العناد عند الأطفال المسببات والعوامل

يُعدّ العناد عند الأطفال ظاهرةً سلوكيّةً تَظهر في سنٍّ مُبكّرة من العمر؛ فالطّفل قبل العامين لا تَظهر عليه مؤشّرات أو سِمات العناد؛ فهو اعتماديٌّ بشكلٍ كبير على أمه، ويتّصف بالحيادية، والاتكاليّة، والانقياد النسبي للأوامر، ولا يخلو الأمر من بعضِ الممانعة الطبيعيّة والمُعارضة لبعض التعليمات، لكنها لا تصل إلى حدّ أنّها ظاهرة سلوكيّة تحتاج إلى علاج. يَظهرُ العنادُ في مَراحله الأولى عند تَمكّن الطفلِ من المشي والكلام؛ أي نتيجةً لبداية شعور الطفل بالاستقلاليّة ويكون بصورةٍ معقولةٍ ومعتدلة، بالإضافة إلى نموّ خَياله وتصوّراته الذهنيّة؛ فالطّفل يتعلّم قول كلمة (لا) قبل تعلمه قول كلمة (نعم)؛ فهو يَستشعر فرديًّته ويُقاوم كل ما قد يمسّ بها، من دون الوعي بالأبعاد المُترتّبة على مدخلات الموقف؛ لذا فالواجبُ على الأهل التمتّع بقدرة عالية من التحكّم بالغضب والصبر، والابتعاد قدر الإمكان عن القمع والقسوة.



وفي هذا المقال قام فريقنا الطبي بتجميع المعلومات اللازمة حول موضوع عناد الأطفال وكيفية التعامل معها.



أشكال العناد عند الأطفال



- عناد التصميم والإرادة: ويظهر هذا الشكل من العناد عند يحاول الطفل تكرار محاولة معينة كإصلاح لعبة مثلاً، فإذا ما فشل فإنه يسارع إلى إعادة المحاولة، وهنا يجب دعمه وتشجيعه.



- العناد المفتقد للوعي: ويكون بإصرار الطفل على شيء معين، دون الاكتراث للعواقب أو الظروف، كإصراره إلى الخروج للعب بينما المطر منهمر، أو رغبته في الاستمرار في مشاهدة التلفاز رغم محاولة والدته إقناعه لضرورة التوجه إلى النوم.



- العناد مع النفس: قد يلجأ الطفل أحياناً إلى معاندة نفسه كما يعاند الآخرين، فمثلاً قد يكون الطفل جائعاً لكنه يعذب نفسه ويرفض تناول الطعام حتى لو أصرت والدته، فهو يشعر أنه يعذب نفسه بالتضور جوعاً.



- العناد كاضطراب سلوكي: قد يعتاد الطفل العناد رغبة في المشاكسة ومعارضة الآخرين، فيصبح هنا العناد نمطاً سلوكياً.



- العناد الفسيولوجي: يمكن أن يظهر الطفل مظهر العناد السلبي نتيجة بعض الإصابات العضوية للدماغ مثل بعض أنواع التخلف العقلي.



أسباب عناد الأطفال



يكره الطفل بطبيعته الفطرية لغة الأوامر القاسية ويحب الدلال الذي يكون مغلف بالرجاء، أما إذا عمد الوالدين على تقييده بالأوامر التي تأتي بلهجة قاسية، والتي قد تكون في بعض الأحيان غير ضرورية. يجعل الطفل يتخذ موقف دفاعي متمثل في عناده لمواجهة العنف الذي يحس به.



بعض الأمهات والآباء يرغبون أحيانًا في انصياع أطفالهم لأوامرهم حتى لو لم تكن مناسبة، فمثلاً قد يطلبان منه أن يستيقظ باكراً بالرغم من أنه يوم عطلة، فلا يجد الطفل سبيل إلا العناد والرفض كردة طفل طبيعية منه.



إصرار الطفل على الاستقلال بنفسه ورأيه، خاصة إذا كانت الأسرة لا تعطي له هذه الثقة وتحاول أن تملي عليه فعل كل شيء يخصه.



ولكن من المهم أن لا ينصاع الوالدين لرغبات الطفل عند عناده، فبعض الأهالي يلبون رغبات أطفالهم إذا أحسوا بأنهم بدأوا بالعناد حتى لو كانت هده الرغبات غير مناسبة. وهذا خطأ فادح تجنبوا أن تقعوا فيه.



علاج العناد عند الأطفال



توجد الكثيرُ من الطّرق العلاجيّة الفعّالة التي تُعالج عناد الطفل وتحُدّ منه، منها:



- أثر البيئة المُحيطة بالطفل: فالبيئة التربويّة البنَّاءة والتنشئة الأسريّة السليمة تخلق طِفلاً سويّاً متصالحاً مع من حوله ومع ذاته، خالياً من المشاكل النفسية والاضطرابات السلوكية، فيجب إحاطة الطفل بجوٍّ من الحبّ، والعطف، واللين، والكلام اللطيف، والنقاش الدافئ المبني على التواصل الودّي، والإقناع وشرح الأسباب، بالإضافة إلى تلبية حاجاته وإشباعها، والاستجابة لطَلباته العادلة والمنطقيّة.



- تجاهل الطفل في حال سلوكه نهج العناد وحرمانه من استثماره؛ ففي حال رفضه القيام ببعض الأعمال ومُقابلة سلوكه بالتجاهل فهو يفقد قيمة هذا العناد وما سيجنيه عليه، وبالتالي سيتراجع عن عناده لعدم تحقيقه غرضه.



- مكافئة الطفل وتعزيزه في حال استجابته للتوجيهات والأوامر بشكل سليم وهادئ؛ فالمُعزّزات الماديّة واللفظية وغيرها تترك لديه انطباعاً عن فوائد الطاعة والانصياع للأوامر والاستجابة لها، كما يجب التركيز على الاستجابات الإيجابيّة للطفل وتعزيزها، والثناء عليه ووعده بالمزيد من المكافآت عند استمراره بالسلوكيّات الإيجابية التكيفية.



- عقابُ الطّفل بشكلٍ مباشرٍ عند مُمارسته للعناد؛ فكما ذُكر فإنّ الطاعة تجلبُ التعزيزَ والمكافآت؛ فالعناد يجلب العقاب، كحرمان الطفل من مصروفه في اليوم التالي إذا لم يذهب إلى النوم في الموعد المُحدد.



- عدم وصف الطفل بأنه طفل عنيد على مسمع منه، أو مُقارنته بمن حوله من الأطفال المُطيعين؛ فإنّ هذا يُؤصّل العنادَ بشكلٍ أكثر في نفسية الطفل وطريقة استجاباته، بالإضافة إلى عدم إلقاء الأوامر بصيغة النفي والرفض فهذا يوحي له بالعناد ويفتح له الباب للمُعارضة.

#عناد الأطفال #أفضل طبيب نفسي في الأردن