غسيل الكلى

تعريف بالعلاج

تخضَع شريحة من مرضَى الكُلى لأحَد أنواع العلاج المعروفة باسم غسيل الكُلى، وهو عبارة عن جهاز خارجي يُوصَل مع الجسم ليقوم بعمل الكُلية من خلال تنقية الدم من السُموم والأملاح والسوائل الفائضة عن حاجته، يُوصَى بالانتقال لمرحلة غسيل الكُلى حال التحقُّق من حالة الفشل الكُلوي؛ بمعنى عدم قدرة أي من الكُليتين على أدائهما لوظائفهما الطبيعيّة.

يخضع المريض لسلسلة من الفحوصات التي تقيس مدى قدرته الصحيّة على تحمُّل تبِعات غسيل الكلى، إذ يتعيّن على المريض الخضوع لإجراء جراحي بسيط لعمل وصلة شريانيّة وريديّة تُهيّىء مدخلًا لأنابيب جهاز غسيل الكُلى ليقوم بعمله عبر تنقيّة الدم المار عبره.

يجب أن يعي المريض حجم المسؤوليّة التي يجب أن يتحمّلها حال بدء جلسات غسيل الكُلى، إذ إنّ أهم ما يُمكّنه من الحفاظ على حياته وصحّته بمستوى جيّد هي مدى التزامه بجلسات غسيل الكلى حسب مواعيدها المُحدّدة إضافة إلى تغيير بعض العادات الغذائيّة والاعتماد على أصناف معيّنة بكميّات محدّدة من المأكولات، وتناول الأدوية بشكل منتظم.

أسباب اللجوء لغسيل الكلى

يبدأ بعض المرضى رحلة غسيل الكُلى بعد فقدان الكُلى لديهم على أدائها ما يُقارب 85% من وظائفها، إذ تظهر بعض الأعراض التي تُدلّل حاجة المرضى للتدخُّل الفوري لإنقاذ حياة المريض، مثلًا قد ينتفخ الجسم بسبب احتباس السوائل إضافة إلى الشعور بالغثيان والضّعف العام في الجسم.

يعتمد إقرار جرّاح الكُلى والمسالك البوليّة بتحويل المريض لمرحلة غسيل الكُلى على عوامل عدّة أهمّها: صحّته بشكلٍ عام ونتائج الفحوصات المخبريّة وقدرة المريض على الالتزام بمواعيد الجلسات ونمط الحياة الجديد.

أمّا السبب الرئيسي وراء فشل الكُلى وعدم قدرتها على العمل فيعود لمجموعة من الأسباب، منها:

  • عدم وصول كمية كافية من الدم للكُلى، ممّا يؤدّي إلى تراكم السموم وعدم قدرة الكُلى بعد ذلك على تنقية الدم، وقد يكون هذا ناجمًا عن جلطة دمويّة، الجفاف، تسمُّم الدم وغيرها من المشاكل.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • التكيُّسات المتعدّدة على الكُلى.
  • الإصابة ببعض السرطانات التي قد تسُد تدفق مجرى البَول، مثل: سرطان كُل من البروستاتا، القولون، عنق الرحم والمثانة.
  • التهاب كُبيبات الكُلى.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • التهاب الأوعية الدمويّة.
  • العلاجات الكيماويّة المُستخدمة لعلاج السرطانات وبعض الأمراض المناعيّة الذاتيّة.

الفحوصات والإجراءات اللازمة قبل مرحلة غسيل الكلى

بعد التحقُّق من فقدان الكُلى لِما يُقارب 85% من وظائفها، يتّم تقييم المريض صحيًّا بُغية التحقّق من قابليّة جسمه للخضوع لغسيل الكُلى، إذ إنّ المرحلة الأُولى قبل البدء بغسيل الكُلى تتضمّن إجراء جراحي مُصغّر لعمل وصلة شريانيّة وريديّة تحت الجلد في أحَد ذراعي المريض -غالبًا-، لِذا تُجرَى للمريض مجموعة من الفحوصات أهمّها:

  • فحص الأوعية الدمويّة بالموجات فوق الصوتيّة المُضاعفَة؛ وذلك لتقييم معدّل تدفُّق الدم.
  • تخطيط الأوعية الدمويّة بالتصوير المقطعي المُحوسب.
  • تصوير الأوعية الدمويّة بالرنين المغناطيسي.
  • فحص معدل النبض في شرايين الذراعين.
  • الكشف عن حجم الشرايين.
  • قياس الضغط التفاضلي داخل الأوعية الدمويّة.
  • فحص ألن المُعدّل؛ لتقييم كفاءة القوس الراحيّة.
  • فحص إجهاد القلب.
  • تخطيط كهربيّة القلب ECG.

الوصلات الشرياينيّة الوريدية

يخضع المريض لعمليّة جراحيّة مصغّرة تحت تأثير التخدير الموضعي، حيث يقوم جرّاح الأوعية الدمويّة بعمل وصلات تحت الجلد من الأوعية الدمويّة، وغالبًا ما يختلف نوع الوصلات حسب حالة المريض ونتائج الفحوصات التحضيريّة، ويُعدّ كُل من الآتية أفضل أنواع الوصلات:

  1. الوصلة الشريانيّة الوريديّة (الناسور الشرياني الوريدي): هي عبارة عن وصلة طبيعيّة من شريان ووريد المريض، بحيث يتّم وَصلهم مع بعضهم البعض بهدف إكساب الوريد صفة الشريان وحتى يكون قريبًا من الجلد ممّا يُسهّل الوصول إليه. غالبًا ما يتّم عمل الوصلات الشريانيّة الوريديّة إمّا فوق الرُسغ أو فوق الكُوع في أحد الذراعين بالاتفاق بين الجرّاح والمريض، تستغرق هذه العمليّة ما يُقارب الساعة. تتميّز هذه الوصلات بإمكانيّة صلاحيّة فاعليّتها لفترات طويلة قد تصِل لسنين عدّة تختلف من حالة لأُخرى.

يُفضّل الانتظار بعد ذلك من شهرين إلى ثلاثة شهور قبل البدء بغسيل الكُلى، إلى حين وصول الوَصلة    الشريانيّة الوريديّة لمرحلة جيدة من حيث قوة جدرانها وقوّة تحمُّلها.

*في بعض الحالات الشديدة التي لا يُمكن معها الانتظار مدّة ثلاث شهور إلى حين جاهزيّة الوصلة الشريانيّة الوريديّة، فإنّ الجرّاح قد يعتمد على قسطرة الكُلى بشكلٍ مؤّقت، بحيث يتّم إدخال أنبوب قسطرة من الأوردة الموجودة إمّا في الرقبة، الصدر أو الساقين ويبقى مدخل الأنبوب ظاهرًا عبر الجلد.

لا يُنصَح باستعمال قسطرة الكُلى بشكل دائم إذ إنّها قد تُعرّض المريض لعدد من المُضاعفات أبرزها الإصابة بالتهابات أو عدوى، تجلُّطات دمويّة وتليُّفات.

 

  1. الوصلة الشريانيّة الوريديّة الصناعيّة: بعض الحالات تستدعي اللجوء لعمل وصلة شريانيّة وريديّة صناعيّة، وذلك من خلال ربط كل من الشريان العضدي والوريد البازليّ بواسطة أنبوب بلاستيكي، يُمكن البدء بمرحلة غسيل الكُلى بعد أسبوعين إلى ثلاثة بعد ذلك، إذ لا حاجة للانتظار أكثر. من عيوب الوصلات الصناعيّة إمكانيّة تعرُضها لعدد من المشاكل مثل التجلُّطات الدمويّة التي تقلّل من فترة صلاحيّتها مقارنةً مع الوصلات الطبيعيّة، بحيث تتراوح بين 6 إلى 18 شهرًا في الحدّ الأقصى.

مخاطر ومُضاعفات غسيل الكلى

قد يتعرّض المريض لمشاكل ومُضاعفات عدّة أثناء جلسات غسيل الكُلى أو بعدها، من أكثرها شُيوعًا:

  • التهاب مدخل الوصلة الشريانيّة الوريديّة في الجلد.
  • تدفُّق ضعيف للدم أو انسداد مجراه بسبب تكوُّن تليُّفات أو جلطات دمويّة.
  • تشنُّج العضلات.
  • انخفاض مفاجىء في ضغط الدم ما يتسبّب بشعور المريض بالدُوار والضّعف العام في جسمه وألَم وعدم راحة في المعدة.
  • نزيف من موقع ارتباط الوَصلة الشريانيّة الوريديّة.
  • احتباس السوائل في الجسم، غالبًا تحدُث هذه الحالة في الفترة بين جلسات الغسيل بسبب تراكم السوائل داخل الجسم وعدم قدرته على تصريفها.
  • ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الدم.
  • الإصابة بفقر الدم؛ إذ إنّ الفشل الكُلوي يقلّل معدّل إنتاج الهرمون المُحفّز لإنتاج خلايا الدم الحمراء المعروف باسم "إريثروبويتين".
  • مشاكل في النوم.
  • حكّة أثناء غسيل الكُلى أو بعده.
  • تشنُّج العضلات.

خطوات غسيل الكلى

يبدأ المريض مرحلة غسيل الكُلى بعد مرور الفترة الّلازمة للتحقُّق من كفاءة الوصلة الشريانيّة الوريديّة، حيث يتّم غسيل الكُلى في الوِحدة المُخصّصة لذلك داخل المستشفى وتحت إشراف جرّاح الكلى والمسالك البوليّة، وتتلخّص الخطوات بالآتية:

  1. استلقاء المريض على السرير.
  2. وَصل جهاز غسيل الكُلى مع المريض من خلال إبرتين يتّم إدخالهما في الوصلة الشريانيّة الوريديّة في الذراع، بحيث تكون كُل منهما موصولة بأنابيب أحَدها لخروج الدم من الجسم باتجاه جهاز غسيل الكُلى والآخر يمرّ من خلاله الدم المُنقّى عائدًا باتجاه الجسم.

آليّة عمل جهاز غسيل الكُلى: يمرّ الدم القادم من الجسم داخل جهاز الكُلى الذي يحتوي على فلتر مكوّن من مجموعة من الألياف المُجوّفة المُحاطة بمحلول مخصّص للغسيل الكُلويّ، يسير كُل من الدم والمحلول باتجاهين مُتعاكسين، ممّا يُتيح عمليّة التبادل بينهما بحيث تخرج السموم والأملاح والسوائل الزائدة التي يجب أن تُطرَح خارج الجسم باتجاه المحلول ويبقى الدم المُنقّى داخل الألياف المُجوّفة، ليتّجه بعدها نحو الجسم عبر المدخل الآخر في الوصلة الشريانيّة الوريديّة. 

غالبًا ما يخضع مريض غسيل الكُلى لثلاث جلسات أُسبوعيًا مدّة كل منها 4 ساعات تقريبًا.

حياة المريض بعد غسيل الكلى

تختلف حياة المريض بعد انخراطه بجلسات غسيل الكُلى، إذ يتحتّم عليه تغيير بعض عاداته المتّبعة والابتعاد عن ممارسة الأنشطة المُجهدة، إضافة إلى أنّه يجب أن يُصبح أكثر حِرصًا على العناية بصحّته وانتقاء أطعمته ومراقبة كميّات السوائل التي يجب أن يشربها خلال اليوم؛ لتجنُّب أي مُضاعفات محتملة والحِفاظ على الوصلة الشريانيّة الوريديّة بأفضل حال.

يُمكن أن يؤدّي هذا التغيير في حياة مريض غسيل الكُلى إلى بعض المشاعر السلبيّة التي تؤثّر على صحّته وعلى مدى تقبُّله للعلاج، لِذا يُمكن حل هذه المُشكلة من خلال الحديث مع المُعالج النّفسي أو الطبيب المسؤول عن الحالة، الذي يستطيع مُساعدة مريضه بتخطّي هذه الحالة بشكلٍ فعّال. 

من أهم ما يُنصَح مريض غسيل الكُلى باتبّاعه، هو الالتزام بالجلسات المُقرّرة لغسيل الكُلى وتنقية الدم وعدم إهمال أي جلسة، أيضًا يجب الالتزام بتناول الأدوية حسب مواعيدها.

إضافة إلى ذلك، يُوصي الجرّاح مريضه بمجموعة الأطعمة الممنوعة وكميّة السوائل التي يُمكنه شُربها، إذ غالبًا ما يُوصَى مرضى غسيل الكُلى بتحديد مستويات الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور، وتجنُّب بعض المحظورات كالتدخين وغيرها ممّا قد يؤثّر سلبًا على صحّة المريض.

أهم مقدمي العلاج

اطلب عرض سعر