ينتمي فيروس كورونا لعائلة الفيروسات المُسبّبة لنزلات البرد الاعتياديّة، وهو أحَد أكثرها شُيوعًا في الحيوانات والإنسان، إذ إنّها تُعدّ المُسبّب الرئيسي لنزلات البرد والتهابات الجهاز التنفُّسي العُلوي. تنتشر فيروسات كورونا بين بعض أنواع الحيوانات مثل: الجِمال، القِطط والخفافيش، ويندُر نقلها للإنسان عبر الحيوانات المُصابة حسب ما توّصلّت له بعض الأبحاث والدراساتإلّا في حال تعرّضت لبعض الطفرات الجينيّة، إذ إنّها سَبَق وانتقلت للإنسان وانتشرت في بعض البُلدان حول العالم مُسبّبةً أمراضًا عُرِفَت بالأسماء التالية: المُتلازمة التنفسيَّة الحادّة الوخيمة "السارس" (SARS) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسيَّة (MERS).
مؤخرًا، سُجّلَت أُولى حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد الذي اتُفِقّ على تسميته بِ 2019-nCoV في كانون الأول من العام الفائت (2019) في ووهان في الصين، وقد انتشرت السُلالة الجديدة من الفيروس لتتسبّب بإصابات شديدة وما يقرُب من 40 وفاة، ما جعل السُلطات الصينيّة تستنفر للسيطرة على الحالات ومنع انتشارها لعددٍ أكبر من السكّان.
الأعراض
تتشابه أعراض الإصابة بفيروس كورونا مع معظم مشاكل وإصابات الجهاز التنفُّسي العُلوي، لِذا قد يصعُب تمييز الإصابة في البداية فيما إذا كانت بسبب "رينو فيروس" أو "كورونا فيروس" وهُما الأكثر شُيوعًا في التسبُّب بنزلات البرد وأمراض الجهاز التنفُّسي، إذ تشتمل الأعراض الشائعة على:
- سَيلان الأنف.
- السُعال.
- التهاب الحَلق.
- الحُمّى، أحيانًا.
- انقطاع النَفَس أو صعوبة في التنفُّس بشكلٍ عام.
قد تشتمل الأعراض المُبكّرة أحيانًا على: الغَثيان، الاستفراغ أو الإسهال.
يُذكَر أنّ خطورة فيروس كورونا تكمُن في إمكانيّة اجتياحه للجهاز التنفُّسي العُلوي مُسبّبًا التهاب الرئة أو التهاب الشُعَب الهوائيّة، لدى الأشخاص ممّن يمتلكون مناعة ضعيفة أو منخفضة أو لدى الأطفال أو كِبار السّن، إضافة إلى إمكانيّة تطوُّر الحالة وتسبُّبها بالفشل الكُلوي ما قد يؤدّي للوفاة.
وفيما يتعلّق بفيروس كورونا الجديد فإنّ الأعراض والعواقب ما زالت غير واضحة بشكلٍ كامل، إذ في حين تسبّب كورونا بأعراض شديدة لدى مَرضى كُل من MERSو SARS، إلّا أنّ كورونا الجديد تسبّب بأعراض أكثر حدّة وصَلت لحد الوفاة لدى البعض بينما كانت أعراضه طفيفة لدى البعض الآخر، لِذا ما زال الفيروس الجديد قيد الدراسة إلى حين التحقُّق من قدرته الإمراضية وتفسير استعداديةّ بعض الأجسام أكثر من غيرها للإصابة بالفيروس.
طريقة انتقاله
تنتقل فيروسات كورونا بين الأشخاص عبر جزيئات كبيرة مُحمّلة بالفيروس، إذ تستطيع التعلُّق بالهواء لِما يُقارب 3 إلى 6 أقدام من الشخص الذي قام بإخراجها عبر السُعال أو العُطاس، بالتالي فإنّ كفاءة انتقالها للشخص السليم ترتفع مع الاتّصال القريب جدًا من الشخص المُصاب، على الرغم من ذلك فإنّ طريقة انتقال فيروس كورونا الجديد (2019-nCoV) لم تزَل غير واضحة بشكل دقيق، لكنّ مجموعة من الدراسات والاستقصاءات توّصلّت إلى ارتباط الإصابات بفيروس كورونا الجديد مع تناول بعض أنواع المأكولات البحريّة أو اللحوم المُجمّدة، لكن ارتفاع أعداد الإصابات وعدم تعرُّضها لأي من هذين العاملين رفع معدّل الاعتقاد بإمكانيّة انتقال الفيروس بين الأشخاص المُصابين أنفسهم.
العلاج
في غالب الحالات يُنصَح بعلاج حالات الإصابة بفيروس كورونا عن طريق اتّخاذ الخطوات والتدابير العلاجيّة المُشابهة لتلك المُتبّعة عند الإصابة بنزلات البرد الاعتياديّة، كأن يتناول المُصاب كميّات كافية من الماء ويحرص على أخذ قِسطٍ جيّد من الراحة، إلى جانب تناول بعض الأدوية المُسكّنة الممكن الحصول عليها دون وصفة طبيّة مثل: ايبوبروفين واسيتامينوفين.
أمّا فيما يتعلّق بفيروس كورونا الجديد (2019-nCoV) فإنّ العلاج ما زال قيد الدراسة والبحث، ولغاية اللحظة لم يتوّصل العلماء للمُضاد الفيروسي القادر على القضاء على السُلالة الجديدة من فيروس كورونا، إلّا أنّ الطُرق العلاجيّة المُتوافرة تقتصر على توفير الدعم الصحّي للمرضى والسيطرة على الأعراض، والرعاية الحثيثة داخل أقسام الطوارىء للمرضى ذوو الحالات الشديدة.
الوقاية من فيروس كورونا
يُمكن اتبّاع مجموعة من النصائح والتعليمات للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، أهمّها:
- الحِفاظ على غَسل اليدين بشكلٍ مُنتظم، وتعقيمها جيدًا.
- تغطية الفَم والأنف عند السُعال والعُطاس.
- تناول اللحوم والبيض بعد التحقُّق من طبخها جيدًا.
- تجنُّب الاتّصال المُباشر والقريب من الأشخاص المُشتّبه بإصابتهم بأي من أمراض الجهاز التنفُّسي العُلوي، كأن يبدأ الشخص بالعُطاس أو السُعال.
- تجنُّب لمس العينين، الأنف والفَم بواسطة اليد أو الأصابع.