تُعرّف عملية تثبيت الفقرات أو دمج الفقرات Spinal fusion على أنّها إجراء جراحي يتّم من خلاله دمج فقرتين أو أكثر في العمود الفقري لتخليص المريض من الألم الذي يعاني منه في الظهر والذي غالبًا ما يكون أثناء الحركة، فيكون الحل الجراحي هو الحل عبر تثبيت حركة الفقرات المُستهدفَة لإزالة الضغط الذي تتسبّب به على الأعصاب أو العضلات والأربطة القريبة منها، ما يخفّف الألم.
تعتمد عملية تثبيت الفقرات على إضافة طعوم عظميّة بين فقرات العمود الفقري المُتضرّرة، وتكون هذه الطُعوم إمّا من مصدر ذاتيّ، أيّ من الشخص نفسه أو من متبرّع أو يمكن استخدام طعوم صناعيّة، تُمكّن الطعوم العظميّة الفقرات من الالتحام ببعضها بعضًا لتصبح قطعة واحدة غير قادرة على الحركة كما كانت سابقًا.
على الرغم من أنّ عملية تثبيت الفقرات قد تحُدّ من حركة العمود الفقري إلّا أنّها لا تتسبّب بإعاقة حركيّة كاملة كما يعتقد البعض، ومن الممكن أن ما تُجرَى لأيّ من فقرات العمود الفقري سواءً كانت العنقيّة -في الرقبة- أو العجزيّة القريبة من الحوض أو الصدريّة.
تُجرَى عملية تثبيت الفقرات ودمجها لتخفيف آلام الظهر التي تحُد من الحركة اليوميّة، وبغرض علاج أيّ من الحالات التالية:
يخضع المريض لمجموعة من الفحوصات التشخيصيّة قبل إجراء عملية تثبيت الفقرات تِبعًا لتعليمات الجرّاح ، منها:
أمّا عن التحضيرات التي تسبق عمليّة تثبيت الفقرات فتتلخّص بإعلام الطبيب بجميع أصناف الأدوية (مثل مميّعات الدم وغيرها) والمكمّلات والأعشاب التي يتناولها المريض ليتّم إيقاف استخدامها -حسب الحالة- بناءً على خطّة محدّدة، أيضًا يُنصَح بالامتناع عن التدخين ما من شأنه أن يرفع معدل التعافي بعد العمليّة.
تشتمل عملية تثبيت الفقرات على مجموعة من المضاعفات والمشاكل مثل أي عمليّة جراحيّة أُخرى، من هذه المضاعفات:
تستغرق عمليّة تثبيت الفقرات عدّة ساعات، وتُجرَى عبر الخطوات الآتية:
يشعر المريض بعد عمليّة تثبيت الفقرات بشيءٍ من الألم يمكن التغلُّب عليه بالمسكّنات تِبعًا لتوصيات الجرّاح المسؤول، غالبًا تتراوح فترة بقاء المريض في المستشفى ما بين 2 إلى 4 أيام، قد تطُول إذا ما تطلبّت حالة المريض ذلك.
يُنصَح المريض بتخفيف معدل الحركة والاكتفاء بحركات وأنشطة خفيفة جدًا خلال الستّة أسابيع الأُولى؛ أيضًا يساعد ارتداء دعامات (مشدّات) الظهر في الحدّ من حركة العمود الفقري للمساعدة في سرعة التئام العظم بالشكل الصحيح.
تستغرق فترة التئام الطعوم العظميّة بين الفقرات ما يُقارب 6 أسابيع، أمّا التعافي الكامل بعد العملية قد يتطلّب من 3 إلى 6 أشهر، وقد يطول أحيانًا حتى 12 شهرًا، يتمكّن بعدها المريض من استعادة قدرته على إتمام العديد من الأنشطة لكن بمحاذير محدّدة وتماشيًّا مع محور الحركة الجديد المُتاح للعمود الفقري تجنبًّا لأيّ مضاعفات محتملَة، وذلك بتوصيات مباشرة من الطبيب المختصّ.
يشارك اختصاصي العلاج الطبيعي والوظيفي في تعافي المريض بعد عملية دمج الفقرات بإعادة تأهيل العمود الفقري لاستعادة الحركة ورفع مستوى المرونة شيئًا فشيئًا، وغالبًا ما يبدأ العلاج التأهيلي بعد 6 أسابيع تقريبًا.
لتسريع فترة التعافي والعودة للأنشطة المعتادَة يتحتَّم على المريض اتبّاع النصائح التالية:
-------------------
آخر تحديث في 24 أكتوبر 2021
-------------------
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م