فوائد الجرجير للرجال والنساء، وأبرز خواصه الطبية

الجرجير من النباتات الورقية التي تشبه الخس، ويؤكل عادةً طازجا طازجًا كنوع من المقبلات أو كمكون في السلطات، وقد عكف العلماء مؤخرًا على البحث في خواصه الطبية وفوائده الصحية، نظرًا لِما يحتويه من مركبات أكسبته خصائص تنعكس إيجابًا على صحة الأشخاص الذين يتناولونه.

ينتمي الجرجير (Eruca sativa) الى الفصيلة الخردلية (Brassicaceae)، هو من أقدم المحاصيل الزراعية التي عرفها الرومان، ويُستخدم في الوقت الحالي في العديد من المطاعم التي تقدّم البيتزا، ويُعزى الانتشار الواسع للجرجير إلى مذاق أوراقه اللاذع الذي يُستفاد منه في إضفاء نكهةٍ لذيذة للعديد من أطباق الخضراوات الورقية، بالإضافة إلى بعض الوجبات الخفيفة.[1]

الجرجير

يشيع استخدام أوراق الجرجير الطازجة في تحضير سلطة الجرجير، وكلمة الجرجير مشتقة بالأساس من اللغة اللاتينية (Uro) أو (Urere) وتعني (الحارق)؛ إشارةً إلى الطعم اللاذع التي يتمتع به الجرجير، ويندرج تحت الجرجير العديد من الأنواع التي تتباين في شكلها، إذ يحتوي على مركبات الجلوكوسينوليت (Glucosinolates) وهي من النواتج الأيضية الثانوية التي تحطّمها إنزيمات مايروسينيز (Myrosinase) إلى مركباتٍ خاصة تستفيد منها النباتات المنتمية للفصيلة الخردلية في مكافحة الآفات الزراعية التي قد تتعرض لها.[2]

كما تتمتع مركبات الجلوكوسينوليت بخواص مضادة للأكسدة، وخواص مضادة للسرطان، بالإضافة إلى تمتعها بخواص مضادة لكل من البكتيريا والفطريات، ويحتوي الجرجير كذلك على مركبات ايزوثيوسيانيت (Isothiocyanates)، والبيوتان (Butane)، والهكسان (Hexane)، والأوكتان(Octane)، ومشتقات النونان (Nonane derivatives) وهي التي تمنح نبتة الجرجير رائحتها ومذاقها المميزين.[3]

تعود نشأة الجرجير إلى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وقد استغل البشر خواصه الطبية في الطب التقليدي فاستُخدم كمادة قابضة، ومُدر للبول، ومليّن للأمعاء،[3] ويمكن الاستفادة من بعض أجزاء الجرجير كذلك في مجالاتٍ تعدو عن استخدامه في الطعام، فمثلًا يُستفاد من أوراق الجرجير بصفتها طريقة طبيعية لمكافحة الآفات الزراعية.[1]

أجزاء الجرجير وزراعته

يمتاز نبات الجرجير -بأشكاله المختلفة- بأنه ينمو سريعًا، وتنتشر زراعته حاليًا في مناطق جنوب أوروبا، وشمال أفريقيا، وإيران، والهند، والباكستان، وهو من أبرز المحاصيل الشتوية التي تُزرع في المناطق الجافة، إذ إنّ للجرجير نظامٌ جذري فعال وسريع النمو يمنح الجرجير القدرة على تحمل ظروف الجفاف القاسية، وقد جعلت تلك الخاصية الجرجير أحد أبرز الأطعمة الرئيسة التي تتداولها الشعوب التي تقطن المناطق القاحلة.[2]

يُصنّف الجرجير ضمن النباتات السنوية مزدوجة الكروموسومات، يتراوح طولها بين 10-100 سم، ويمتلك الجرجير جذرًا رئيسيًا أسطواني الشكل وبعض الجذور ذات الشكل المغزلي، بالإضافة إلى منظومة من الأغصان المنتصبة والممتدة، ولنبات الجرجير ساقٌ متفرعة وأوراق مركبة ذات رائحة حادة، أما أزهار الجرجير فيتراوح قطرها بين 2-4 سم، وتتميز بتلاتها بلونٍ يتراوح بين الأصفر الباهت والأبيض يتخلله عروقٌ بنفسجية اللون، بينما تبدو ثمار الجرجير على شكل قرون أسطوانية بطول يتراوح بين 3-4 ملم، أما بذور الجرجير فهي ذات لون بنيٍ مصفّر أو قد تميل إلى اللون الأحمر ويتراوح طولها بين 1.5 -2 ملم،[3] وقد سهلت طبيعة الجرجير العشبية من انتشاره في معظم القارات المأهولة بالسكان،[2] إذ يُزرع الجرجير منفردًا أو مع غيره من البقوليات، ويمكن زراعته على أطراف الأراضي التي قد يؤجل حرثها أو التي يصعُب زراعة محاصيل أُخرى فيها.[3]

زيت الجرجير: خصائصه، ومميزاته، واستخداماته

يمكن الاستفادة من كل جزء من أجزاء نبات الجرجير في استعمالاتٍ مختلفة، فمثلًا تُستخدم أوراق الجرجير وأزهاره في صناعة السلطات، بينما لا تُستخدم جذوره للاستهلاك البشري، وفي الباكستان تهدف زراعة الجرجير رئيسيًا إلى استخلاص زيت بذور الجرجير الذي يسمى بزيت الجامبا أو الجاماما (Jamba or Jamama oil).[4]

عند سحق بذور الجرجير يُحلل إنزيم مايروسينيز (Myrosinase) مركبات الجلوكوسينوليت الموجودة في الجرجير وينتج عن ذلك التحلل مركبات ايزوثيوسايانيت التي تجعل زيت الجرير ذو مذاقٍ مر وحادّ لدرجة لا تسمح بتناوله،[3] لذا عادةً ما يُخلط مع زيت الخردل للتقليل من حدته، كما تمثل الأحماض الدهنية المكون الأبرز لزيت الجرجير،[4] إذ يحتوي زيت الجرجير على حمص النخيل (Palmitic acid) بنسبة تُقدر بــ 10.2%، وحمض الستياريك (Stearic acid) بنسبة تُقدر بــ 1.6%، وحمض الأوليك (Oleic acid) بنسبة تُقدر بـــ 22.8%، وحمض اللينولينيك (Linolenic acid) بنسبة تُقدر 6.4%، وحمض اللينولييك (Linoleic acid) بنسبة تُقدر بـــ 11.9%، وحمض الايكوسينويك (Eicosenoic acid) بنسبة تُقدر بــ 6.4%، وحمض الإيروسيك (Erucic acid) بنسبة تُقدر بــ 40.8%.[3]

ما هي استخدامات زيت الجرجير؟ وهل هو آمن للحامل؟

لزيت الجرجير العديد من الاستخدمات، إذ يمكن استخدامه كمُستحضر لمنع تساقط الشعر، وكمرهم لعلاج التهابات العين، كما يمكن الاستفادة منه في علاج الحروق، وبعض مشاكل الجهاز الهضمي، ويُعتقد بإمكانية الاستفادة من زيت الجرجير مستقبلًا كمصدر للزيوت الصناعية كالديزل الحيوي، وكبديل لوقود السيارات، وفي بعض البلدان يُستخدم زيت الجرجير في الطهي أيضًا،[4] وفيما يتعلق بمدى سلامة زيت الجرجير للحامل، فقد أظهرت دراسة أُجريت في مركز البحوث الوطني المصري سنة 2002 ميلادي على مجموعة من جرذان التجارب، أنّ استهلاكها لزيت بذور الجرجير لمدة 45 يومًا قبل وأثناء حملها، أدى إلى نقص في كل من عدد الأجنة الحية وأوزانها، كما أدى إلى انخفاض حجم المشيمة، مما يشير إلى أنّ الإفراط في تناول زيت الجرجير قد يحمل بعض الأضرار الصحية.[5]

فوائد الجرجير

يتميّز الجرجير بالعديد من الفوائد الصحية التي تُعزى إلى احتوائه على عددٍ من المركبات الكيميائية النباتية (Phytochemicals) الموجودة في أوراقه، كمركبات الفلافونويد (Flavonoids)، وايزوثيوسيانيت (Isothiocyanates)،[2] من فوائد الجرجير للرجال والنساء:

  • فوائد الجرجير للرجال: تُستخدم بعض الأدوية مثل دواء سيلدينافيل (Sildenafil) لعلاج مشكلة ضعف الانتصاب لدى الرجال، وقد أشارت دراسة نُشرت في مجلة (Neuro (Endocrinol سنة 2017 ميلادي وأُجريَت على عددٍ من جرذان التجارب، إلى أنّ استهلاك هذه الجرذان للجرجير على شكل طعامٍ أو شراب قبيل فترة محددة من أخذ دواء سيلدينافيل أدى إلى رفع تركيزه الأقصى في الجسم (C max) من 226.72 إلى 345.25، مما يدل على أنه قد يكون للجرجير دورٌ في زيادة فعالية هذا الدواء.[6]
  • فوائد الجرجير للنساء: يحتل سرطان الثدي المرتبة الثانية كأكثر أنواع مرض السرطان انتشارًا في العالم، وفي هذا الإطار يُعتقد أن لمُستخلص بذور الجرجير دورٌ في علاج سرطان الثدي، إذ يعزز من فعالية الأدوية المُستخدمة لعلاج هذا المرض ويقلل من الآثار الجانبية التي تسببها في ذات الوقت.[7]

المركبات التي يحتوي عليها الجرجير وخواصها الطبية

تتمتع الفصيلة الخردلية التي ينتمي لها الجرجير بعددٍ من الخواص الطبية،[1] من المركبات التي يحتوي عليها الجرجير والتي تمنحه هذه الخواص:[2][3]

  • الفيتامينات:

تحتوي الخضراوات التابعة للعائلة الخردلية على كمياتٍ وفيرة من الفيتامينات، مثل مركبات الكاروتين (Carotenes)، والتوكوفيرول (Tocopherols)، ويمتاز الجرحير بوفرة محتواه من كل من فيتامين A، وفيتامين C، وفيتامين K، بالإضافة إلى الثيامين (Thiamine)، والرايبوفلافين (Riboflavin)، والنياسين (Niacin).

  • مركبات الفلافونول (Flavonols):

يحتوي الجرجير على عددٍ من مركبات الفلافونول، وقد أشارت دراسة نُشرت في مجلة (Nutrients) سنة 2014 ميلادي، أُجريت على عددٍ من فئران التجارب إلى أن مُستخلص الجرجير يُسهم في الحفاظ على صحة القلب ويقلل من تكدس الصفائح الدموية (Platelet aggregation)، وبالتالي يحدّ من خطر تشكل الجلطات، وقد عزى الباحثون تلك الآثار إلى احتواء الجرجير على كمياتٍ كبيرة من مركبات الفلافونول متعددة الغليكوزيلات (Polyglycosylated flavonoids).

  • مركبات النيتريت والنايترايت (Nitrate and nitrite):

يمتاز الجرجير بأنه يحتوي على كمياتٍ كبيرة من هذين المركبين، واللذين يُعتقد بأنّ لهما دورٌ في الحفاظ على سلامة القلب، وتخفيض ضغط الدم، وزيادة فعالية الأداء لدى الرياضيين.

  • المعادن:

تبعًا لقاعدة البيانات الغذائية الوطنية الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية، يُنصح بتناول الجرجير كونه يحتوي على عددٍ كبير من المعادن والكهارل (Electrolytes)، مقابل محتوى متدنٍ من السعرات الحرارية، ومن المعادن التي يحتوي عليها الجرجير؛ الكالسيوم، والنحاس، والحديد، والمغنيسيوم، والمنغنيز، والفوسفور، والسيلينيوم، والزنك.

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الأربعاء ، 19 حزيران 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الأحد ، 23 حزيران 2024

المراجع

1.
Jilani, Muhammad & Ali, Abid & Rehman, Rafia & Sadique, Sadia & Nisar, Shafaq. (2015). Health benefits of Arugula: A review. Retrieved from https://www.iscientific.org/wp-content/uploads/2019/09/9-IJCBS-15-08-09.pdf
2.
Bell L, Wagstaff C. (2019). Rocket science: A review of phytochemical & health-related research in Eruca & Diplotaxis species. Food Chem X. 2019 Mar 30;1:100002. Retrieved from https://doi.org/10.1016%2Fj.fochx.2018.100002
3.
Garg, Gajra & Sharma, Vinay. (2014). Garg, Gajra & Sharma, Vinay. (2014). Eruca sativa (L.): Botanical Description, Crop Improvement, and Medicinal Properties. Journal of Herbs. 20. Retrieved from http://dx.doi.org/10.1080/10496475.2013.848254

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية