الطب النفسي: اضطراب الهلع

اضطراب الهلع هو حالة نفسية مزمنة، ويعتبر أحد اضطرابات القلق المنتشرة بشكل كبير التي يجهلها الكثير من الأشخاص، وتكون بإصابة المريض بحالات خوف شديدة من الموت، أو مغادرة المنزل، أو فقدان الوعي أو العقل، وتتكرر هذه النوبات بشكل مفاجئ، ومتزامن، وغير محسوب، كما يرافقها احساس بالخطر وفقدان السيطرة على الجسم أو النفس، دون وجود مصدر حقيقي للخطر أو الشعور بالخوف، ويحدث اضطراب الهلع نتيجة خلل في إفرازات بعض المراكز العصبية في الدماغ.

في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن مرض اضطراب الهلع.

ما هي أسباب الإصابة باضطراب الهلع ؟

حتى الأن ليس هناك سبب حقيقي ومحدد لاضطراب الهلع، بل يوجد مجموعة من العوامل التي تجعل من شخص معين أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب، و هذه العوامل هي :

الوراثة : إصابة أحد أشخاص العائلة خاصة الأقارب من الدرجة الأولى يزيد احتمالية إصابة الإنسان باضطراب الهلع.

عمر الشخص : يصيب هذا المرض الأشخاص في أوائل العشرينات بعد مرحلة المراهقة.

الجنس: ينتشر اضطراب الهلع عند النساء أكثر من الرجال بضعفين.

عوامل أخرى: تعاطي المخدرات و شرب المواد الكحولية يزيد نسبة الإصابة باضطراب الهلع، وكذلك الأمر عند التعرض لصدمة أو ضغط كبير.

ما هي أعراض إضطراب الهلع؟

  • زيادة كبيرة في عدد دقات القلب، واهتزاز في عضلة الصدر اليسرى بسبب شدة نبضات القلب وسرعتها.
  • هزة في الأطراف أو الإحساس بالرعشة والارتجاف، بالإضافة إلى الإحساس بالاختناق، وضيق التنفس، وآلام في منطقة الصدر.
  • دوار وغثيان وعدم اتزان، وثقل في الرأس، وصداع متكرر، و ارتباك والقلق والتوتر شديد.
  • الشعور بهبات من البرودة والحرارة في جسم الإنسان المصاب، بالإضافة إلى الشعور بالضعف والخدران والتعرق الشديد.

ما هي طرق علاج اضطراب الهلع؟

مضادات الاكتئاب: تعمل مضادات الاكتئاب على زيادة مستوى مادة سيروتونين في جسم الإنسان، مما يؤدي إلى ضبط وظيفة الجهاز العصبي المركزي المستقل في الجسم، وبشكل عام ينصح الأطباء بأنواع مختلفة من الأدوية المضادة للإكتئاب مثل: مجموعة البنزوديازيبين، وحاصرات بيتا الشائعة التي تقلل خفقان القلب والإصابة باضطرابات الهلع الخطيرة.

العلاج النفسي الذاتي: يمكن ان يتم علاج اضطراب الهلع بطرق ذاتية ونفسية، ومن أهم هذه الطرق : المعرفة والقراءة والتثقيف الصحي، والعلاج السلوكي المعرفي من خلال تعديل أفكار المصاب، ويتم ذلك بحضور جلسات أسبوعية تستغرق حوالي 30 - 50 دقيقة يومياً، ومحاولة حل المشاكل الشخصية.

ما هي طرق الوقاية من اضطراب الهلع؟

هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتجنب حدوث نوبات الهلع، ومنها:

  • التوقف أو التقليل من تناول الكافيين، والكحول، والتدخين، إذ إنها تشكل إحدى العوامل التي تجعل من نوبات الهلع أكثر خطورة.
  • ممارسة التمارين الرياضة وتمارين التنفس بشكل يومي، إذ إن ذلك يحد من التوتر ومن حدوث نوبات الهلع والخوف، كما يعزز الثقة، ويجعل المزاج بحالة أفضل.
  • الانضمام إلى مجموعات دعم الأشخاص الذين يعانون من الهلع، والتي تساعد الشخص على إدراك حقيقة أنه ليس الشخص الوحيد الذي يعاني من تلك المشكلة، فهذا بحد ذاته يحسن من قدرته على إدارة تلك النوبات بشكل جيد.
  • تناول وجبات منتظمة، وهذا من شأنه أن يساهم في تنظيم وتثبيت مستويات السكر في الدم.
  • اتباع أنماط العلاج السلوكي المعرفي لما لها من دور في تحديد وتغيير أنماط التفكير السلبية التي تزيد نوبات الهلع خطورة.
  • استخدام تقنية استرخاء العضلات، لأن ممارسة تلك التقنيات له دور فعال في ضبط نوبات الهلع والخوف والسيطرة على مساراتها، إضافة إلى ضبط استجابة الجسم لها، وعند ممارسة الاسترخاء فإن التركيز يكون في البداية على منح الأصابع الاسترخاء، ومن ثم كافة أجزاء الجسم بما في ذلك الرقبة والوجه تدريجياً، كما وينصح الدكتور النفسي بتخيل الأماكن الأكثر استرخاء في العالم بما فيها من المظاهر الخلابة والمريحة، والتركيز عليها.
  • أخذ نفس عميق مع العد لأربعة، وحبس النفس لعدة ثوان، ومن ثم إخراجه عن طريق الفم مع العد لأربعة أيضاً، وفي تلك الأثناء يشعر الشخص بدخول الهواء إلى الصدر ببطئ وخروجه أيضاً ببطئ، وتجدر الإشارة إلى أن التنفس بعمق يعد إحدى الطرق المستخدمة لعلاج فرط التنفس والتنفس السريع الذي قد يظهر على الشخص أثناء تعرضه لنوبة الهلع، ويتسبب بزيادة خوفه وهلعه.

#اضطراب الهلع #دكتور نفسي