ما هي أسباب ثقب القلب عند الأطفال؟ وكيف يمكن علاجه؟

يندرج ثقب القلب عند الأطفال ضمن عيوب القلب الخلقية، ويُصنّف إلى نوعين، هُما عيب الحاجز الأُذيني وعيب الحاجز البُطيني، ولا يوجد سبب محدد للإصابة به، ولكن قد يلعب العامل الجيني وعوامل أخرى دورًا في حدوثه، أمّا العلاج فَيلجأ إليه طبيب القلب عندما يكون حجم ثقب القلب كبيرًا، أو عند ظهور علامات مرَضية خطيرة.

يُقسَم القلب بِحاجزٍ عضليّ من الداخل إلى جزءٍ أيمن وجزءٍ أيسر، إذ يستقبل الجزءُ الأيمن الدم المُحمّل بثاني أكسيد الكربون ليُضَخ بعدها إلى الرئتين فيتشبّع بالأُكسجين هناك، ثمّ يعود إلى الجزء الأيسر في القلب المسؤول عن ضخّ هذا الدم إلى باقي أعضاء الجسم، لكن قد يُولد بعض الأطفال بثقبٍ في الحاجز القلبيّ، ممّا يؤدّي إلى خلل في تدفُّق الدم بين حجرات القلب، واختلاط الدم المُحمّل بالأكسجين مع الدم المُحمّل بثاني أكسيد الكربون.[1]

يندرج ثقب القلب عند الأطفال ضمن عيوب القلب الخلقية (Congenital Heart Abnormality)، وقد يُولَد الطفل ولديه ثقب في الحاجز بين الأُذينين، إذ يُسمّى هذا النوع عيب الحاجز الأُذيني (ASD)، أو في الحاجز الذي يفصل بين البُطينين ويُسمّى عيب الحاجز البُطيني (VSD)،[2] وفي الحالتين ينتقل الدم عبر فتحة الحاجز القلبي من الجانب الأيسر للقلب بسبب الضغط الواقع عليه إلى الجانب الأيمن، وهذا يعني عودة الدم المُحمّل بالأُكسجين مرّةً أُخرى إلى الرئتين، ويؤدّي تدفُّق الدم المتكرر بين القلب والرئتين إلى زيادة المجهود الذي تبذله عضلة القلب، والذي قد يترتّب عليه ظهور أعراض ومشكلات صحيّة فيما بعد.[3][4]

أسباب ثقب القلب عند الأطفال

لا يوجد سبب محدد وراء التشوهات القلبية التي ترافق الطفل منذ الولادة، مثل الثقب في القلب، ولكنّ بعض العوامل الجينيّة تزيد من خطر تكونه، مثل التاريخ المرضي أو الطفرات الكرموسوميّة، وقد تلعب عوامل أُخرى دورًا في ولادة طفل بثقبٍ في القلب،[2] وتشمل هذه العوامل:

  • تناول المرأة الحامل لبعض الأدوية وأبرزها أدوية ارتفاع ضغط الدم التي تسمّى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، أو دواء الستاتين (Astatine)، أو الأيزوتريتينوين (Isotretinoin).[2]
  • تدخين السجائر أو شرب الكحول أثناء فترة الحمل.[5]
  • إصابة المرأة الحامل ببعض الأمراض، مثل مرض السكري قبل حدوث الحمل، الحصبة الألمانية، مرض الذئبة الحمراء، بيلة الفينيل كيتون (Phenylketonuria PKU)، ويُشير هذا الأخير إلى عدم قدرة جسم المرأة الحامل على إنتاج الإنزيم اللازم لتكسير الحمض الأميني الفينيل ألانين إلى شكلٍ آخر، ممّا يؤدّي إلى تراكمه داخل الجسم.[2][6]
  • إصابة الطفل ببعض الأمراض الجينية وأبرزها متلازمة داون، إذا يُولد ما يقارب نصف عدد الأطفال المُصابين بهذه المتلازمة بعيوبٍ خِلقيّة في عضلة القلب، إضافةً إلى متلازمة هوت أُورام (Holt-Oram syndrome)، ومتلازمة نقص الصفائح الدموية (TAR)، وهناك أيضًا أمراض أُخرى قد تزيد من احتمالية الإصابة بثقب القلب، وتشمل مرض الصمام الميترالي (Mitral Valve disease)، ومرض تضيُّق الصمام الرئوي (Pulmonary Stenosis).[1][5]

أعراض ثقب القلب عند الأطفال

يعتمد ظهور أعراض ثقب القلب بنوعيه الأُذيني والبطيني على قطر الثقب وموقعه، إذ لا تظهر عادةً أي علامات مرَضيّة على الطفل، ولكن في بعض الحالات قد تظهر أعراض خطيرة مرافقة للثقوب الكبيرة، والتي تستلزم استشارة الطبيب،[7][8] ومن أبرز الأعراض المرتبطة بثقب القلب عند الأطفال:

  • أعراض عيب الحاجز الأُذيني (ASD): الشعور بضيق التنفُّس والتعب الشديد، وعدم الرغبة في تناول الطعام، وضعف في نمو الطفل، والإصابة بأمراضٍ رئوية، أبرزها التهاب الرئتين (pneumonia).[7]
  • أعراض عيب الحاجز البطيني (VSD): شحوب الجلد وتغيُّر لونه إلى الأزرق خصوصًا حول الأظافر والشفتين، وسرعة التنفُّس، والإصابة المُتكرّرة بعدوى الجهاز التنفسي، والتعرُّق الشديد أثناء الرضاعة، وضعف قدرة الطفل على اكتساب وزنٍ إضافيّ.[8]

تشخيص ثقب القلب عند الأطفال

يمكن الكشف عن ثقب القلب عند الأطفال من خلال سماعة الطبيب، إذ يستطيع الطبيب سماع أصوات معيّنة عند وجود فتحة في جدار القلب تسمّى النفخة القلبية (Heart murmur)، وتزداد حدّة صوت النفخة بازدياد حجم قُطر الفتحة وكمية الدم الذي يمر من خلالها،[7][9] ولكنّ التشخيص النهائي لِثقب القلب يكون من خلال فحوصات خاصّة يُوصي بها طبيب الأطفال المتخصص في أمراض القلب،[7] وتشمل فحوصات تشخيص ثقب القلب عند الأطفال:

  • مخطط صدى القلب (Echocardiogram):

هو جهاز يساعد الطبيب على تحديد موقع وقُطر فتحة القلب من خلال الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)، ما يُمكّنه من رؤية الدم داخل القلب، ويمكن للمرأة الحامل عمل إجراء هذا المخطط للتحقُّق من عدم وجود ثقب في جدار قلب الجنين قبل الولادة.[10]

  • المخطط الفُقاعي (Bubble study):

يُوصي الطبيب عادةً بهذا الفحص للبالغين أو الأطفال الأكبر سنًّا، إذ يعمَد طبيب الأطفال إلى حقن ماء مُعقَّم يحتوي فقاعات دقيقة عبر الوريد في ذراع الطفل، ثمّ يلجأ إلى التصوير باستخدام الموجات فوق الصوتية "الألتراساوند"، لتحديد مسار الفقاعات ذات اللون الأبيض في الدم وكيفيّة مرورها داخل عضلة القلب.[10]

يكشف هذا الفحص عن سرعة أو بُطء معدل خفقات القلب عند المريض من خلال تتبُّع النشاط الكهربائي لعضلة القلب.[11]

  • قياس التأكسج النبضي (Pulse Oximetry):

يعتمد هذا الفحص على وضع جهاز استشعار على إصبع المريض لقياس نسبة الأُكسجين في الدم، إذ يشير انخفاض مستوى الأُكسجين إلى إصابة عضلة القلب أو الرئتين بمشكلةٍ صحيةٍ معينة.[11]

  • قسطرة القلب (Cardiac Catheterization):

يلجأ إليها الطبيب لفحص وظائف صمامات وحجرات عضلة القلب والكشف عن عيوبه الخلقيّة، وذلك من خلال إدخال أنبوبٍ صغير رفيع ومرن يسمّى بالقسطرة عبر الشرايين أو الأوردة في الذراع أو أريبة الفخذ، ثمّ إيصاله عبر الأوعية الدموية إلى عضلة القلب.[11]

  • التصوير بالأشعة السينية التي تكشف عن تضخم عضلة القلب والسوائل المتراكمة في الرئتين.[9]
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan):

إذ يستطيع الطبيب من خلال إحدى هذه الصور تحديد الضرر الحاصل في عضلة القلب ومعرفة كميّة الدم الواصلة إلى الرئتين.[9]

علاج ثقب القلب عند الأطفال

لا يحتاج الطفل الذي لديه ثقب صغير في القلب إلى أيّ علاج خصوصًا إذا لم تكُن هناك أعراض مرَضيّة مرافقة، وقد يلتئم هذا الثقب مع مرور الوقت، ولكن ينبغي مراقبة الطفل باستمرار وإعطاؤه الأدوية اللازمة للتخفيف من أيّ أعراض مُصاحبة.[10]

يحتاج ثقب القلب عند الأطفال إلى علاج إذا تجاوز قطرُهُ 8 إلى 10 ملليمترات، أو إذا لم يلتئم خلال أول سنتين من عمر الطفل، وإذا كان يعاني من أعراضٍ خطيرة تُصاحب حالته بالرغم من تناول الأدوية اللازمة،[9][10] ومن أبرز طرق العلاج الجراحيّة التي يعتمدها جرّاح القلب لِعلاج ثقب القلب عند الأطفال:[10]

تُجرى هذه العملية من قبل اختصاصي أمراض القلب للحالات التي تعاني من عيب الحاجز الأُذيني (ASD)، إذ يَعمد الطبيب إلى إجراء شق في منطقة الأُريبة أعلى الفخذ، وإدخال أُنبوبٍ أجوف -يسمّى القسطرة- وتمريره عبره للوصول إلى عضلة القلب، يحمل هذا الأُنبوب رقعةً صغيرة تُوضَع في ثقب جدار القلب الذي يفصل بين الأُذنين، ومع مرور الوقت تنمو أنسجة عضلة القلب فوق هذه الرقعة لتسُد الثقب.

  • عملية القلب المفتوح (Open heart surgery):

تناسب هذه العملية الحالات التي تعاني من عيب الحاجز البُطيني (VSD)، أو حالات عيب الحاجز الأُذيني (ASD) التي لا يمكن إصلاحها بواسطة العلاج بالقسطرة، إذ يلجأ الطبيب إلى إدخال رقعة صغيرة وتثبيتها فوق ثقب جدار القلب من خلال فتح عظمة القص، لتنمو وتلتئم فوقها الأنسجة القلبية وتسُدها.

كتابة: . أنفال نصار - الإثنين ، 06 شباط 2023
آخر تعديل - الإثنين ، 06 آذار 2023

المراجع

1.
University of California San Francisco. (n.d.)-a. Ventricular Septal Defect (VSD). Retrieved from https://pedctsurgery.ucsf.edu/conditions--procedures/ventricular-septal-defect.aspx
2.
Coelho S. (2022, September 28). What to know about holes in the heart. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/hole-in-heart
3.
Mount Sinai. (n.d.). Ventricular Septal Defect. Retrieved from https://www.mountsinai.org/locations/childrens-heart/conditions/ventricular-septal-defect

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جراحة قلب اطفال أونلاين عبر طبكان
احجز