تحتوي ثمار التين على العديد من الفيتامينات والمعادن، والكربوهيدرات، والمركبات الفينولية كالأحماض الفينولية (Phenolic Acids)، والفلافونول (Flavonols)، والفلافونيات (Flavones)، التي تلعب دورًا مهمًا في كفاءته العلاجية، كما أنّه يمتلك العديد من الخواص مثل، مضادات الالتهابات، ومضادات الأكسدة، ومضادات الجراثيم، ومضادات السرطان.[1]
شجرة التين
يعود تاريخ استخدام التين إلى الإمبراطورية الرومانية، وأهميتها مذكورة أيضًا في الكتب المقدسة مثل القرآن الكريم والكتاب المقدس، وينتمي التين (Ficus carica, L.) إلى العائلة التوتية (Moraceae)، وهو نوع من الأشجار متساقطة الأوراق، موطنها الأصلي الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا، أمّا في الوقت الحاضر، فيُزرع التين في البلدان ذات المناخ الدافئ والجاف كتركيا، ومصر، والمغرب.[2]
يتراوح ارتفاع شجرة التين ما بين 15-20 قدمًا، أمّا أوراقها فعطرة، وطولها يتراوح بين 12-25 سم وعرضها ما بين 10-18 سم وسميكة إلى حدٍ ما، وتتميز أوراق التين بملمسها الخشن من الأعلى والناعم المشعر من جانبها السفلي، وثمارها كُمثرية الشكل يتراوح قطرها ما بين 2-5 سم، ويتباين لون قشرة ثمرة التين ما بين الأصفر إلى البنفسجي المائل إلى البني، وفقًا لمرحلة النضج.[3]
القيمة الغذائية للتين
يُعد التين مصدرًا غنيًا لمختلف المغذيات الدقيقة والكبيرة، إذ يُظهر التحليل التركيبي التقريبي أنّ التين يحتوي على نسبة عالية من البروتين (6.31 غ/100 غ)، والألياف (17.81 غ/100 غ)، مع محتوى دهني قليل يتراوح بين (1.02-2.71غ/100 غ)، ويحتوي التين أيضًا على كميات عالية من الكربوهيدرات (26.02 غ/ 100 غ) والأحماض الأمينية كالليوسين (Leucine)، والليسين (Lysine)، والفالين (Valine)، والأرجينين (Arginine)، وبعض الأحماض العضوية التي تتفاوتها كميتها بين الأصناف ومراحل النضج مثل، حمض الماليك (Malic)، والستريك (Citric)، والأكساليك (Oxalic)، والكينيك (Quinic)، والأسكوربيك (Ascorbic)، والشيكيميك (Shikimic)، والفوماريك (Fumaric).[2]
إضافة إلى ذلك، يُعد التين مصدرًا جيدًا للمعادن، أهمها الكالسيوم، والحديد، والبوتاسيوم، وعديد الفيتامينات، مثل الثيامين (Thiamine)، والريبوفلافين (Riboflavin).[4]
التين وزيت الزيتون
كشف العلاج بمزيج التين وزيت الزيتون عن وجود تنوع في مضادات الأكسدة تُعزى إليها فوائد التين المجفف مع زيت الزيتون، وقد أدى هذا التنوع لإنتاج مضادات أكسدة واسعة النطاق لديها نظام دفاع فعال ضد الجذور الحرة، وقد أظهرت دراسة أُجريت على الفئران المخبرية نُشرت في مجلة (Al Azhar Bulletin of Science) عام 2018 ميلادي، أنّ مستخلص التين وزيت الزيتون لهما تأثير قوي مضاد للأكسدة، وبما أنها تحتوي على كميات عالية من المركبات الفينولية فإنّها قادرة على تقييد الجذور الحرة، وبالتالي تلعب دورًا علاجيًا مهمًا ضد السرطان، والتهاب الأنسجة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.[5]
التين المجفف
فوائد التين المجفف عديدة، كونه يحتوي على أفضل العناصر الغذائية بين أصناف الفواكه المجففة، إذ يُعدّ مصدرًا مهمًا للألياف الغذائية، والمعادن، والفيتامينات، وهو خالٍ من الدهون والكوليسترول، وغني بالأحماض الأمينية، ومتعدد الفينول (Polyphenols)، والبروتينات، والسكريات، وتتفاوت مستويات هذه المركبات اعتمادًا على أصناف التين والأنماط الجينية له.[6]
سبق استخدام التين تقليديًا لتحسين صحة الجهاز الهضمي، وقد أظهرت دراسة مخبرية نُشرت في مجلة (Explore) عام 2018 ميلادي، وأُجريت على 150 شخصًا يعانون من متلازمة القولون العصبي والإمساك المزمن، أنّ استهلاك 45 غرام من التين قبل وجبة الإفطار والغداء مع كأس ماء يوميًا ولمدة 4 أشهر قد قلل من وتيرة الألم، والتغوط، والبراز الصلب بعد تناول التين.[7]
فوائد ورق التين
اُستخدمت أوراق التين على نطاقٍ واسع منذ العصور القديمة لعلاج الأمراض، إذ أظهرت الدراسات أنّ ورق التين يحتوي على مضادات الأكسدة، ومضادات الفيروسات، ومضادات الجراثيم، ومضادات السرطان، ويمكن تحضير مغلي أوراق التين بنقعها بالماء الساخن، من ثم شربها كالشاي.[8]
ورق التين لضبط مستويات السكر في الدم
أظهرت دراسة أُجريت على فئران مخبرية مصابة بداء السكري النوع الثاني نُشرت في مجلة (Pharmaceutical Biology) عام 2017 ميلادي، أنّ استهلاكها لمستخلص أوراق التين الكحولي بتركيز بلغ 250، 500 مع/كغ خفض من نسبة سكر الدم (الغلوكوز) عن طريق تحفيز زيادة الإنسولين من خلايا بيتا (Beta Cells) الموجودة في البنكرياس.[9]
ورق التين والسرطان
أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ محتوى التين من البوليفينوليك (Polyphenolic) له تأثير مضاد للسرطان، وقد سبق أن أظهرت دراسة مخبرية نُشرت في مجلة (Turkish Journal of Pharmaceutical sciences) عام 2019 ميلادي أنّ مستخلص أوراق التين الكحولي له تأثير سام للخلايا (Cytotoxicity Effect)، وبناءً على ذلك يمكن اعتباره عامل علاجي محتمل للسرطان.[1]
ورق التين ومحاربة مرض الزهايمر
يُعتقد أنّ لأوراق التين دورٌ في علاج مرض الزهايمر (Alzheimer’s disease)، الذي يُصنف بأنّه اضطراب تنكسي عصبي متقدم، وغير قابل للشفاء، ويؤدي إلى فقدان الذاكرة والعجز عن التعلم، وقد أظهرت دراسة مخبرية نُشرت في مجلة (Turkish Journal of Pharmaceutical sciences) عام 2019 ميلادي، أنّ مستخلص أوراق التين المائي استطاع تثبيط إنزيم الأسيتيل كولين إستريز (Acetyl cholinesterase (AChE))، وإنزيم بوتريل كولين استريز (Butyrylcholinesterase (BChE)) مما أدّى إلى زيادة مستوياتهما في الخلايا العصبية مما يسهم في محاربة مرض الزهايمر.[1]
فوائد حليب التين
يُعرف حليب التين (Fig Latex) بأنّه المادة البيضاء التي تُستخرج من أجزاء مختلفة من الشجرة مثل، الأوراق، والثمار، والأغصان، وتبلغ ذروة إنتاج حليب التين عندما تكون الثمار في منتصف مرحلة النضوج،[10] يحتوي التين على عددٍ لا يُحصى من المركبات الكيميائية النباتية (Phytochemical) مثل بيتا سيتوستيرول(β-sitosterol)، وبالميتويل (Palmitoyl)، ولينوليل (Linoleyl)، وستياريل (Stearyl)، والأوليل (Oleyl)، التي تساعد جميعها في علاج الكثير من الأمراض.[11]
خواصه المضادة للبكتيريا
أظهر حليب التين خواصًا مضادة للكائنات الحية الدقيقة التي جرى فحصها مخبريًا، بما في ذلك البكتيريا موجبة الجرام (Gram-positive bacteria)، والبكتيريا سالبة الجرام (Gram-negative bacteria)، وتُعزى هذه الخواص الدوائية إلى المحتوى العالي من الإنزيمات، والفلافونويدات، والفورانوكومارينات (Furanocoumarins)، والكومارين (coumarins).[8]
حليب التين وسرطان عنق الرحم
أشارت العديد من الدراسات إلى دور حليب التين في علاج الثآليل الجلدية الناجمة عن فيروس الورم الحليمي البشري (Human Papillomavirus (HPV))، وقد أظهرت دراسة مخبرية نُشرت في مجلة (Scientific Reports) عام 2018 ميلادي أنّ لحليب التين دورٌ في منع تطور سرطان عنق الرحم الناتج عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري عن طريق تثبيط نمو خلايا سرطان عنق الرحم.[12]
حليب التين وسرطان الكبد
يُعتقد أنّ لحليب التين دور في محاربة سرطان الكبد، الذي يُعد أحد أسباب الوفاة المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم، فهو رابع سرطان شائع عند الرجال، والسابع عند النساء، وقد سبق أن أشارت دراسة أُجريت على فئران مخبرية نُشرت في مجلة (Iranian Journal of Pharmaceutical Research) عام 2020 ميلادي، إلى أنه عند حقن الفئران بمستخلص حليب التين الذائب بمادة الكلوروفورم ظهر تأثير مميت للخلايا السرطانية، كما وُجد أنّ جزء الكلوروفورم المُستخلص من حليب التين كان أكثر سمية بمقدار 3.4 مرات في الخلايا السرطانية، ولكنه أيضًا ذات تأثير سُمّي منخفض للخلايا الطبيعية مما يجعله مرشحًا جيدًا كعامل وقائي كيميائي.[11]