تكمن أهمية حماية الجسم من أشعة الشمس في التداعيات الخطيرة التي قد يتسبب بها التعرض لأشعة الشمس، إذ قد تؤدي إلى احمرار البشرة، وتهيّجها، وظهور التجاعيد والخطوط الرفيعة فيها مبكرًا، والجفاف، أو إصابتها بسرطان الجلد، إلى جانب مشكلات العيون الحادة أو المزمنة، لذا فإنّ استخدام المستحضرات الواقية من الشمس أساسيٌ لتقليل خطر أو احتمالية الإصابة بهذه الاضطرابات.[1][2]
ما هي مستحضرات الوقاية من الشمس؟
يمكن تعريف واقيات الشمس على أنّها مستحضرات موضعية تٌستخدم لحماية الجلد والبشرة من أضرار أشعة الشمس فوق البنفسجية،[3] ويمكن قياس مدى كفاءتها في الحماية من الشمس من خلال تحديد قيمة معامل الحماية من الشمس (Sun protection factor (SPF)) الذي يشير إلى الوقت الذي تستغرقه البشرة المحمية بالواقي للاحمرار جرّاء تعرضها للأشعة فوق البنفسجية، ومقارنتها بسرعة احمرار البشرة دون استخدام واقٍ من الشمس.[1]
تُعد الأشعة فوق البنفسجية أحد أجزاء الضوء المرئي، ويتراوح طولها الموجي بين 100 و400 نانومتر، لِذا يمكن تقسيم الأشعة إلى نطاقات تبعًا لهذه الأطوال الموجية، فنطاق الأشعة فوق البنفسجية أ (UVA) يقع بين 320 إلى 400 نانومتر والتي بمقدورها الوصول إلى طبقة الأدمة في البشرة، بينما يقع نطاق الأشعة فوق البنفسجية ب (UVB) بين 290 إلى 320 نانومتر وباستطاعتها اختراق الطبقات الخارجية من البشرة فقط، وهما النطاقان اللذان قد يتسببا باضطراباتٍ جلدية، بعكس نطاق الأشعة فوق البنفسجية سي (UVC) التي يتراوح طولها بين 100 -290 نانومتر بسبب عدم وصولها أصلًا إلى سطح الأرض.[1][4]
يختلف التأثير الذي تتركه كلٌ من الأشعة فوق البنفسجية (أ) والأشعة فوق البنفسجية (ب) في البشرة، إذ تُعد الأشعة ب المسؤولة عن الإصابة بحروق الشمس، أمّا الأشعة أ فهي التي تتسبب بظهور علامات التقدم في السن على سطح البشرة، ويشترك كِلا النوعين في الإصابة بسرطان الجلد عند التعرض لهما على المدى البعيد، وتجدر الإشارة إلى أنّ واقيات الشمس التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها يُشار لها بأنها واقيات ذات حماية واسعة الطيف (Broad-spectrum protection).[1]
أنواع واقيات الشمس
تُقسم المستحضرات الواقية من الشمس إلى نوعين رئيسيين تبعًا لنوع المادة المُرشحة للأشعة فوق البنفسجية المستخدمة (UV filters) وآلية عملها لدى تعرضها لأشعة الشمس، إذ يدعى النوع الأول بواقيات الشمس الكيميائية والتي تسمى أيضًا واقيات الشمس العضوية (Organic Sunscreens)، ويدعى النوع الثاني بواقيات الشمس الفيزيائية أو الواقيات غير العضوية (Inorganic Sunscreens)،[2][5] كما يختلف النوعان أيضًا تبعًا لآلية حمايتهما للبشرة من أشعة الشمس، إذ تمتص الواقيات الكيميائية الأشعة فوق البنفسجية ذات الطاقة العالية وتحوّلها إلى طاقة حرارية تخرج عن سطح البشرة، بينما تعكس الواقيات الفيزيائية الأشعة وتُشتتها.[4]
واقيات الشمس الكيميائية
تحتوي هذه الواقيات على مركبات كيميائية أروماتية متعددة الحلقات، فمنها ما يحمي ضد الأشعة فوق البنفسجية (أ) مثل مركبات أفوبنزون (Avobenzone)، وأوكسيبنزون (Oxybenzone)، وميراديمات (Meradimate)، ومنها ما يحمي من الأشعة فوق البنفسجية (ب) مثل أوكتينوكسات (Octinoxate)، وأوكتيساليت (Octisalate)، وباديمات (Padimate)، لذا عادةً ما تحتوي المستحضرات التجارية على نوعين مختلفين من المركبات بهدف الحصول على حماية واسعة الطيف من أشعة الشمس.[1]
تتميز واقيات الشمس الكيميائية بعدم تسببها تهيجًا للبشرة، أو حساسية للضوء، بالإضافة إلى ثبات تركيبتها وعدم تكون طبقة على سطح البشرة لدى استخدامها.[2]
واقيات الشمس الفيزيائية
يتميز هذا النوع من واقيات الشمس بكونه لا يتسبب بظهور طبقة بيضاء واضحة لدى وضعه على البشرة مما يتسبب بالانزعاج لدى مستخدميه، ويمكن تفادي هذه المشكلة من خلال استخدام جزيئات متناهية الصغر من المركبات التي تدخل في تصنيعه، ومن الأمثلة على المركبات الكيميائية في واقيات الشمس الفيزيائية، مركب أكسيد الزنك (Zinc oxide)، وأكسيد التيتاينيوم (Titanium dioxide)، وأكسيد الحديد (Iron oxide)، والكاولين (Kaolin)، والكلامين (Calamine)، كما تنفرد واقيات الشمس الفيزيائية بكونها أقل سميّة وذات تركيبة أكثر ثباتًا مقارنة بواقيات الشمس الكيميائية.[2][5]
واقيات الشمس الهجينة
تحتوي واقيات الشمس الهجينة (Hybrid UV Filters) على فلاتر كيميائية وفيزيائية، مما يسمح بالحصول على تركيبة فريدة ذات حماية لطيفٍ واسع من الأشعة فوق البنفسجية.[2]
طريقة استعمال واقي الشمس
أظهرت بعض الدراسات عدم استعمال الغالبية العظمى من الناس لواقيات الشمس بالكمّ الكافي أو بالطريقة الصحيحة، ولكن يُشار إلى أنّ استخدام مستحضر واقٍ من الشمس ذو معامل حماية عالٍ قد يعوّض هذا الاستخدام الخاطئ.[5]
أمّا عن طريقة الاستخدام الصحيحة لواقي الشمس، فقد ذكرت الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية (American Academy of Dermatology) مجموعةً من التوصيات، إذ أشارت إلى ضرورة استعمال جميع الفئات بمختلف ألوان بشراتهم لمستحضرات واقية من الشمس ذات طيف حماية واسع، ومعامل حماية لا يقل عن 30، بالإضافة إلى ضرورة انتقاء الأنواع المقاومة للماء ووضعها على جميع أجزاء الجسم المكشوفة قبل 15 دقيقة من الخروج من المنزل، والحرص على تجديد المستحضر كل ساعتين، خصوصًا بعد التعرق والسباحة،[6] كما تنصح إدراة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) استخدام ما مقداره 2 ملغ/سنتمتر مربع من واقي الشمس للحصول على أقصى فائدة وفعالية له، بالإضافة إلى تجنب التعرض لأشعة الشمس بين الساعة العاشرة صباحًا والثالثة مساءً، إذ تكون الأشعة فوق البنفسجية خلال تلك الفترة في أعلى مستوياتها.[7]
مواصفات واقي الشمس الجيد
لا بُدّ أن تتوافر جملة من المواصفات في واقي الشمس ما يُدلل على جودته العالية، فمن ناحية كيميائية، يجب أن لا تتفاعل مكوناته مع البشرة أو أن تتسبب بتهيجها، أو حساسيتها، أو إغلاق مساماتها، كما يُشترط تجانس المركبات ضمن المستحضر جيدًا، بالإضافة إلى ثبات المستحضر لدى تعرضه لأشعة الشمس، أمّا من ناحية فيزيائية فيجب أن يتمتع المستحضر بقابلية فرده على البشرة بسهولة، وبخصائص مقاومة للماء.[4][5]
ومن الجدير بالذكر توافر العديد من الأشكال الصيدلانية لواقيات الشمس، فمنها الكريم، والهلام -الجل-، والمرهم، والزيوت، أو الدَهون/لوشن (Lotion)، والبخاخات، ويمكن اختيار الشكل الصيدلاني المناسب تبعًا لنوع البشرة، فمثلًا يناسب البشرة الدهنية أو المصابة بحبوب الشباب المستحضرات على هيئة هلام -جل- أو البخاخ.[8]
فوائد واقي الشمس
تُعدّ حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية على المدى البعيد والقصير الفائدة الأولى والأساسية وراء استخدام المستحضرات الواقية من الشمس، بالإضافة إلى تجنب التعروض للحروق، أو ظهور النمش، أو التعرض لفرط التصبغ بعد الالتهاب في حال إهمال استعماله بعد الإجراءات التجميلية، كما يُنصح الأشخاص المصابين باضطراباتٍ جلدية الحرص على استعماله، خصوصًا أولئك المُصابون بمرض جلدي يتفاقم لدى تعرضه لأشعة الشمس.[5]
كما أنّ استعمال مستحضر واقٍ من الشمس يوميًا يلعب دورًا هامًا في حماية البشرة من الإصابة بعلامات التقدم في السن، والوقاية ضد الإصابة بأنواعٍ عديدة من سرطانات الجلد، كالورم الميلانيني (Melanoma)، وسرطان الخلية القاعدية (Basal cell carcinoma).[9][10]