تُعرَف عمليّة زرع جهاز تنظيم ضربات القلب بأنّها من العمليات الضروريّة لحل بعض المشكلات التي قد تطرأ في القلب والتي تؤثّر على معدّل النبضات. يحتوي القلب على حُجرات أربعة اثنتان عُلويتان واثنتان سُفليتان، يقوم القلب بالانقباض ممّا يدفع الدم من الحُجرات السُفليّة مُحدثًا صوت النبض للقلب، وتقوم العقدة الجيبيّة الأُذينيّة الموجودة في الأّذين الأيمن بتوليد الإشارات الكهربيّة وتوزيعها عبر المنطقة الحاجزيّة الموجودة بين حجرتي القلب العُلويتيَن لخلايا القلب لتنظيم نبضاته، بالتالي في بعض الحالات قد ينجُم خلل ما يُعيق الإنبعاث الطبيعي للإشارات الكهربيّة ما يؤدّي إلى تسارع أو تباطؤ أو ربمّا عدم انتظام في نبضات القلب، ممّا يتطلّب تدخُّل جراحي لزرع جهاز صناعي يُنظّم ضربات القلب.
قد يلجأ اختصاصي أمراض القلب والشرايين زرع جهاز تنظيم ضربات القلب نتيجة مُعاناة المريض من أحَد المشاكل الآتية:
وغالبًا ما يترافق أي من السابقة مع بعض الأعراض التي قد تُشير إلى وجود مشكلة ما في القلب، مثل: الشعور بالإجهاد والضعف العام، الإغماء، انقطاع في النفَس وألَم في الصدر.
يُجري اختصاصي أمراض القلب والشرايين مجموعة من الفحوصات للاطمئنان على قابليّة المريض الصحيّة للخضوع زرع جهاز تنظيم ضربات القلب، وتشتمل هذه الإجراءات على:
قد تشتمل عمليّة زرع جهاز تنظيم ضربات القلب على مجموعة من المخاطر والمُضاعفات، وعلى الرغم من نُدرة حدوثها إلّا أنّ المريض يجب أن يكون على عِلم مُسبق بها، وهي تشتمل على:
تشتمل هذه العمليّة على ثلاث مراحل:
يُطلَب من المريض الصيام قبل موعد إجراء العمليّة، وإيقاف أي مُميّعات دم يتناولها لتجنُّب الإصابة بالنّزيف أثناء العمليّة أو بعدها، ثمّ يُؤخذ لغرفة خاصّة ليتّم استكمال باقي الأُمور التحضيريّة، حيث يقوم الفريق الطبّي بإدخال الأُنبوب الوريدي في الذراع القريبة من منطقة زراعة جهاز منظّم نبضات القلب.
تعقيم وتنظيف مكان إجراء الشّق.
غالبًا يجري تخدير موقع إجراء العمليّة دون اللجوء للتخدير العام، ويشُّق جرّاح القلب والأوعية الدمويّة المنطقة أعلى الصدر لليسار بما مقدراه 2 إنش ( 5.08 سم)، ثمّ يقوم بإدخال أسلاك أو أقطاب كهربائيّة معزولة في الأوردة المارّة تحت عظم الترقوة وتمريرها وصولًا للقلب بمساعدة الأشعة السينيّة لمعرفة ما يجري في الداخل عبر مُراقبة الصور الحيّة، ثمّ يتّم تثبيتهم في المكان الصحيح في القلب، والطرفين الآخرين يتّم وصلهم بجهاز صغير يُزرع تحت الجلد أسفل عظم التُرقوة.
قبل إغلاق الشّق، يقوم اختصاصي أمراض القلب والشرايين باختبار تنظيم ضربات القلب الذي تمّ زرعه بواسطة مخطّط كهربيّة القلب ECG، وفي حال الاطمئنان على كفاءة عمله يُغلق الشّق.
يبقى المريض في المستشفى لليلة واحدة غالبًا للإطمئنان على سلامته وعلى عمل جهاز تنظيم ضربات القلب بشكل جيّد، بعد ذلك يُمكنه مغادرة المستشفى برفقة أحَد أقربائه أو معارفه؛ لعدم تمكّنه من القيادة.
قد يشعر المريض بعد زوال المخدّر ببعض الألَم في الصدر أو مكان الشّق ليومين بعد زرع جهاز تنظيم ضربات القلب، لِذا يمكنه استعمال بعض المُسكّنات الاعتياديّة مثل: ايبوبروفين، ناببروكسين أو اسيتامينوفين، لكن في بعض الحالات الأُخرى يجب أن يصِف الطبيب المُختّص نوع المُسكّن لتجنُّب أي مخاطر محتملة، فمن الممكن أن تُجرى العمليّة لسيّدة حامل مثلًا.
يبقى المريض خلال فترة مكوثه في المستشفى مُتّصلًا مع جهاز مراقبة القلب لاستمرار التقاط الإشارات الكهربيّة القادمة من الجهاز الذي تمّ زرعه في صدر المريض والتحقُّق من عمله بشكل صحيح ومراقبة نبضات القلب، إضافةً إلى تصوير صدر المريض بواسطة الأشعة السينيّة للتحقُّق من أنّ الجهاز في مكانه الصحيح.
يُعطَى المريض بطاقة تحتوي على نوع جهاز تنظيم القلب الذي تمّ زرعه، وهي ما يجب أن يُحافظ عليها المريض جيّدًا ويُبقيها دائمًا معه؛ تحسُبًّا لحدوث أي خلل مفاجىء.
قد يشعر المريض بعد إجراء زرع جهاز تنظيم ضربات القلب بألَم وانتفاخ في مكان زرع جهاز تنظيم ضربات القلب، وقد تستمر هذه الأعراض لأيام عدّة وربمّا لأسابيع، إذ إنّه في الغالب قد تستغرق فترة التعافي من العمليّة ما يُقارب الأربعة أسابيع.
يُنصَح المريض أيضًا بتجنُّب رفع أي أشياء ثقيلة الوزن لما يُقارب 4 أسابيع بعد إجراء العمليّة، إضافةً إلى أنّه يُفضّل عدم رَفع الذراع اليُسرى (اليُمنَى في حال تمّ زرع الجهاز في الجهة اليُمنى من الصدر) لمدّة 4 إلى 6 أسابيع، يُمكن استشارة المُعالِج الطبيعي لتعلُّم التمارين الأنسَب لممارستها بعد العمليّة إلى حين استعادة المريض كامل عافيّته.
يستطيع المريض العودة لوظيفته أو عمله خلال أيام قليلة بعد العودة للمنزل.
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م