طبية، فقد أُدرجت البامية ضمن أحد المصادر المهمة للأغذية الوظيفية (Nutraceuticals) التي تساعد في علاج بعض الأمراض، كالتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم.
كيفية طبيخ البامية، وأضرار البامية
تمثل قرون البامية الثمار الطازجة لنبات البامية، ومن الممكن طهيها بطرق مختلفة، كالسلق، أو القلي، وغيرها.[4]
ويُستفاد من أجزاء البامية المختلفة في جوانب عدة، إذ تستهلك قرون البامية الخضراء الغضة بوصفها أحد أنواع الخضراوات، بينما يُستفاد من مستخلصات هذه القرون كعامل مُغلّظ يُحسّن من قوام الشوربات والصلصات المختلفة، إضافة لهذا يمكن صناعة المخللات من البامية،[5] وقد ذكرت بعض الدراسات إمكانية استخدام البامية لصنع الدقيق الذي يدخل في صناعة أنواع البسكويت والكعك المختلفة، إذ لوحظ أنّ مزج دقيق البامية مع دقيق القمح في المنتجات الغذائية المختلفة يرفع محتواها من الألياف الغذائية،[3] كما يعمد البعض إلى تحميص بذور الباميا وسحقها للحصول على منتج بديل للقهوة خالٍ من الكافيين، ومن ناحية ثانية فإنّ محتوى بذور البامية الثري بالزيوت دفع إلى استخلاص الزيوت من هذه البذور.[4]
أمّا عن مدى سلامة استهلاك البامية، فقد أشارت العديد من التقارير الخاصة بالسمية إلى أنّ تناول ثمار وبذور البامية غير سام ما بقي ضمن النطاق الطبيعي.[5]