الطحال (Spleen) من الأعضاء التي تمثّل أهمية مناعية لجسم الإنسان، ويُعد تضخُّم الطحال (Splenomegaly/Enlarged Spleen) من الأمراض النادرة، إلا أنّه قد يودي بحياة الإنسان في حال تطوره.[1]
ما هو الطحال؟
الطحال أحد أعضاء الجسم، وهو بحجم قبضة اليد تقريبًا، يوجد أعلى يسار التجويف البطني مجاورًا للمعدة، والكُلية اليسرى، والثنية الطحالية للقولون، وذيل البنكرياس، تحديدًا من الضلع التاسع إلى الضلع الثاني عشر من القفص الصدري، ويصل وزن الطحال الطبيعي إلى 150 جرام،[2][3] كما يصل طوله إلى 5 بوصات (12.7 سنتيمترًا)، وباتساع 3 بوصات (7.62 سنتيمترات)، ويصِل سُمكه إلى 1.5 بوصة (3.81 سنتيمترات)، ومن الجدير بالذكر أن حجم البنكرياس قد يختلف من شخصٍ لآخر، باختلاف الجنس، وطول القامة.[4]
وظيفة الطحال
على الرغم من صِغر حجم الطحال، إلا أنّه يؤدي عدة وظائف حيوية في الجسم:[3][5]
- تنقية الدم: إذ يسمح الطحال بمرور خلايا الدم الحمراء السليمة والطبيعية لمجرى الدم، ويتخلص من خلايا الدم الحمراء القديمة أو غير الطبيعية.
- إنتاج خلايا الدم الحمراء، بالأخص لدى الأجنّة، أو في حال فشل نخاع العظم.
- تخزين خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية التي قد يحتاجها الجسم.
- محاربة أي بكتيريا أو فيروسات في الدم، عن طريق خلايا الدم البيضاء، التي تنتج بدورها الأجسام المضادة.
- المساهمة في أيض عنصر الحديد.
ما هو تضخم الطحال؟
تضخُّم الطحال هو عرَض لمشكلات صحيّة أُخرى متفاوتة الخطورة، ويُعد الطحال متضخمًا في حال تجاوز وزنه 400 جرام (0.88 رطلًا)، بطولٍ يتراوح بين 12 إلى 20 سنتيمترًا، ويُصنَّف تضخم الطحال على أنه تضخم شديد (Massive) في حال زاد وزن الطحال عن 1000 جرام (2.2 رطلًا)، أو تجاوز طوله 20 سنتيمترًا.[1]
أسباب تضخم الطحال
يتغير حجم الطحال على مدار حياة الإنسان لدى تعرُّض الجسم لعدوى أو مرضٍ ما، وذلك على عكس معظم أعضاء الجسم الأُخرى،[4] ونظرًا لكون الطحال من الأعضاء متعددة الوظائف، فإنّ هناك عدة مشكلات صحية قد تؤثر فيه، وتُسبب تضخُّمه:[1][6]
- تعرُّض الطحال للصدمات أو الإصابات المباشرة أثناء ممارسة بعض الرياضات العنيفة.
- انتشار السرطان من أحد أعضاء الجسم إلى الطحال.
- التكيُّسات (حويصلات غير سرطانية مليئة بالسوائل).
- احتقان الطحال: نتيجة فشل القلب الاحتقاني أو ارتفاع ضغط الدم البابي.
- الجلطات الدموية الوريدية، مثل خثار الوريد البابي (Portal Vein Thrombosis).
فضلًا عن عددٍ من الأمراض التي قد تسبب تضخم الطحال:
أمراض الكبد
فقد تسبب بعض أمراض الكبد، مثل: التهاب الكبد والتليُّف الكبدي (Cirrhosis)، تضخم الكبد والطحال (Hepatosplenomegaly).[1]
أمراض الدم
تُعد أمراض الدم من أهم أسباب تضخُّم الطحال الشديد، مثل اللوكيما (Leukemia)، والورم الليفي (Lymphoma)، والأمراض التكاثرية النخاعية (Myeloproliferative).[1]
العدوى
لأنّ الطحال جزءٌ من الجهاز المناعي، فإنّه قد يتضخم لدى تعرُّض الجسم لأنواعٍ من العدوى، مثل:[1][6]
- داء كثرة الوحيدات (Mononucleosis): عدوى فيروسية تنتقل عن طريق اللُعاب، وتُسبب التهاب الحلق والحمى، وتضخم الغدد اللمفاوية والطحال.[7]
- الدرن (السُل) (Tuberculosis).
- التهاب الشَّغاف (Endocarditis): عدوى بكتيرية نادرة، تُسبّب التهاب البطانة الداخلية لعضلة القلب.[8]
- فيروس نقص المناعة البشري أو ما يُعرَف بمرض الإيدز (HIV).
- داء المقوسات (داء البلازميات السمية) (Toxoplasmosis): عدوى طفيلية، قد تُسبب تلف بعض أعضاء الجسم لدى تطورها، أبرزها الدماغ والعينين.[9]
الأمراض المناعية
قد تُسبّب بعض الأمراض المناعية تضخم الطحال، أبرزها:[6]
- التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis).
- مرض الذئبة (Lupus): مرض مناعي مزمن، يتميز بمهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الجسم، ما يُعرُّضها للتلف.[10]
- الغرناوية (داء الساركويد) (Sarcoidosis): مرض يتميز بتجمُّع الأورام الحُبيبية في أجزاءٍ مختلفة من الجسم، عادةً ما تظهر في الرئتين، والعقد اللمفاوية، والجلد، وتختلف أعراضه باختلاف العضو المُصاب.[11]
نقص خلايا الدم
فقد يتضخم الطحال بسبب نقص خلايا الدم الناجم عن بعض الأمراض، منها:[1]
الأمراض الارتشاحية
قد تسبب بعض الأمراض الارتشاحية تضخم الطحال، مثل:[6]
- الدَّاء النشوانيّ (Amyloidosis): مشكلة صحيّة نادرة يتراكم فيها بروتين الأميلويد، في مختلف أعضاء الجسم، مما يؤثر في القدرة الوظيفية للأعضاء.[14]
- داء غوشيه (Gaucher Disease): مرض وراثي نادر يعاني فيه المريض من نقص أحد الإنزيمات، ما يترتّب عليه تراكم بعض الدهون الضارة في الطحال والكبد والنخاع العظمي.[15]
- داء اختزان الغليكوجين (Glycogen Storage Disease): مرض وراثي يفتقد فيه الجسم بعض الإنزيمات، ما يُعيق قدرته على تكسير الغليكوجين.[16]
الاحتجاز الطحالي
الاحتجاز الطحالي (Splenic Sequestration) هو أحد المضاعفات الخطيرة لفقر الدم المنجلي (Sickle cell disease)، إذ تمنع الخلايا المنجلية مجرى الدم الواصل للطحال، ما يسبب امتلاء الطحال بالدم ومن ثم تضخمه.[17][1]
بعض الأمراض النادرة
قد تEسبب بعض الأمراض النادرة تضخم الطحال، منها متلازمة بانتي (Banti’s syndrome)، وهي اضطراب يتضمّن تضخم الطحال، نتيجة ارتفاع ضغط الدم، وانسداد الأوعية الدموية الواصلة إليها.[18][1]
أعراض تضخم الطحال
يُعد تضخُّم الطحال من الأمراض التي قد يكتشفها المريض بمحض الصدفة أثناء خضوعه لبعض الفحوصات السريرية، فنادرًا ما قد يصاحب تضخم الطحال بعض الأعراض، لعلّ أبرزها:[2][6]
- الشعور بالألم والامتلاء وعدم الراحة، وبالأخص في أعلى يسار البطن، وقد يمتد الألم للكتف الأيسر أو الظهر.
- فقدان الشهية، الشعور بالشبع بسرعة قبل الانتهاء من تناول الطعام، نتيجة ضغط الطحال المُتضخِّم على المعدة.
- زيادة حجم الطحال للحد الذي يسمح بإمكانية تحسُّسه، إذ إنّ الطحال الطبيعي غير المُتضخم لا يمكن تحسُّسه.
وقد تظهر بعض الأعراض إذا أصبح الطحال شديد التضخّم للحدّ الذي قد يعيق قدراته الوظيفية، أبرزها:[2][19]
- أعراض الأنيميا، كالضعف والوهن، نتيجة تخلُّص الطحال من أعدادٍ هائلة من خلايا الدم الحمراء، للمستوى الذي يُعرُّض الجسم لنقص في تعداد خلايا الدم الحمراء.
- تكرار تعرُّض المريض لنزلات البرد، وأنواعٍ من العدوى، نتيجة تراجع إنتاج الطحال خلايا الدم البيضاء.
- سهولة التعرُّض للنزيف وتكوُّن الكدمات.
وتجدُر الإشارة إلى أن هناك عدة أعراض أُخرى قد تصاحب تضخُّم الطحال، وتختلف باختلاف الحالة المرَضية المُسبِبة للتضخُّم، ففي حال تضخُّم الطحال الناجم عن السرطان، قد يعاني المريض من التعرُّق الليلي، وفقدان الوزن، والشعور بالضعف العام في الجسم، ولدى العدوى، قد تظهر على المريض أعراض الحُمى، والارتجاف، والوهن، أما لدى تضخم الطحال نتيجة بعض اضطرابات الدم، فقد يعاني المريض من سهولة التعرُّض للنزيف والكدمات، فضلًا عن الدوار، وضيق التنفس،[1] يجب مراجعة الطبيب فورًا في حال الشعور بألم شديد، تزداد حدّته لدى التنفُّس بعمق.[6]
علاج تضخم الطحال
يعتمد علاج تضخُّم الطحال على علاج المشكلة المُسبِبَة له، سواءً بنقل الدم أو اللجوء للجراحة، وقد يزول من تلقاء نفسه إذا كانت العدوى هي السبب، قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الإشعاعي ولكن بجرعاتٍ منخفضة، أو إلى جراحة استئصال الطحال، لدى الحالات مستعصية العلاج، غالبًا ما تُجرى جراحة استئصال الطحال باستخدام المنظار، ولكن يجب التنويه إلى أنّ استئصال الطحال قد يُسبب تراجع في قدرة الجسم على محاربة بعض أنواع البكتيريا، الأمر الذي يستلزم تلقّي بعض أنواع اللقاحات للحماية من العدوى.[2][6]