مع الارتفاع المتزايد في أعداد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني الذي يشكل ضغطًا اقتصاديًا على الأنظمة الصحية، والمُتوقَع أن يتجاوز تريليوني دولار مع نهاية عام 2030 ميلادي حتى مع الخيارات الدوائية المتقدمة والمتاحة في الوقت الحالي، صار لزامًا البحث عن خيارات وأساليب أبسط ويمكن تطبيقها بسهولة لتقليل هذه الأعداد والتغلب على المرض لدى المصابين به.
لطالما صرّح العاملون في المهن الطبية ضرورة الالتزام بنظام حياة صحي للسيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، فمن المعروف الدور الكبير للنظام الغذائي الصحي قليل الدهون وعالي الألياف في تحسين مستوى سكر الدم، خصوصًا ذاك الذي يعتمد على الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبقوليات والذي يقي من الإصابة من السكري النوع الثاني، بعكس النظام الغذائي المليء بالأطعمة المُصنعة، والصوديوم، والكربوهيدرات، ولكن معظم الدراسات في هذا الخصوص ركزت على تخفيض كمية السعرات أو الصيام فقط ولم تسفر نتائجها عن علاج السكري بالكامل.
أجرى مجموعة من الباحثين دراسة رصدية لمجموعة من الحالات (Case series) بين الأعوام 2007 و2021 ميلادي وذلك بالرجوع إلى إحدى قواعد بيانات المرضى، بهدف تحديد جدوى اتباع بعض المصابين بمرض السكري من النوع الثاني لنظام غذائي نباتي يركز على الأغذية النباتية العضوية قليلة الدهون والغنية بالألياف دون صيام أو اللجوء لعجز السعرات، والذين حصلوا على نتائج مذهلة في قراءات السكري التراكمي، والتحكم بسكر الدم، وانخفاض مؤشر كتلة الدم، بالإضافة إلى توقف بعضهم عن تناول أدوية التحكم بمستويات سكر الدم أو تقليل جرعتها.
لاحظ الباحثون شفاء 22 مريضًا من أصل 59 مشاركًا في الدراسة من مرض السكري، وانخفاض السكر التراكمي لديهم إلى أقل من 6.5%، لذا فإن هذه النتائج تسلط الضوء على الإمكانات الواعدة للنظام الغذائي النباتي في التخلص من مرض السكري والسيطرة عليه، وبالتالي تجنب مضاعفاته.
المرجع:
- Gunadhar Panigrahi et al, Remission of Type 2 Diabetes After Treatment With a High-Fiber, Low-Fat, Plant-Predominant Diet Intervention: A Case Series, American Journal of Lifestyle Medicine (2023).https://dx.doi.org/10.1177/15598276231181574