التصوير الإشعاعي يكشف بعض الأمراض مبكرًا ويُجنّب المرضى الإجراءات الجراحية أحيانًا: التصوير الإشعاعي في اليوم العالمي له

ما هو التصوير الإشعاعي؟

يُعرف التصوير الإشعاعي على أنه إجراء يعتمد على استخدام أحد أنواع الأشعة ذات الطاقة العالية، المعروفة باسم الأشعة السينية، لالتقاط صور داخل جسم المريض تظهر على شاشة جهاز الحاسوب، إذ تعبُر الأشعة السينية الجسم لتظهر بعدها صورة للأنسجة والأعضاء بمختلف درجات الأبيض والأسود تبعًا لكمية الأشعة التي عبرت خلالهم، إذ تساعد تلك الصور الإشعاعية في تشخيص المريض وإعداد خطة علاجية مناسبة لحالته.^[4]

تُمثل الأشعة السينية أحد أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي المؤين، والذي اكتُشف للمرة الأولى على يد الفيزيائي الألماني فيلهلم رونتغن (Wilhelm Roentgen) عام 1895 ميلادي،^[5] وكان ذلك ثورة في عالم تشخيص الأمراض المختلفة، فقد باتت تُسخدم الأشعة السينية حاليًا روتينيًا في التشخيص والعلاج حول العالم.^[6]

كيفية الحصول على صورة إشعاعية

يُحوّل نظام التصوير الإشعاعي فوتونات الأشعة السينية التي تعبُر الجسم إلى صورة واضحة يمكن استعمالها في تقييم الأجزاء الداخلية من جسم المريض،^[7] يتموضع المريض بالوضعية المطلوبة التي تكشف الجزء المطلوب تصويره من الجسم بوضوح، ثم تُمرّر الأشعة السينية الجسم لتصل إلى مستقبل خاص خلف المريض مباشرة وهو المسؤول عن التقاط الصورة، إذ يختلف باختلاف نوع الصورة الإشعاعية المطلوب الحصول عليها، وتجدر الإشارة إلى أنّ تباين الألوان في الصورة يعود إلى اختلاف كثافة الأحشاء الداخلية.^[8]

أنواع التصوير الإشعاعي

يتميز التصوير الإشعاعي بتكلفته المنخفضة، واستخداماته الواسعة في مجال التشخيص الطبي لمختلف الأمراض والمشاكل الصحية،^[7] ومن أشهر أنواع التصوير الإشعاعي واستخداماتها:

• التصوير الإشعاعي للثدي (Mammography) أو الماموغرام، يستخدَم للكشف عن أورام الثدي، إذ بمقدوره التقاط تلك الأورام قبل أن تصبح محسوسة مما يساعد في تشخيص سرطان الثدي في مراحله الأولى قبل ظهور أعراضه، إذ اشارت الدراسات إلى انخفاض نسبة الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي بمقدار 30% لدى النساء اللواتي خضعن للتصوير الإشعاعي للثدي.^[9]
• التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography (CT))، يمكن من خلاله الحصول على صور مقطعية ينتجها الحاسوب لجزء محدد من الجسم، إذ تلتف مجموعة الأشعة السينية المنبثقة حول ذلك الجزء من الجسم، ويختلف عن التصوير الاعتيادي بالأشعة السينية في كونه يعطي تفاصيل ومعلومات أكثر دقة، ويمكن استعماله لتشخيص أمراض الدماغ والرقبة كالأورام مثلًا، وأمراض الصدر كالتهاب الرئة والسل، وكسور العمود الفقري وانزلاق فقراته، وتشوهات العظام وكسورها، وغيرها الكثير.^[10]
• الكشف الفلوري (Fluoroscopy)، هي تقنية تستعمل الأشعة السينية للحصول على صور فورية أو فيديو لجسم المريض، إذ تُكوّن الأشعة السينية التي تعبر جسم المريض صورة مباشرة على جهاز المراقبة للأعضاء والتراكيب الداخلية لجسم المريض، وهو ما يميزها عن التصوير الاعتيادي بالأشعة السينية،^[11] وتتنوع استعمالاتها، فتُستخدم في تقييم صحة المفاصل، والتأكد من ثبات العمود الفقري عند تعرضه لإصابات بليغة، بالإضافة إلى توجيه الأطباء بدقة خلال عملية استئصال الخزعة عبر الجلد من فقرات الظهر المتضررة، أو إرشادهم خلال إعطاء حقن في المفاصل.^[12]
• العلاج الإشعاعي (Radiotherapy)، إذ تُستخدم فوتونات الأشعة السينية المباشرة بجرعات محددة في إتلاف الحمض النووي للخلايا السرطانية، وذلك إما باستعمال مصدر خارجي يطلق الأشعة السينية، أو مصدر داخلي يتضمن استخدام مادة مشعة داخل الجسم، أو إعطائها وريديًا.^[13]

أهمية التصوير الإشعاعي

يُعد التصوير الإشعاعي أحد أهم الثورات التكنولوجية في عالم الطب، إذ أسهم في تطور وتحسن طرق التشخيص والعلاج للعديد من المشكلات الصحية، فهو يسمح للاختصاصيين بإجراء تقييم سريع وتحديد الحالات المرضية الطارئة وبالتالي الاستجابة السريعة لها، مما ينعكس إيجابًا على الأنظمة الصحية ويحافظ على حياة المرضى، كما يُجنّب التصوير الإشعاعي المرضى من التعرض لإجراءات طبية وجراحية لا داعي لها بفضل قدرته على إعطاء تشخيص دقيق.^[8]