يُمثّل اللوز (Prunus amygdalus) ثمارًا تُجمَع من شجرة اللوز، وهي من الأشجار متساقطة الأوراق، وتُعد قشرة بذور اللوز مخزنًا وفيرًا للعديد من العناصر الغذائية كبعض مضادات الأكسدة، إضافة إلى مركبات الألفا توكوفيرول (Alpha-tocopherol).[1]
شجرة اللوز
يتراوح طول شجرة اللوز بين 4-5 أمتار، و تمتاز أغصانها اليانعة بلونها الأخضر، إلا أنه يتحول إلى اللون البنفسجي عندما تتعرض لأشعة الشمس، وتصبح بلونٍ رمادي في السنة التالية، وتبدأ أزهار شجرة اللوز بالظهور مع بداية الربيع، وهي تزهر قبل أن تنمو الأوراق، وتتسم بلونها الأبيض المائل إلى الوردي الباهت.[1]
تنتمي شجرة اللوز إلى العائلة الوردية (Rosacea)، ويُعتقد بأن أصول شجرة اللوز تعود إلى الصحاري والمنحدرات الجبلية في مناطق وسط وجنوب غرب آسيا، وقد جمع البشر ثمار اللوز البرية منذ آلاف السنين، وكانت شجرة اللوز من أوائل النباتات التي زرعوها، وتشير بعض الدلائل الأثرية إلى أن الأردن كانت المنطقة الأُولى التي زُرعت فيها شجرة اللوز.[2]
يُعدّ مناخ حوض البحر الأبيض المتوسط المناخ الأفضل لنمو شجرة اللوز إذ يتمّيز بصيفه الدافئ والجاف، وشتائه الرطب معتدل البرودة ، إذ تتراوح الحرارة المُثلى لها بين 15 – 30 درجة مئوية، ويمكن البدء بجمع ثمار اللوز بعد السنة الثالثة من زراعته،[1] وحاليًا يحتل اللوز الصدارة في قائمة المكسرات الأبرز تجاريًا، إذ إنّ إنتاج اللوز في تزايدٍ مستمر، وتُعد كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا، وأستراليا من أبرز البلدان المُنتجة للوز، تليها إيران، والمغرب، وإيطاليا، وسوريا، وتركيا، وتونس، كما يُزرع اللوز في كاليفورنيا والشمال الغربي للمكسيك.[2]
القيمة الغذائية للوز
يتمتع اللوز بقيمة غذائية عالية، وتبعًا لوزارة الزراعة التابعة للولايات المتحدة الأمريكية (USDA) فيُوصَف اللوز مصدرًا وفيرًا بالبروتين، الذي يُشكّل ما نسبته 21.15%، كما أنه يحتوي على نسبة تقدر بِــما يُقارب 31.55% من الأحماض الدهنية أُحادية اللاتشبع، تقابلها نسبة تُقدر بِـــ 12.33 % من الأحماض الدهنية عديدة اللاتشبع، كما يحتوي اللوز على أليافٍ غذائية تُقدر نسبتها بِـــ 12.5%، وبمركباتٍ متعددة الفينولات (Polyphenols) تُقدر نسبتها بحوالي 0.195%،[3] كما يحتوي اللوز على كمياتٍ بسيطة من المركبات الكيميائية النباتية (Phytochemicals) كالأحماض الفينولية (Phenolic acids)، ومركبات الفلافونويد (Flavonoids) والتي- وعلى الرغم من قلتها- تتحكم بدرجة كبيرة في نوعية اللوز، ولا بُدّ من الإشارة إلى أن التركيب الكيميائي للوز يتأثر بنوعه وبالعوامل البيئية المحيطة، كمنطقة زراعته، والطرق المُتبعة في زراعته، والظروف المناخية، وسنة الحصاد، ودرجة نضج بذور اللوز.[2]
العناصر الغذائية في بعض مكونات اللوز
تمتاز بعض مكونات اللوز باحتوائها على زمرة من العناصر الغذائية، فيحتوي حليب اللوز مثلًا على نسبة عالية من الأحماض الدهنية أحادية اللاتشبع، كما يحتوي على توليفة متوازنة من كل من البروتينات، والدهون، والألياف الغذائية، والدهون، والفيتامينات والمعادن، مقابل احتوائه على كمية قليلة من السعرات الحرارية، وهو يخلو كذلك من سكر اللاكتوز مما يجعله بديلًا مناسبًا للحليب لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز،[1] بينما يتكون زيت اللوز من مجموعةٍ أصناف من الدهون المختلفة، مثل الدهون الثلاثية (Triacylglycerol)، والستيرول (Sterols)، وإسترات الستيرول (Sterol esters)، ومركبات فوسفاتيديل سيرين (Phosphotidylserine)، وغيرها،[2] بينما تمتاز القشرة الخارجية الخضراء للوز بوفرتها ببعض المركبات الفينولية ومركبات الفلافونويد، كما تحتوي على حمص الأسكوربيك (Ascorbic acid) بالإضافة إلى صبغتي الكولورفيل أ و ب.[4]
فوائد اللوز
للوز العديد من الفوائد الصحية، وقد ربطت العديد من الدراسات بين استهلاك اللوز دوريًا وبعض الفوائد التغذوية كتنظيم مستويات الدهون في الدم، وضبط الوزن، بالإضافة إلى خواصه الفعالة كمضاد للأكسدة،[3] وقد وجد بعض الباحثين أن تناول كمية 42.5 غرام من اللوز يوميًا يحافظ على مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (High-density lipoprotein cholesterol (HDL) ) بينما يقلل من مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة ويقلل من السُمنة الوسطية،[1] وتشمل فوائد اللوز الأُخرى:
- فوائد زيت اللوز المُرّ للجسم: هناك نوعان من زيت اللوز، زيت اللوز الحلو وزيت اللوز المر، إذ يُستخلص زيت اللوز المرّ من أشجار اللوز المر البرية، وهو من الزيوت الأساسية ويحتوي على مركب أميجادالين (Amygdalin)، كما يتمتع زيت اللوز المر بخصائص طبية إذ يمكن استخدامه خارجيًا كبديل تقليدي لعلاج الطفيليات، والحمى، والسعال، والاحتقان.[2]
- فوائد زيت اللوز الحلو للشعر: يتّسم زيت اللوز الحلو بلونه الأصفر الباهت وطعمه الشبيه بمذاق المكسرات، إضافة إلى استخدامه في الطهي، يمكن الاستفادة من زيت اللوز الحلو في صناعة منتجات العناية بالشعر، وذلك بسبب محتواه الغني بالأحماض الدهنية الحرة، والفيتامينات، ومضادات الأكسدة.[2]
- فوائد حليب اللوز: تزايد الاهتمام مؤخرًا بأصناف الحليب النباتي كحليب الصويا وحليب اللوز، باعتبارها بديلًا مناسبًا عن الحليب الحيواني الذي قد تسبب البروتينات التي يحتوي عليها الحساسية للبعض، وقد أظهرت دراسة أُجريت سنة 2016 ميلادي في الرياض أن تناول كوب (240 مل) من حليب اللوز بدلًا من الحليب الحيواني يوميًا مدة 4 أسابيع قد أدى إلى نزولٍ واضح في الوزن، وقلل من كل من مؤشر كتلة الجسم (Body mass index) وقياسات محيط الخصر والحوض.[1]
- فوائد اللوز الأخضر: يشيع تداول بذور اللوز كأحد أنواع المكسرات، إلا أنّ بعض البلدان كتركيا، تتداول اللوز الأخضر أيضًا، إذ يُزرع فيها بثلاث طرق؛ الطريقة العضوية، والطريقة التقليدية، والطريقة التي تتبع ممارسات الزراعة الجيدة، وقد أظهرت دراسة مقارنة بين الطرق الثلاثة السابقة أُجريت في تركيا ونُشرت سنة 2020 ميلادي بأنّ مستخلصات اللوز الأخضر المزروع بالطريقة العضوية وتبعًا لممارسات الزراعة الجيدة تتمتّع بخواص مضادة للبكتيريا.([4]
- فوائد اللوز النيء: يمتلك اللوز النيء خواصًا مشابهة للعناصر الغذائية التي تُعزز من نموّ البكتيريا النافعة في الأمعاء (Prebiotic effects)، كتنظيم توزان البكتيريا في الأمعاء وتحسين النشاطات الأيضية في الجسم، ويتفوق اللوز النيء على اللوز المحمص بخواصّه المشابهة لخواص البكتيريا النافعة.[3]
استخدامات اللوز
يُمثِّل اللوز أحد المكسرات الأكثر تداولًا في العالم، ويُقدّر الإنتاج العالمي منه بما يربو عن المليون طن، إذ تُسهم كاليفورنيا بنسبة تُقدّر بما يُقارب 80% من الإنتاج العالمي للوز،[3] من استخدامات اللوز:
- كوجبة طعام خفيفة، ففي العديد من البلدان مثل الصين، يُعد اللوز من الوجبات الخفيفة شائعة التداول، وعادةً ما يُستهلك بشكله المُحمص، إذ تُستخدم معدات خاصة يُحمّص فيها اللوز ضمن حرارة تتراوح بين 130-180 درجة مئوية، ولمدة تتراوح بين 10 -60 دقيقة، وتُسهم عملية التحميص تلك في تحسين مذاق اللوز، كما أنها تُغيّر من لونه وقوامه نتيجة تجفيفه وتعريضه لعوامل الأكسدة.[3]
- صناعة خبز اللوز، إذ يُمثل الخبز أحد أكثر الأغذية انتشارًا منذ القدم وفي العديد من البلدان، إلا أن الخبز بصورته التقليدية قد لا يكون مناسبًا في كثيرٍ من الأحيان للبعض، مثل أولئك الذين يتبعون حمية ذات محتوى متدنٍ من الكربوهيدرات أو حمية خالية من الجلوتين، وفي هذا الإطار يُعد الخبز المُصنّع من دقيق اللوز وقشور الشوفان بديلًا مناسبا لتلك الفئات، وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (Food Science and nutrition) سنة 2021 ميلادي، أن زيادة نسبة دقيق اللوز عند صناعة الخبز السابق حسّن من قوام الخبز ومذاقه، غير أن طعم البيض فيه كان أكثر وضوحًا.[5]
- كمُكوّن في بعض الأغذية المُصنعة، مثل بعض أصناف الحلويات والمخبوزات.[2]
- يمكن استخدام زيت اللوز المر في صناعة وقود الديزل الحيوي، كما قد يستفاد من مخلفات استخراج زيت اللوز في صناعة علف للحيوانات.[2]