فوائد الفجل الصحية، وهل له أضرار؟

يُنظر للفجل على أنه من الخضراوات الجذرية المُميزة بمذاقها اللاذع التي تضفي نكهة مميزة لدى استخدامها في السلطات، وعلاوةً على ذلك يتمتع الفجل بخواص طبية فريدة كخواصه المضادة لعدد من أنواع السرطانات.

عُرفت بعض أجزاء الفجل منذ القدم كبذور الفجل الناضجة المُجففة، واستخدمتها شعوب الصين كغذاء ودواء في الطب التقليدي، إذ وصفها الأطباء لعلاج القرحة، والأمراض التنفسية، وأمراض القلب، وفي الوقت الحالي يدرس العلماء مكونات الفجل المسؤولة عن منحه خواصه العلاجية.[1]

الفجل

ينطوي اتباع الحمية الغذائية الغنية بالأطعمة النباتية على العديد من المنافع، كتقليل خطر الإصابة بأمراض السرطان، وأمراض القلب والشرايين، والاعتلالات العصبية الانتكاسية، ويُصنّف الفجل كأحد أشهر النباتات التي تثري الحمية الغذائية.[2]

ينتمي الفجل (Raphanus sativus) للفصيلة الصليبية، وتستخدمه شعوب العالم المختلفة كنوع من الخضراوات الجذرية، وقد أكدت عدة أبحاث فوائد الفجل الطبية والتغذوية.[2]

أمّا زراعة الفجل فقد كانت مناطق أوروبا وآسيا أول من عرف الفجل، وتنمو عادةً نبتة الفجل ضمن ظروف مناخية معتدلة، وعلى ارتفاعات تتراوح بين 190-1240 مترًا، ويمتلك الفجل جذورًا سميكة متباينة في أحجامها، وأشكالها، وألوانها، وجذور الفجل قابلة للأكل وهي مميزة بمذاقها اللاذع، ويُقدّر متوسط استهلاك جذور الفجل المملحة (Takuan) في اليابان بحوالي 500000 طن سنويًا، إذ يُنظر إليها هناك كأحد أهم الأطعمة التقليدية، وهي مميزة بلونها الأصفر الذي يتولد خلال فترة التخزين.[3]

المكونات التي يحتوي عليها الفجل

تمتلك الخضراوات التابعة للفصيلة الصليببة -كالفجل- أهمية كبيرة، وهذا لدورها في رفد الاقتصاد الزراعي، ومحتواها من العناصر الغذائية، والمركبات الكيميائية التي تحتوي عليها،[4] وتبعًا للأبحاث فإنّ الفجل يحتوي على مجموعة مكونات ترفع قيمته الغذائية: [3] [4]

  • مركبات الفلافونويد (Flavonoids): يحتوي الفجل على عدة أنواع من مركبات الفلافونويد، كمركبات الأنثوسيانين (Anthocyanins) والتي كشف العلماء عن وجودها في جذور بعض أنواع الفجل، وبراعمها، وقشورها.
  • مركبات عديدة الفينولات من غير الفلافونويد (Non-flavonoids polyphenols): يحتوي الفجل على عدد من هذه المركبات، وأمثلتها الأحماض الفينولية (Phenolic acids) ومركبات التانين (Tannins).
  • أحماض عضوية: تحتوي جذور الفجل على مجموعة من الأحماض العضوية؛ كحمض الأوكزاليك (Oxalic)، وحمض الماليك (Malic)، وحمض الإيريثوربيك (Erythorbic).
  • مركبات الكبريت: يحتوي ورق الفجل على أحد أنواع مركبات الكبريت التي لها العديد من الوظائف الحيوية الكيميائية في الجسم.
  • فيتامين C: يحتوي الفجل الطازج على كمية من فيتامين C تتراوح نسبتها بين (17.95 -27.86)/100غم.

ولا بُدّ من الإشارة إلى أنه لدى مقارنة فوائد الفجل الأحمر مع الفجل الأبيض، يُلاحظ بأنّ محتوى أوراق الفجل الأحمر من بعض المركبات كالفلافونويد يفوق محتواه من أصناف الفجل الأخرى كالفجل الأبيض.[4]

فوائد الفجل

تمتلك الخضراوات التابعة للعائلة الصليبية -بمحتواها الوفير من المركبات الكيميائية النباتية- خواصًا مُضادة للأكسدة تُخلص الجسم من الجذور الحرة السامة والمُسببة للعديد من الأمراض،[2] ومن فوائد الفجل:

  • فوائد الفجل للنساء: لوحظ أنّ مستخلصات الأجزاء الهوائية للفجل تُحفز على قتل خلايا الثدي السرطانية، ويُعزى هذا الأثر إلى مركب السالفورافين (Sulforaphene) الموجود في الفجل والذي يُعتقد بأنه يتمتع بخواص تمكّنه من القضاء على الخلايا السرطانية.[2]
  • فوائد الفجل للحامل: يُعد نقص الحديد أحد أكثر الاضطرابات التغذوية شيوعًا، وهو أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، وتصاب ما تُقدر نسبته 40% من الحوامل بنقص الحديد، ويُمثل إنتاج أصناف من الفجل المعززة بالحديد إحدى الوسائل التي تقلل من خطر الإصابة بهذا النقص.[5]
  • فوائد الفجل المضادة لنمو الكائنات الحية الدقيقة: لوحظ أنّ عصير الفجل الخام يُثبط من نمو عدد من أنواع البكتيريا؛ مثل البكتيريا الإشريكية القولونية (Escherichia coli) والسالمونيلا (Salmonella typhi).[3]
  • فوائد الفجل للرجال: في تقرير أجراه الباحث (Beevi) وزملاؤه لوحظ أنّ مُستخلصات الفجل تقضي على خلايا البروستات السرطانية من خلال تفكيك هذه الخلايا، وتثبيط استطالتها، وتقليص حجمها وتُحلل مادتها الوراثية.[2]
  • فوائد بذور الفجل للرجال: في تجربة أُجريت على عددٍ من جرذان التجارب الذكور ممن هم في المرحلة التي تسبق ارتفاع ضغط الدم، لوحظ أنّ بذور الفجل قد قللت بفعالية من مستوى ضغط الدم لديهم، وقد استطاع العلماء تحديد المركبات الفعالة الأساسية المسؤولة عن إحداث هذا الأثر؛ وهي مركبات السينابين ثايوسيانيت (Sinapine thiocyanate)، ومركب الجلوكورافانين (Glucoraphanin).[1]
  • فوائد الفجل في علاج السكري: يُصنف مرض السكري ضمن أبرز الأسباب المؤدية إلى الوفاة في العالم، وتحاول العديد من البلدان العثور على عوامل مضادة للسكري، وقد أظهرت بعض الأبحاث أنّ مستخلصات الفجل الذائبة في الماء تمتلك خواصًا مخفضة لمستوى السكر في الدم تُعزى إلى احتوائها على مركبات عديدة الفينولات الشبيهة بهرمون الإنسولين الذي يفرزه الجسم.[2]

إنتاج الفجل واستخداماته

يُقدّر الإنتاج العالمي لبعض أنواع الفجل كالفجل الكرزي (Cherry radish) بحوالي 7 مليون طن في السنة، وتمثل هذه النسبة ما يقدر بـــ 2% من الإنتاج العالمي للخضراوات، وفي بعض البلدان كالصين، واليابان، وكوريا، واليمن، يحتل الفجل الصدارة في قائمة الخضراوات المُستهلكة،[5] وللفجل استخدامات متنوعة، وعلى الرغم من أنّ جذور الفجل هي الجزء الأكثر استخدامًا، فإنّ الاستفادة من أجزاء الفجل الأخرى كأوراقه وبراعمه قد تزايد استعمالها في الآونة الأخيرة، هذا ويُستهلك الفجل عادة كمكّون في السلطات، كما يمكن طهيه، أو تناوله مُملحًا مع أصناف أخرى من الخضراوات، كما تعمد بعض الشعوب التي تقطن المناطق الآسيوية مثلًا إلى تجفيف الفجل أو تخليله، أما أوراق الفجل وبراعمه فتؤكل طازجة أو بإضافتها لأطباق السلطة.[4]

أضرار الفجل

تحتوي الأجزاء المختلفة من الفجل كالأوراق، والبراعم، والساق، والجذور على العديد من المركبات الفعّالة التي تُنبئ بإمكانية تبنيها كأدوية فعّالة في علاج مجموعة من الأمراض، غير أنه لا بُد قبل ذلك من إجراء دراسات عميقة على المستوى الجزيئي للمعرفة الدقيقة للأدوار التنظيمية لهذه المركبات في الجسم،[2] ومن ناحية ثانية كشفت بعض الأبحاث عن احتواء الفجل على مركب الأليل آيزوثايوسيانيت (Allyl Isothiocyanate) وهو من المركبات المُصنفة ضمن المواد المُسببة للتحسس، والتي يمكن أن تُحدث تحسسًا تلامسيًا والتهابًا جلديًا، كما تحتوي أوراق الفجل على مركب الجلوكوبارين (Glucoparin) الذي قد يتسبب بحصول التحسس التلامسي.[3]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الأحد ، 02 شباط 2025
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Jia Q, Qi Y, Li H, Ding H, Qi D, Li Y. . Decompression Mechanism of Radish Seed in Prehypertension Rats through Integration of Transcriptomics and Metabolomics Methods. Evid Based Complement Alternat Med. 2023 Jan 31;2023:2139634.. Retrieved from https://doi.org/10.1155%2F2023%2F2139634
2.
Manivannan A, Kim JH, Kim DS, Lee ES, Lee HE. . Deciphering the Nutraceutical Potential of Raphanus sativus-A Comprehensive Overview. Nutrients. 2019 Feb 14;11(2):402.. Retrieved from https://doi.org/10.3390%2Fnu11020402
3.
Gutiérrez, Rosa & Perez, Rosalinda. (2004).. Raphanus sativus (Radish): Their Chemistry and Biology. TheScientificWorldJournal. 4. 811-37. 10.1100/tsw.2004.131. . Retrieved from https://www.researchgate.net/publication/8261995_Raphanus_sativus_Radish_Their_Chemistry_and_Biology

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز