زراعة القوقعة

نبذة عن زراعة القوقعة الصناعية

تُعدّ زراعة القوقعة من الإجراءات المهمّة التي توصّل لها الطب منذ السبعينيّات، والتي استمرّت في التطوُّر لتحقُّق نتائج مذهلة في العقود الأخيرة، إذ تُقدّم زراعة القوقعة حلًّا جيدًا ومُرضيًا للمرضى الذين يُعانون من مشاكل في السمع نتيجة تلف القوقعة (الأذن الداخليّة) ممّا يمكّنهم من استعادة السَمَع جزئيًا، بالتالي ممارسة حياتهم بشكل طبيعي من خلال إتاحة الفرصة لهم لتعلُّم مهارات النُطق، من ثمّ تسهيل تواصلهم مع مَن حولهم.

تطوّرت غرسات الأذن بشكلٍ كبير بحيث أصبح بعضها يتكوّن من وحدة واحدة تُوضَع بعيدًا عن الأذن، و هي تتميّز بخفّة وزنها وإمكانيّة تغطيتها عبر إسدال الشعر فوقها ممّا يُوفّر معدل أعلى من الراحة للمريض.

تشتمل عملية زراعة القوقعة على غَرس جهاز إلكتروني في الأّذن، بحيث يحتوي على أجزاء داخليّة وأُخرى خارجيّة، ويقوم مبدأ عمل هذا الجهاز من خلال استقبال موجات الصوت من الخارج ومعالجتها عبر قطعة مُثبّتة خلف الأذن، ومن ثمّ نقل هذه الموجات أو الإشارات لقطعة أُخرى مزروعة تحت الجلد ومتّصلة بالقطعة السابقة، إذ تتولّى هذه القطعة نقل الإشارات التي قامت باستقبالها عبر أقطاب كهربائيّة تمتّد لتصل القوقعة، ممّا يُحفّز العصَب السمعي لنقل الشارات للدماغ ليتّم هناك ترجمتها إلى أصوات مفهومة إلى حدٍ ما، وعلى الرغم من أنّ هذه الأصوات التي يُفسّرها الدماغ للمريض لا تكون كما الطبيعيّة، إلّا أنّ للدماغ قدرة على التأقلم ومواكبة الأصوات الجديدة التي تصدر إليه عبر الأجهزة المزروعة.

قد تُجرى عملية زراعة القوقعة للكبار أو للأطفال على حدٍ سواء، إلّا أنّ إجراء زراعة القوقعة للأطفال ممّن فقدوا السَمَع منذ الولادة تُعدّ ذات أولويّة لاختصاصيي الأنف والأذن والحنجرة، إذ إنّ زراعة القوقعة لهؤلاء الأطفال في مرحلة عمريّة مبكّرة قد يُساعدهم بشكلٍ كبير بمواكبة أقرانهم ممّن لا يُعانون من مشاكل في السمع، بالتالي قدرتهم على الانخراط لاحقًا بالمدرسة وكافّة النشاطات الحياتيّة الأُخرى بشكلٍ طبيعي.

تستغرق فترة العلاج في الاردن ما يُقارب "4 أيام ".

أسباب إجراء عملية زراعة القوقعة

قد يلجأ اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة لعملية زراعة القوقعة في الحالات الآتية:

  • عدم الاستفادة من سمّاعات تكبير الصوت التي يستخدمها معظم المَرضى لمساعدتهم على السمع.
  • فقدان وضوح الصوت في كلتا الأُذنين.
  • عدم القدرة على التواصل والتقاط معظم الكلمات أثناء الحديث مع شخصٍ آخر دون الاستعانة بقراءة شِفاه المُتحدّث، وذلك حتى مع استعمال سمّاعات تكبير الصوت.

الفحوصات والإجراءات اللازمة قبل إجراء عمليّة زراعة القوقعة

قبل إقرار عمليّة زراعة القوقعة يقوم اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة بإجراء مجموعة من الفحوصات؛ للتحقُّق من إمكانيّة زرع غرسات في القوقعة للمريض، وتشتمل هذه الفحوصات والإجراءات على الآتية:

  • فحص سَمَع للمريض.
  • فحص سريري للمريض للكشف عن الأذن الداخليّة.
  • إجراء فحوصات أشعة (CT و MRI) للجُمجمة للتحقُّق من تركيب الأذن الداخلية والقوقعة.

مُضاعفات عملية زراعة القوقعة

قد تشتمل عملية زراعة غرسات في قوقعة الأذن على مجموعة من المخاطر والمضاعفات على الرغم من أنّها تُعدّ عمليّة آمنة جدًا، من هذه المضاعفات:

  • انتفاخ أو نزيف.
  • الإصابة بالتهابات في موقع الغرسات.
  • فقدان القدرة الكاملة على السَمَع بسبب تدمير الأجزاء السليمة المتبقيّة في الأذن. 
  • الشعور بطنين في الأذن.
  • جفاف الفم أو الشعور بتغيُّر في حاسة التذوُّق.
  • شلل في الوجه.
  • الشعور بمشاكل في التوازن مثل الدوار أو الدوخة.
  • التفاعلات التحسُّسيّة المُصاحبة للمخدّر.

خطوات عملية زراعة القوقعة

تشتمل عملية زراعة القوقعة على الخطوات التالية:

قبل العمليّة، يُطلب من المريض الامتناع عن تناول بعض الأدوية قبل فترة معيّنة من العمليّة، إضافة إلى امتناعه عن الطعام والشراب قبل ساعات محدّدة من إجراء عملية زراعة القوقعة.

  1. تخدير المريض، مخدّر عام.
  2. إجراء شق صغير خلف الأذن في العظم الخشائي (العظم الناتىء خلف الأذن)، حيث تُوضع القطعة الداخليّة للجهاز الإلكتروني تحت الجلد.
  3. إجراء ثقب صغير في القوقعة لتمرير الأقطاب الكهربائية المنبثقة عن الجهاز المزروع خلف الأذن.
  4. التحقًّق من كفاءة الجهاز وقدرته على العمل، قبل إغلاق الشق.
  5. إغلاق الشق.

*تُجرى عملية زراعة غرسات القوقعة باستخدام المجهر، وتستغرق ما يُقارب ساعتين إلى 4 ساعات.

ما بعد عملية زراعة القوقعة وفترة التعافي

ينتظر جراح الأنف والأذن والحنجرة ما يُقارب 4 إلى 6 أسابيع إلى حين التئام الجَرح بعد العملية؛ لتثبيت القطعة الخارجيّة من الجهاز الخاصة باستقبال الموجات الصوتيّة ومعالجتها(يتّم إلصاقها مغناطيسيًّا مع القطعة الداخليّة تحت الجلد خلف الأذن)، ثم يتّم تشغيل الجهاز ليبدأ العمل بعد برمجته بطريقة تتناسب مع كل مريض على حدة.

تختلف الفترة اللاحقة لتشغيل غرسات القوقعة حسب المريض، ففي الأطفال يتطلّب الأمر مجهودًا أكبر من العائلة للمساعدة في إعادة تأهيل السمع، إذ إنّه قد يستغرق وقتًا إلى حين اعتياد الدماغ على الأصوات الجديدة التي تصِل إليه بعد سلسلة من جلسات إعادة ضبط الجهاز، أمّا لدى الكبار فيبدو الأمر أسهل قليلًا، بمجرد ضبط الجهاز الالكتروني المزروع يمكن للمريض استعادة القدرة على سماع الأصوات التي كان قد اعتاد عليها.

أهم مقدمي العلاج

اطلب استشارة