يُصنّف القمح (.Triticum aestivum L) على أنّه أحد أنواع الحبوب الكاملة التي يشيع استخدامها في مختلف دول العالم كمصدرٍ أساسي للغذاء؛ ويعود ذلك لاحتوائه على نسبةٍ عالية من الألياف الغذائية، إلى جانب الفيتامينات والمركبات الأساسية الأُخرى،[1] من جهةٍ أُخرى، يتميّز القمح بكونه المحصول الأساسي الذي يشهد إقبالًا عالميًا واسعًا؛ إذ يُعد مصدرًا رئيسيًا للنشويات والطاقة، بالإضافة لعددٍ كبير من المكونات الغذائية الأساسية والمهمة لصحة الجسم، بما في ذلك البروتين والفيتامينات، خاصةً مجموعة فيتامينات ب، والألياف الغذائية، والمركبات الكيميائية النباتية، وتلعب هذه المكونات معًا أدورًا مهمةً في الحِفاظ على صحة الجسم؛ إذ يرتبط استهلاك الألياف الغذائية الموجودة في الحبوب الكاملة كالقمح بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري من النوع الثاني، وأنواعٍ معيّنة من السرطان، خاصةً سرطان القولون والمستقيم،[2] إلى جانب قُدرتها على علاج بعض المشاكل الصحية بما في ذلك الإمساك، والسمنة، والتهاب الزائدة الدودية.[1]
أجزاء القمح
يتكون القمح من 3 مكونات أساسية:[3][4]
- نخالة القمح (Wheat Bran): الغلاف الخارجي الواقي لنواة القمح، والتي تُزال أثناء عملية الطحن، وتتمثل وظيفتها الأساسية في حماية طبقة الحبوب الداخلية من العوامل الجوية الخارجية، والحشرات، والعفن، وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة الأُخرى التي يمكن أن تُسبّب تلفها، بالإضافة لذلك تتميّز نخالة القمح بكونها مصدرًا للألياف الغذائية الأساسية للوقاية من أمراض القولون، بما في ذلك السرطان، ومتلازمة القولون العصبي.
- حبوب القمح (Wheat Grain)، أو الحبوب الكاملة (Whole Grain): تُعد حبوب القمح المصدر الأساسي المُكوّن للدقيق، وتحتوي على السويداء، والبذرة، والنخالة، وهي المسؤولة عن تخزين البروتينات والعناصر الغذائية الأُخرى.
- جنين القمح (Wheat Germ): هو جزء القمح الذي يحتوي على جنين النبتة، وهو المسوؤل عن عملية تكاثره، ويتميّز باحتوائه على العديد من الفيتامينات والمعادن الأساسية.
جنين القمح
يتميّز جنين القمح باحتوائه على الفيتامينات والمعادن الأساسية، ومن أبرزها الريبوفلافين (Riboflavin)، والثيامين (Thiamine)، وفيتامين هـ، والزنك، والنحاس، والحديد، والمغنيسيوم، بالإضافة لذلك، يُصنّف زيت جنين القمح الذي يتميّز بكونه غير مكرر بأنه أغنى مصادر فيتامين هـ، وفيتامين أ، وفيتامين د، إلى جانب البروتينات، والليسيثين (Lecithin)، ويشيع استخدامه كثيرًا لعلاج تهيّج الجلد، بما في ذلك جفاف الجلد وتشققه.[5]
وفِقًا لمراجعة نُشرت عام 2020 ميلادي في مجلة (Global Academic Journal of Medical Sciences)، فإن محتوى جنين القمح من البروتين، والفيتامينات، والمعادن والذي يُقدّر بحوالي 25%، هو ما يُفسّر إضافته لأنواع الزيوت الأُخرى واستخدامه لعلاج مشاكل البشرة المختلفة؛ إذ تُحسّن مضادات الأكسدة التي يحتويها من الدورة الدموية في الجلد، ممّا يُساعد على إصلاح وترميم خلايا الجلد التي دمّرتها حرارة الشمس، إلى جانب دوره في تقليل أعراض التهاب الجلد، وحمايته من التعرّض لأيّ أضرار.[4]
فوائد القمح للشعر والبشرة
يلعب القمح دورًا أساسيًا في الحِفاظ على صحة الشعر والبشرة، وقد أوضحت مراجعة لعددٍ من الدراسات نُشرت عام 2022 ميلادي في مجلة (Molecules) تأثيرًا إيجابيًا لمستخلص نخالة القمح في رطوبة الجلد وملمسه، وفرط التصبّغ المرتبط بالكلف، بالإضافة لأهميته في علاج التهاب الجلد التأتبي (Atopic dermatitis) أو ما يُعرف بالإكزيما من خلال تقليل سماكة الجلد، وتخفيض معدل فقدان الماء عبر طبقات الجلد، وكذلك مستويات الغلوبولين المناعي في الدم.[3]
وِفقًا لمراجعة أُخرى نُشِرت عام 2011 ميلادي فإن شِواء حبوب القمح على النار حتى يتحوّل لونها للأسود، ثم طحنها جيدًا، واستخدام الزيت المُستخلص منها على النُدب بانتظام قد يُسهم في إمكانية علاجها وتخفيف الحكة المُصاحبة لها.[5]
فوائد القمح لتخفيف الوزن
إلى جانب الفوائد الصحية العديدة التي يمنحها القمح للجسم، فقد ذكرت توجيهات عالمية فعاليته في تقليل خطر الإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن، وبالتالي انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك أمراض القلب التاجية، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى قدرته على تحسين صحة الأمعاء، مع احتماليّة تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ممّا يُسهم في تقليل معدل الوفيات،[6] وللتوضيح أكثر؛ أظهرت دراسة تحليلية أجريت عام 2019 ميلادي ونُشِرت في مجلة (Nutrients) وجود علاقة بين استهلاك الحبوب الكاملة -بما في ذلك القمح- ووزن الجسم، وبيّنت الدراسة أنّ اتّباع نظام غذائي غني بالحبوب الكاملة أسهم في انخفاض مؤشر كتلة الجسم ووزنه.[7]