روتين العناية بالبشرة

يمكن تصنيف أنواع البشرة إلى أربعة أنواع أساسية، فمنها البشرة الجافة، والمختلطة، والدهنية، والعادية، ولكنها تشترك جميعها بضرورة اتباع روتين عناية خاص بها يضمن الحفاظ عليها من الإصابة باضطراباتٍ جلدية، والذي يتضمن الأنواع المناسبة حسب نوع البشرة من الغسول، وكريم الترطيب، بالإضافة إلى واقي الشمس.

عبّر عالِم الحيوان ديزموند موريس (Desmond Morris) عام 1967 ميلادي عن البشرة الصافية النقيّة على أنّها أكثر ميزة بشرية مرغوبة عالميًا، والتي ترتبط -من وجهة نظره- بحاجة الإنسان البدائية إلى الترويج للصحة الجسدية والخصوبة اللتان تمثلهما البشرة الصافية النضرة ذات اللون المُوحد خير تمثيل، لذا يبحث جميع الناس باختلاف مشاربهم عن أفضل المنتجات التي يمكن استخدامها في روتين العناية بالبشرة.[1]

يُشَار إلى أنّ مفهوم الوقاية الذي تستند عليه العناية بالبشرة في الطب المعاصر، جاء ليوافق ما أكّدت عليه تعاليم الدين الإسلامي منذ أكثر من 1400 سنة، فقد أشار الفقه الإسلامي إلى أنّ معظم الأمراض الجلدية يمكن الوقاية منها من خلال مجموعة من الممارسات التي توازي فعليًا التوجيهات الطبية الحديثة، إذ أوصى النبي محمد (ﷺ) باتباع العديد من الممارسات التي تؤكد ضرورة عناية كل فرد ببشرته والحِفاظ عليها، فمثلًا أوصى عليه الصلاة والسلام بالابتعاد عن التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترة مطوّلة، ومن المعروف أنّ الشمس تزيد من مضاعفات العديد من المشاكل الجلدية، كما أوصى بالحفاظ على النظافة الشخصية من خلال الوضوء عدّة مرات يوميًا، وإزالة الشعر الزائد من عدّة أماكن في الجسم، لتسهم هذه التوجيهات في تقليل انتقال آلاف مسببات الالتهاب التي تعيش على سطح الجلد.[2]

ما هو روتين العناية بالبشرة؟ وما فوائد العناية بالبشرة؟

يُعدّ الجلد العضو الأكبر في جسم الإنسان، وهو المرآة التي تعكس أصل الإنسان، وأسلوب حياته، وعمره، ومستوى صحته، إذ يعكس لون البشرة، وتصبغاتها، وخصائص سطحها درجة صحة الجلد.[3][4]

يتكون الجلد من 3 طبقات رئيسية؛ البشرة والأدمة وما تحت الأدمة، إذ يرتبط امتلاك بشرة حيوية صحية بجودة وسماكة طبقة البشرة والأدمة، فالإخلال بفيسيولوجية البشرة يؤدي إلى الإصابة باضطرابات عدّة كحب الشباب، وظهور التصبغات غير الطبيعية، والجفاف الشديد، لذا فإن لاستخدام منتجات العناية بالبشرة دورٌ في استعادة صحة البشرة والحفاظ على جمالها،[1] ومن هنا سارعت قطاعات الصناعات الصيدلانية والتجميلية في الآونة الأخيرة إلى الترويج لروتين العناية بالبشرة من خلال استخدام مستحضرات تنظيف البشرة والتخلص من الزهم والأوساخ العالقة، وتلطيفها للحدّ من بعض الأعراض المزعجة كالحكة، بالإضافة إلى استعادة توازنها، وعلاجها من الاضطرابات الجلدية التي قد تصيبها، وحمايتها كذلك.[4]

أيضًا، فإنّ اتباع الروتين الصحيح للعناية بالبشرة يحقق ذات النتيجة التي يمكن الحصول عليها باستخدام مساحيق التجميل التي تعتمد عليها النساء لرفع جاذبيتهن وتعزيز مدى ثقتهن بأنفسهن، إذ إنّ استخدام منتجات العناية بالبشرة ذات الجودة العالية يسهم في تخليصها من المشاكل التي تعاني منها لتبدو أكثر نضارة وإشراق.[5]

لا شكّ أن النساء يستعملن مساحيق التجميل لرفع مستوى جاذبيتهنّ، ودعم ثقتهن بأنفسهن، أو حتى الظهور بمظهر صحي أكثر، وهو ما يمكن الحصول عليه أيضًا لدى اتباع روتين عناية بالبشرة ينضوي على استعمال منتجات ذات جودة عالية للتخلص من أي مشاكل تعاني منها البشرة.[5]

يكمن الفرق الجوهري بين العناية بالبشرة في المنزل والذهاب إلى عيادات التجميل في تقديم العناية المنزلية لحلول آمنة وفعّالة، وأقل أعراضًا جانبية مقارنةً بالإجراءات التي تُجرى في العيادة، كالليزر والتقشير التي مع فعاليتها الكبيرة إلّا أنها قد ترفع احتمالية الإصابة بالتصبغات ما بعد الالتهاب، خصوصًا لدى إهمال استعمال واقي الشمس المناسب بعد الإجراء.[1]

يمكن تصنيف البشرة إلى أربعة أنواعٍ رئيسية؛ بشرة جافة، وعادية، ومختلطة، ودهنية، إذ تتميز كلٌ منها بخصائص معينة، فالبشرة الجافة تتميز بسطحها الخشن ومظهرها المُقشّر، أمّا البشرة الدهنية فتبدو لامعة جرّاء الدهون المُفرزة بالإضافة إلى المسام الواضحة على سطحها، وتقف البشرة العادية بين النوعين السابقين بصورة متوازنة، فتبدو بمظهر صافٍ، ويمكن تمييز البشرة المختلطة بجفاف أماكن معينة منها كالوجنتين ومنطقة حول العينين، بينما تكون دهنية في أماكن أخرى كالأنف، والجبهة، والذقن التي تُعرف باسم (T-zone)، ولدى تحديد نوع البشرة يمكن اعتماد روتين العناية الأنسب، الذي يتضمّن ثلاثة خطوات أساسية، أولها التنظيف بغسول مناسب، يتبعه الترطيب باستعمال مستحضرات الترطيب، ثم استخدام واقي الشمس المناسب لنوع البشرة لحمايتها من ضرر أشعة الشمس.[1][6]

1. غسول البشرة

تلعب البشرة دورًا أساسيًا في حماية الجسم من المؤثرات الخارجية من خلال الحفاظ على اتزان مجموعة من العمليات الفيسيولوجية، لعلّ أهمها الحفاظ على نسبة الدهون التي تفرزها الغدد الدهنية لتوفر الحماية لحاجز البشرة الخارجي، كما أنّ لها تأثيرًا مضادًا للأكسدة والبكتيريا، ومن هنا تنبثق أهمية استخدام غسول البشرة ضمن الروتين اليومي للعناية بالبشرة، سواءً كانت تعاني من مشاكل صحية أم لا، إذ يُسهم في التخلص من الأوساخ أو الزيوت الزائدة التي تنتجها وتفرزها البشرة، والتي بدورها ترتبط بعدد من المشكلات الجلدية، كحب الشباب أو التهاب الجلد الدهني.[7][8]

2. مستحضرات ترطيب البشرة

تُعد مستحضرات ترطيب البشرة جزءًا لا يتجزأ من روتين العناية الأساسي، خصوصًا لدى اضطراب حاجز البشرة الخارجي وانخفاض كمية الماء التي يحتويها، وتجدر الإشارة إلى أن كريمات الوجه بالتحديد مُصمّمة لتوفير الترطيب دون ترك ملمس دهني أو سد مسامات البشرة، إذ إنّ لها تأثيرًا فعالًا في تخفيف مظهر الخطوط الرفيعة وتلطيف البشرة، مما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة عمومًا لدى مُستخدمي هذه المستحضرات، ويمكن تلخيص آلية عمل كريمات الترطيب بكونها ترفع من محتوى الماء في البشرة بطريقة مباشرة، وذلك بالتزامن مع زيادة قدرة البشرة على الاحتفاظ بالرطوبة من خلال تقليل فاقد الماء عبرها، عدا عن قدرتها على توفير طبقة حماية خارجية تحمي الجلد من عوامل الاحتكاك، بالإضافة إلى مساندة طبقات الدهون الداخلية في البشرة لاستعادة وظائفها في امتصاص وإعادة توزيع الماء عبر الجلد.[9][10]

يُنصح المرضى عند بحثهم عن مرطب مناسب لبشرتهم بمراعاة عدة قواعد أساسية، كأن يخلو كريم الترطيب من العطور، ولا يتسبب بالحساسية أو انسداد مسام البشرة، كما يجب أن يكون فعالًا في تحسين حاجز البشرة الدهني ومنع فقدان المزيد من الماء عبره، بالإضافة إلى سهولة امتصاصه عبر البشرة وتزويدها بالترطيب الفوري، مع إمكانية الحصول عليه بسعر معقول.[10]

3. واقي الشمس

يعود مفهوم الحماية من التعرض لأشعة الشمس لعصور قديمةٍ مضت، إذ من المعروف أنّ التعرض المطول لها يؤدي إلى الإصابة بحروق الشمس، وتلف البشرة، وقد يتعدى ذلك إلى الإصابة بسرطانات الجلد وإصابته بالشيخوخة المبكرة للجلد،[11] لِذا باتت تتوافر واقيات الشمس بنوعيها الكيميائي أو الفيزيائي لتمنع الأشعة فوق البنفسجية من الإضرار بالبشرة، إذ تمتص المُرشحات (الفلاتر) الكيميائية كمادة الأوكسيبنزون (Oxybenzone) والأفوبينزون (Avobenzone) الموجودة في مستحضرات الحماية من الشمس الأشعة فوق البنفسجية ذات الطاقة العالية وتحولها إلى أمواج ذات طاقة منخفضة، أمّا التي تحتوي مرشحات فيزيائية كثنائي أكسيد التيتاينيوم (Titanium dioxide) أو أكسيد الزنك (Zinc oxide) فتعكس الأمواج فوق البنفسجية بعيدًا عن البشرة.[12]

يشير الرمز (SPF) المطبوع على عبوات مستحضرات الحماية من الشمس إلى عامل الحماية من الشمس (Sun Protection Factor)، والذي يكون مرفقًا برقم ليدلل على مدى قدرة المستحضر في حماية البشرة من الإصابة بحروق الشمس، فمثلًا عامل حماية 15 يمكنه حماية البشرة 15 مرة أطول قبل أن يحدث أي احمرار للبشرة مقارنةً بعدم استخدام واق الشمس،[11][13] إذ يجب أن لا يقل معامل الحماية عن 30 حتى يمنع 97% من الأمواج فوق البنفسجية من الوصول إلى البشرة، كما يجب أن يكون واسع الطيف حتى يوفر الحماية ضد نوعين من الأمواج المسؤولة عن سرطان الجلد، الأول (UVA) الذي يرتبط بشيخوخة البشرة وتلفها، والثاني (UVB) المسؤول عن الإصابة بحروق الشمس، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الحرص على إعادة استخدام واقي الشمس كل ساعتين.[11]

المكونات الفعّالة في منتجات العناية بالبشرة

يجدر الانتباه إلى المكونات الفعالة التي قد تحمل آثارًا جانبية سلبية خلال رحلة البحث عن المنتجات الأمثل للعناية بالبشرة، في مقدمتها البارابين (Parabens) الذي يُستخدم كمادة حافظة، لكن قد يكون وجود بعضها الآخر ضروريًا لأنواعٍ معينة من البشرات، فمثلًا وجود الأحماض كحمض الساليسالك (Salicylic acid) وحمض الغلايكوليك (Glycolic acid) يُنظف البشرة الدهنية من الزهم والدهون بعمق، أمّا مشتقات الريتينويد (Retinoids) فتقلل كمية إفرازات الغدد الدهنية،[6] كما أنّ إضافة مكونات مضادة للأكسدة كفيتامين سي (Vitamins C) أو فيتامين هـ (Vitamins E) أتحمي البشرة من عوامل الإجهاد التأكسدي، كالأشعة فوق البنفسجية والانبعاثات.[14]

كتابة: الصيدلانية أسيل الخطيب - الأحد ، 28 نيسان 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Rodan K, Fields K, Majewski G, Falla T. (2016). Skincare Bootcamp: The Evolving Role of Skincare. Plast Reconstr Surg Glob Open. 2016 Dec 14;4(12 Suppl Anatomy and Safety in Cosmetic Medicine: Cosmetic Bootcamp):e1152. Retrieved from https://doi.org/10.1097%2FGOX.0000000000001152
2.
AlGhamdi KM, AlHomoudi FA, Khurram H. (2014). Skin care: Historical and contemporary views. Saudi Pharm J. 2014 Jul;22(3):171-8. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.jsps.2013.02.005
3.
Yousef H, Alhajj M, Sharma S. (2022). Anatomy, Skin (Integument), Epidermis. [Updated 2022 Nov 14]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK470464/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جلدية كبار أونلاين عبر طبكان
احجز