يُعدّ حليب الأم المصدر الوحيد لتغذية الرُّضع خلال الست شهور الأُولى من ولادتهم، إذ تكمن أهميته في كونه يحمي الطفل الرضيع من طيفٍ واسع من الأمراض، كالاضطرابات التنفسية، والاضطرابات المناعية، والحساسية، كما يلعب دورًا أساسيًا في تطور البكتيريا النافعة في أمعاء الطفل، ويقلل من حدّة الأمراض الالتهابية، ويعزز من الأداء الذهني لدى الطفل.
لكن، قد يُشكل حليب الأُم مصدر خطر عليها وعلى رضيعها في حال وجود مجموعة من المعادن الثقيلة في حليب المرضعة، وذلك نتيجة تراكم هذه المعادن في الجسم وتسببها بأعراضٍ جانبية خطيرة، إذ إنّ التعرض لدخان السجائر -التدخين السلبي- أو تدخين النساء المرضعات للسجائر يُعرّض أطفالهُنّ مبارشرةً لمجموعة من المركبات والمعادن الثقيلة المُسببة للسرطان، والتي تقلل من فاعلية حليب الأم في رفع مناعة طفلها مما ينعكس سلبًا على صحته ونموّه.
أُجريت دراسة مقطعية بهدف البحث في تأثير التدخين في حليب الأم المرضعة، إذ شارك في هذه الدراسة 100 من النساء المرضعات اللواتي جرى تقسيمهن إلى ثلاثة مجموعات مختلفة، إذ تمثل المجموعة الأُولى النساء اللاتي يتعرضن لدخان السجائر، أما الثانية فاشتملت على مجموعة النساء المدخنات، وأمّا المجموعة الثالثة فمثلت المجموعة الضابطة (Control group) للدراسة السريرية.
حدد الباحثون تراكيز مجموعة معينة من العناصر النزرة السامّة في عينات من الحليب المأخوذ من المجموعات الثلاثة، ووُجد بأنّ تراكيز كل من عنصر الكادميوم (Cadmium)، والرصاص (Lead)، والزئبق (Mercury)، والزرنيخ (Arsenic) في حليب المجموعتين الأولى والثانية كانت تفوق بدرجة كبيرة تلك الموجودة في المجموعة الضابطة، والجدير بالذكر أن تلك العناصر السامة تُعرض الطفل إلى خطر الإصابة بأمراض عدّة كفقر الدم والسرطان، عدا عن تأثيرها في نموّ العظام، ووظائف الجهاز العصبي.
المرجع:
- Mansouri, B., Azadi, N. A., Sharafi, K., & Nakhaee, S. (2023). The effects of active and passive smoking on selected trace element levels in human milk. Scientific Reports, 13(1), 20756. https://doi.org/10.1038/s41598-023-48012-9