تُعد عملية زراعة الكبد من العمليّات الصعبة والمعقّدة التي تتضمّن استبدال كبد المريض بجزء من كبد سليم من متبرّع حي أو مُتوّفى أو كبد كامل من متبرّع متوّفى. تكمُن أهميّة الكبد في الجسم من خلال وظائفه الرئيسيّة التي تتلخّص في تخليص الجسم من السموم، استقلاب الأدوية وإزالة مخلّفات عمليات الأيض الطبيعيّة التي تحدث داخل الجسم مثل الأمونيا والبيليروبين، إضافة إلى قدرة الكبد على إنتاج العديد من الإنزيمات والبروتينات المهمّة.
يُعدّ اللجوء لعمليّة زراعة الكبد الحل الوحيد والنهائي للمرضى ممّن يُعانون من أمراض في الكبد في مراحلها المتقدّمة جدًا مثل سرطان الكبد والمشاكل المزمنة التي قد تصيب الكبد وتتسبّب في فشل وظائفه مثل تشمُّع الكبد وغيرها.
يستطيع اختصاصي الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي والمنظار برفقة طاقم طبّي متعدد التخصُصات القيام بعملية زراعة الكبد بعد سلسلة من الإجراءات التشخيصيّة والمخبريّة للتحقُّق من قدرة المُتبرّع وتطابق الأنسجة وغيرها من الخطوات المهمّة.
تستغرق فترة العلاج تقريبًا " 33 يوم ".
قد يكون اللجوء لعمليّة زراعة الكبد هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ حياة المريض، وغالبًا ما يُقرّ اختصاصي الجهاز الهضمي زراعة الكبد للمريض بسبب الإصابة بأحَد الأمراض الآتية:
قبل البدء بخطوات تحضير المريض لعملية زراعة الكبد يجب العثور على المُتبرّع المناسب وإجراء كافّة الفحوصات لكليهما؛ للتحقُّق من التطابق وتجنُّب مضاعفات رفض جسم المريض للكبد الجديد، إضافة إلى التحقُّق من سلامة المُتبرّع من أي أمراض مُعديّة أو سرطانات، وتشتمل الفحوصات على الآتي:
- فحوصات التطابق: تشتمل على الكشف عن تطابق فصيلة الدم بين المريض والمُتبرّع.
قد تتضمّن عملية زراعة الكبد بعض المخاطر والمُضاعفات نتيجة العمليّة نفسها أو بسبب الأدوية المُثبّطّة للمناعة التي سيأخذها المريض بعد العمليّة، من هذه المضاعفات:
قد يشعر المريض ببعض الآثار الجانبيّة للأدوية المُضادة للرفض (المُثبطة للمناعة) بعد عملية زراعة الكبد، مثل: ترقُّق العظام، السكري، الصداع، ارتفاع ضغط الدم، الإسهال وارتفاع مستوى الكولسترول
تشتمل عملية زراعة الكبد على ما يلي:
بعد إجراء جميع الفحوصات للمريض والمُتبرّع، والتحقُّق من سلامة المُتبرّع صحيًّا من أي أمراض فيروسيّة أو مُعدية والتوصُّل للتطابق المطلوب، يجري تحضير كُل منهما للعمليّة الجراحيّة، تبدأ الخطوات بتخدير كُل منهما تخديرًا كاملًا.
المرحلة الأُولى تشتمل استئصال جزء من كبد المُتبرّع (في حال كان حيّ) وحفظه في مادة خاصّة إلى حين تحضير المريض، يعتمد حجم الجزء المُستأصل من الكبد السليم على نسبة معيّنة ضمن معايير دولية وطبيّة تُراعي وزن الجسم نسبةً إلى حجم الكبد.
بالنسبة للمريض، يقوم جرّاح الجهاز الهضمي والكبد بإجراء شق طويل في البطن لاستئصال الكبد كاملًا بعد فصله عن الأوعية الدمويّة والقنوات الصفراوية المُرتبطة به واستبداله بالجزء السليم بعد إعادة وَصله مع الشرايين والأوردة المُحيطة به.
بعد ذلك يقوم الجرّاح بإغلاق الشّق بالغُرز وتغطيته بضمّادات خاصّة.
تستغرق عملية زراعة الكبد 12 ساعة تقريبًا.
* قد يضطّر المريض الانتظار حتى يحين دوره في الحصول على الكبد المناسب، مع وجوب إجراء فحوصات دم شهريّة.
*تعتمد الأردن قانونًا يُوجب على المريض الحصول على كبد من مُتبرّعين ذوو درجة قرابة أُولى أو ثانية بالنسبة للمريض، أو في حال كان المُتبرّع زوج/ زوجة المريض فقط.
يُنقل المريض لغرفة العناية المُشدّدة ويبقى تحت إشراف جراح الجهاز الهضمي المسؤول إلى حين الاطمئنان على الوظائف الحيويّة للجسم مثل التنفُّس ونبضات القلب وضغط الدم والتحقُّق من قدرة الكبد الجديد على العمل ومدى استجابة جسم المريض لذلك، من اللمكن أن يمكث المريض في العناية المشدّدة بضعة أيام يُنقل بعدها لغرفة عادية في المستشفى، حيث يبقى ما يُقارب أسبوعين إلى 3 أسابيع يستطيع بعدها المغادرة للمنزل حسب تعليمات الجراح.
يبدأ الكبد بالعمل بعد زراعته ويستطيع خلال أشهر الوصول للحجم الطبيعي مع اختلاف في الشكل، أمّا المضاعفات للمتبرّع بالكبد فغالبًا لا تكاد تُذكَر، إذ يحرص الطاقم الطبّي بمراعاة شروط زراعة الكبد بالنسبة للمتبرّع بحيث يُترَك في جسمه جزء كافِ من الكبد يستطيع أداء وظائفه بشكل طبيعي وسليم، إضافة إلى أنّ كبد المُتبرّع يستطيع استعادة حجمه الطبيعي في غضون أشهر قليلة.
تُعدّ الفترة التالية لعملية زراعة الكبد مهمّة جدًا بالنسبة للمريض، إذ يجب أن يعتني جيدًا بصحّته من خلال الالتزام الصارم بمواعيد الأدوية الموصوفة مثل مُثبّطات المناعة والمُضادات الحيويّة المختلفة؛ وذلك لتجنُّب المُضاعفات التي قد يتعرّض لها بعد عملية زراعة الكبد.
تستغرق فترة النقاهة بعد زراعة الكبد ما يُقارب 3 إلى 6 أشهر يستطيع بعدها المريض العودة لممارسة حياته الطبيعيّة.
يجب أن يبقى المريض على تواصل دائم مع جرّاح الجهاز الهضمي المسؤول عن حالته، ويُشاركه بجميع التفاصيل الصحيّة التي قد يشعر بها حتى وإن كانت بسيطة وعارضة، ويلتزم بالمُراجعات المطلوبة والتي غالبًا ما تكون بشكلٍ دوري كل 3 أشهر، مع مراجعة أُولى بعد ما يُقارب أسبوع أو أسبوعين بعد الخروج من المستشفى.
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م