تطورات طبية حديثة تتصدى لأورام الدماغ، الأسبوع العالمي للتوعية بأورام الدماغ

تتنوع الأمراض التي تصيب الدماغ، إذ تؤثر سلبًا في حياة شخص من بين كل 6 أشخاص حول العالم، وتمثل أورام الدماغ جزءًا كبيرًا من تلك الأمراض، وعلى الرغم من التقدم العلمي والبحثي في مجال تشخيصها وعلاجها، فإنها ما زالت تتسبب بنسب وفاة مرتفعة، وفي ظل تلك الظروف، يتساءل كثيرون عن إمكانيات تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة في إحداث ثورة في عالم أورام الدماغ وعلاجها، فهل هذا ممكن؟

تُشكل الأورام التي تصيب الجهاز العصبي المركزي ما نسبته 3% من مجمل حالات الإصابة بالسرطان حول العالم، وتُعد هذه الأورام، وتحديدًا أورام الدماغ التي تمثل ما يقارب 85%-90% من حالات أورام الجهاز العصبي، من أكثر أنواع السرطان فتكًا بحياة المصابين بها من مختلف الفئات العمرية، كما يصعب علاجها في كثير من الأحيان، ويُعد التخلص منها تحديًا كبيرًا للاختصاصيين، ويعود ذلك إلى طبيعتها الحيوية المعقدة وموقعها الحساس داخل أغشية الدماغ.[1]

كيف يمكن علاج ورم الدماغ؟ وما أحدث التطورات المتعلقة بالعلاج؟

يتمحور علاج أورام الدماغ عادةً حول التخلص من الورم بالكامل أو تخفيف الأعراض فقط -علاج تلطيفي-، وذلك تبعًا لنوع الورم، ودرجة تقدمه، وحجمه، وموقعه بالإضافة إلى انتشاره وعمر المريض، لذا قد يكتفي الأطباء باستخدام أدوية تقلل من التورم الذي يسببه السرطان في الدماغ، أو قد يقررون اللجوء لخيارات كالجراحة، أو العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاي في محاولة لإزالة الورم بالكامل أو تقليص حجمه قدر الإمكان.[2][3]

تلعب تطبيقات الذكاء الاصطناعي حاليًا دورًا هامًا في طريق علاج أورام الدماغ، فمثلًا يمكن من خلالها تصميم خطة علاجية خاصة لكل مريض في مراحل التشخيص والعلاج عبر مساعدة اختصاصيي الأورام وأطباء الأعصاب في اختيار العلاج المناسب بطريقة تجعله يستهدف الخلايا السرطانية بدقة لا متناهية، كما تساعدهم في التخطيط الجيد لجراحة استئصال الورم، وذلك بإعطاء تصور كامل ودقيق لدرجة تعمق الورم في أنسجة الدماغ، مما يسمح لهم بتحديد كمية الأنسجة التي يمكن إزالتها دون الإخلال بجودة حياة المريض بعد العملية، بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالمضاعفات، واحتمالية عودة الورم، ودرجة استجابة الورم للعلاج مما يساعد في رسم خطة متابعة محكمة لِما بعد العلاج.[4]

نُشرت مؤخرًا دراسة تشير إلى تمكُّن الباحثين من تصميم أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل صور الأورام وتحديد نوعها بدقة تصل إلى 95%، تُدعى الأداة باسم (DEPLOY) التي تحلل الصور بالاعتماد على الحمض النووي لخلايا السرطان.[5]

ما هي أورام الدماغ؟ وما أعراض الإصابة بها؟

تُعرف أورام الدماغ على أنها نمو غير طبيعي للأنسجة الموجودة في الجمجمة، وتشمل الدماغ، والأعصاب، وغشاء السحايا، والغدة النخامية أو الصنوبرية، وقد تكون الأورام أولية، أي أنها تنشأ أولًا في الدماغ، أو ثانوية، أي تصل للدماغ بعد انتشارها من مكانٍ آخر في الجسم، كما تُعد أورام الدماغ من أشرس أنواع السرطانات التي قد تصيب جسم الإنسان، إذ أشارت منظمة الصحة العالمية في تصنيفها الأحدث لأورام الجهاز العصبي المركزي إلى وجود ما يزيد عن 100 نوع مختلف من أورام الدماغ، مما يُصعّب عملية تشخيصها بدقة، فالعلاج يختلف كثيرًا باختلاف نوع الورم الدماغي، وحجمه، وموقعه الدقيق.[6][2]

توجد مجموعة من الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى الإصابة بأورام في الدماغ، مثل الغثيان، والتقيؤ، والتفكير المشوش، والصداع، مثل ذلك الذي يزداد سوءًا عند الاستيقاظ صباحًا ثم يختفي بعد عدّة ساعات، أو الصداع الذي يشتد عند السعال أو ممارسة التمارين الرياضية، أو تغيير وضعية الجسم، أو الصداع المستمر خلال النوم والذي يرافقه التقيؤ وتشوش في التفكير، كما قد يُصاب البعض بنوبات تشنجية، أو تغييرات في الشخصية.[2]

عوامل خطر الإصابة بأورام الدماغ

يمكن أن ترفع بعض العوامل من احتمالية الإصابة بأورام في الدماغ، لعلّ أشهرها التعرض للإشعاع المؤين لدى كل من البالغين والأطفال،[3] ومن عوامل الخطر الأخرى التي تزيد احتمالية الإصابة بأورام الدماغ:

  • التقدم في السن، إذ ترتفع احتمالية الإصابة بأحد اشهر أنواع أورام الدماغ وهي الأورام الدبقية، مع التقدم في السن.[3][7]
  • الجنس، يُشار إلى أنّ احتمالية الإصابة بأورام دماغية خبيثة ترتفع عند الذكور مقارنة بالإناث اللواتي يُصبن بأورام حميدة في معظم الحالات.[3]
  • الاستعداد الجيني.[2]
  • ضعف جهاز المناعة.[2]
كتابة: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan - الأربعاء ، 30 تشرين الأول 2024

المراجع

1.
Gonzales-Aloy, E., Ahmed-Cox, A., Tsoli, M., Ziegler, D. S., & Kavallaris, M. (2023). From cells to organoids: The evolution of blood-brain barrier technology for modelling drug delivery in brain cancer. Advanced Drug Delivery Reviews, 196, 114777. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.addr.2023.114777
2.
Kabitha KK, Moses Samuel Rajan, Karunakar Hegde, Sunil Koshy and Ashok Shenoy. A COMPREHENSIVE REVIEW ON BRAIN TUMOR. Retrieved from https://www.ijpcbs.com/articles/a-comprehensive-review-on-brain-tumor.pdf
3.
S, D.U., R, M.V., G, H., N, D., R, M.G., K, P.H., & Jain, V. (2023). . An updated review on Brain Tumour. Journal of Integral Sciences, 6(2), 42-52. Retrieved from https://doi.org/10.37022/jis.v6i2.55

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جراحة الدماغ والأعصاب أونلاين عبر طبكان
احجز