يعاني مرضى قصور القلب -خصوصًا الحالات المتقدمة- من العديد من التحديات على صعيد ممارسة نشاطات الحياة اليومية وانخفاضًا في جودة الحياة ككل، إذ يعانون من أعراضٍ تُنهك أجسادهم بالإضافة إلى آثارٍ نفسية سلبية تظهر مع تقدم المرض، لذا كان لا بُدّ من البحث عن حلول من شأنها تحسين جودة ومستوى حياة هؤلاء المرضى.
لطالما استُخدم العلاج الحيوي بالخلايا كأحد الخيارات المطروحة للسيطرة على قصور القلب المتكرر، والذي يرتكز على تحسين وظائف القلب وبُنيته التي تعكس مدى صحة القلب والتنبؤ بأيّ آثارٍ سلبية عليه في المستقبل، ولكن بمعزل عن دراسة تأثيرها في رفاه وجودة حياة المصابين، لذا عمد الباحثون من خلال دراسة حشدية حديثة نُشرت في مجلة (Stem Cells Translational Medicine) إلى تقديم استطلاعٍ شامل عن تأثير العلاج بالخلايا الجذعية في جودة حياة المُصابين على المدى البعيد.
شارك في هذه الدراسة 315 مريضًا يعانون من قصور القلب الإقفاري (Ischemic heart failure) وضعفٍ في البطين الأيسر، ثم جرى تقسيمهم إلى مجموعتين، إذ تلقت المجموعة الأُولى العلاج بخلايا جذعية مأخوذة من نخاعهم العظمي والتي جرى حقنها في عضلة القلب خلال عملية القسطرة، بينما أُجريت للمجموعة الثانية عملية القسطرة دون حقنهم بخلايا جذعية.
عمد الباحثون بعدها إلى إجراء استطلاع حول جودة الحياة لدى المجموعتين من خلال استبيانٍ يقيس التحسن على المستوى الجسدي والعاطفي على مدار سنة كاملة، وأسفر الاستطلاع عن تحسن كبير في جودة الحياة لدى المجموعة التي تلقت العلاج بالخلايا الجذعية مع ملاحظة انخفاض كبير في معدلات دخول المستشفى أو الوفاة جرّاء مضاعفات قصور القلب.
المرجع:
Yamada, S., et al. (2023). Cell Therapy Improves Quality-of-Life in Heart Failure: Outcomes From a Phase III Clinical Trial. Stem Cells Translational Medicine. https://doi.org/10.1093/stcltm/szad078