الخوف من آراء الآخرين - اللودوكسوفوبيا

اللودوكسوفوبيا أو الخوف من الناس و آرائهم، إذ ينشأ الخوف من التعبير عن الآراء، والخوف من سماع آراء الآخرين كذلك.


يعيش الناس الذين يعانون من الخوف من الآراء في قلق دائم من سماع آراء الناس عنهم، وغالبا ما يدركون أن رهابهم لا أساس له وغير عقلاني، ومع ذلك فهم غير قادرين على التغلب عليه.


ونتيجة لذلك، يقيّدون أنفسهم بالعديد من القيود النفسية والاجتماعية، وقد يخشون آراء الآخرين منذ الطفولة، فليست مشكلة البالغين فقط، فحتى الأطفال الصغار يمكن أن يخشوا تلقّي آراء الآخرين وإبداء رأيهم.


عندما يصبح الخوف متأصلاً بعمق في وعيهم، يميلون إلى التوقف عن الإجابة عن الأسئلة أو المشاركة في أي نشاط اجتماعي، إذ يخافون من حكم الناس عليهم.


تندرج اللودوكسوفوبيا تحت فئة الفوبيات الاجتماعية النادرة وغير العادية. ولكن يمكن لهذا الخوف أن يعزل المريض كلياً عن الآخرين، ويعيق بشكل خاص حياة الشخص المهنية.



أسباب اللودوكسوفوبيا


في حين أن هناك العديد من الناس الذين يخشون التعبير عن رأيهم، فإن جزءًا صغيرًا منهم لا يريدون الاستماع إلى آراء الآخرين أيضاَ، فعادة ما يكون سبب اللودوكسوفوبيا رهابات اجتماعية أخرى، كالذكريات الأليمة والمشاعر السلبية المرتبطة بفترة الطفولة، قد يؤدي الحرص الزائد أو النقد المستمر للطفل إلى القمع المنتظم. كما أن الطفل المعتدى عليه أو المصاب بصدمات نفسية أكثر عرضة لتطور اللودوكسافوبيا.


عادة، الأشخاص الذين يعانون من الحساسية والخوف من الانتقاد والانتقام هم الأكثر عرضة للمعاناة من اللودوكسوفوبيا. ربما تعرضوا لانتقاد قاسي في المدرسة أو في العمل، مما يتسبب في استجابة اللوزة الدماغية، ويثير الذهن نفس الاستجابة مرارا وتكرارا عند التعرّض لمواقف مجهدة مماثلة، فالهدف منها هو حماية الفرد، الذي يحاول منع الاستجابة بعدم تلقّي الآراء أساسًا.


كما يمكن لوسائل الإعلام أيضا أن تثير الرهاب من الآراء. فيمكن أن يؤدي التعرّض للأخبار والصور والفيديو إلى حالة ذعر شديد لدى بعض الأفراد المضطربين.


بعض المسببات الأخرى لللودوكسوفوبيا تشمل العوامل الوراثية أو الجينية.



أعراض اللودوكسوفوبيا


يعاني المصاب من عدة أعراض، جسدية وعاطفية على حد سواء، فهم يخافون ببساطة من الاستماع لردود الفعل، إذ تتسبب حرفياً في نوبة فزع كاملة تشمل:


تعرّق كف اليد


تسارع معدل ضربات القلب، والتنفس السريع


الشعور بالغثيان


الشعور بالغضب عندما يتم سماع رأي مختلف - سواء كان جيدًا أو سيئًا


تجنب جميع المواقف التي قد تعرضهم


انعدام الأمن، عدم احترام الذات


بطبيعة الحال، قد يتم سحب هؤلاء الأشخاص اجتماعياً، وقد يكونون مكتئبين إلى حد يتجنبون فيه مواقف ضرورية في العمل، مما يؤثر سلباً على تقدمهم الوظيفي.



التغلب على الرهاب ومعالجتة


بمجرد معرفة السبب الجذري للودوكسوفوبيا، يمكن للمعالج أن يساعد الفرد في الحصول على استجابة أكثر عقلانية تجاه العوامل المسببة. ويتم ذلك عادة من خلال علاجات مثل العلاج بالحوار النفسي، والاستشارة، والعلاج الجماعي، وإزالة التحسس المنهجي، والتنويم المغناطيسي، وغيره.



ومع ذلك، فإن الجزء الأصعب من التغلب على اللودوكسوفوبيا هو أن الشخص عادة يرفض العلاج في المقام الأول، فيلعب أفراد العائلة دوراً حاسماً في مساعدته على العلاج.


يجب تشجيع المصاب على التعبير عن آرائه بينما يجب على المقربين منه توخي الحذر والتعبير عن آرائهم بلطف شديد مبالغ فيه إن أمكن، ويمكن القيام بتمارين صغيرة للتأكد من أن الشخص قادر على التعامل مع الآراء بجرعات صغيرة، ثم زيادة حدّة الآراء المطروحة حتى يصبح الشخص مستعدا وواثقاً بما فيه الكفاية للتعامل مع أطراف خارجية دون التعرض لنوبات الذعر.


غالباً ما تكون مدة علاج اللودوكسافوبيا طويلة، فيجب على المريض وأفراد أسرته أن يظهروا مستوى عالٍ من الصبر وأن يظلوا متفائلين طوال فترة العلاج. فيجب تضمين علاجات كالتأمل واليوغا وغيرها من العلاجات البديلة للعقل والجسم جنبا لجنب مع العلاج التقليدي، للتغلب على الخوف من رهاب اللودوكسافوبيا مرة واحدة وإلى الأبد.


إن كنت قد قرأت المقال كاملا، فأنت بلا شك غير مصاب بهذا الرهاب، ولكن إن كان أحد أفراد أسرتك أو معارفك يعاني منه فلا تتردد باستشارة أحد أخصائيينا النفسيين بالنقر هنا.

#طب نفسي #الخوف من الناس #أفضل طبيب نفسي #اللودوكسافوبيا