يُعرَف المبيض (Ovarium) على أنّه العضو التناسليّ الأُنثوي المسؤول عن إنتاج الهرمونات الجنسيّة وإيواء البويضات، إذ تمتلك الأنثى عند الولادة حوالي 1-2 مليون خليّة بيضيّة (Oocyte)، ينضج منها تقريبًا 300 خليّة بيضيّة فقط أثناء مرحلة الإباضة، وتنطلق في كل مرّة بويضة واحدة من المبيض بعد نُضجها مرورًا بقنوات فالوب نحو الرحم بغية تخصيبها.[1]
التركيب التشريحي للمبيض
يحتوي جسم المرأة على مبيضين يقع كلّ منهما على أحد جانبيّ الرحم في منطقة أسفل البطن، ويُشار إلى أنّ حجم المبيض غالبًا ما يكون أقرب لحجم كرة الغولف، إذ يبلغ عرضه حوالي 2 سم، وطوله 3.5 سم، بينما لا يتجاوز سُمكه 1 سم، وعمومًا يظهر المبيض الأيمن في كثيرٍ من الحالات أكبر حجمًا من المبيض الأيسر.[2][3]
يتكون المبيض من أجزاء وطبقات عِدة وفق التشريح المجهري للأنسجة:[2]
- الطبقة الطلائية (Germinal epithelium): الطبقة الخارجيّة للمبيض.
- الغلالة البيضاء (Tunica albuginea): تقع هذه الطبقة المُكوّنة من نسيج ضام كولاجينيّ أسفل الطبقة الطلائيّة.
- القشرة (Cortex): يحتوي هذا الجزء على جُريبات المبيض (Ovarian follicles).
- لبّ المبيض (Medulla) أو ما يُعرف بالنَّقير (Hilus): يتكون اللب من الأوعية الدموية الرئيسيّة في المبيض، بالإضافة إلى نسيجٍ ضامّ رخو.
يُعثر على المبايض عادةً بالقرب من قناتيّ فالوب داخل تجويفٍ يُطلق عليه الحفرة المبيضية (Ovarian fossa)،[2][3] ويساعد على تثبيت المبيض في مكانه داخل الحفرة المبيضية أنواعٌ معيّنة من الأربطة:[3]
- الرباط العريض (Broad ligament).
- الرباط الرحمي المبيضي (Uteroovarian ligament).
- الرباط المعلق (Suspensory ligament).
ما هو سدى المبيض؟
يتكوّن أي عضوٍ في جسم الإنسان من نسيجٍ متخصّص يؤدي وظائف أساسيّة، يُطلق عليه النسيج الحشوي (Parenchyma)، ونوعٌ آخر من الأنسجة يُطلق عليه السّدى (Stroma)، ويُعرف بأنّه النسيج الضامّ الذي يجمع أنواعًا متنوعة من الخلايا، ويُعد بمثابة النسيج الداعم في العضو الموجود فيه، وبناءً على ما سبق، تُمثّل جريبات المبيض النسيج الحشوي المسؤول عن وظائف المبيض الأساسيّة، بينما يُعبّر سدى المبيض (Stroma of ovary) عن كافّة مكوّنات المبيض الأُخرى باستثناء جريبات المبيض.[4][5]
مكونات سدى المبيض
يحتوي سدى المبيض على خلايا وأنسجة عديدة:
- الخلايا المناعيّة (Immune Cells)،[4] تشمل الخلايا المناعيّة أنواعًا عِدة:[6]
- الخلايا البلعميّة (Phagocytic cells)، مثل العدلات (Neutrophils)، والخلايا وحيدات النوى (Monocytes)، والخلايا البلعميّة الكبيرة (Macrophages)، إذ تتمثّل مهمّة هذه الخلايا بابتلاع وهضم مولدات الضدّ التي تغزو الجسم.
- الخلايا القاتلة الطبيعية (Natural killer cells)، وهي الخلايا التي تساعد على قتل الخلايا المصابة بالفيروس، وبعض أنواع خلايا الأورام.
- خلايا الدم البيضاء متعدّدة النوى (Polymorphonuclear leukocytes)، والخلايا وحيدة النوى (Mononuclear cells) كالخلايا البدينة (Mast cells)، وهي الخلايا التي تساعد على إطلاق مواد مهمتها تحفيز وتنظيم تفاعلات الالتهاب في الجسم.
- الخلايا اللمفية البائية (B cells)، والخلايا اللمفية التائية (T cells)، إذ تسهم هذه الخلايا في التخلّص من المُمرضات والمواد التي تغزو الجسم.
- الأوعية الدمويّة، تتمثّل مهمّتها في تزويد أنسجة المبيض بالأكسجين والعناصر الغذائيّة، كذلك تسهم في نقل الهرمونات والتخلص من الفضلات، وتتكوّن هذه الأوعية من خلايا بطانية (Endothelial cells)، وخلايا حولية (Pericytes)، وخلايا عضليّة ملساء (Smooth muscle cells).[4]
- الأعصاب، إذ تساعد الأعصاب في المبيض على تعزيز التواصل مع الجهاز العصبيّ، وتنظيم إفراز الهرمونات، وانقباض الأوعية الدمويّة.[4]
- الأوعية اللمفاويّة،[4] هي الأوعية التي تساعد على تصريف السائل اللمفي من الأنسجة وإعادته إلى الأوردة، وتحتوي معظم الأوعية اللمفاويّة على صمّامات وظيفتها المحافظة على استمرار تدفق السائل داخلها باتجاهٍ واحد.[7]
- ظهارة سطح المبيض (Ovarian surface epithelium) المعروفة بِالطبقة الطلائية (Germinal epithelium)، ويُطلق عليها أيضًا الظهارة الإنتاشيّة، والتي تُعرف بأنّها طبقة من الخلايا الظهارية التي تغطي المبيض، وتساعد على تسهيل الإصلاح بعد الإباضة.[4]
- الغلالة البيضاء (Tunica albuginea)، هي طبقة النسيج الواقعة أسفل ظهارة سطح المبيض، والتي توفّر الحماية للمبيض.[4]
- خلايا جذعيّة (Ovarian Stem cells)، قد يحتوي المبيض على خلايا جذعية متنوعة، كالخلايا الجذعية الجسميّة (Somatic stem cells) والخلايا الجذعية الإنتاشية (Germline stem cells).[4]
- الشبكة المبيضيّة داخل المبيض (Intraovarian rete ovarii).[4]
- خلايا نقيريّة (Hilar cells)، توجد هذه الخلايا في نقير المبيض (Ovarian hilum) ومسراق المَبيض (Mesovarium)، وهي تُشبه تلك الخلايا الموجودة في الخصية، والمعروفة باسم خلايا لايديغ (Leydig cells)،[8] ويُعرف بأنّ الخلايا النقيريّة مسؤولة عن بناء وإطلاق الأندروجينات (Androgens) استجابةً لتأثير الهرمون المُنشط للجسم الأصفر (Luteinizing hormone LH).[4]
- عناصر في النسيج خارج الخليّة (Ovarian extracellular matrix components)، أبرزها:[9]
- البروتينات الليفيّة (Fibrous Proteins)، مثل الكولاجين، والإيلاستين (Elastin).
- البروتيوغليكان (Proteoglycan)، كالفرسيكان (Versican)، والديكورين (Decorin).
- الخلايا السدويّة غير مكتملة التمايز، كالخلايا الشبيهة بالخلايا الليفيّة (Fibroblast-like)، والخلايا مغزليّة الشكل (Spindle-shaped)، والخلايا الخلالية (Interstitial cells).[4]
مشكلات صحيّة تؤثر في المبايض
تضمن سلامة المبيض الوصول إلى مرحلة تحقيق التوازن الهرمونيّ في الجسم خلال سنوات الإنجاب والمحافظة على الخصوبة، لذلك قد تؤثّر مشكلات واضطرابات المبايض في صحّة وسلامة الجسم،[2] ومن المشكلات الصحيّة التي قد تصيب المبيض:[2][10]
- خراجات المبيض.
- الحمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy).
- سرطان المبيض.
- متلازمة تكيس المبايض (polycystic ovary syndrome or PCOS).
- الكيسات المبيضية (Ovarian cysts).
- قصور المبيض الأساسي (Primary ovarian insufficiency).
- التواء المبيض (Ovarian torsion).